القرامطة الروافض
...................
من هم ؟
إنهم فرقة من الشيعة الباطنية المتطرفة، .......
كانوا يظهرون الرفض، ويبطنون الكفر المحض، وصرح أبو الفرج ابن الجوزى بأنهم فرقة من الزنادقة الملاحدة من الفرس الذين يعتقدون نبوة زرادِشت ومَزْدَك. ويقال لهم: الإسماعيلية،
لانتسابهم- كذباً- إلى إسماعيل بن جعفر الصادق (ت 143هـ/ 760 م). أما تسميتهم بالقرامطة، فهى نسبة إلى حمدان قِرْمِط بن الأشعث البقار، وهو رجل نشيط من دعاة الباطنية- كان فى مشْيِه قرمطة، أى تقارب خُطًى- وكان يعمل فرِّانا فى سواد الكوفة، وكان يدعو إلى إمام من أهل البيت! .
بيان سوء عقيدتهم
إعتمدت عقيدة القرامطة كغيرها من فرق الباطنيّة على إخفاء ما يؤمنون به وإظهار أنفسهم على أنّهم مسلمون ليسهل عليهم الاندماج في المجتمع والدعوة إلى دينهم، حتّى إذا وثقوا من تابعهم أطلعوه على خفايا عقيدتهم. وهم
يتأوّلون الأحكام الشرعية على ما يوافق ضلالاتهم وأهوائهم، فيتأوّلون قوله سبحانه وتعالى: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر: 99] على أنّه من عرف التأويل فقد أتاه اليقين، وعليه فمن عرف معنى العبادة فقد سقط عنه
فرضها، وأوّلوا كذلك أركان الشريعة: فالصلاة عندهم موالاة إمامهم، والحجّ زيارته وإدمان خدمته، والصوم هو الإمساك عن إفشاء سرّ الإمام لا الإمساك
عن الطعام والشراب، والمراد بالزنى عندهم إفشاء سرّهم بغير عهد وميثاق.
وقد اختلف المؤرّخون والمصنّفون في أصل مذهبهم، فمنهم من قال بأنّهم صابئة، ومنهم من ذكر بأنّهم من المجوس الإباحيّة أتباع فزدك المؤبد كما ذكر
بن حزم الظاهري، حين وصفهم فقال: ومن هذه الأصول الملعونة حدثت الإسماعيلية والقرامطة، وهما طائفتان مجاهرتان بترك الإسلام جملة، قائلتان بالمجوسيّة المحضة، ثمّ مذهب مزدك المؤبد... وكان يقول بوجوب تواسي (تساوي) الناس في النساء والأموال.
وقد نسبهم الإمام عبد القاهر الإسفرائيني إلى الدهرية الزنادقة، فيقول" الذي يصحّ عندي من دين الباطنيّة أنّهم دهرية زنادقة يقولون بقدم العالم وينكرون الرسل والشرائع كلّها، لميلها إلى استباحة كلّ ما يميل إليه الطبع ". ويستدلّ
على قوله برسالة عبد الله بن الحسين القيرواني إلى سليمان بن الحسين بن سعيد الجَنَّابي في كتابهم ( السياسة والبلاغ الأكيد والناموس الأعظم ) يوصيه فيها: أدع الناس بأن تتقرّب إليهم بما يميلون إليه، وأوهم كلّ واحد منهم بأنّك منهم، فمن آنست منه رشداً فاكشف له الغطاء وإذا ظفرت بالفلسفي
فاحتفظ به فعلى الفلاسفة مُعَوَّلُنا، وأنا وإيّاهم مجموعون على ردّ نواميس الأنبياء، وعلى القول بقدم العالم لولا ما يخالفنا فيه بعضهم من أنّ للعالم مدبّراً لا نعرفه...
