منتدى نجوم الونشريس
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
منتدى نجوم الونشريس
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
منتدى نجوم الونشريس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
المساهمة برقي المنتدى
اهلا وسهلا بزوار واعضاء منتدى نجوم الونشريس ******المنتدى بكم ولكم ****** ******المنتدى بحاجة الى مشرفين ولمن يخدمه******

 

 مناقب أم المؤمنين عائشة الصديقة رضي الله عنها

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
البروفوسور
مشرف
مشرف
avatar


عدد المساهمات : 140
نقاط : 228
تاريخ التسجيل : 10/10/2010
العمر : 58

مناقب أم المؤمنين عائشة الصديقة رضي الله عنها Empty
11102010
مُساهمةمناقب أم المؤمنين عائشة الصديقة رضي الله عنها

ذكر ما ورد في مناقب أم المؤمنين عائشة الصديقة رضي الله عنها
من كتاب الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين
( ابن عساكر )

هي عائشة أم عبد الله بنت أبي بكر الصديق كناها بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم
الحديث الثامن
أخبرنا عمي الإمام الحافظ أنا أبو عبد الله الفراوي وأخبرنا أستاذي الإمام أبو المعالي مسعود أنا أبو محمد بن عبد الجبار قالا أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البهيقي أنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا أحمد بن عبد الجبار نا يونس عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
( أريتك في المنام مرتين أرى أن رجلا يحملك في سرقة حرير فيقول هذه امرأتك فاكشف فأراك فأقول أن كان هذا من عند الله يمضه )
اتفق الأئمة على صحته فرواه أبو عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري ( 19 ب ) في صحيحه عن معلي عن وهيب بمعناه ورواه مسلم من حديث هشام أيضا
وقوله سرقة حرير بفتح الراء وهي الشقة ويمضه يتممه والله أعلم ومنام النبي صلى الله عليه وسلم بمنزلة الوحي
وقد روى مرسلا وأتم متنا من هذا وذلك فيما
أخبرنا عمي الإمام الحافظ رحمه الله قال قرأت علي بن أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الحسن الجوهري أنا أبو عمر ومحمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن حيوية أنا أبو الحسن أحمد بن معروف بن بشر الخشاب نا الحسين بن الفهم أنا أبو عبدالله محمد بن سعد كاتب الواقدي أنا محمد بن عمرو ونا عبد الواحد بن ميمون مولى عروة عن حبيب مولى عروة قال
( لما ماتت خديجة حزن عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم حزنا شديدا فبعث الله جبريل فأتاه بعائشة في مهد فقال يا رسول الله هذه تذهب ببعض حزنك وإن في هذه ( 20 أ ) خلفا من خديجة ثم ردها فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يختلف إلى بيت أبي بكر ويقول يا أم رومان استوصي بعائشة خيرا واحفظيني فيها فكان لعائشة بذلك منزلة عند أهلها لا يشعرون بأمر الله فيها فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما في بعض ما كان يأتيهم وكان لا يخطئه يوم واحد أن يأتي إلى بيت أبي بكر منذ أسلم إلى أن هاجر فيجد عائشة متسترة بباب دار أبي بكر تبكي بكاء حزينا فسألها فشكت إليه أمها وذكرت أنها تولع بها فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل على أم رومان فقال يا أم رومان ألم أوصيك بعائشة أن تحفظيني فيها فقالت يا رسول الله إنها بلغت الصديق عنا فأغضبته علينا فقال
النبي صلى الله عليه وسلم وإن فعلت قالت أم رومان لاجرم لا سؤتها أبدا وكانت عائشة ولدت السنة الرابعة ( 20 ب ) من النبوة في أولها ) )
هذا حديث مرسل من حديث حبيب مولى عروة بن الزبير رواه إبن سعد عنه في طبقاته ولا يقول هذا والله أعلم إلا عن إخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم لأنه لم يكن حاضرا وقت تزويج عائشة فكيف قبله ولأن فيه إخبارا عن جبريل وذلك لا اطلاع له ولا لغيره عليه سوى النبي صلى الله عليه وسلم وهذا قبل نزول آيه الحجاب لأنها نزلت بعد مهاجره إلى المدينة لما أشار عليه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عليه بذلك والله أعلم

