06الصهيونية خطر على العالم كله
1. ماذا تقول اليهودية في المسيحية؟
والحقيقة التي يجب التنبيه عليها: أن اليهودية الصهيونية التي نتعامل معها اليوم، ليست خطرًا على المسلمين أو العرب وحدهم، بل هي خطر على العالم كله، وعلى البشرية كلها بما تحمل من روح التعصب، وما تحمل من أفكار هدّامة، معادية لكل الديانات، وخصوصا السماوية منها، ومعادية لكل الشعوب. هذه الأفكار التي غذتها التعاليم التلمودية الخطرة، إنها خطر على المسيحية كما هي خطر على الإسلام، ولننظر في رأي كل من اليهود في المسيحية، والمسيحيين في اليهودية، ليتضح لنا ذلك.
ماذا تقول اليهودية في المسيحية؟:
ينقل لنا الأستاذ محمد السماك في كتابه (الأصولية الإنجيلية أو الصهيونية المسيحية والموقف الأمريكي) هذه النصوص:
(يسمح لليهودي أن يكذب ويشهد زورًا للإيقاع بالمسيحي، فاسم الرب لا يدنس ولا يحلف به، حين نكذب على المسيحيين).
(يجب على اليهود السعي الدائم لغش المسيحيين)
( من يفعل خيرًا للمسيحيين، فلن يقوم قبره قط)
( .." والآن دعونا نوضح لكم كيف مضينا في سبيل الإسراع بقصم ظهر الكنيسة الكاثوليكية، فاستطعنا التسرب إلى دخائلها الخصوصية، وأغوينا البعض من رعيتها "كهنتها الداخليين" ليكونوا روادًا في حركتنا، ويعملون من أجلنا.
أمرنا عددًا من أبنائنا بالدخول في جسم الكاثوليكية، مع تعليمات صريحة بوجوب العمل الدقيق والنشاط الكفيل بتخريب الكنيسة من قلبها، عن طريق اختلاق فضائح داخلية، ونكون بذلك عملنا بنصيحة أمير اليهود، الذي أوصانا بحكمة بالغة: دعوا بعض أبنائكم يكونوا كهنة ورعاة أبرشيات، فيهدموا كنائسهم. ومع الأسف الشديد، لم يبرهن جميع اليهود من أبناء العهد عن إخلاصهم للمهمة الموكولة إليهم، فخان كثيرون العهد، لكن الآخرين حافظوا على عهدهم، ونفذوا مهمَّاتِهم بشرف وأمانة.
نحن آباء جميع الثورات التي قامت في العالم، حتى تلك التي انقلبت علينا أحيانًا، ونحن أيضًا سادة الحرب والسلام، بدون منازع. ونستطيع التصريح اليوم بأننا نحن الذين خلقنا حركة الإصلاح الديني للمسيحية، فكالفين كان واحدًا من أولادنا؛ يهودي الأصل، أمر بحمل الأمانة، بتشجيع المسؤولين اليهود ودعم المال اليهودي، فنفذ مخطط الإصلاح الديني، كما أذعن مارتن لوثر لإيحاءات أصدقائه اليهود، وهنا أيضًا نجح برنامجه ضد الكنيسة الكاثوليكية بإرادة المسؤولين اليهود وتمويلهم.
ونحن نشكر البروتستانت على إخلاصهم لرغباتنا، برغم أن معظمهم ـ وهم يخلصون الإيمان لدينهم ـ لا يعون مدى إخلاصهم لنا، إننا جد ممتنّين للعون القيّم الذي قدموه لنا في حربنا ضد معاقل المسيحية، استعدادًا لبلوغ مواقع السيطرة الكاملة على العالم.
حتى اليوم تمكنا من قلب الأنظمة القائمة في معظم ممالك أوروبا، والبقية آتية لا ريب عما قريب. فروسيا شرعت في تمهيد الطريق لمسيرتنا، فرنسا بحكومتها الماسونية تحت إصبعنا.
إنجلترا باعتمادها على تمويلنا تحت قدمنا، ولكونها بروتستانتية فهي معولنا في القضاء على الكنيسة الكاثوليكية. أما إسبانيا والمكسيك فهما دميتان بأيدينا، وثمة دول عديدة، علاوة على الولايات المتحدة الأمريكية، واقعة في شراكنا.
إن معظم صحف العالم تعمل تحت سيطرتنا، فلنغذّ عن طريقها ـ بقوة وفعالية أكثر ـ الحقد العالي على الكنيسة الكاثوليكية.
ولنمض، لدعم وتقوية مخططاتنا، بتسميم أخلاق الأغيار، ننشر روح الثورة بين الجماهير، نشجعها على احتقار الوطنية، وازدراء وحدة العائلة والارتباط بمحبتها، واعتبار الدين، أي دين، هراء ومضيعة للوقت، وقضية سبقها العصر، ولم تعد تتماشى مع متطلباتهثم أخيرًا، لنتذكر دائمًا أن ملك اليهود المنتظر لن يرضى بحكم هذا العالم، قبل خلع البابا عن كرسيه في روما، والإطاحة بجميع ملوك العالم" ).
2. وماذا تقول المسيحية في اليهودية؟
أما ماذا تقول المسيحية في اليهودية، فهاك بعضه موثقًا.
لنقرأ هذه النصوص التي سجلها الأستاذ السّـمَّاك:
" يعتبر اليهود خطرًا على جميع شعوب العالم، وخاصة على الشعوب المسيحية"
" إن القوى ذاتها التي " صلبت المسيح" طيلة (1900) سنة، تسعى اليوم إلى "صلب" كنيسته، لقد فُرِضَ على المسيحية، في عصرنا الراهن، نضال عظيم، نهايته ستحدِّد مصير المسيحية، حياة أو موتًا، لكن معظم القادة المسيحيين لم يعوا ذلك بعد، إن الشيوعية ـ اليهودية العالمية ـ التي نجحت في إذلال شعوب الأرض، تترقب الفرصة المواتية الآن لسحق المسيحية سحقًا كاملاً ".
" كل ما أتى به المسيح، بوحي من الرب، لا يعني أي شيء عند اليهود! لقد أضناني البحث الطويل عبثًا في معظم كتب اليهود عن عبارة تعكس شيئًا من شعور إنساني نبيل نحو المسيح . . وأنا أعترف بأنني، أن أفعل ذلك، لم أكن أتوقع إطلاقًا أن أجد شيئًا عن احترام المسيح بين صفحات هذه الكتب، لكني عرفت أن اليهوديّ الذي ينتابه مثل هذا الشعور النبيل يفقد يهوديته فورًا، ويغدو غير يهودي بالمرة.