وأنا أميل إلى أنّهم قد جمعوا بين الدهرية الزنادقة والمجوسية الإباحية فقد قال القيرواني في آخر رسالة له إلى سليمان بن الحسن: " وما العجب من رجل
يدّعي العقل ثمّ يكون له أخت أو بنت حسناء وليست له زوجة في حسنها يحرّمها على نفسه وينكحها من أجنبيّ، ولو عقل الجاهل لعلم أنّه أحقّ بأخته
وبنته من الأجنبي، وما وجه ذلك إلاّ أنّه صاحبهم حرّم عليهم الطيّبات وخوّفهم بغائب لا يعقل، وهو الإله الذي يزعمونه، وأخبرهم بكون ما لا يرونه أبداً من البعث من القبور والحساب والجنة والنار حتّى أتعبَهم بذلك
عاجلاً، وجعلهم له في حياته ولذرّيته من بعد وفاته خَولاً (عبيداً أو خدماً) واستباح بذلك أموالهم بقوله {لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23]. فكان أمره معهم نقداً وأمرهم معه نسيئة، وقد استعجل
منهم بذل أرواحهم وأموالهم على انتظار موعد لا يكون، وهل الجنّة إلاّ هذه الدنيا ونعيمها، وهل النار وعذابها إلاّ ما فيه أصحاب الشرائع من التعب والنصب في الصلاة والصيام والجهاد والحجّ..
وأنت وإخوانك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس، وفي هذه الدنيا ورثتم نعيمها ولذّاتها المحرّمة على الجاهلين المتمسّكين بشرائع أصحاب النواميس، فهنيئاً لكم على ما نلتم من الراحة عن أمرهم ".
ومما ذُكر آنفاً يتبيّن أخذهم بعقيدة المجوسيّ من ناحية زواج الأخت والبنت، وإتباعهم لمذاهب الدهرية الزنادقة من نفي النبوّة والرسالة والشرائع.
إبتداء أمرهم السياسي وقوة حركتهم
.................
كان للضعف الذي ألمَّ بالخلفاء العباسيين بعد موت الواثق سنة 232هـ، وسيطرة الأعاجم عليهم وضياع نفوذ الخلافة، الأثرُ الكبير في كثرة الانفصالات عن الدولة العباسية، واستقلال بعض الأسر المشهورة؛
احد معاقلهم
كالصفاريين والسامانيين والعلويين واليعفريين والطولونيين. ولم يبقَ للعباسين في كثير من الأقاليم سوى الدعاء لهم يوم الجمعة والعيدين ونزر يسير من الهدايا.
كما أثار الزنج وهم طائفة من عبيد إفريقية القلق والرعب في حاضرة الخلافة العباسية، وكان مسرح ثورتهم الجامحة العنيفة التي دامت أكثر من أربع عشرة
سنة المستنقعاتُ الممتدة بين البصرة و واسط. وقد كلفت هذه الثورة الدولة العباسية كثيراً من الجهود والأموال والأرواح. وظهر القرامطة في سواد العراق
والبحرين؛ حيث أعانهم على ذلك تشاغل الخليفة العباسي بفتنة الزنج، وظهر ابن حوشب في اليمن حيث نشر دعوة المهدي، وظهر أبو عبد الله الشيعي الذي نشر الدعوة الفاطمية في المغرب.
كل هذه العوامل ، مجتمعة أدت إلي ظهور نجم حركة القرامطة وأول ظهور
فعلى للقرامطة على مسرح الأحداث كان فى سنة 286 هـ/899 م،
على يد أبى سعيد الحسن بن بهرام الجنابى .