الحديث التاسع
حديث الإفك
أخبرنا عمي الإمام الحافظ أبو القاسم رحمه الله أنا أبو عبدالله محمد بن الفضل الفراوي أنا الشيخ أبو الحسين عبدالغافر بن محمد الفارسي أنا أبو أحمد محمد بن عيسى الجلودي ( 21 أ ) أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان نا أبو الحسين مسلم بن الحجاج نا حبان بن موسى أنا عبدالله بن المبارك أنا يونس بن يزيد الأيلي
ح وحدثناإسحاق بن إبراهيم الحنظلي ومحمد بن رافع وعبد بن حميد قال ابن رافع نا وقال الآخران أنا عبدالرزاق أنا معمر والسياق لحديث معمر من رواية عبد وابن رافع قال يونس ومعمر جميعا عن الزهري أخبرني سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبدالله بن عتبة بن مسعود عن حديث عائشة زوج النبي صلى الله عليها وسلم حين قال فيها أهل الإفك ما قالوا فبرأها الله وكلهم حدثني طائفة من حديثها وبعضهم كان أوعى لحديثها من بعض وأثبت اقتصاصا وقد وعيت عن كل واحد منهم الحديث الذي حدثني ( 21 ب ) وبعض حديثهم يصدق بعضا ذكروا ( أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج سفرا أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها رسول الله صلى الله عليه وسلم معه قالت عائشة رضي الله عنها فأقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج فيها سهمي فخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك بعدما أنزل الحجاب فأنا أحمل في هودجي وأنزل فيه مسيرنا حتى إذا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة وقفل ودنونا من المدينة آذن ليلة بالرحيل فقمت حين آذنوا بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش فلما قضيت من شأني أقبلت إلى الرحيل فلمست صدري ( 22 أ ) فإذا عقدي من جزع ظفار قد انقطع فرجعت فالتمست عقدي فحبسني ابتغاؤه وأقبل الرهط كانوا يرحلون بي فحملوا هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنت أركب وهم يحسبون أني فيه قالت وكانت النساء إذ ذاك خفافا لم يهبلن ولم يغشهن اللحم إنما يأكلن العلقة من الطعام ولم يستنكر القوم ثقل الهودج حين رحلوه ورفعوه وكنت جارية حديثة السن فبعثوا الجمل وساروا ووجدت عقدي بعدما استمر الجيش فجئت منازلهم وليس بها داع ولا مجيب فتيممت منزلي الذي كنت فيه وظننت أن القوم سيفقدوني فيرجعون إلى فبينا أنا جالسة في منزلي غلبتني عيني فنمت وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني قد عرس من وراء الجيش ( 22 ب ) فأدلج فأصبح عند منزلي فرأى سواد إنسان نائم فأتاني فعرفني حين رآني وقد كان يراني قبل أن يضرب الحجاب ( علي ) فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني فخمرت وجهي بجلبابي والله ما يكلمني كلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه حتى أناخ راحلته فوطيء على يدها فركبتها فأنطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش بعدما نزلوا موغرين في نحر الظهيرة فهلك من هلك في شأني وكان الذي تولى كبره عبد الله بن أبي ابن سلول فقدمنا المدينة فاشتكيت حين قدمنا المدينة شهرا والناس يفيضون في قول أهل الإفك ولا أشعر بشيء من ذلك وهو يريبني في وجعي ( 23 أ ) أني لا أعرف من رسول الله صلى الله عليه وسلم اللطف الذي كنت أرى منه حين أشتكي إنما يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسلم ثم يقول كيف تيكم فذاك يريبني ولا أشعر بالشر حتى خرجت بعدما نقهت وخرجت معي أم مسطح قبل المناصع وهو متبرزنا ولا نخرج إلا ليلا إلى ليل وذاك قبل أن نتخذ الكنف قريبا من بيوتنا وأمرنا أمر العرب الأول في التنزه وكنا نتأذى بالكنف أن نتخذها عند بيوتنا فانطلقت أنا وأم مسطح وهي بنت أبي رهم بن المطلب بن مناف وأمها ابنة صخر بن عامر خاله أبي بكر الصديق وابنها مسطح بن أثاثة بن عباد ( بن المطلب ) فأقبلت أنا وبنت أبي رهم قبل بيتي حين فرغنا من شأننا ( 23 ب ) فعثرت أم مسطح في مرطها فقالت تعس مسطح فقلت لها بئس ما قلت أتسبين رجلا شهد بدرا قالت أي هنتاه أولم تسمعي ما قال قلت وماذا قال قالت فأخبرتني بقول أهل الإفك فازددت مرضا إلى مرضي فلما رجعت إلى بيتي دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال كيف تيكم قلت أتأذن لي أن أتي أبوي قالت وأنا حينئذ أريد أن أتيقن الخبر من قبلهما فأذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت أبوي فقلت لأمي يا أماه ما يتحدث الناس قالت يا بنية هوني عليك فو الله لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر إلا كثرن عليها قالت قلت سبحان الله وقد تحدث الناس ( 24 أ ) بهذا فبكيت تلك الليلة حتى أصبحت لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم ثم أصبحت أبكي ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد حين استلبث الوحي يستشيرهما في فراق أهله قالت فأما أسامة بن زيد فأشار على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذي يعلمه من براءة أهله و بالذي يعلم في نفسه لهم من الود فقال يا رسول الله هم أهلك ولا نعلم إلا خيرا وأما علي بن أبي طالب فقال لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثر وإن تسأل الجارية تصدقك قال فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة فقال أي بريرة هل رأيت من شيء يريبك من عائشة قالت له بريرة والذي بعثك بالحق إن رأيت عليها أمرا قط أغمضه عليها أكثر من أنها ( 24 ب ) جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتأتي الداجن فتأكله قالت فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فاستعذر من عبد الله بن أبي سلول قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغ أذاه في أهل بيتي فو الله ما علمت على أهلي إلا خيرا ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا وما كان يدخل على أهلي إلا معي فقام سعد بن معاذ الأنصاري فقال أنا أعذرك منه يا رسول الله إن كان من الأوس ضربنا عنقه وإن كان من إخواننا الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك قالت فقام سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج وكان رجلا صالحا ولكن اجتهلته الحمية فقال لسعد بن معاذ ( كذبت ) لعمر الله لا تقتله ولا تقدر على قتله فقام أسيد بن حضير وهو ابن عم سعد بن معاذ فقال لسعد ( 25 أ ) بن عبادة كذبت لعمر الله لنقتله