سقراط
يكاد يتفق جميع مؤرخي الفلسفة بان سقراط كان هو مؤسس الفلسفة الأخلاقية على انه من الصعب جدا ان نعرف بالتحديد موقف سقراط او رايه فهو لم يكتب شيئا ولم تخرج تعاليمه على ان تكون محادثات و تأثيرات شخصية و قد غمرتها الأساطير
حتي صرنا لانعلم مقدار صحة او خطأ تلك المحادثات السقراطية
الا ان المؤرخين يؤكدون ان سقراط هو مؤسس مدرسة اخلاقية فلسفية انتسب اليها كل من جاء من بعده من فلاسفة اخلاقيين حتى ظهور المسيحية
موقف سقراط من فلاسفة عصره
انقسم فلاسفة عصر سقراط الى فرقتين من الفلاسفة هما :
1-الميتافيزيقيون (الميتافيزيقية هي ارجاع نشأة الحياة و الكون الى قوة ما ورائية او وجود صانع لها )
و هؤلاء حاولوا ان يشرحوا حركات الكواكب و تكوين الأرض و تطور الأشياء و اتجه الكثير منهم في ارجاع
الأمور الى خلود الكون او ازليته
2-السوفاسطائيون :وجههم اختلاف المذاهب وتعارضها الى السؤال ان كان منشأ النقص و القصور يرجع الي ضعف التفكير الأنساني في الأستنباط العقلي وفي طرق البرهنة
ويمكن تلخيصها فانهم جدليون في كل شيء مثال محاولة تفسيرهم للعالم
(لاشيء موجود و ان كان هناك شيء ما فلاسبيل الى معرفته و لو عرفناه فليس بمقدورنا تعريف الأخرين به )
موقف سقراط
رفض سقراط منهج الأثنين و اتخذ طريقا وسطا فابتعد عن البحث عن العالم او اصل الكون
و ايضا ابتعد عما اسماه السوفسطائيون العلل الضرورية
و اخذ سقراط يبحث فيما متناول الأنسان لايحيد عن هذا فبحث في الصالح و الطالح
في الشرف و الوضاعة
في العدل و الظلم
في الحكمة و الجنون
في سمو النفس و صغرها
في الدولة ورجل الدولة
باختصار كان يبحث عن كل ما يفيد الأنسان في حياتة بعيدا عن جدل الماورائية
او جدل السوفسطائية
قيمة معرفة النفس عند سقراط :
راي سقراط ان الأنسان لا يمكنه ان يعيش الا اذا حقق القاعدة المكتوبة على معبد جزيرة دلفي (اعرف نفسك بنفسك )اذ انه يري اذا عرف الانسان نفسه فانه سيعرف بالضرورة ما يمكنه ان يفعله وما لايمكنه ان يفعله فاذا عرف فانه سيحصل على الضروري لحياته ويعيش سعيدا ويكون بمعزل عن الألم و اذا لم يعرف فانه لن يستطيع ان يستخدم مواهبه في الحياة وبالتالي لن يكون سعيدا
اراء سقراط في السعادة:
(لاريب ان بعض الناس ينغمس في السعادة مصادفة واولئك هم سعداء الحظ غير ان الحصول عليها باستخدام الذكاء و الأرادة هو عين الحكمة )
وهو يعرفها بانها حالة انسجام بين رغبات الأنسان و الظروف التي يوجد فيها
فكرة سقراط عن العدل
اشاد سقراط بالعدل و هو يري ان القوانين نوعان
1-قوانين مكتوبة وضعها الناس ليسود في المدينة السلام
2-قوانين غير مكتوبة وهي صادرة عن ارادة الألهة (لاحظ ان العصر الأغريقي كانوا يعبدون فيه الالهه كثيرا ) فا لأولى خاصة بزمن و اقليم معين و الثانية عامة لكل الأزمنة و الأمكنة مثل تقديس الألهة و احترام الأبناء للأباء و القانون الذي يحرم علي الأباء و المهات الزواج بابنائهم و علي الأبناء الزواج بمن كانوا السبب في حياتهم و هذة القوانين الأخلاقية الألهية يخضع لها العاقل و اما من يحيد عنها فينال جزاء ما صنعت يداه على ان العاقل ايضا يخضع للقوانين الأنسانية اذ ان الثورة عليها ليست الا هدما للمدينة التي نشأ بها الأنسان
بعض العبارات الشهيرة لسقراط
1-ليس للأنسان من غاية في الحياة الا السعادة
2-الفضائل هي طريق مباشر او غير مباشر لجعل الأنسان سعيدا
3-الأيمان مكمل للحياة الأخلاقية غير ان الأخلاق لا ترتكز على الأيمان وحدة اذ ان الحياة الأخلاقية هي الحياة التي ترتكز على الحكمة ولا يحياها الا من فهم حقيقة ما يريده و معرفة السبل الى هدفه