الذي خرج إلى البحرين، فأقام بها تاجرا يبيع الطعام، وانضم إلى دعاة الشيعة بالقطيف وظهر بينهم، حتى تغلب على أمرهم، فاستجابوا له، والتفوا عليه، فصار أميرهم، وانتشر ذكره فى البحرين،
وكثر أتباعه، وقويت شوكته جدا، ومن ثم أخذ يعيث في الأرض فساداً، فقاد
أتباعه للإغارة على بلاد هَجر سنة 287 هـ/900 م، فتغلبوا عليها جميعا، وقتلوا مالا يحصى من أهلها، وسَبَوْا، وأفسدوا، فجهز الخليفة إليهم جيشا كثيفا، فتمكن القرامطة من أسرهم جميعا، ثم قتلهم أبو سعيد، وأبقى على
حياة قائدهم العباس ابن عمرو الغَنوى ثم أطلقه، وقال له: ارجع إلى صاحبك (الخليفة العباسي) فأخبره بما رأيت !؟ (وكان لهذه الوقعة صدى خطير لدى
جمهور الناس ؛ فهمَّ أهل البصرة بالجلاء عنها هلعا وفزعا من خطر القرامطة القريبين منهم، فهدّأ والى البصرة من روعهم، وقام بتحصين سور المدينة، وتقويته، فعدل الجنابى عن مهاجمتها .
استولى القرامطة على البحرين والإحساء، واتخذوا من هجر قاعدة لهجماتهم على بلاد الخلافة العباسية وقوافل الحجاج، وارتكبوا خلالها فظائع وشناعات روعت المسلمين ترويعا شديدا، ومنعت الكثيرين من أداء مناسك الحج في بعض الأعوام خوفا من التعرض لهجمات القرامطة المفاجئة.
وعلى الرغم من القوة البادية للقرامطة، التي مكنتهم من هزيمة قوات الخلافة في كثير من المواجهات التي وقعت بين الطرفين، وأتاحت لهم الاستيلاء على بعض البلاد العراقية والحجازية والشامية والمصرية، على الرغم من ذلك فإنه لم
يكن للقرامطة دولة بالمعنى الدقيق، إنما كانوا قوة عسكرية غاشمة، تعتمد فى استمرار وجودها على تلك الغارات ،المباغتة التي تشنها على البلاد المجاورة،
أو مهاجمة القوافل، وبخاصة قوافل الحجاج وتحصل من هذه وتلك على الغنائم والأسلاب، فترجع بها إلى قواعدها في البحرين والإحساء ومن ثم تساعدها على البقاء إلى حين.
وفى عامي 289، 290 هـ/902، 903م، ظهر القرامطة في بلاد الشام تحت قيادة زكرَوَيه بن مِهْرَوَيْه واجتاحوا من تصدى لهم من قوات العباسيين والطولونيين، وعاثوا فيها فساداً، وقتلوا من أهلها مالا يُحصى كثرة، ونهبوا
الأموال، وأحرقوا الديار والأثاث، ثم دارت الدائرة عليهم بعد ذلك حين انطلقت الجيوش العباسية من العراق لقتالهم بقيادة محمد بن سليمان الكاتب
والحسين بن حمدان، فانهزم القرامطة، وقُتل منهم خلق كثير، وأُسِرَ عدد كبير، وفر هارباً من بقى منهم وهم قليل إلى قواعدهم في شرق الجزيرة العربية.
مقتل أبو سعيد الجنابي وولاية ابنه الغاشم
أبو طاهر الجنابي
ظل أبو سعيد الجنابى على رأس القرامطة نحو خمسة عشر عاماً، حتى قتله خادم له سنة 301 هـ/913 م،
فتولى أمرهم ولده - أبو طاهر سليمان بن الحسن
بن بهرام الجنابى، وامتدت ولايته عليهم إلى سنة 332 هـ/944 م. ويُعد أبو طاهر أقوى رؤساء القرامطة، وأطولهم عهداً، وأشدهم خطرًا وحقداً على الخلافة العباسية، وعلى المسلمين في المنطقة عامة، وحجاج بيت الله الحرام على وجه الخصوص.
وحين آلت إليه قيادة القرامطة، كتب إليه الخليفة العباسي المقتدر رسالة رقيقة، ورغبه في طاعته، وطلب منه إطلاق الأسرى الذين تحت يده، فأطلقهم، وأكرم رسل الخليفة .