فإنك منافق تجادل عن المنافقين فثار الحيان الأوس والخزرج حتى هموا أن يقتتلوا ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على المنبر فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخفضهم حتى سكتوا وسكت قالت فبكيت يومي ذلك لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم ( ثم بكيت ليلتي المقبلة لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم ) وأبواي يظنان أن البكاء فالق كبدي فبيناهما جالسان عندي وأنا أبكي استأذنت على امرأة من الأنصار فأذنت لها فجلست تبكي قالت فبينا نحن على ذلك دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم ثم جلس قالت ولم يجلس عندي منذ قيل في ما قيل ولقد لبث شهرا لا يوحى إليه في شأني بشيء قالت فتشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جلس ثم قال أما بعد يا عائشة فإنه بلغني عنك كذا وكذا فإن كنت بريئة ( 25 ب ) فسيبرئك الله وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه فإن العبد إذا اعترف بذنب ثم تاب تاب الله عليه قالت فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة فقلت لأبي أجب ( عني ) رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال فقال والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت لأمي أجيبي عني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت ما لله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ كثيرا من القرآن إني والله لقد عرفت أنكم سمعتم بهذا حتى استقر في أنفسكم وصدقتم به فإن قلت لكم إني بريئة والله يعلم أني بريئة لا تصدقوني بذلك ولئن اعترفت لكم بأمر والله يعلم أني بريئة لتصدقوني ( 26 أ ) وإني والله ما أجد لي ولكم مثلا إلا كما قال يوسف فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون قالت ثم تحولت فاضجعت على فراشي قالت وأنا والله حينئذ أعلم أني بريئة وأن الله مبرئي ببراءة ولكن والله ما كنت أظن أن ينزل في شأني وحي يتلى ولشأني كان أحقر في نفسي من أن يتكلم الله في بوحي يتلى ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم رؤيا يبرئني الله بها قالت فو الله مارام رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسه ولا خرج من أهل البيت أحد حتى أنزل الله على نبيه فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء عند الوحي جتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق في اليوم الشات من ثقل القول الذي أنزل عليه قالت فلما سرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يضحك فكان أول ( 26 ب ) كلمة تكلم بها أن قال أبشري يا عائشة أما الله فقد برأك فقالت أمي قومي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا الله هو الذي أنزل براءتي قالت فأنزل الله إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم عشر آيات فأنزل الله في هذه الآيات براءتي قالت فقال أبو بكر وكان ينفق على مسطح لقرآبته منه وفقره والله لا أنفق عليه شيئا أبدا بعد الذي قال في عائشة فأنزل الله تعالى ولا يأتل أولوا الفضل منكم إلى قوله ألا تحبون أن يغفر الله لكم قال حبان بن موسى قال عبد الله بن المبارك هذه أرجى آية في كتاب الله فقال أبو بكر إني لأحب أن يغفر الله لي فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه وقال لا أنزعها منه أبدا قالت عائشة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل ( 27 أ ) زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن أمري قال ما علمت أو ما رأيت فقالت يا رسول الله أحمي سمعي وبصري والله ما علمت إلا خيرا قالت عائشة وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فعصمها الله بالورع وطفقت أختها حمنة بنت جحش تحارب لها فهلكت فيمن هلك 0
قال الزهري فهذا ما انتهى إلينا من أمر هؤلاء الرهط وقال في حديث يونس احتملته الحمية
هذا حديث صحيح من حديث أبي بكر محمد بن مسلم بن شهاب الزهري كان كبير القدر وافر العلم عن سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وهم من الفقهاء السبعة ومن حديث علقمة بن وقاص كلهم عن أم المؤمنين الصديقة رضي الله عنها رواه البخاري في صحيحه عن عبد العزيز بن عبد الله عن إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب قال البخاري ( 27 ب ) وكان ذلك في غزوة بني المصطلق وتعرف بغزوة المريسيع وهي قبل غزوة الحديبية فالله أعلم
الحديث العاشر
أخبرنا عمي الإمام الحافظ أبو القاسم رحمة الله عليه قال قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الحسن الجوهري أنا ابن حيوية أنا ابن معروف أحمد أنا أبو علي الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد أنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس حدثني سليمان بن بلال عن أسامة بن زيد الليثي عن أبي سلمة بن الماجشون عن أبي محمد مولى الغفاريين أن عائشة قالت
( قلت للنبي صلى الله عليه وسلم من أزواجك في الجنة قال أنت منهن )
هذا حديث حسن من حديث أبي سلمة يوسف بن يعقوب بن عبد الله الماجشون روى عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أخرج البخاري عنه في الصحيح ( 28 أ ) في الوكالة وغيرها وقد صح عن عمار بن ياسر أنه قال
( إنها زوجته في الدنيا والآخرة )
ولا يظن به أن يتقلد هذا القول إلا بعد العلم اليقين بإخبار النبي صلى الله عليه وسلم له وذلك فيما
أخبرنا أستاذي الإمام قطب الدين أنا أبو محمد البهيقي أنا أبو بكر البهيقي أنا أبو عبد الله الحافظ أنا أحمد بن جعفرالقطيعي نا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي نا محمد بن جعفر نا شعبة عن الحكم قال سمعت أبا وائل قال
( لما بعث علي عمارا والحسن إلى الكوفة ليستنفرهم خطب عمار فقال
إني لأعلم أنها زوجته في الدنيا والآخرة ولكن الله ابتلاكم لتتبعوه أو إياها )
هذا حديث صحيح من حديث أبي اليقظان عمار بن ياسر مولى بني مخزوم صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل في صفين وكان مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه
رواه البخاري في صحيحه عن محمد بن بشار ( 28 ب ) عن غندر عن شعبة هكذا ورواه الإمام أبو عبد الله أحمد بن حنبل الشيباني الفقيه الزاهد إمام الحديث وناقده أحد الأئمة الأربعة رضي الله عنهم أجمعين