ففيما نجد في قرآن محمد أفكارًا تعبر عن الاهتمام بالمسيح والاحترام العميق لشخصه ، نقرأ ليهودي في القرن التاسع عشر "غرايتيس" من المفروض أنه من المثقفين، وصفه للمسيح بقوله: إنه " المولود الدجيد المقتنع بالموت" . . أما عن فكرة الصليب فيقول عنه: " إن اليهود ليسوا في حاجة إلى مثل هذا الرمز الذي يولد شعورًا متشنجًا . . من أجل رفع مستوى عقائدهم الروحية"، بل إن هناك ما هو أخطر من ذلك بكثير، ففي كتاب أصدره سنة (1880م) يهودي إسباني، وهو موسى دوليون، يصف المسيح بأنه "كلب ميت"، وأنه " مدفون في كومة روث"!
في أواخر القرن التاسع عشر، راح اليهود يصدرون طبعات بالعبرية يوضحون فيها " الفقرات السرية" من التلمود، كي لا يثيروا حقدنا عليهم، فحذفت من الطبعات غير العبرية الألقاب والنعوت التي اصطلحوا على تسمية المسيح بها، مثل: المجنون، الساحر، النجس، الكلب، ابن الحرام، الوثني، ابن الشهوة. . . إلخ، إلى جانب مسمياتهم لأمه العذراء الطاهرة" .
" يتضمن التلمود كل الكفر والإلحاد والخسة" أ. هـ
وقد رأينا كبار الأدباء العالميين يحذرون من الشخصية اليهودية المصاصة للدماء، كما في مسرحية " شكسبير" الشهيرة " تاجر البندقية".
وكذلك رأينا موقف الأديب والقصاص الروسي الكبير " فيودورا يستوفسكي" من المسألة اليهودية، كما نشر في رسالة ترجمها موفق الديلمي .
إن بني إسرائيل حرفوا أو بدلوا كلام الله في التوراة، فزادوا ونقصوا، ثم حرفوه مرة أخرى، ففسروه بحسب أهوائهم، وأخضعوه لمطامعهم الدنيوية، وأغراضهم العنصرية، وهذا ما سجله عليهم القرآن الكريم: ﴿فبما نقضهم ميثاقهم لعنّاهم وجعلنا قلوبهم قاسية، يحرّفون الكلم عن مواضعه، ونسوا حظا مما ذكروا به.. ﴾ المائدة:13
إنهم يزعمون أنهم أمة (الكتاب المقدس)، ولكن أين هو الكتاب المقدس الذي أنزله الله تعالى على موسى نورًا وهدى للناس؟
وحتى الكتاب القائم الآن –على ما به تحريف وتبديل- لا يأخذون منه إلا ما يحقق مآربهم، ويوافق أغراضهم. فهم –كما وصفهم القرآن- يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض.
إن الكتاب يقول:"أحبَّ الله من كل نفسك، وكل قلبك" ولكنهم لا يحبون إلا أنفسهم ومصالحهم ولا يعرفون من الكتاب إلا ما حشاه به أجدادهم من فقرات العنف والقسوة والتذبيح والتقتيل، واستباحة كل من عاداهم من الأمم والشعوب، وخصوصا شعب كنعان!
لا يعرفون منه إلا ما احتواه من التفرقة العنصرية التي تجعل من بني إسرائيل، شعب الله المختار، وتجعل غيرهم أدنى درجة منهم، بل تجعل بعضهم عبيدًا لهم إلى الأبد.
فمن ذلك: أن الإسرائيليين يحرم عليهم أن يقتل بعضهم بعضًا، وأن يُخرج بعضهم بعضًا من ديارهم، على حين أنه مباح للإسرائيليين، بل واجب عليهم غزو الشعوب الأخرى، وخاصة شعب كنعان، وواجب عليهم بعد انتصارهم على بلد ما أن "يضربوا رقاب جميع رجالها البالغين بحد السيف" فلا يبقوا على أحد منهم، ويسترقوا جميع نسائها وأطفالها، ويستولوا على جميع ما فيها من مال وعقار ومتاع أو "ينهبوه نهبًا" حسب تعبير أسفارهم(التثنية:20/13،14).
بل إن اسفارهم تقرر أن شعب كنعان قد كتب عليه في الأزل، أن يكون رقيقًا لبني إسرائيل، وأنه لا ينبغي أن يكون لأفراد هذا الشعب وظيفة ما في الحياة غير هذه الوظيفة، فإن تمردوا عليها أو طمحوا إلى الحرية وجب على بني إسرائيل أن يردوهم إليها بحد السيف. وتقرر أسفارهم أن هذا الوضع قد فرض عليهم لدعوة دعاها نوح على كنعان ونسله
وإذا كان هذا في أسفار التوراة. فكيف بما حواه التلمود، الذي يجعل غير اليهود(الغوييم) أحط من البهائم وأذل من الكلاب؟!
وللمسيحيين العرب موقفهم من إسرائيل والصهيونينة، وهوموقف يدين الطغيان الإسرائيلي، وينكر بغيه في الأرض بغير الحق.
وقد شاركت في مؤتمر في بيروت جمع بين المسلمين والمسيحيين العرب. وقد انعقد تحت شعار: " مسلمون ومسيحيون معًا من أجل القدس"
ولقد استمعت فيه إلى كلمات قوية معبرة من عدد من الآباء المسيحيين، منهم الأب المعروف (كابوتجى) مطران القدس الذي طرده الإسرائيليون منها وبابا الإسكندرية الأنبا شنودة زعيم الكنيسة القبطية في مصر،الذي تكلم فأجاد، وآخرون تكلموا فأحسنوا.
ومنهم من كتب عن الصهيونية كتبا لها قيمتها العلمية والدينية.
اقرأ ما يقوله الأب بولس حنا مسعد في كتابه (همجية التعاليم الصهيونية):
" للنصراني إنجيل يبشر به العالم، وللمسلم قرآنه ينشره بين جميع الشعوب، أما الإسرائيلي فله كتابان: كتاب معروف لا يعمل به، وهو التوراة، وآخر مجهول عند العالم، يدعى (التلمود) يفضله على الأول ويدرسه خفية، وهو أساس كل مصيبة!"
لقد بينا أن العنصرية لدى اليهود جزء لا يتجزأ من كيانهم النفسي، وإن العالم مقسم إلى (يهود وأغيار) واليهود هم الأخيار،والأغيار هم الأشرار، وإن استباحة حرمات الآخرين أو (الأغيار) جزء لا يتجزأ من تراثهم الديني.
إن الله ذاته –تعالى وشأنه- عندهم عنصري! يقول الأب بولس حنا: (إن النصارى يؤمنون بأن الله هو أبو الجميع، والمسلمون يؤمنون بأن الله رب العالمين، أما الصهيونيون فلا يريدون أن يكون الإله إلا لهم وحدهم، ولهذا عرف عندهم أنه (إله إسرائيل).
3. الرئيس فرانكلين يحذر من اليهود
ومن السياسيين الذين أدركوا ببصيرتهم النافذة خطر اليهود على مجتمعاتهم: الرئيس الأمريكي فرانكلين.