وفى عام 311 هـ/923 م انقض القرامطة على مدينة البصرة فنهبوها، وسبوا أهلها، وطلب أبو طاهر الجنابى من الخليفة ضمها إلى ولايته هي
والأهواز، فرفض ذلك الطلب، فأغار القرامطة في العام التالي على الكوفة، واستباحوها ستة أيام، وحملوا ما استطاعوا من أموالها ومتاعها، وعادوا إلى
بلادهم، فضج الناس فزعاً منهم، فسير إليهم الخليفة المقتدر جيشا كبيراً، فهزمه أبو طاهر وأتباعه وشتتوه، واستولوا على الرحبة والرقة في شمال الشام .
ومضي أبو طاهر الغاشم في قتل الناس ، في كل مكان يصل إليه وكان وبالاً علي الإسلام والمسلمين ، وفي سنة 315هـ خرجوا نحو الكوفة وكانوا ألفًا
وخمسمائة، وقيل كانوا ألفين وسبعمائة وسيَّر لهم الخليفة العباسي جيشًا كثيفًا نحو ستة آلاف سوى الغلمان ودارت بينهم وقائع في واسط والأنبار وكانت سجالاً وقتل فيها من عسكر الخليفة عدد كثير وانهزموا وأصاب الناس الذعر
من القرامطة فخرج ناس بأموالهم من بغداد لما سمعوا بتوجه القرامطة إليها.
في سنة 316هـ عاث أبو طاهر في الأرض فساداً ودخل الرحبة وقتل أهلها
وطلب منه أهل قرقيسيا الأمان فأمنهم وبعث سراياه إلى ما حولها من الأعراب فقتل منهم خلقًا حتى صار الناس إذا سمعوا بذكره يهربون وفرض على
الأعراب إتاوة يحملونها إلى مقر القرامطة كل سنة عن كل رأس دينارين وعاث في نواحي الموصل فسادًا وفي سنجار ونواحيها وخرب الديار وقتل وسلب
ونهب .
البصرة
ولما رأى الوزير علي بن عيسى ما يفعله القرامطة في بلاد الإسلام وليس له دافع استعفى من الوزارة لضعف الخليفة وجيشه وعزل نفسه.
أبشع حوادث القرامطة
استباحة مكة
الأمر الذي لا يمكن أن ينساه المسلمون من جرائم أبى طاهر والقرامطة، فهو عدوانهم على بيت الله الحرام وحجاجه في عام 317 هـ/929 م، حيث اقتحم مكة المكرمة في سبعمائة من أتباعه، وأعمل القتل في أهلها وفى الحجيج
المحتشدين يوم السابع من ذي الحجة استعدادا للوقوف بعرفات وأداء
المناسك، فقتلوا يومئذ نحو ثلاثين ألفا منهم، واقتحم المسجد الحرام، واقتلع الحجر الأسود وباب الكعبة، وأستارها، وردم بئر زمزم بجثث القتلى الذين سفك دماءهم في المسجد، ووقف على عتبة باب الكعبة، وصاح منتشياً:
أنا بالله وبالله انا ** يخلق الخلق وأفنيهم أنا
وأراد أخذ المقام فدسه أهل مكة في شعابها , ثم قال :
يا حمير أين ما قلتم ومن دخله كان آمنا ؟ فرأيتهم إني قد دخلته وفعلت ما أردت وما رأيت منكم من تعرض لي ؟فقال رجل : ليس معنى الآية الشريفة كما ذكرت , وإنما المراد بقوله {ومن دخله كان آمنا} أي أمن هوه فلم يلتفت إليه ..