الحديث الحادي عشر
وبالإسناد قال أبو بكر البهيقي أنا أبو عبد الله الحافظ أنا ابو بكر محمد بن عبد الله بن الجنيد نا أحمد بن نصر نا أبو نعيم الفضل بن دكين نا عبد الجبار بن الورد عن عمار الدهني عن سالم بن أبي الجعد عن أم سلمة قالت
( ذكر النبي صلى الله عليه وسلم خروج بعض أمهات المؤمنين وضحكت عائشة فقال لها انظري يا حميراء أن لا تكوني أنت ثم التفت إلى علي وقال يا علي إن وليت من أمرها شيئا فارفق بها )
هذا حديث حسن من رواية أم سلمة هند زوجة النبي صلى الله عليه وسلم
وقد روى عن حذيفة بن اليمان أنه أخبر أبا الطفيل بمسير إحدى زوجات 29 أ ) النبي صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين في كتيبة وحذيفة مات قبل مسيرها والغالب أنه لا يقوله إلا عن سماع
وفي هذا الحديث دلالة على صحة نبوته صلى الله عليه وسلم فيما أخبر أنه سيكون فكان كما قال وذلك دليل على صدقه فيما أخبر عنه من أمور الآخرة والله أعلم

الحديث الثاني عشر
وبالإسناد أنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا محمد بن إسحاق لصفاني نا أبو نعيم نا عبد الجبار بن العباس الشيباني عن عطاء بن السائب عن عمر بن الهجنع عن أبي بكرة قال
( قيل له ما منعك أن لا تكون قاتلت على بصيرتك يوم الجمل قال سمعت رسول الله صلى الله عليه سلم يقول
( يخرج قوم هلكى قائدهم امرأة قائدهم في الجنة )
أبو بكر هذا نفيع بن الحارث ثقفي له صحبه روى عنه جماعة من التابعين وفي هذا الحديث دلالة على أنها لا تدخل النار وليست بكافرة بمقاتلة علي رضي الله عنه ( 29 ب ) كما زعمت الرافضة وفيه دليل على نبوة النبي صلى الله عليه وسلم
الحديث الثالث عشر
وبالإسناد نا ابن سعد أنا محمد بن يزيد الواسطي نا مجالد بن سعيد عن عامر الشعبي عن مسروق قال قالت لي عائشة
لقد رأيت جبريل واقفا في حجرتي هذه على فرس ورسول الله صلى الله عليه وسلم يناجيه فلما دخل قلت يا رسول الله من هذا الذي رأيتك تناجيه قال وهل رأيته قلت نعم قال فبم شبهته قلت بدحية الكلبي قال لقد رأيت خيرا كثيرا ذاك جبريل قالت فما لبث إلا يسيرا حتى قال يا عائشة هذا جبريل يقرأ عليك السلام قلت وعليه السلام جزاه الله من دخيل خيرا
هذا حديث حسن من حديث أبي عائشة مسروق بن عبد الرحمن الأجدع الهمداني الكوفي سمع ( 30 أ ) عمر بن الخطاب وعليا رضي الله عنهما روى عنه أبو وائل والشعبي أخرجه البخاري وقال فيه يا عائش
الحديث الرابع عشر
وبالإسناد نا محمد بن سعد نا معمر عن الزهري عن محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن عائشة قالت
أرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذنت ورسول الله صلى الله عليه وسلم مع عائشة في مرطها فأذن لها فدخلت فقالت يا رسول الله إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أي بنية أليس تحبين ما أحب قالت بلى يا رسول الله قال فأحبي هذه لعائشة
وفي الحديث طول أنا اختصرته
هذا حديث حسن من حديث أبي بكر محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي ويقال كنيته أبو عبد الرحمن سمع عائشة وأبا هريرة روى عنه الشعبي والزهري
وفيه من الفقه ( 30 ب ) أن الزوج إذا أحب زوجة له دون غيرها وزاد في كرامتها لا جناح عليه ولا يستحققن التسوية إلا في القسم لا غير

الحديث الخامس عشر
وبالإسناد نا ابن سعد نا عبد الله بن أبي يحيى عن عوف بن الحارث قال حدثتني رميثه قالت سمعت أم سلمة تقول
كلمني صواحبي أن أكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت أم سلمة وأم حبيبة بنت أبي سفيان وزينب بنت خزيمة وجويرية بنت الحارث وميمونة بنت جحش في الجانب الشامي وكانت عائشة وصفية وسودة في الشق الآخر فقالت أم سلمة فكلمني صواحبي فقلن كلمي رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الناس يهدون إليه في بيت عائشة ونحن نحب ما تحب فيصرفون إليه هديتهم حيث كان قالت أم سلمة فلما دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت يا رسول الله إن صواحبي قد أمرنني أن أكلمك تأمر الناس أن يهدوا إليك حيث كنت وقلن إنا نحب ما تحب عائشة ( 31 أ ) قالت فلم يجبني فسألنني فقلت لم يرد علي شيئا فلما كانت الثالثة عدت إليه فقال ( لا تؤذيني في عائشة فإن الوحي لم ينزل علي في لحاف واحد منكن غير عائشة )
هذا حديث صحيح متفق على صحته رواه البخاري مختصرا عن عبد الله بن عبد الوهاب عن حماد عن هشام أبي المنذر عن عروة بن الزبير وفيه قال عروة
كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة قالت عائشة واجتمع صواحبي إلى أم سلمة فذكره
و أما كون أم سلمة هي المتكلمة عنهن فلأن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لها بذهاب غيرتها وذهبت الغيرة عنها رضي الله عنهن أجمعين