ففي القرن الثامن عشر وعلى التحديد في عام (1789م) أصدر بنجامين فرانكلين رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وثيقة رسمية لتحذير الأمريكان من اليهود، وقد ألقاها في خطاب رسمي عند وضع دستور الولايات المتحدة جاء فيها: " هناك خطر عظيم يتهدد الولايات المتحدة الأمريكية، وهو خطر اليهود، وفي كل أرض حلّ فيها اليهود أطاحوا بالمستوى الخلقي، وأفسدوا الذمة التجارية، وهم منعزلون لا يندمجون مع غيرهم، وهم منذ أكثر من (1700) عام يندبون حظهم، لأنهم طردوا من ديار آبائهم، ولو ردت إليهم فلسطين فلن يذهبوا جميعهم إليها، لأنهم طفيليات لا يعيش بعضهم على بعض، ولا بد لهم من العيش بين المسيحيين وغيرهم ممن لا ينتمون إلى عرقهم، وإذا لم يبعد هؤلاء اليهود عن الولايات المتحدة بنص دستورها، فإن سيلهم سيتدفق إليها في غضون مائة سنة، وسيتمكنون من أن يحكموا شعبنا ويدمروه، ويغيروا شكل الحكم الذي بذلنا في سبيله دماءنا، وضحينا له بأرواحنا وممتلكاتنا وحرياتنا، ولن تمر مائتا سنة حتى يكون مصير أحفادنا العمل في الحقول لإطعام اليهود، على حين يظل اليهود مسيطرين على المؤسسات المالية، وإذا لم يبعد الشعب الأمريكي اليهود نهائيًا، فسوف يلعنهم أبناؤهم وأحفادهم في قبورهم، كما أن اليهود لن يمارسوا المثل الأمريكية العليا، ولو عاشوا بين الأمريكيين عشرة أجيال، لأن الفهد لا يستطيع إبدال جلده الأرقط. إن اليهود خطر على أمريكا إذا سمح لهم بحرية الدخول، وسيقضون على المؤسسات الأمريكية، وعليه يجب استبعادهم بنص الدستور.
إن ما جاء في هذا الخطاب في القرن الثامن عشر ينطبق تمام الانطباق على اليهود في هذه الأيام، فقد سيطروا على اقتصاد أمريكا وسياسة أمريكا، وقد حل بالشعب الأمريكي ما تنبأ به الزعيم الراحل بنجامين فرانكلين .
وما تخبئه الأيام لأمريكا من كيد اليهود أعظم وأعظم، وكما قال الشاعر العربي قديمًا:
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد!
أو كما قال الشاعر الآخر:
أمر تهمو أمري بمنعرج اللِّـوى فلم يستنبوا النصح إلا ضحى الغد!
أمريكا وإسرائيل
إن إسرائيل لم تقم على أي حق أو منطق، من الدين أو الخلق أو التاريخ، أو الشرعية، فهي دخيلة على المنطقة، غريبة عنها، وإنما فرضت نفسها، بالعنف والدم والحديد والنار، مستغلة ضعف العرب والمسلمين، وتفرقهم، ومستندة إلى قوة الاستعمار ومساندته، ولا سيما أن دول الاستعمار تدين بالمسيحية التي تؤمن بما في كتب اليهود وأسفارهم على ما فيها من تحريف وتناقض.
فالغرب في الحقيقة هو صانع إسرائيل، وممدها بالمال والسلاح، كما في غرب أوروبا وأمريكا، أو بالرجال كما في الاتحاد السوفييتي وشرق أوروبا.
ولولا المليارات الدائمة والمستمرة من الغرب، ولولا المساعدات المالية الأمريكية، والمعونات العسكرية الأمريكية، والتأييدات السياسية الأمريكية، المتمثلة أوضح ما تكون في الفيتو الأمريكي، ما قامت إسرائيل، ولا استمرت بعد قيامها.
وآخر ما شاهدناه في هذه المسرحية المأساة أو الملهاة هو موقف أمريكا من نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس، وتخصيص (100) مائة مليون دولار لذلك، وتعليل البرلمان الأمريكي ذلك بعلل واهية مردودة، نقدها الصحفي المعروف أحمد يوسف القرعي في صحيفة " الأهرام" القاهرية، فقال:
لم يكن قرار مجلس النواب الأمريكي الصادر في (10 يونيو) الماضي إلا مجرد إجراء تشريعي ضمن إجراءات أخرى في برنامج زمني محدد لعملية تمويل بناء السفارة ونقلها. وقد أورد قانون الكونجرس خطوات هذا البرنامج مشفوعة بعدد من المزاعم والادعاءات التاريخية والقانونية والسياسية بشأن عروبة القدس، ويعجب المرء كيف يجرؤ مجلس تشريعي لدولة كبرى أن يسجل في متن قوانينه مثل هذه الافتراءات.
وبعد المغالطة التاريخية التي وقع في شراكها الكونجرس الأول في الفقرة الأولى من الديباجة بشأن حق إسرائيل في اختيار عاصمتها، بالرغم من أن القدس أرض محتلة وتخضع لقانون الحرب.
وبعد ما أكد الكونجرس جهله بالتاريخ في الفقرتين الثانية والثالثة عندما زعم أنه ومنذ عام (1950م) كانت مدينة القدس ـ ولا تزال ـ عاصمة لدولة إسرائيل دون أن يحدد أية قدس مقصودة.
بعد هذا وذاك يفاجئنا قانون الكونجرس في الفقرات التالية (من 4 إلى
من الديباجة بادعاءات دينية باطلة من الأفضل تذكير القارئ بها:
4ـ أن مدينة القدس هي المركز الروحي لليهودية، وتعتبر أيضًا مدينة لكل معتنقي الأديان!
5ـ أنه منذ عام (1948م) وحتى عام (1967م) كانت تحت القدس مدينة مقسمة، وكان المواطنون الإسرائيليون من كل المعتقدات، بالإضافة إلى المواطنين اليهود من كل الدول لا يسمح لهم بالدخول إلى الأماكن المقدسة، التي كانت سيطرة الأردن
6ـ أنه ومنذ عام (1967م) تمت إعادة توحيد مدينة القدس أثناء صراع ما عرف بحرب الأيام الستة!
7ـ أنه ومنذ عام (01967م) كانت القدس ـ ولا تزال ـ مدينة موحدة تديرها إسرائيل التي تكفل الحقوق الكاملة للجميع من الأديان المختلفة، لدخول الأماكن المقدسة داخل المدينة!
8ـ أن هذا العام (1995م) يعتبر العام الثامن والعشرين على التوالي الذي يشهد أن القدس كانت ـ وتزال ـ تدار كمدينة موحدة وتحترم وتؤمن فيها حرية الجميع من الأديان المختلفة!
والكونجرس بمثل هذه الادعاءات والافتراءات جعل من القدس المركز الروحي لليهودية دون سواها من الأديان السماوية، وجعل من إسرائيل دون سواها حامية حمى الأماكن المقدسة، وحامية حريات دخول معتنقي الأديان المختلفة.