وخطب لعبد الله المهدي ومضى بالحجر الأسود إلى هجر معتقدا أن العالم يأتونه فيحجونه , فهلك تحته أربعون بعيرا؟؟؟ فلم تزل العالم تأتي إلى حج بيت الله الحرام ... , ولم يمض إلى هجر سوى العوام و الجهال ,
ولم يتمكن أحد من أداء المناسك في ذلك العام (ثم عاد القرامطة بعد ارتكابهم تلك المجزرة البشعة إلى بلادهم، وظل الحجر الأسود في حوزتهم، حتى ردوه إلى الكعبة في عام 339 هـ/ 951 م، وقالوا في ذلك؟ أخذناه بأمر وأعدناه بأمر !، وهو كلام لا معنى له في الحقيقة.
وقد ذكر المؤرخين أنّ القرامطة سرقوا الحلي التي كان الخلفاء قد زيّنوا بها الكعبة وأخذوها معهم، ومن تلك الحلي درّة اليتيم التي كان وزنها أربعة
عشر مثقالا من الذهب، وأفراط مارية وقرون كبش إبراهيم (عليه السلام)وعصا موسى والموزونة ذهباً، وطبق ووشيعة من الذهب وسبعة عشر قنديلا من الفضّة وثلاثة محاريب فضيّة أقصر من الإنسان بقليل كانت موضوعة في صدر البيت.
وقد قيل : إن كثيراً من العلماء المحدثين قتلوا أثناء الهجوم الذي قام به القرامطة على الحجّاج أثناء طوافهم، من جملتهم: الحافظ أبوالفضل بن حسين الجارودي وشيخ الحنفية في بغداد أبوسعيد أحمد بن حسين البردعي وأبوبكر بن عبدالله الرهاوي و أبوجعفر محمّد بن خالد البردعي (والذي كان يسكن في مكّة).
وذُكرَ أنّ أحد المحدّثين في ذلك الوقت أنشد بيتاً من الشعر بينما أحاطت به سيوف القرامطة:
ترى المحبّين صرعى في ديارهم
كفتية أهل الكهف لا يدرون كم لبثوا
بداية النهاية !!
وهلك أبي طاهر بالجدري في رمضان 332 هـ عليه لعائن الله
وبوفاة أبى طاهر هدأ القرامطة، حتى تولى أمرهم الحسن بن أحمد بن بهرام المعروف بالحسن الأعصم في سنة 350 هـ/961 م
حيث تجدد نشاطهم مرة أخرى، فاستولوا على بلاد الشام في عام 357 هـ/968 م. وحتى ذلك التاريخ، كانت علاقات القرامطة بالفاطميين يسودها الود والصداقة فلما أصبح الفاطميون خلفاء مصر سنة 358 هـ/979 م،
إنقلب عليهم القرامطة، وبدأ صراع مسلح مرير بين الفريقين؛ فأرسل المعز لدين الله الفاطمي جيشا لإخراج القرامطة من الشام في سنه 360 هـ/971
بقيادة جعفر ابن فلاح، فهزمه القرامطة، وقُتل جعفر، وزحف الحسن الأعصم بقواته نحو مصر، وحاصر القاهرة عدة أشهر من عام 361 هـ/972 م، لكنه لم يستطع دخولها، فارتد عائداً إلى الشام، ومات بعدئذ في مدينة الرملة سنة 366 هـ/976 م. (10)
وبعد وفاة الحسن الأعصم صار أمر القرامطة إلى مجلس يضم ستة من شيوخهم يسمى (مجلس الستة) وحينئذ كانت أحوالهم تتجه نحو الضعف والانحلال، ولم
يعد يخشى بأسهم أحد، غير أنهم ظلوا مسيطرين على ما تحت أيديهم من بلاد البحرين والإحساء، حتى تلاشى أمرهم، وزالت دولتهم في نحو عام 375 هـ/985 م.