الحديث السادس عشر
وبالإسناد نا ابن سعد حدثني حاتم بن إسماعيل عن جعفر بن محمد عن أبيه قال
( لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي توفي فيه قال أين أنا غدا قالوا عند فلانه قال أين أنا بعد غد قالوا عند فلانه قال فعرف أزواجه أنه يريد ( 31 ب ) عائشة رضي الله عنها فقلن يا رسول الله قد وهبنا أيامنا لأختنا عائشة )
هذا حديث صحيح متفق على صحته روى معناه بألفاظ مختلفة أخرجه البخاري في صحيحه
الحديث السابع عشر
أخبرني عمي الإمام الحافظ رحمه الله أنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو عبد الله محمد الخبازي وأبو سهيل الحفصي قالا أنا أبو محمد الكشميهني أنا أبو عبد الله الفربري حدثنا الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري حدثني محمد بن عبيد نا عيسى بن يونس عن عمر بن سعيد أخبرني ابن أبي مليكة أن أبا عمرو ذكوان مولى عائشة أخبره أن عائشة كانت تقول
( إن من نعم الله ( علي ) أن رسول الله توفي في بيتي وفي يومي وبين سحري ونحري وأن الله جمع بين ريقه وريقي عند موته دخل علي عبد الرحمن وبيده السواك وأنا مسندة رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيته ( 32 أ ) ينظر إليه وعرفت أنه يحب السواك فقلت آخذه لك فأشار برأسه أن نعم فتناولته فاشتد عليه وجعه وقلت الينه لك فأشار برأسه أن نعم فلينته فأمره وبين يديه ركوة أو عليه يشك عمر فيها فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بهما وجهه يقول لا إله إلا الله إن للموت سكرات ثم نصب يده فجعل يقول في الرفيق الأعلى حتى قبض ومالت يده صلى الله عليه وسلم )
هذا حديث صحيح من حديث أبي بكر عبد الله بن أبي مليكة القرشي من كبار التابعين سمع ابن عباس وابن عمر وعائشة وقد أخرجه البخاري من طريق أخرى عن سليمان بن بلال عن هشام بن عروة وذكر رزين في مجموع الصحاح
والسحر الرئة تعني موضع الرئة يقال انتفخ سحره وقال صاحب المجمل السحر ما لصق بالحلقوم والمري من أعلى البطن
ورواه البخاري أيضا فقال
بين حاقنتي وذاقنتي
قال أبو عمرو الحاقنة النقرة بين الترقوة وحبل العاتق والذاقنة ( 32 ب ) طرف الحلقوم وقال غيره الحاقنة المطمئن بين الرقوة والحلق والذاقنة نقرة الذقن
الحديث الثامن عشر
أخبرنا عمي الإمام الحافظ أبو القاسم رحمه الله قال قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمود الجوهري إجازة ( ح )
وأنبأنا عمي الإمام الصائن رحمه الله أنا أبو طالب عبد القادر بن يوسف البغدادي أنا الجوهري أنا ابن حيوية أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد أنا حجاج بن نصير نا عيسى بن ميمون عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت
فضلت على نساء النبي صلى الله عليه وسلم بعشر قيل ما هن يا أم المؤمنين قالت لم ينكح بكرا قط غيري ولم ينكح امرأة أبواها مهاجران غيري وأنزل الله براءتي من السماء وجاءه جبريل بصورتي من السماء في حريرة وقال تزوجها فإنها امرأتك وكنت اغتسل أنا وهو في إناء واحد ولم يكن يصنع ذلك بأحد من نسائه غيري ( 33 أ ) وكان يصلي وأنا معترضة بين يديه ولم يكن يفعل ذلك بأحد من نسائه غيري وكان ينزل عليه الوحي وهو معي ولم يكن ينزل عليه وهو مع أحد من نسائه غيري وقبض الله روحه وهو بين سحري ونحري ومات في الليلة التي كان يدور علي فيها ودفن في بيتي
هذا حديث حسن من حديث أبي محمد ويقال أبو عبد الرحمن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه
وقد صح أن عائشة رضي الله عنها خصا بهذه الأشياء ذلك وورد في الصحاح نعم روى بعض الأحاديث أنه أغتسل وأم سلمة من إناء واحد وكلاهما يحمل على الغالب ويكون ذلك مع أم سلمة مرة واحدة لا متكررا جمعا بين الروايتين والله أعلم