ولا شك أن وقائع الاحتلال الإسرائيلي للقدس وطوال ثلاثة عقود (1967 ـ 1997م) كافية للرد على مغالطات الكونجرس التي أوردها وكأنها نتائج مسلم بها. ونسجل هنا أكثر الوقائع خطورة لكي يدرك أعضاء الكونجرس كم هم منحازون إلى ادعاءات ومزاعم وأساطير إسرائيل:
وتبدأ أكثر الوقائع خطورة بمحاولة إحراق إسرائيل للمسجد الأقصى في (12 أغسطس سنة 1969م)، ولم تكن هذه المحاولة إلا بداية مخطط عاجل وآخر آجل، لهدم المسجد الأقصى، فقد سبق المحاولة بدء الحفريات العميقة تحت السجد وحوله، بزعم البحث عن آثار هيكل سليمان المندثرة منذ ألفي سنة، وإقامة نفق سياحي، كما سبق المحاولة البدء في مصادرة وهدم ونسف عقارات الأوقاف الإسلامية الملاصقة للمسجد الأقصى.
ومما يدل دلالة قاطعة على وجود مخطط عاجل وآخر آجل لهدم المسجد الأقصى هو: تساؤل صحيفة " هارتس" الإسرائيلية في (28 مارس سنة 1982م): هل أصبحت مسألة هدم المسجد الأقصى وقبة الصخرة مسألة وقت فقط؟ وجاء في مقال الصحيفة: " إن الحكومة الإسرائيلية تختبئ وراء الحركات الدينية المتطرفة لتحقيق أهدافها في نسف قبة الصخرة وإقامة الهيكل الثالث على أنقاضها".طرحت الصحيفة الإسرائيلية هذا التساؤل أثناء حكم الليكود، وأشارت إلى مناحم بيجن كان قد وعد المتدينين ـ لدي تسلّيه رئاسة الحكومة الإسرائيلية في مايو سنة (1977م) ـ بأن يحقق لهم مطلبهم بإقامة الهيكل الثالث على جبل البيت أو الهيكل، وهو الموقع الذي يقوم عليه الحرم القدسي الشريف.
ولم يكن وعد بيجن وعدًا شخصيًا بقدر ما كان وعدًا من كل مؤسسات الحكومة الإسرائيلية، لتهويد القدس وطمس مقدساتها الإسلامية، ومنح المتطرفين اليهود كل فرصة لتدنيس هذه المقدسات. وعلى سبيل المثال يكفي الإشارة إلى الحكم الصادر من محكمة العدل الإسرائيلية العليا بتاريخ (23 سبتمبر سنة 1993م)، بإعلان الملكية اليهودية على منطقة الحرم القدسي الشريف، وذلك لإفساح المجال أمام اليهود لدخول حرم المسجد ومنع أي أعمال تقوم بها إدارة الأوقاف في ساحات الحرم القدسي الشريف، من ترميم وزراعة أشجار، وإقامة احتفالات دينية، وكانت جماعة " أمناء جبل الهيكل" أسعد الجماعات اليهودية المتطرفة بحكم المحكمة، إذ أصبحت هذه الحركة المتطرفة هي الوحيدة على الحرم القدسي الشريف.
حدث هذا سنوات حكم حزب العمل الإسرائيلي مما يدل ـ أيضًا ـ على لعبة توزيع الأدوار فيما بين رؤساء إسرائيل العشرة ابتداء من ابن جوريون وحتي نيتانياهو، الذي استهل حكمه بتشريع عملية نفق المسجد الأقصى وافتتحه في ( سبتمبر سنة 1996م) مستفزًا بذلك مشاعر العرب والمسلمين، ومتحديًا نداءات الرأي العام العالمي لخطورة افتتاح النفق على أساسات المسجد الأقصى وقبة الصخرة.
تلك مجرد وقائع صارخة من ممارسات إسرائيل العديدة والمتنوعة لانتهاك حرمة المقدسات الإسلامية وأيضًا المسيحية.
والكونجرس الأمريكي عندما يتناسى كل هذا، ويكرر ادعاءات ومزاعم إسرائيل في قوانينه وقراراته، يزج بنفسه ـ كما قلنا ـ دون أن يدري، في معركة عقائدية على جبهة إسلامية مسيحية واسعة، يشهد لها التاريخ أن أعلى مراتب التسامح الديني قد ازدهرت في القدس طوال 14 قرنًا من الزمان، تحت ظلال السيادة العربية الإسلامية .
لقد كشفت أمريكا القناع عن عداوتها لأمة الإسلام، وحقها التاريخي في القدس الشريف، كما أعلنت بوضوح ووجه مكشوف عن انحيازها الكامل والسافر لإسرائيل، ودعاوى إسرائيل، وافتراءات إسرائيل، واعتداءات إسرائيل. في حين وقفت ضد ليبيا، وضد العراق، وضد باكستان، وضد كل من تسول له نفسه أن يقول لأمريكا: لِمَ؟ دعك من أن يقول: لا!
فلنعرف لذلك لأمريكا، وليعرف ذلك الذين يعتبرونها ـ إلى اليوم ـ البلد الصديق، والذين لا يزالون يعتبرونها راعية السلام.
إنها حقًا راعية السلام.بمعنى واحد محدد، وهو سلام إسرائيل وحدها من كل مقاومة أو منافسة، ومن كل سوء يمسها ظاهر أو باطنًا! .
فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون
منذ كنا طلابًا في المرحلة الابتدائية بالأزهر الشريف، ونحن مشغولون بقضية المسلمين الأولى، قضية أرض النبوات والمقدسات، أرض فلسطين.
وكان مما أكد اهتمامي بهذه القضية: أني انتسبت مبكرًا إلى مدرسة رجل كانت هذه القضية من أكبر شواغله، وفي مقدمة اهتماماته، تلك هي مدرسة حسن البناء الذي كان من الرواد الذين نوروا العقول، وألهبوا العواطف، من أجل فلسطين والمسجد الأقصى.
كنا نسير المظاهرات الصاخبة، ونلقي الخطب النارية، وننشئ القصائد الحماسية، لالهاب المشاعر، وتحريك الشعوب، وتجنيد القوى والطاقات من أجل فلسطين، وخصوصًا في الثاني من نوفمبر كل عام: ذكرى وعد (بلفور) الذي قيل فيه: من لا يملك وعد من لا يستحق!!
وقد علق على هذا الوعد الحاج أمين الحسيني مفتي فلسطين بقوله: إن فلسطين ليست وطنًا بغير شعب حتى تستقبل شعبًا بغير وطن!!
وحينما فتح باب التطوع سنة 1948م، بادرنا إلى التدريب من جهة، وإلى تعبئة مشاعر الجماهير من جهة أخرى، وذهب من إخواننا وزملائنا إلى أرض المعركة من ذهب، واستشهد من ادخر الله له الشهادة، وسيق إلى المعتقل من كتب الله له الحياة، وشهدنا اندحار الجيوش العربية السبعة أمام عصابات اليهود، بخيانات الخائنين، وتآمر المتآمرين.
إسرائيل المزعومة!:
وهكذا قدر لجيلنا أن يشهد سلسلة دامية الحلقات من المآسي، في قضية فلسطين.