وبعد أُفول نجم القرامطة قامت الحكومات في ذلك الوقت بملاحقتهم وقتلهم، ونخصّ بالذكر (السلطان محمود الغزنوي) الذي كان أشدّ المناوئين للقرامطة. ويُنشد شاعر البلاط الغزنوي (فرخي سيستاني) في ذلك فيقول:
قد أخذتَ الرَّيَّ فانظر
مُلككَ اليومَ منىً وكذا الصفّا
ثم أنشد الشاعر نفسه بعد وفاة السلطان محمود الغزنوي يرثيه قائلا:
أبكي وقد فرحَ القرامط إثْرَ موتك
فلاخافوا شجاعاً ولابطشاً كبطشك
رحمك الله أيها السلطان .
بقيت آثار للقرامطة تغيّر جلودها واسمها من آن لآخر حسب الظروف التي تحيط بهم، وكانوا على مرّ العصور يحملون الحقد في صدورهم لأمّة الإسلام، فما إن تأتيهم الفرصة للكيد للمسلمين حتّى تراهم يسرعون في اقتناصها
والعمل بها سواء كانت خيانة أو مساعدة لغاز محتل، كما حصل بمساعدتهم للتتار في العراق وبلاد الشام، وكذلك وقوفهم بجانب الصليبيين في حملاتهم المشهورة ضدّ المسلمين في مصر والشام. ومن بقاياهم الآن جزء منهم في
عُمان واليمن يلقّبون بالصوالحيين والمكرمية، ولا تزال بقايا للإسماعيليين البهرة في العراق وفارس والهند، وما زالوا يتربّصون الفرصة للفتك بالمسلمين وإعادة
دولتهم من الشام إلى الجزيرة العربية،
وبفضل اللـه ثمّ وعي بعض المسلمين على مرّ العصور فإنّهم لم ولن يستطيعوا القضاء على بيضة الإسلام، وذلك لوعد اللـه بنصرة دينه واستخلاف عباده في الأرض.
ومما استعرضناه في موضوعنا ، نجد أن القرامطة فرقة من فرق ، الروافض الضالة عاثت في الأرض فساداً .
حتى قال فيهم شيخ الإسلام بن تيمية رحمه
الله .والشيعة استتبعوا أعداء الملة من الملاحدة والباطنية وغيرهم؛ ولهذا أوصت الملاحدة مثل القرامطة الذين كانوا في البحرين وهم من اكفر الخلق، ومثل قرامطة المغرب ومصر وهم كانوا يستترون بالتشيع أوصوا بأن يدخل على
المسلمين من باب التشيع، فإنهم يفتحون الباب لكل عدو للإسلام من المشركين وأهل الكتاب والمنافقين، وهم من ابعد الناس عن القرآن والحديث،
إننا نعتقد بان الرافضة طائفة كفر وردة لأنها جمعت بين الشرك الأكبر والأصغر
والكفر الاعتقادي والكفر العملي والنفاق الأكبر والأصغر ،فتراهم يؤلهون أهل البيت رضي الله تعالى عنهم ،ويعتقدون عصمتهم وعصمة ذرياتهم وأئمتهم و (آياتهم) إنتهي كلام بن تيمية .
وقال أبو حامد الغزالي رحمه الله إنهم مذهب ظاهره الرفض ، وباطنه الكفر .
فيا دعاة التقريب أفيقوا فهؤلاء الشيعة الروافض هم ، أبناء القرامطة والحشاشين وأحفاد المجوس وليس لهم عدو إلا أهل السنة .
مصادر
تاريخ بن خلدون
البداية والنهاية - بن كثير
تاريخ الرسل والملوك - بن جرير الطبري
الخلاصة في بيان رأي شيخ الإسلام ابن تيمية بالرافضة
علي بن نايف الشحود
الكامل في التاريخ - بن الاثير
فضائح الباطنية - ابو حامد الغزالي
الملل والنحل - بن حزم الظاهري
الملل والنحل - الشهرستاني
أخبار القرامطة - د سهيل زكار
الاسماعيلية تاريخ وعقائد - إحسان إلهي ظهير
موقع طريق الإسلام
انتهى الموضوع بحمد الله