الحديث التاسع عشر
أخبرنا أستاذي الإمام قطب الدين أبو المعالي رحمه الله ( 33 ب ) أنا عبد الجبار البيهقي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو سعيد عثمان بن عبدوس بن محفوظ الفقيه الجزروذي وأبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي نا أبو محمد يحيى بن منصور نا جعفر بن محمد بن الحسين
( ح ) قال أبو بكر البيهقي وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد نا إبراهيم بن إسحاق السراج قالا نا يحيى ين يحيى أنا سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد قال سمعت القاسم بن محمد يقول
قالت عائشة وارأساه فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاك لو كان وأنا حي فأستغفر لك وأدعو لك قالت عائشة واثكلياه والله إني لأظنك تحب موتي ولو كان ذلك لظللت آخر يومك معرسا ببعض أزواجك فقال رسول الله صلى اله عليه وسلم بل أنا وارأساه لقد هممت أن أرسل إلى أبي بكر وابنه و أعهد أن يقول القائلون أو يتمنى المتمنيون فقلت يأبي الله ويدفع المؤمنون أو يدفع الله ويأبى المؤمنون
34 - أ ) هذا حديث صحيح من حديث أبي محمد القاسم عن عمته أم المؤمنين وثابت من رواية أبي سعيد يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو بن سهيل
أخرجه البخاري في صحيحه عن يحيى بن يحيى وقال
يأبى الله ويدفع المؤمنون

وأخرج مسلم أيضا قوله صلى الله عليه وسلم
( ادعي لي أباك أو أخاك حتى أكتب كتابا فإني أخاف أن يتمنى متمن أو يقول قائل ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر )
ولا يسوغ لأحد أن يطعن في هذا الحديث ويقول لو كان ذلك صحيحا لنقله غير عائشة كغيره من الأحاديث فنقول السبب في أن غير عائشة لم ينقل هذا ولا مثله أن ذلك كان في حال مرضه وانقطاعه في بيت عائشة رضي الله عنها كما قيل إنه لم يشهد وفاته صلى الله عليه وسلم غيرها والملائكة وقد أظهر الله صدقها ومعجزة نبيه بكونه أخبر عن شيء لم يكن فكان كما أخبر وفي هذا دليل على جواز العهد للخلفاء أعاذنا الله من الطعن في أئمة وأمهات المؤمنين وبالله العون والتوفيق
الحديث العشرون
( 34 ب ) وبالإسناد أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو الحسن علي بن محمد المقريء أنا الحسن بن محمد بن إسحاق نا يوسف بن يعقوب القاضي نا محمد بن أبي بكر نا مرحوم بن عبد العزيز نا أبو عمران الجوني عن يزيد بن بابنوس أنه أتى عائشة فقالت
( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مر بحجرتي ألقى إلي الكلمة يقر بها عيني فمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتكلم فعصبت رأسي ونمت على فراشي فمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال مالك يا عائشة فقلت اشتكي رأسي فقال بل أنا وارأساه أنا الذي أشتكي رأسي وذلك حين أخبره جبريل أنه مقبوض فلبثت أياما وجيء به يحمل في كساء بين أربعة فأدخل علي فقال يا عائشة أرسلي إلي النسوة فلما جئن قال إني لا استطيع ( 35 أ ) أن أختلف بينكن فأذن لي فأكون في بيت عائشة قلن نعم فرأيته يحمر وجه ويعرق ولم أكن رأيت ميتا قط فقال أقعديني فأسندته إلي ووضعت يدي عليه فقبلت رأسه فرفعت يدي عنه وظننت أنه يريد أن يصيب من رأسي فوقعت من فيه نقطة باردة علي ترقوتي أو صدري ثم مال فسقط على الفراش فسجيته بثوب ولم أكن رأيت ميتا قط فعرفت الموت بغيره فجاء عمر يستأذن ومعه المغيرة بن شعبة فأذنت لهما ومددت الحجاب فقال عمر يا عائشة ما لنبي الله صلى الله عليه وسلم قلت غشي عليه منذ ساعة فكشف عن وجهه فقال واغماه إن هذا لهو الغم ثم غطاه ولم يتكلم المغيرة فلما بلغ عند الباب قال المغيرة مات رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عمر فقال عمر كذبت ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يموت حتى يأمر بقتال المنافقين بل أنت تحوشك فتنة ( 35 ب ) فجاء أبو بكر فقال ما لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا عائشة قلت غشي عليه منذ ساعة فكشف عن وجهه فوضع فمه بين عينيه ووضع يديه على صدغيه وقال وانبياه واصفياه واخليلاه صدق الله ورسوله إنك ميت وإنهم ميتون وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون كل نفس ذائقة الموت ثم غطاه وخرج إلى الناس وقال أيها الناس هل مع أحد منكم عهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا لا قال من كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ومن كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ثم قال إنك ميت وإنهم ميتون وقوله كل نفس ذائقة الموت فقال عمر أفي كتاب الله ( هذا ) يا أبا بكر قال نعم قال عمر هذا أبو بكر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار وثاني اثنين فبايعوه فحينئذ بايعوه )
هذا حديث حسن أخرج البخاري قصة البيعة بمعنى هذا ( 36 أ ) عن إسماعيل بن عبد الله عن سليمان بن بلال عن هشام ( بن عروة ) عن أبيه عن عائشة ورواها أيضا من وجه آخر عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها وفي رواية البخاري عن أبي بكير
قال عمر كأني لم أسمع تلك الآيات ولا أحد من الصحابة قبل ذلك
وأبو عمران اسمه عبد الملك بن حبيب الجوني تابعي سمع أنسا وعبادة بن الصامت وروى عنه حماد بن زيد وجعفر بن سليمان