شهدنا قرار التقسيم سنة 1947، الذي رفضناه بالاجماع، لأن أحدا لا يقبل تقسيم داره بينه وبين غاصب ظالم. ثم تمنينا لو قبلنا ما رفضناه بعد أن جرى ما جرى.
ثم شهدنا قيام دولة (إسرائيل) في 15/5/1948، وإخراج مئات الألوف من أبناء فلسطين من ديارهم، وتشريدهم في الأرض.
شهدنا قيام دولة (إسرائيل) التي ظللنا سنوات عدة نطلق عليها اسم (إسرائيل المزعومة) ثم خجلنا من أنفسنا، حين كانت هذه المزعومة تصول وتجول على كل الجبهات، ولا نملك نحن إلا الشجب والشكوى إلى مجلس الأمن! فحذفنا وصف (المزعومة) بعد أن أوشكنا أن نكون نحن (المزعومين)!!
شهدنا النكبتين الكبيرتين: النكبة الأولى سنة1948، والنكبة الثانية 1967، التي احتلت بها إسرائيل ما بقي من فلسطين: الضفة الغربية بما فيها القدس، وغزة، إضافة إلى سيناء والجولان وجنوب لبنان.
فصل جديد في المأساة:
ولكن قضاء الله لهذه الأمة، أنها لا تموت، وأنها أمة ولود لا تزال تنجب الأبطال، الذين لا يدعون الراية تسقط أبدًا، فقامت حركات النضال والجهاد لتحرير الأرض المقدسة، التي بارك الله فيها للعالمين، ابتداء من (فتح) إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وقامت (الانتفاضة) التي بهرت العالم، وزلزلت إسرائيل، وما ذلك إلا لأنها انتفاضة إسلامية، كانت منطلقاتها المساجد، وراياتها المصاحف، وشعاراتها: لا إله إلا الله، والله أكبر؛ ونشيد أشبالها: خيبر، خيبر، يا يهود، جيش محمد سوف يعود!!
ولكن هانحن اليوم نشهد فصلاً جديدًا، لم يكن ليخطر لنا على بال، قلب كل الموازين، ونقض كل القواعد، وغير كل الثوابت التي أصبحنا وأمسينا عليها نصف قرن من الزمان، ونشّأنا على ذلك أطفالنا، وربينا عليه شبابنا، فشب عليه الصغير، وهرم عليه الكبير: أن إسرائيل خطر عسكري وسياسي وديني واقتصادي وثقافي، وصنفت في ذلك مؤلفات، وأنشئت لذلك مراكز ومؤسسات، وعقد له ندوات ومؤتمرات.
وكم ابدأنا وأعدنا في حقنا في الأرض كل الأرض، وأن العدوان لا يكسب المعتدي شرعية، وما قام على الباطل فهو باطل. الخ. . ثم تخاذل المتخاذلون، فإذا هم يرضون بالواقع بعد عدوان 5/6/1967م وإذا هم يبنون سياستهم على مجرد إزالة آثار العدوان، والرضا بالعودة إلى حدود ما قبل 5 يونيو 1967م أي أن العدوان الجديد كأنما أضفى الشرعية على العدوان القديم! عدوان (1967م) أنسى عدوان (1948م).
ثم زاد الطين بلة ـ كما يقولون ـ فرضي من رضي بمجرد حكم ذاتي تحت سلطان إسرائيل!!
ثم انتهى المطاف إلى ما شهدناه اليوم من قبول الدون، والقرار الهون: من تجزئة الحل، وإسقاط القدس، والتنازل عن جزء من دار الإسلام لغاصبيه، والسكوت عن حق الملايين الثلاثة أو الأربعة في العودة إلى ديارهم المغصوبة، ومد يد المصافحة إلى أبطال دير ياسين وصبرا وشاتيلا وغيرها. . كل هذا في مقابل 2% من مجموع أرض فلسطين، على نحو ما قال العربي قديمًا: إذا ما لم تكن إبل فمعزى!!
أنا أعلم أن الشعوب قد تأتي عليها ساعات توقع فيها على هدنة أو صلح، وهي كارهة مرغمة، بعد اندحارها في حرب لا تملك بعدها إلا التسليم. كما فعلت اليابان بعد ضربها بالقنابل الذرية، وكما فعلت ألمانيا بعد هزيمة هتلر.
ولكن أن يستسلم الفارس، وهو شاهر سيفه، حامل رمحه، ممتطِ جواده، وأن يعتبر استسلامه لعدوه مجدًا وفتحًا يحسب له، ويغبط عليه، ويعدّ تنازله عن جزء من وطنه مكسبًا، ويطالب الحناجر أن تهتف باسمه، والأيدي أن تصفق له. . فهذا ما لم نعهده في تاريخ الأبطال والفرسان إلا حين يستحيل الفارس إلى دمية، والفرس إلى حمار، والسيف إلى عكاز!
إنفاق على أبنائنا:
أنني أشفق على أبنائنا وشبابنا الذين حفّظناهم أناشيد الجهاد، وأغاني العودة، وعلقنا قلوبهم وعيونهم بالمسجد الأقصى، وقبة الصخرة، ومسرى الرسول، وأولى القبلتين، وصببنا في عقولهم وضمائرهم ووجدانهم كراهية بني صهيون وظلم إسرائيل التي قامت على اغتصاب الأرض، وانتهاك العرض، وتشريد الأهل. فإذا بنا ـ ما بين عشية وضحاها ـ نشطب هذا كله، وننسخه بجرة قلم، ليصبح العدو صديقًا، والاغتصاب مشروعًا، والعدوان مقبولاً، مع أن الوطن لم يتحرر، والمشرد لم يعد إلى أرضه؛ والأقصى لم يزل أسيرًا، فكأننا نقول لهذا الجيل المسكين: لا تصدقونا فيما كنا نقول لكم، إن الذي كنا نسميه بالأمس جهادًا وبطولة ونضالاً أصبح اليوم عنفًا وإرهابًا، والذي كنا نسميه سفّاحًا غدًا اليوم شريفًا. لا يوجد شيء ثابت عندنا، كل ما كان حقًا يمكن ان يكون باطلاً، افتحوا النوافذ لتهب عليكم نسمات إسرائيل، وافتحوا الأبواب لتدخل عليكم بضائع إسرائيل، وبنات إسرائيل أيضًا، و "إيدز" إسرائيل!!
حفل التوقيع البائس:
لقد أكد رابين عشية سفره إلى واشنطن للتوقيع على الاتفاق المزعوم للسلام أن القدس ستظل عاصمة لإسرائيل، وللشعب اليهودي إلى الأبد، وأن العلم الفلسطيني لن يخفق فوقها يومًا من الأيام!! وهو بهذا يبلغ رسالة إلى الفلسطينيين يؤكد فيها أحد الثوابت التي لا تقبل التغيير، أو التعديل في السياسة الإسرائيلية، فعلى الفلسطينيين أن ينسوا قضية القدس، ويشطبوها من خريطتهم. . وأكد ذلك في حفل التوقيع حين قال أمام العالم: نحن قادمون من القدس، العاصمة التاريخية والأبدية للشعب اليهودي!!
ولقد ذكر أبو عمار، وأبو مازن في كلمتيهما: أنهما يأملان أن تحل المشكلات الصعبة المعلقة في المرحلة القادمة، وهي: مشكلات القدس واللاجئين والمستوطنات والحدود، فإذا كانت هذه هي المشكلات المعلقة، فما المشكلات التي تم حلها إذن؟!
الفرق بين رجلين وكلمتين:
والحق أني كنت أتابع حفل التوقيع الذي يرونه عرسًا، ولا أرى فيه إلا مأتمًا!
كنت أقارن بين الموقفين وبين الكلمتين: موقف عرفات ورابين، وكلمتيهما، فأجد ـ وأسفاه ـ فرقًا شاسعًا.
كان موقف رابين موقف المتفضل المتنازل، وموقف عرفات موقف الممتن الشاكر! حتى إنه ختم كلمته بتكرار كلمة: شكرًا (بالإنجليزية) ثلاث مرات!
لم ينس رابين أن يتحدث عن تاريخهم القديم والحديث، وكفاحهم الطويل، وشهدائهم وضحاياهم، تمهيدًا لحديثه عن السلام، واستشهد بالتوراة، وذكر فقرات من (سفر الجامعة)، ودعا إلى الصلاة من أجل السلام، ولم يكن هم عرفات إلا المديح والشكر والعرفان، فلم يلتفت إلى شيء من قبيل ما ذكره رابين، ولم يستشهد بآية من القرآن، ولم يجر على لسانه كلمة واحدة عن الإسلام! ولم يذكر المسجد الأقصى بعبارة واحدة!!
انتهز رابين الفرصة، وعلم أن العالم كله يشاهده ويستمع إلى كلمته، فضمنها ما يدعم قضيته، ويحشد عواطف العالم معه، فتحدث ـ وهو القاتل ـ بلهجة الضحية، وبدا ـ وهو الظالم ـ في صورة المظلوم !
كان رابين صارم التقاطيع، متجهم الوجه، وكان عرفات ضاحك الوجه، صدقًا أو تظاهرًا، ولا أدري علام يضحك؟ إن كانت الظروف أرغمته عل هذا الاتفاق الرخيص ـ فقد كان الواجب أن يبكي، فإن لم يجد بكاء تباكى! أو بدا على الأقل كما بدا خصمه.
لقد عرف تاريخ العمل الفلسطيني من قبل (أيلولا أسود) واليوم نراه يواجه (أيلولا آخر) أشد سوادًا!
سلام السراب أو سراب السلام:
في معرض الكتاب بالدوحة في شهر ديسمبر سنة 1992م، وفي أمسية شعرية ألقيت قصيدة عن (سلام السراب أو سراب السلام) عبّرتْ بها نحو مشاعري عن مسيرة السلام المزعومة، قلت فيها:
فيــا عجبـًا لمن يجري وراء سـرابــه النفسي
يظن لــه به ريـــا ويرجـع فــارغ الكأس
يفرط في دم الشـــهدا ء يـــا للعـار والبؤس!
يبيع الأرض والتاريــخ بــالأرخص من فلس!
بـحكم في حمى صهيون، يـــا للثمـن البخـس!
فـــلا دولته قامــت ولا أبقى على النفســي
وصاع جهـــاد قرن كا مل دفنـوه في الرمـس
جهود كلــــها ذهبت "كأن لـم تغن بالأمـس"!
فمـــا معنى فلسـطين بـلا أقصى ولا قـدس؟!
فلسـطين بـــلا قدس كجثمــان بــلا رأس!
وكنا نحسب الحكم الذاتي في حمى صهيون ـ الذي أنكرناه وعارضناه ـ يمهد لدولة فيما بقى من فلسطين، فإذا الجمل يتمخض لا عن فأر، بل عن صرصور يسمى (السلطة الفلسطينية). فأين حق الفلسطينيين في إقامتهم دولتهم المستقلة على تراب وطنهم الحر؟
إنه الوهن:
إنه (الوهن النفسي) الذي حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم، الأمة في فترات (الغثائية) من تاريخها، حين قال: "ولينـزعن الله من قلوب عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن. قيل: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت".رواه أحمد وأبوداود.
وهو الذي حذر منه القرآن بقوله: ﴿فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وانتم الأعلون، والله معكم ولن يتركم أعمالكم﴾ . ﴿ولا تهنوا في ابتغاء القوم، أن تكونوا تألمون، فإنهم يألمون كما تألمون، وترجون من الله ما لا يرجون﴾ فالمتاعب مشتركة، والمعاناة لنا ولهم. ولكن فرق بين من يعاني في سبيل الله والحق والعدل، ومن يعاني في سبيل الطاغوت والباطل والظلم!
إننا لا نـزايد على الفلسطينيين، ولسنا ملكيين اكثر من الملك كما يقال، ولكن هناك حقائق يجب أن تعرف و تذكر وتؤكد، وهي:
1ـ إن الفلسطينيين لم يؤخذ رأيهم في هذا الأمر الجلل الذي غير ثوابتهم، ونقض تاريخهم، فلم تعقد لذلك مؤتمرات، ولا دعي المجلس الوطني الفلسطيني (السلطة العليا للفلسطينيين) .
2ـ إن فصائل عديدة وكبيرة ـ إسلامية ووطنية من الفلسطينيين رافضة لهذا الحل، بل الانقلاب المفاجئ، وتراه استسلامًا لا سلامًا، وتنازلاً عن حقوق ضخمة في غير مقابل.
وشخصيات كبيرة رفضت التوقيع على هذا الهوان، منهم أعضاء في اللجنة التنفيذية، مثل فاروق قدومي الذي قال: لا أوقع على شهادة وفاة قضية فلسطين!، ومنهم أعضاء استقالوا مثل عبد الله الحوراني الذي قال بالحرف الواحد:
إني أرى هذا الاتفاق تنازلاً عن حقوقنا الوطنية والتاريخية، وقرارات مجالسنا الوطنية: في العودة وتقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وتثبيتًا للاستيطان، وتجاوزا لحقوق الإنسان الفلسطيني، واتفاقية جنيف الرابعة، وإسقاطًا لحقنا نحن الأربعة الملايين لاجئ فلسطيني في العودة إلى وطننا، وفق قرار الأمم المتحدة رقم (194) لعام (1949م) لأنه يتجاهل ذلك تمامًا . .الخ ما قال، وما أبلغ وأصدق ما قال.
3ـ ـ إن فلسطين ـ ليست ملك الفلسطينيين وحدهم، والقدس ليست قدسهم وحدهم، والأقصى ليس أقصاهم وحدهم، إنها ملك المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وليست ملك هذا الجيل وحده، بل ملك الأجيال الإسلامية إلى أن تقوم الساعة. فإذا وهن الفلسطينيون أو طائفة منهم لما أصابهم من لأواء وضعفوا واستكانوا، فواجب المسلمين في كل مكان أن يهبوا لإنقاذ القدس، فريضة من الله، والذي أنقذ الله على يديه القدس قديمًا، لم يكن فلسطينيًا ولا عربيًا، بل كان بطلاً إسلاميًا كردي الأصل، عرّبه الإسلام.
4ـ إن المعركة بيننا وبين بني صهيون مستمرة، نقاتلهم ويقاتلوننا، حتى تأتي المعركة الفاصلة التي نبأنا بها من لا ينطق عن الهوى، وهي التي يكون كل شيء فيها معنًا ضد يهود، حتى الشجر والحجر، روى البخاري ومسلم عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"تقاتلكم اليهود، فتسلَّطون عليهم، حتى يختبئ أحدهم وراء الحجر، فيقول الحجر: يا عبد الله، هذا يهودي ورائي فاقتله"!!
وروى مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم! يا عبد الله! هذا يهودي خلفي، فتعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود".
5ـ إن الرباط مستمر، والجهاد ماض، في أرض النبوات، ومسرى الرسول الكريم حتى يأذن الله وحده بالنصر، وينجزه وعده.
روي الإمام أحمد في المسند، والطبراني بسند رجاله ثقات عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم ـ إلا ما أصابهم من لأواء (أي من أذى) حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك. قيل: يا رسول الله، وأين هم؟ قال: بيت المقدس، وأكناف بيت المقدس".
لماذا سارعت إسرائيل إلى الاتفاق؟
إن إسرائيل قد سارعت بإقامة هذا الاتفاق لتحقيق أمور ثلاثة تهمها:
الأول: ضرب الصحوة الإسلامية في فلسطين وفي العالم العربي، بل في العالم الإسلامي، وقد كشفوا عن ذلك في كلماتهم حين تحدثوا عن قلقهم من تنامي خطر الأصولية الإسلامية ، وقد قال بيريز في زيارته للهند: إننا نضع أيدينا في أيديكم للوقوف في وجه الأصولية الإسلامية المتشددة، أي في قضية كشمير وجامو.
وقد نقلت وكالة رويتر منذ أيام حديثًا لمسؤول إسرائيلي قال فيه: أننا لو تباطأنا عن هذا الاتفاق فقد نفاجأ بعد ثلاث سنوات أو أربع بقوة إسلامية تملك صواريخ بعيدة المدى، وربما تملك القنبلة النووية.
وإسرائيل تريد أن تكون هي القوة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تملك الصواريخ، وتحتفظ وحدها بترسانتها النووية.
الثاني: الاختراق الإسرائيلي للعالم العربي، ثم العالم الإسلامي كله، ليصبح سوقًا مفتوحة لبضائعها، ومصنوعاتها، ولغزو خبرائها، وغزو نسائها أيضًا. فإسرائيل ـ كما قال بيريز ـ تبحث عن الثروة والقوة، فإذا الغيت المقاطعة وكسر الحاجز النفسي، فتح الطريق أمام إسرائيل، لتكسب على كل صعيد.
الثالث: الأمل في أن يتصارع الفلسطينيون فيما بينهم ما بين مؤيدين للاتفاق منتفعين من ورائه، ومعارضين له، رافضين له شكلاً ومضمونًا، وأن يتحاوروا بينهم بلغة السلاح، لا بالألسنة والأقلام. وبذلك يصفي بعضهم بعضا، وإسرائيل تتفرج مشرقة الأسارير!.
الصحوة الإسلامية لن تموت:
ونود أن نقول لإسرائيل: أن الصحوة الإسلامية لن تموت بإذن الله، وأن الأصولية ستزداد قوة وإصرارًا، كلما هاجمتها القوى المعادية للسلام.
وعلينا أن نوعّي قومنا بما يدبر لهم، حتى يقفوا كما وقف الشعب المصري من قبل ضد التطبيع، وعلينا كذلك: أن نناشد أخوتنا الفلسطينيين أن يتقوا الله في أنفسهم، وأن يحذروا من أي قطرة دم تراق عل أيدي فئة منهم، وألا يكونوا سياط عذاب في يد إسرائيل ـ تجلد بها ظهر الانتفاضة المؤمنة ـ ما دام المسجد الأقصى أسيرًا، والملايين مشردين.
دعوة لعلماء المسلمين:
ثم إني أدعو الأحرار من علماء المسلمين، ودعاة الإسلام، ومفكريه: أن يسارعوا بالاجتماع ويتنادوا لإنقاذ الأقصى، وليقولوا كلمتهم فيما يجري من أحداث، وقد قالوها من قبل منفردين، فليقولوها اليوم مجتمعين.
توصيات
نحن المسلمين دعاة سلام، ولسنا هواة حرب، ولكنا نخوض الحرب مستميتين للدفاع عن أنفسنا وكياننا ومقدساتنا، لأن حربنا عندئذ في سبيل الله ، وهذا شأن أهل الإيمان أبدًا ﴿الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله، والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت﴾ النساء: 76
وإذا انتهى اللقاء بيننا وبين خصومنا بغير معركة كما في غزوة الخندق كان تعليق القرآن:
﴿وكفى الله المؤمنين القتال﴾ الأحزاب: 25، وقرآننا يقول بعد ضرورة الالتجاء إلى القتال:
﴿وإن جنحوا للسلم فأجنح لها وتوكل على الله﴾ الأنفال: 61.
ولكن إسرائيل لم تجنح للسلم يومًا، لأن هذا ضد طبيعتها وتكوينها، وكيف يجنح للسلم من قام كيانه على الدم والعنف والاغتصاب والعدوان؟ وهي تعمل اليوم جاهدة لتفريغ القدس من أهلها مسلمين ومسيحيين، لنملأها بالمستوطنين القادمين من الغرب والشرق.
ومن هنا كانت مسالمة المعتدين مرفوضة دينًا وخلقًا وقانونًا وعرفًا، فلا يفل الحديد إلا الحديد، وما اغتصب بالقوة لا يرد إلا بالقوة، وفي ضوء ذلك نوصي بما يلي:
1ـ يجب أن تعود "ثورة المساجد" التي سميت بعد ذلك "الانتفاضة"، والتي أجبرت إسرائيل على الاعتراف بمنظّمة التحرير، وساقتها إلى الجلوس معها للتفاوض، وأن تعود بأقوى مما كانت، مسنودة من جميع الفلسطينيين، سلطة وشعبًا، ومؤيدة من جميع العرب، وجميع المسلمين، وجميع الأحرار والشرفاء في العالم.
إن (إسرائيل) هي الإرهابي الأكبر في العالم. إنه إرهاب الدولة، أو دولة الإرهاب. إنها الدولة التي قننت الظلم والتعذيب، وهدم البيوت، وانتهاك حقوق الأفراد والأسر.
والسبيل الوحيد للشعب الفلسطيني هو (المقاومة). ومن حق كل شعب أن يقاوم المحتل الغاصب، بكل ما يستطيع من قوة. وإذا كان (مناحم بيجن) قد رفع شعار:أنا أحارب إذن أنا موجود!! فإن الشيخ أحمد ياسين رفع شعار مضادا: أنا أقاوم، إذن أنا موجود!! وسيغلب حق (أحمد ياسين) باطل (مناحم بيجن).
2ـ يجب رفض ما سمى " التطبيع" مع إسرائيل، عل كل صعيد، سياسيًا، أو اقتصاديًا، أو اجتماعيًا، أو ثقافيًا، فلا يجوز التبادل الدبلوماسي مع إسرائيل، ولا التعامل الاقتصادي مع إسرائيل، ولا فتح مكاتب لإسرائيل، ولا يحل لمسلم السفر إلى إسرائيل، ولو بدعوى الصلاة في " المسجد الأقصى"، فإنما يشد المسلم رحاله إلى هذا المسجد حينما يتحرر من سلطان اليهود.
يجب أن نرفض اختراق العقل العربي والإسلامي بأي صورة، وأن نقاوم غزو (الإسرائيليات الجديدة) لثقافتنا الإسلامية والعربية، وأن نتمسك بهويتنا خالصة لا تشوبها شائبة.
3ـ يجب إعادة " المقاطعة" الاقتصادية لإسرائيل، واستمرارها حية فعالة، وتوسيعها لتكون مقاطعة عربية إسلامية، فلا يحل لمسلم أن يبيع لها أو يشتري منها، وهذا واجب الدول الإسلامية، وواجب الأفراد المسلمين، ويجب على كل مسلم أن يعلم أن أي دينار أو درهم أو جنيه أو ريال، يذهب إلى إسرائيل يتحول إلى صاروخ أو قنبلة أو رصاصة تقتلنا بها أو تهددنا بها إسرائيل، بل يجب أن تتسع هذه المقاطعة لتشمل كل من يساند إسرائيل، وخصوصًا أمريكا التي تقف بكل قوتها مع إسرائيل. ويجب على المسلمين كافة: مقاطعة البضائع الأمريكية، ابتداء بالطائرات، ومرورًا بالسيارات، وانتهاء بالهامبرجر والبيتزا والكولا والسجائر ونحوها.
4ـ يجب أن يعلو العرب والمسلمون على خلافاتهم، وينسوا معاركهم الجانبية، ويقفوا صفًا واحدًا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضًا، فالمعركة كبيرة، لا يجوز أن تشغلنا عنها النـزاعات الصغيرة، وقد قال الشاعر: إن المصائب يجمعن المصابين!
فكيف بأم المصائب: إسرائيل وغطرستها واستكبارها في الأرض؟!
وقد قال تعالى: ﴿إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفًا كأنهم بنيان مرصوص﴾ الصف: 4
يجب أن نقاوم كل محاولة لتمزيق الأمة أكثر مما هي ممزقة، وأن نسعى إلى توحيد الكلمة في ضوء كلمة التوحيد، فإن لم نستطع الارتقاء إلى أفق التوحيد، ولنسع إلى التقريب، وذلك أضعف الإيمان.
لا مجال لإثارة الخلافات الدينية: سنة وشيعة، ولا الخلافات العرفية: عرب وأكراد، أو عرب وبربر، ولا الخلافات الإيدولوجية؟ يمين ويسار.
ونركز على مقاومة الخلاف بين الفصائل الفلسطينية بعضها وبعض، فالجميع في خندق واحد، هو مواجهة الاحتلال والعدوان الصهيوني.
وما أروع ما قال الشيخ أحمد ياسين في قطر: إذا قاتلتنا السلطة الفلسطينية فلن نقاتلها، وإذا آذتنا فلن تردالسفعة بمثلها، سنكون كخير ابن آدم حين قال له أخوه! لأقتلنك، قال: ﴿لئن بسطت إلى يدك لتقتلني، ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك، إني أخاف الله رب العالمين﴾ المائدة: 28
5ـ يجب أن نعلن بوضوح "إسلامية المعركة"، فالقدس ليست مجرد شأن فلسطيني، بل ولا مجرد شأن عربي، بل هي شأن إسلامي. ولهذا نرفض ما يردد أحيانًا من أن الفلسطينيين هم أصحاب الشأن، ولا ينبغي أن نكون ملكيين أكثر من الملك، فالقدس شأن الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها، ولو أن الفلسطينيين تخاذلوا وسلّموا في شأنها، لوجب على مسلمي العالم أن يرفضوا ذلك، ويقاموا الفلسطينيين أنفسهم، وكما لا يجوز أن يقال: إن مكة والكعبة والمسجد الحرام هي شأن سعودي، لا يخص سائر المسلمين، فكلك يقال عن القدس الشريف والمسجد الأقصى.
6ـ يجب أن نسعى لتأسيس "هيئة إسلامية شعبية عالمية" من أجل إنقاذ القدس، فلو كان لنا خليفة مبايع من المسلمين، يجسد وحدتهم، ويقود أمتهم ـ كما كان عليه حال الأمة أكثر من ثلاثة عشر قرنًا ـ لنادى في المسلمين: أن هبّوا لتحرير الأقصى، ولاستجاب الملايين لندائه، وأقبلوا بكثافة ليواجهوا قوة إسرائيل، وأسلحة إسرائيل، ولْتقتل منهم ألوفًا أو عشرات الألوف، ولكنها لن تستطيع أن تقتل كل المجاهدين، وتواجه كل المسلمين.
فإذا لم تكن لدينا خلافة تملك حق التوجيه والأمر، فليكن بديلَنا عن ذلك "مؤتمر عالمي لعلماء المسلمين" يدعى إليه، بعيدًا عن تأثير السياسات المحلية، والتوجيهات الرسمية، ليقول كلمته، ويوجه بيانه إلى الأمة، وينشئ هذه الهيئة العالمية المنشودة "هيئة إنقاذ الأقصى".
7ـ وعلى هذه الهيئة أن تنشئ "صندوق القدس" صندوقًا شعبيًا إسلاميًا عالميًا، يساهم كل المسلمين ـ بل كل الأحرار الشرفاء ـ من أقصى الأرض وأدناها، بما يقدرون عليه، والقليل على القليل كثير، وذلك لإنقاذ القدس والمسجد الأقصى، ومواجهة خطط إسرائيل الجهنمية في إقامة المستوطنات، والترحيل الصامت لأهل القدس، والحفر المتواصل تحت المسجد المبارك، والتدمير المرتقب للمسجد الأقصى.
نتوجه بهذه التوصيات إلى كل الفلسطينيين: سلطة ومعارضة وإلى كل العرب: مسلمين ومسيحيين، وإلى كل المسلمين: عربًا وعجماَ، وإلى كل الشرفاء والمنصفين، وأعداء البغي في الشرق والغرب، ليساندونا في معركتنا العادلة، وليقفوا مع قوة الحق، لا مع حق القوة.
وإن الحق لمنصور ولو بعد حين. وقد قال تعالى: ﴿وكان حقًا علينا نصر المؤمنين﴾ .
انتهى الموضوع بحمد الله وتوفيقه