الحديث الحادي والعشرون
أخبرنا عمي الإمام الحافظ رحمه الله أنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن لولو أنا عبد الله محمد بن إبراهيم بن أبان السراج أنا بشار بن موسى الخفاف نا خالد بن عبد الله نا خالد الحذاء قال سمعت أبا عثمان النهدي يقول
( كان عمرو بن العاص جالسا يحدث الناس عن جيش السلاسل قال قلت يا رسول الله ( 36 ب ) أي الناس أحب إليك قال عائشة قلت من الرجال قال أبوها أبو بكر قلت ثم من قال عمر بن الخطاب قلت ثم من قال فعد لي رجالا )
هذا حديث صحيح من حديث أبي عبد الله عمرو بن العاص بن وائل بن هشام السهمي القرشي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان كبير القدر كثير الحزم والتدبير
رواه البخاري في صحيحه عن ( معلي ) بن أسد عن عبد العزيز عن خالد هكذا ورواه مسلم في صحيحه عن يحيى بن يحيى عن خالد أيضا طريق ووقع إلي من طريق الباغندي وزاد فيه
( أي الناس أحب إليك حتى أحبه )
وفي هذا إشارة إلى أن من أحب إنسانا أحب ما يحبه
وقوله بعد ذكر عائشة إنما أعني من الرجال فليس ذلك بإعراض عن عائشة ( 37 أ ) ولا لقدح فيها وإنما الصحابة كانوا يعرفون أنها أحب الناس إليه ولهذا كانوا يسمونها حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا يتحرون بهدايهم يوم عائشة كما ذكرناه وإنما سأل ليعرف حال جماعة كان بعض الناس يشكون في تفضيل بعضهم على بعض والله أعلم

الحديث الثاني والعشرون
أخبرنا عمي الحافظ رحمه الله أنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل الفضيلي بقراءتي عليه بهراة أنا أبو مضر محلم بن إسماعيل بن مضر بن إسماعيل الضبي قراءة عليه وأنا أسمع في سنة سبع وخمسين وأربع مئة بهراة أنا أبو سعيد الخليل بن أحمد بن محمد بن الخليل بن موسى بن عبد الله القاضي السجزي قراءة عليه بهراة وأنا أسمع نا أبو العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي نا أبو رجاء قتيبة بن سعيد ( 37 ب ) نا عبد العزيز عن عبد الله بن عبد الرحمن عن أنس مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
( فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على الطعام )
هذا حديث صحيح رواه البخاري بزيادة عن آدم عن شعبة عن عمرو بن مرة عن أبيه عن أبي موسى الأشعري رواه مسلم أيضا عن أبي بكر بن أبي شيبة عن وكيع عن شعبة ورواه رزين في مجموع الصحاح وزاد فيه جملة
( كمل ) من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا أربع فاطمة بنت محمد وخديجة بنت خويلد وآسية إمرأة فرعون ومريم ابنة عمران )
وفي هذا فضيلة سنية لعائشة لأنه شبهها بأفضل طعام العرب وأكثر تغدية من غيره ولهذا قيل ( من الكامل )

عمرو العلا هشم الثريد لقومه ... ورجال مكة مسنتون عجاف ...
الحديث الثالث والعشرون
أخبرنا عمي الإمام الحافظ رحمة الله أنا أبو بكر محمد بن الحسين ( 38 أ ) بن علي الفرضي المقريء المعروف بابن المرزفي بقراءتي عليه في رجب سنة إحدى وعشرين وخمسة مئة أنا الشريف أبو الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون أناأبو القاسم عبيدالله بن محمد بن سليمان بن حبابة ناأبوالقاسم عبدالله بن محمد نا سليمان بن عمرو نا بقية عن يزيد بن أيهم عن يزيد ين شريح عن عائشة قالت
( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غضب على عائشة وضع يده على منكبها فقال اللهم اغفر لها ذنبها وأذهب غيظ قلبها واعذها من مضلات الفتن )
هذا حديث صحيح حسن من حديث بقية بن الوليد
وقوله إذا غضب على عائشة يحتمل أن يكون من قول الراوي وقد رواه بمعنى ما سمعه منها والله أعلم الحديث الرابع والعشرون
أخبرنا الشيخ الأمين أب والمعالي عبد الله بن عبد الرحمن بن صابر أنا الشريف النسيب أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني خطيب دمشق أنا أبو الحسين محمد بن عبد الرحمن بن عثمان رضي الله عنه ( 38 ب ) في سنة أربع وأربعين وأربع مئة قال قريء على القاضي يوسف القاسم بن يوسف الميانجي
وأنا حاضر أسمع قيل له أخبركم أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي نا أبو موسى نا سهل بن حماد أبو عتاب الدلال نا مختار بن نافع التميمي عن أبي حيان عن أبيه عن علي رضي الله عنه قال قال ( لي ) رسول الله صلى الله عليه وسلم
( رحم الله أبا بكر زوجني ابنته وحملني إلى دار الهجرة وأعتق بلال من ماله رحم الله عمر يقول الحق وإن كان مرا تركه الحق ( و ) ماله من صديق رحم الله عثمان تستحييه الملائكة رحم الله عليا اللهم أدر الحق معه حيث دار )
هذا حديث حسن صحيح من حديث أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب الفارس المقدم والإمام المكرم له المناقب الشريفة والمكارم المنيفة فضائله لا تحد ومعاليه لا تعد أسلم قبل أن يبلغ الحلم قيل كان ابن عشر سنين وقيل ست سنين وقيل غير ذلك وبارز يوم خيبر وأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم قال
39 - ( سأعطي أ ) الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله )
مات قتيلا شهيدا في شهر رمضان سنة وأربعين من الهجرة
وهذا الحديث دليل فضل أبي بكر رضي الله عنه وفيه أيضا فضل عائشة لأنه جعل له المنة عليه بسببها والله أعلم
الحديث الخامس والعشرون
أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم رحمه الله قال أنا أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين القرشي وأبو الفتح المختار بن عبد الحميد البوسنجيان وأبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفق والأمير أبو عمر ومحمد بن محمد بن القاسم القرشي قالوا أنا أبو الحسن عبدالرحمن بن محمد بن المظفر الداودي البوسنجي قراءة عليه أنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حموية السرخسي نا أبو إسحاق إبراهيم بن خزيم الشاشي أنا أبو محمد عبد بن حميد حدثني محمد بن الفضيل نا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس
أن رجلا فارسيا كان جار النبي صلى الله عليه وسلم ( 39 ب ) وكانت مرقته أطيب شيء ريحا فصنع طعاما ثم جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فدعاه وعائشة إلى جنبه فأومأ إليه أن تعال قال وهذه معي وأشار الى عائشة فقال لا ثم أشار إليه الثانية فقال وهذه معي قال لا ثم أشار إليه فقال نعم فذهبت عائشة
كذا في الأصل وقد سقط منه ذكر الثالثة والإشارة إلى عائشة ولا بد منه
هذا حديث حسن من حديث أبي حمزة أنس بن مالك الأنصاري
وهذا الحديث يحتمل أن يكون قبل نزول الحجاب ويحتمل أن يكون بعده وهو الأشبه لأنه قال أومأ إليه معناه أنه لم يقترب منه وإن دنا منه فقد تكون عائشة رضي الله عنها مستترة وهي إلى جنبه وقد عرفها بالإشارة إليها وإذا هكذا فيكون قول الفارسي لا في المرتين رغبة منه في أن يواكل النبي صلى الله عليه وسلم لأنه قد نقل
من أكل مع مغفور له غفر له
فأراد أن لا ( 40 أ ) يحرم نفسه ذلك وخشي أنها إن كانت معه لا يقدر على مواكلته لابخلا على عائشة به وكيف يظن ذلك وهم كانوا يتحرون بهداياهم يوم عائشة كما تقدم طلبا لرضاه صلى الله عليه وسلم فلما علم الفارسي جده في أكلها معه أذن له في الثالثة لأن لا يحرم بركة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأكله طعامه والله أعلم
وقد روي من وجه آخر
أن خياطا دعاه وسبقه ثم تبعه النبي صلى الله عليه وسلم وعائشة معه فلما بلغ الباب قال ومن معي وهي عائشة قال نعم
وفيه من الفقه جواز الاستثناء في الدعوة واستصحاب غيره والله أعلم
الحديث السادس والعشرون
أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي رحمه الله أنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو الحسين الفارسي أنا محمد بن عمروية الجلودي أنا أبو إسحاق بن سفيان نا مسلم بن الحجاج نا زهير بن حرب نا روح بن عبادة نا زكريا بن إسحاق نا أبو الزبير عن جابر بن عبد الله قال دخل أبو بكر رضي الله عنه ليستأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد الناس جلوسا ببابه لم يؤذن لأحد منهم قال فأذن لأبي بكر فدخل ثم أقبل عمر فاستأذن فأذن له فوجد النبي صلى الله عليه وسلم جالسا حوله نساؤه واجما ساكتا قال فقال ( 40 ب ) لأقولن شيئا أضحك النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله لو رأيت بنت خارجة سألتني النفقة فقمت إليها فوجأت عنقها فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال هن حولي كما ترى يسألنني النفقة فقام أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى عائشة يجأ عنقها وقام عمر إلى حفصة يجأ عنقها كلاهما يقول تسألن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ليس عنده قلن والله لا نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا أبدا ليس عنده ثم اعتزلهن شهرا أو تسعا وعشرين ثم نزلت عليه هذه الآية يا أيها النبي قل لأزواجك حتى بلع للمحسنات منكن أجرا عظيما قال فبدأ بعائشة فقال يا عائشة إني أريد أن أعرض عليك أمرا أحب أن لا تعجلي فيه حتى تستشيري أبويك قالت وما هو يا رسول الله فتلا عليها هذه الآية قالت أفيك يا رسول الله أستيشر ( 41 أ ) أبوي بل أختار الله ورسوله والدار الآخره وأسألك أن لا تخبر امرأة من نسائك بالذي قلت قال لا تسألني امرأة منهن إلا أخبرتها إن الله لم يبعثني معنتا ولا متمنعا ولكن بعثني معلما ميسرا

هذا حديث صحيح متفق على صحته رواه البخاري في صحيحه مختصرا عن أبي اليمان عن شعيب عن الزهري عن أبي سلمة بن عبدالرحمن عن عائشة ورواه مسلم في صحيحه كما سقته من حديث جابر بن عبدالله بن عمرو بن حرام أبو عبدالله الأنصاري
وفي اختيارهن النبي صلى الله عليه وسلم مع ضيقة العيش دليل فضلهن وتوفيقهن وتقديم عائشة دليل على محبته لها أشد من غيرها والله أعلم

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

مناقب أم المؤمنين عائشة الصديقة رضي الله عنها :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

مناقب أم المؤمنين عائشة الصديقة رضي الله عنها

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى نجوم الونشريس  :: القسم الإسلامي-
انتقل الى: