منتدى نجوم الونشريس
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
منتدى نجوم الونشريس
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
منتدى نجوم الونشريس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
المساهمة برقي المنتدى
اهلا وسهلا بزوار واعضاء منتدى نجوم الونشريس ******المنتدى بكم ولكم ****** ******المنتدى بحاجة الى مشرفين ولمن يخدمه******

 

 الـصـراع الإسـلامـي الـصهيـوني/بنـو إسرائيل في الـقرآن الكـريم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
البروفوسور
مشرف
مشرف



عدد المساهمات : 140
نقاط : 228
تاريخ التسجيل : 10/10/2010
العمر : 57

الـصـراع الإسـلامـي الـصهيـوني/بنـو إسرائيل في الـقرآن الكـريم Empty
مُساهمةموضوع: الـصـراع الإسـلامـي الـصهيـوني/بنـو إسرائيل في الـقرآن الكـريم   الـصـراع الإسـلامـي الـصهيـوني/بنـو إسرائيل في الـقرآن الكـريم Icon_minitime1الأحد أكتوبر 17, 2010 11:01 pm

الـصـراع الإسـلامـي الـصهيـوني
بنـو إسرائيل في الـقرآن الكـريم
إعداد: م.عبد الله بن علي صغير

أولاً: مـن هـم الإسرائيليون أو العبرانيون أو اليهود ومن أين أتت هـذه الأسماء ؟
‏إن من أشهر أسماء بني إسرائيل العبريون والإسرائيليون ويهود واليهود و سبب تسميتهم بالعبريين؟‏
أ- هناك آراء كثيرة في سبب تسميتهم بالعبريين أو العبرانيين هذه الآراء هي ( المصدر بنو إسرائيل في الكتاب والسنة لفضيلة الإمام د/ محمد سيد طنطاوي).
الرأي الأول : نسبة إلى إبراهيم نفسه لأنه عبر نهر الفرات وأنهارا أخرى.‏
الرأي الثاني : نسبة إلى عِبْر وهو الجد الخامس لإبراهيم عليه السلام.‏
الرأي الثالث : إن تسميتهم بالعبريين ليس سببها حادثة بعينها أو شخصًا بعينه وإنما سببها معيشتهم في الصحراء وعبورهم للرعي فمعنى كلمة عبر إنّها مشتقة من الفعل الثلاثي عبر بمعنى قطع مرحلة من الطريق أو عبر الوادي أو النهر أو عبر السبيل.‏ هذه بعض الآراء التي تعرضت لسبب تسمية بني إسرائيل بالعبريين أو العبرانيين، ويبدو أنّ أرجحها والله أعلم هو الرأي الأول لأنه هو رأى معظم العلماء وفحولهم. ‏
ب- سبب تسميتهـم بالإسرائيليين أو بني إسرائيل :
سموا بذلك نسبة إلى إسرائيل وهو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم الصلاة والسلام وإسرائيل كلمة عبرانية مركبة من جزأين إسرا بمعنى عبد أو صفوة، إيل وهو الله فيكون معنى الكلمة عبد الله أو صفوة الله.‏
ج- سبب تسميتهم بيهـود: وهناك عدّة آراء في هـذه التسمية:
الرأي الأول: قيل أنّهم سموا بذلك حين تابوا عن عبادة العجل وقالوا إنّا هدنا إليك أي تبنا إليك.
الرأي الثاني : لأنّهم يتهودون أي يتحركون عند قراءة التوراة.‏
‏الرأي الثالث: قيل أنّهم سموا يهودا نسبة إلى يهوذا الابن الرابع ليعقوب عليه السلام.‏
ثانياً – لمـحة تاريخية عن اليهـود : ف هذه الفقرة سوف أتحدث وبشكل مبسط عن تاريخ اليهود وقلت بشكل مبسط لأنّه بحثي هذا سوف أنظر إلى مسألة الصراع الإسلامي الصهيوني بمنظور عقائدي إسلامي والتي سوف أقتبس أفكارها من القرآن والسنة النبوية المطهرة , وسوف أدع التفصيل في مسألة تاريخ اليهود وفترة وجودهم في فلسطين وما شابه ذلك لعلماء التاريخ طبعاً العلماء الثقات من المسلمين , أما من غير المسلمين وخصوصاً اليهود فالأمر فيه نظر ويحتاج الحذر والدقة.
أنجب سيدنا إبراهيم عليه السلام ولدين أحدهما سيدنا إسماعيل من زوجه هاجر ، ويعد سيدنا إسماعيل جد العرب الذي جاء من نسله سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، والثاني سيدنا إسحاق من زوجه سارة ، والذي يُعد جد بني إسرائيل فقد أنجب يعقوب عليه السلام الذي يُلقب بإسرائيل ، وإسرائيل من معانيه عبد الله.
أنجب سيدنا يعقوب عليه السلام أثنى عشر ولداً عُرِفوا ببني إسرائيل ، وكان من بينهم يوسف عليه السلام الذي حظي باهتمام خاص من أبيه مما أثار حفيظة إخوته عليه ففكروا في التخلص منه 0000 المهم بقية القصة معروفة لدى الجميع ومذكورة بالتفصيل في القرآن الكريم في سورة يوسف ....و في نهاية الأمر استدعى يوسف والديه وأخوته إلى مصر ليعيشوا معه وكان ذلك بداية دخول بني إسرائيل إلى مصر.
لم يشر القرآن الكريم إلى المدة التي قضوها في مصر ، ولكن التوراة ذكرت أن المدة 430 سنة ( من سفر الخروج 12/40 ) 0 "ملاحظة استشهدنا بالتوراة – سفر الخروج – لنلزم اليهود بما ألزموا به أنفسهم وهذا لا يعني بأي شكل من الأشكال أننا نؤمن بأنّ التوراة الموجودة بين يدي اليهود اليوم هي صحيحة لا وألف لا بل كلها كذب وافتراءات ما أنزل الله بها من سلطان ". وقد عامل فرعون بني إسرائيل أسوأ معاملة وسامهم سوء العذاب ، حيث قام بتذبيح أبنائهم واستحياء نسائهم وبين الله عزّ وجلّ ذلك في كتابه العزيز ((إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين)) القصص4 ، فأرسل الله عزّ وجل لهم موسى عليه السلام ، وشد عضده بأخيه هارون وأمره الله عز وجل بالخروج من مصر إلى الأرض المقدسة ، فلما اجتاح موسى عليه السلام ببني إسرائيل البحر وغرق فرعون مروا على القوم يعبدون أصناماً لهم ، فطلبوا من موسى عليه السلام أن يجعل لهم إلهاً كما لهم آلهة ، فكانت هذه أول ردة لهم ولما يُدفن فرعون بعد ، ولم تنشف ملابسهم من بلل البحر 0 ولما طلب منهم موسى عليه السلام أن يدخلوا فلسطين قالوا : لن ندخلها لأنّ فيها قوماً جبارين ، فكانت نتيجة ذلك أن حكم الله عليهم التيه في سيناء أربعين سنة ، كانت كافية حتى يخرج جيل جديد رباهم موسى عليه السلام ودخلوا بعد ذلك فلسطين 0
ملاحظة :
يتضح لنا من السطور السابقة ، أن بني إسرائيل لم يكن لهم وجود في مصر وإن الفراعنة هم من كان يحكم مصر ، وكذلك يتضح من ذلك أنه عندما طلب منهم موسى عليه السلام دخول الأرض المقدسة ، كان الجبارون هم من يسكن الأرض المقدسة ويحكمونها (المصدر شبكة المزن الإسلامية [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] .


تاريخ اليهود في فلسطين :
1 - عهد القضاة : ويمتد من القرن الثالث عشر قبل الميلاد إلى السنة 1095 قبل الميلاد.
2 - عهد الملوك الأول : ويمتد من 1095 قبل الميلاد إلى 975 قبل الميلاد 0
3 - عهد الملوك الثاني : ويمتد سنة 975 قبل الميلاد إلى سنة 135 قبل الميلاد 0
4 - فترة ما بعد خراب أورشليم الأول : من سنة 586 قبل الميلاد إلى 135 ميلادياً.
1 - عهد القضاة :
بعد وفاة موسى وهارون عليهما السلام ترأس يوشع بن نون بني إسرائيل وقادهم لدخول فلسطين حيث أغاروا على الكنعانيين العرب واحتلوا أراضيهم وسكنوا فيها ، بعدما أبادوا معظم أهلها واستعبدوا البقية ، ولكن لم تقم لهم خلال هذه الفترة دولة وإنما كان يعيش كل سبط في ولاية ، ويحكم هذه الولاية كبار العشائر الذين سمّي عصرهم بعصر القضاة 0
ومن يقرأ سفر الخروج يتضح أن عهد القضاة كان من أسوأ عهود بني إسرائيل ، حيث ارتدوا فيه عن عبادة الله عزّ وجلّ وعبدوا الأصنام ، وقتلوا الأنبياء والمصلحين وانتشرت بينتهم الفواحش والموبقات وفشا فيهم الزنا ، فكان من نتيجة ذلك أن سلط الله عليم الشعوب المجاورة فتعرضوا لغارات وغزوات ومن بينها غزو شعنائيم ملك النهرين ، وحجلون ملك المؤابيين ويابين ملك الكنعانيين وغيرهم 0
وكان آخر قضاة بني إسرائيل صموئيل لأنه بعدما شاخ أوكل إلى أبناءه شؤون القضاة نيابة عنه ولكنهم فسدوا وارتشوا وجاروا في أحكامهم مما دفع بني إسرائيل للثورة على صموئيل وزال عهده 0 ( محمد سيد طنطاوي ، بنو إسرائيل في الكتاب والسنة ) . (شبكة المزن الإسلامية)
2 - عهد الملوك الأول :
و بدأ ذلك العهد بقيادة ملكهم طالوت الذي أسس مملكة يهود في فلسطين وقد حكم فيهم أربعين سنة وبعد وفاته خلفه ابنه داود عليه السلام وخاض فيها معارك مع المجاورين لهم وقد عم الرخاء مملكة يهود في عهده واتسع نشاطها الاقتصادي ، وتولى الحكم بعده ابنه سليمان وحكم أربعين سنة وامتاز عهده الرخاء والاستقرار وبوفاته سنة 975 قبل الميلاد انتهى عهد الملوك الأول .
3 - عهد الملوك الثاني :
بعد وفاة سليمان عليه السلام أعلن ابنه رحبعام نفسه ملكاً على بني إسرائيل فبايعه سبطا يهوذا وبنيامين ، اللذين كانا يقيمان في منطقة أورشليم وما حولها إلى جنوب فلسطين ، ورفض الأسباط العشرة الآخرون مبايعته لخلاف نشب بينهم ، وهكذا انقسمت مملكة إسرائيل إلى مملكتين :
أ - مملكة إسرائيل في الشمال : وكان أول ملوكهم يربعام بن نباط - وهو ليس من بيت داود عليه السلام -، وعاصمتها السامرة ، و أشرك يربعام وبني أوثاناً وهياكل ودعا بني إسرائيل إلى عبادتها بدلاً من الذهاب إلى أورشليم ، فأجابوه ، ودامت دولتهم 250 سنة وانتهت سنة 721 قبل الميلاد حينما غزاهم سرجون ملك آشور واستولى على السامرة وسبى الأسباط وأجلى اليهود إلى ما وراء نهر الفرات وبذلك انتهت هذه الدولة ولم تقم لها قائمة 0
ب : مملكة يهوذا في الجنوب :
وكان أول ملوكها رحبعام بن سليمان عليه السلام وعاصمتها أورشليم وقد عاشت أكثر من أختها إسرائيل وتعرضت لغزوات من الشمال والجنوب وكان آخرها على يد نبوخذ نصر ملك بابل الذي غزاها سنة 606 قبل الميلاد ، وتغلب عليها ودفعت له الجزية ، ثم ثارت عليه فأتاها هذه المرة سنة 586 قبل الميلاد وهدم أسوارها وأحرق الهيكل وسبى اليهود إلى بابل 0 4 - فترة ما بعد خراب أورشليم الأول :
- خلت فلسطين من اليهود بعد سقوط أورشليم ، وعاش اليهود في الأسر خمسين سنة في بابل ، قلدوا فيها عادات البابليين وأخذوا عنهم الكثير من شعائرهم وآدابهم واشتركوا في وظائف الدولة تحت رقابة البابليين 0
- وأعيد اليهود إلى فلسطين في عهد قورش الذي تولى ملك فارس وغدت يهوذا ولاية من ولايات الفرس حتى سنة 332 ق0ب ، حيث انتقلت إلى ملك الاسكندر المكدوني بعد أن هزم الفرس واحتل سورية وفلسطين 0
- وبعد وفاة الملك الاسكندر 536 قبل الميلاد ، اقتسم قوادة الملك ، فحكم سلوقس سورية وأسس فيها دولة السلوقيين ، وحكم بطليموس مصر وأسس فيها دولة البطالسة وكانت يهوذا من نصيب البطالسة ، وحكم البطالسة اليهود رغم مقاومتهم العنيفة التي أكرهت بطليموس الأول على هدم القدس ودك أسوارها ، وإرسال مائة ألف أسير من اليهود إلى مصر سنة 320 قبل الميلاد 0
و في سنة 168 قبل الميلاد انتقلت يهوذا إلى حكم السلوقيين حينما احتلها انطوخيوس وهدم أسوارها ونهب هيكلها وقتل من اليهود ثمانين ألفاً في ثلاثة أيام ، وحين دب الخلاف بين السلوقيين والبطالسة تجمع اليهود واستقلوا بحكم أورشليم بقيادة المكابيون ولكن حكهم لم يدم طويلاً لأنه دب بينهم الخلاف وضعف مركزهم واحتلهم الجيش الروماني بقيادة بومبي سنة 63 قبل الميلاد 0
- خضعت فلسطين لحكم الرومان وكانوا يستعملون عليهم ولاة ممن يختارون من اليهود ، إلا أن اليهود كانوا يشقون عصا الطاعة فيقوم الرومان بتأديبهم في كل مرة وجاء القائد تيطس سنة سبعين ميلادية ودمر أورشليم وأسر من أسر وذاق اليهود على يده الويل والهوان
- وفي عهد الإمبراطور ترجان سنة 106 من الميلاد عاد اليهود إلى القدس وأخذوا في الإعداد للثورة وأعمال الشغب من جديد ، فلما تولى أدريانوس عرش الرومان سنة 117 - 138 ميلادية حول المدينة إلى مستعمرة رومانية وحظر على اليهود الاختتان وقراءة التوراة واحترام السبت ، وثار اليهود بقيادة باركوخيا سنة 135 ميلادية ، فأرسلت روما الوالي يوليوس سيفيروس فاحتل المدينة وقهر اليهود وقتل باركوخيا وذبح من اليهود 580 ألف نسمة وتشتت الأحياء من اليهود تحت كل كوكب ، ولكي ينسى اليهود أورشليم هدما وبني مكانها مدينة سميت إيلياء ، وكان هذا آخر عهد اليهود بفلسطين حيث تشتت في بقاع الأرض ولم تقم لهم قائمة إلا في القرن الحالي حيث اغتصبوا فلسطين نتيجة الضعف والخور والتفرقة التي أصابت الأمة الإسلامية وخاصة بعد سقوط الدولة العثمانية وعودة دول الطوائف)) (المصدر شبكة المزن الإسلامية [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
ثالثاً:بني إسرائيل في القرآن الكريم:
عندما نتحدث عن بني إسرائيل أو اليهود يجب أن لا ننسى أنّنا نتحدث عن قوم لديهم عقيدة فكرية محددة تكون المحرك الأساسي لنشاطهم السياسي والاقتصادي والاجتماعي , لذلك يجب علينا معرفة سمات وخصائص وفكر هؤلاء الطغاة , فمن أسس الانتصار على العدو معرفته ومعرفة خصائصه ومنهجه السياسي إن كان حركة سياسية ومعرفة أسس عقيدته إن كان حركة دينية .
وكما نعلم أنّ الصهاينة رغم ادعائهم في كثير من الأحيان بأنّ حركتهم السياسية هي حركة علمانية تفصل الدين عن الدولة إلا أنه لا يخفى على أي إنسان عاقل ومتابع لنشاط الكيان الصهيوني في فلسطين أنّ حركة الصهاينة والكيان الصهيوني هي حركة دينية قائمة على استغلال تعاليم الدين اليهودي لبناء دولتهم المزعومة على أرض فلسطين.
الحمد لله ثم الحمد لله الذي بيّن لنا في القرآن الكريم خصائص بني إسرائيل وسماتهم العدوانية فلا تخلو سورة في القرآن الكريم إلا ويذكر الله عزّ وجلّ فيها بني إسرائيل ويحذرنا منهم ويبين لنا مكائدهم, لذلك على قادة الأمة ودعاتها ومفكريها أن يبحثوا في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة عن الطريقة المثلى للتعامل مع اليهود عامة والصهاينة خاصة وإنني أعجب ممن يظنّ نفسه أنه يحارب الصهاينة ويجعل من نفسه مقاوماً لهم ولا يعرف ما هي سمات وخصائص بني إسرائيل! هذه الخصائص والسمات التي أخبرنا بها رب العزة عزّ وجلّ عالم الغيب العزيز الحكيم.
وكل من يؤمن بلا إله إلا الله يدرك أنّ كلام الله عز وجل لا يقارن بكلام البشر ولا باستنتاجات البشر و لا بتحليلات البشر, وقد صدق ذلك الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه حين قال (( إنَّ أصْدَقَ القَوْلِ قَوْلُ اللَّهِ وإنَّ أحسَنَ الهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ والشقِيُّ من شَقِيَ في بَطْنِ أُمِّهِ وإِنَّ شَرَّ الرَّوايَا رَوَايَا الكذِبِ وشرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُها وكُلُّ ما هوَ آتٍ قريبٌ)) رواه الدرامي.
فحريٌّ بنا أن نقرأ القرآن الكريم قراءة التفكّر والتدبر قراءة العلم والمعرفة لنتعلّم و نعلّم غيرنا على أسس صحيحة أسس جاء بها الإسلام, أسس تنقل البشرية من ظلمات الكفر والفسوق والعصيان إلى نور الحق والهدى .. واعلموا أخوتي وأخواتي المؤمنين أحباب الله ورسوله الكريم عليه وعلى آله الصلاة والسلام أنّ هذه الكلمات موجهة لي في الدرجة الأولى ولست بغني عنها وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى.
واسمحوا لي أن بدأ الآن بالحديث عن صفات بني إسرائيل كما وردت في القرآن الكريم- وأدعو الله أن يوفقني في ذلك فينطلق لساني بالحق - وهذه الصفات هي:
1- الاستكبار على الرسل والوقاحة وعدم التأدب مع الله عز وجل : وهذا يتضح في قوله تعالى متحدثاً على لسان أخيار بني إسرائيل الّذين اختارهم موسى عليه السلام (( وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون)) البقرة 55 , فنلاحظ كيف وصل العناد والتكبّر بأخيار بني إسرائيل إلى أن وصل بهم التعنّت إلى جعل شرط الإيمان بموسى عليه السلام هو رؤية الله عزّ وجلّ جهرة, فإذا كان أخيار بني إسرائيل في عهد موسى عليه السلام كانوا معاندين للحق متكبرين وقحين مع الله فما بال الأشرار في عهد موسى عليه السلام ؟!
لذا يجب علينا أن ندرك أنّ إقامة الحجة والنقاش البنّاء مع هؤلاء اليهود لن يجدي نفعاً و لذلك نراهم اليوم في نقاشهم يتكبرون ويراوغون فهذا هو حالهم وهذه هي صفاتهم منذ قديم الأزل.
2- قتل الأنبياء والرسل وكل من يخالفهم : إن قتل الأنبياء والرسل أعظم جريمة نكراء يرتكبها المرء والتي تجعله يعذب يوم القيامة عذاباً شديداً ويحل به غضب الله عز وجل , وإنّ جريمة قتل الأنبياء والرسل قد تميّز بها بني إسرائيل, بلا منازع فهم من قتل الأنبياء والرسل دون رحمة ولا هوادة ولا حتى تأنيب ضمير , و إنّ من يقرأ التاريخ يجد أنّ هذه الصفة واضحة جليّة في سلوك اليهود أو بني إسرائيل مع الرسل ويقول الله عز وجل في محكم تنزيله واصفاً حال اليهود ((... و باؤوا بغضب من الله ذلك بأنّهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون)) البقرة 61, فالغضب حلّ بكل من قتل نبي وبكل من رضي بذلك وبكل من اشترك به وبكل من سكت على ذلك , وهذه هي صفات اليهود فريقاً يقتل وفريقاً يشجّع على القتل وفريقاً يسكت ويرضى بذلك , لذلك فهم أشد النّاس عذاباً يوم القيامة لقوله صلى الله عليه وسلم ((أشد الناس عذاباً يوم القيامة ، رجل قتله نبي أو قتل نبياً ، وإمام ضلالة ، وممثل من الممثلين )) رواه أحمد في مسنده ,
لذلك نرى اليهود في العالم عموماً وفي فلسطين خصوصاً يقتلون ويذبحون دون رقيب ولا حسيب ودون أدنى تأنيب ضمير فقد اعتادوا على ذلك فكانوا يقتلون الأنبياء في الصباح ويذهبون إلى أسواقهم في المساء فإن كان الأنبياء لم يسلموا منهم فمن الشيخ أحمد ياسين وأمثاله... ؟! حتى يسلموا من اغتيالات وجرائم اليهود, لذلك يجب على المسلمين الحذر ثم الحذر من أولئك اليهود المعتدين و أعوانهم ولا سلام ولا صداقة معهم وإنّما الحذر والانتباه والشك بهم يجب أن يكون العنوان الأساسي للتعامل معهم.
3- قسوة القلب وإنكار الحق : إنّ جميع الكتب السماوية وحتى القصص والروايات البشرية تتحدث وبشكل كبير عن قسوة قلوب اليهود وصرامتهم وقلّة رحمتهم .
فمن رأى يهودياً أو تعامل معه فإنّه سوف يدرك ويشعر بأنّه لا يتعامل مع بشر لديهم شيء من الإحساس , وإنما يتعامل مع حجارة قاسية لا تمتلك شيء من العواطف هذا ليس رأي المسلمين فقط في اليهود, وإنما رأي العالم كله بهم فجميع المفكرين في العالم متّفقون على هذه الحقيقة وأضحت تلك الحقيقة التي جاء بها محمد عليه الصلاة والسلام قبل ألف وأربعمائة سنة قاعدة أساسية يرتكز عليه الفكر الاجتماعي في تشخيص الشخصية اليهودية.
فالله تعالى يصفهم في محكم تنزيله بأنّهم أصحاب قلوب قاسية معاندة للحق يشاهدون الآيات والبراهين ثم ينكرونها فأصبحت قلوبهم كالحجارة بقسوتها بل أشد من ذلك ولعلّ بعض الحجارة مفيد تخرج منه الماء وبعض الحجارة يهبط من خشية الله وقلب اليهود من الحجارة التي لا نفع لها فيقول الله تعالى مخاطباً اليهود ((ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإنّ من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإنّ منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإنّ منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون)) البقرة 74
لذلك نرى اليوم اليهود في فلسطين وفي جميع أنحاء العالم يقومون بجرائم يندى لها الجبين فيقتلون الطفل أمام أبيه تلذذاً بذلك ويقتلون المرأة العجوز والشيخ الكبير أمام أبنائهم دون شفقة ولا رحمة بل على العكس ترى اليهودي وهو يذبح الطفل يضحك ويفرح دون أدنى تأثر .
هذه النفس اللئيمة والقلب القاسي الذي يختص بهما اليهود دون غيرهم جعلتهم منبوذين في جميع أنحاء العالم, لذلك نرى الكثير الكثير من الدول يدفعون المبالغ الطائلة لكي يهجّروا اليهود من أراضيهم,
ويجب علينا أن لا نتعجّب عندما نسمع الرئيس الأمريكي بنيامين فرانكلين يقول في خطابه أمام القادة الأمريكان عام 1789م عند وضع الدستور الأمريكي الجملة التالية Sad( وإنني أحذركم أيها السادة ، إنكم إن لم تبعدوا اليهود نهائياً ، فلسوف يلعنكم أبناؤكم وأحفادكم في قبوركم ، إنّ اليهود لن يتخذوا مثلنا العليا ولو عاشوا بين ظهرانينا عشرة أجيال ، فإن الفهد لا يستطيع إبدال جلده الأرقط)) مجلة أرض الإسراء عام 1985م العدد 87.
فانظروا يا أخوتي المؤمنين الصادقين إلى قول الرئيس الأمريكي الأسبق محذراً من خطر اليهود على المجتمع الأمريكي في أمريكا والذي غالبيته من النصارى, وإنني أستغرب كل الاستغراب من بعض المسلمين الذين يدعون إلى السلام مع إسرائيل وتطبيع العلاقات معها كيف يتجاهلون توجيهات القرآن ؟! .... وكيف لم يستفيدوا من تجربة رسولنا الكريم مع أولئك المجرمين؟! ... وكيف نسوا حقائق التاريخ؟! ... وكيف نسوا عنصرية اليهود وأفعالهم القبيحة ؟! ... على كل حال إنّها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.
4- الكذب على الله عز وجل وتحريف كلامه وعدم الإيمان به : فيقول الله تعالى (( أ فتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون)) البقرة 75. فالله عزّ وجلّ يقول في الآية الكريمة السابقة للمؤمنين : أتظنّون أن يؤمن أولئك اليهود الضّالون الذين سمع آباؤهم الله عز وجل وهو يكلم موسى ومع ذلك حرّفوا الحق وأنكروا الحق بعد أن عرفوه وضلّوا عن علم ومعرفة .
فلم يعرف تاريخ البشرية جمعاء منذ خلق آدم عليه السلام قوم أكذب وأضل من اليهود فسيدنا موسى عليه السلام أخذهم وسمعوا كلام الله وهو يكلّم موسى وسمعوا أوامر الله عز وجلّ ونواهيه وعندما وصلوا إلى قومهم أنكروا الكثير مما سمعوه وكذّبوا موسى بل وحرفوا ما سمعوا , لذلك فإنّ الحوار والنقاش مع اليهود غير مجد والعهود والمواثيق معهم غير نافعة.
فاليهود من يقول ثم ينكر وهم مَنْ يتّفقْون معك على شيء ثم يبدّلوه ,وهذا ما عانى منه جميع الأنبياء الذين قاموا بدعوة بني إسرائيل , فيقوم الرسول بنقاشهم وبإقامة الحجة عليهم فإذا قامت الحجة عليهم يقولون لا نؤمن, ومثال ذلك القصة التي يرويها ابن حبان في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه وهي قصة إسلام عبد الله ابن سلام رضي الله الذي كان أحد زعماء اليهود والذي جاء فسألَ رسول الله عن بعض الأمور وأسلم بعدها وأراد ذلك الصحابي أنْ يقوم رسول الله صلى الله عليه وسلم بدعوة اليهود وأن يقيم عليهم الحجّة والبيّنة فقال ((يا رسولَ اللَّهِ، إِنَّ اليهودَ قَوْمٌ بُهْتٌ، وإنَّهمُ إِنْ سَمِعُوا بإِيماني بكَ، بَهَتُوني، ووَقَعُوا فيَّ، فأُحِبُّ أَني أَبْعَثُ إليهمْ، فبَعَثَ، فجاؤوا، فقالَ: «ما عبدُ اللَّهِ بنُ سَلَامٍ»؟ قالوا: سَيِّدُنا وابنُ سَيِّدِنا، وعالِمُنا وابنُ عالِمنا، وخَيْرُنا وابنُ خَيْرِنا، فقالَ : «أَرَأَيْتُم إن أَسْلَمَ أَتُسْلِمُونَ»؟ فقالوا: أعاذَهُ اللَّهُ أن يقولَ ذلك، ما كانَ لِيَفْعَلَ، فقال: «اخْرُجْ يا ابنَ سَلامٍ»، فخرَجَ إليهم، فقال: أَشْهَدُ أَنْ لا إلٰه إلَّا اللَّهُ وأشهَدُ أن مُحَمَّداً رسولُ اللَّهِ، فقالُوا: بل هو شَرُّنا وابنُ شَرِّنا، و جاهِلُنا وابنُ جاهِلنا، قال: أَلَمْ أُخْبِرْكَ، يا رسولَ اللَّهِ أنَّهُم قومٌ بُهْتٌ)) .
فمن قصّة إسلام عبد لله بن سلام رضي الله عنه وموقف اليهود نستنتج ما يلي :
• نلاحظ مدى تعنّت اليهود لعنهم الله ففي نفس الجلسة ونفس الحديث كانوا يشهدون أنّ عبد لله بن سلام بأنّه زعيمهم وسيدهم و قائدهم وعالمهم وما إن عرفوا أنّه قد أسلم حتى قالوا عكس ذلك وفي نفس المجلس .... وهذه عند العرب تعتبر من المشينات التي تصيب مروءة الرجل وتجعله صاغراً ذليلاً محتقراً .
• إنّ اليهود عبر تاريخهم الطويل وبشهادة الله عز وجل وبشهادة رسوله الكريم وبشهادة المسلمين وغير المسلمين قوم بهت وكذب وتحريف لا يمسكون من طرف.
وإن من يتابع الفضائيات المضبوطة والبرامج البنّاءة ويسمع حواراً مع أحد قادة اليهود يدرك معنى صفة البهت الموجودة في عروق اليهود, فنراهم يراوغون مراوغة الثعالب , ويكذبون كذب الدجالين ويحرفون الحق تحريفاً واضحاً .... و مع ذلك نلاحظ بعض الأغبياء من المسلمين وحتى بعض القادة السياسيين ينخدع بمكر اليهود وخداعهم رغم وضوح كذبهم و بهتانهم فيا سبحان الله !.
5 - معرفة ظهور النبي صلى الله عليه وسلم وتحريفهم لصفاته : يجب أن لا ننسى أنّه عندما نتكلم على اليهود لعنهم الله, فإننا نتحدث عن قوم لديهم كتب مقدسة منزّلة من الله تعالى – رغم تحريف الكثير منها- ومن عدالة الله عزّ وجلّ أن يبيّن لكل أمّة صفات النبي الذي سوف يظهر بعد نبيهم ليقيم الحجة عليهم.
وكان اليهود في المدينة المنورة على ساكنها الصلاة والسلام قبل ظهور الرسول عليه الصلاة والسلام يتوعدون أهل المدينة من الأوس والخزرج وسائر الناس بأنّه اقترب ظهور نبي آخر الزمان ونحن- أي اليهود – سوف نتّبعه ونقتل كل من يخالفنا شر قتلة , ولكن بعد ظهور الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام لم يتبعوه لأنّه لم يظهر منهم – أي اليهود – بل وعادوه وحاولوا قتله لذلك أنزل الله تعالى قوله ((ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين)) البقرة 89 . وهذه الآية نزلت في اليهود والأنصار, فاليهود هم من جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم من التوراة , والّذين كفروا هم الأوس والخزرج ممن كان يشرك بالله فلعن الله اليهود لعدم إتباعهم للرسول عليه الصلاة والسلام.
لذلك يجب علينا أن ندرك ونؤمن بأنّ اليهود يعرفون الرسول عليه و على آله الصلاة والسلام ويعلمون بأنّ النصر في النهاية سوف يكون للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وبأن المسلمين سوف يقتلون اليهود وأنّه لن يترك الله شجر ولا حجر إلا وأنبأنا عن مكان اليهود المعتدين ليقتلهم المسلمين.
وكما علم اليهود سابقاً بظهور وصفات الرسول عليه الصلاة والسلام وأنكروها فإنهم يعلمون بظهور المهدي رجل آخر الزمان ويدركون بأنّ نصر أمة محمد عليه الصلاة والسلام سوف يكون على يديه مهما طال الزمن .
6- حب الحياة حباً جماً وكراهة الموت : فيقول الله عز وجل في محكم تنزيله واصفاً حال اليهود
(( إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين, ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين ,ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر والله بصير بما يعملون البقرة )) 94-96 البقرة.
فاليهود قوم الكذب والضلال دوماً يدّعون بأنهم شعب الله المختار وأنهم أفضل الأمم السابقة واللاحقة, ولكنّ الله عز وجل يقيم عليهم الحجة ويكشف كذبهم وضلالهم ويبين حقيقتهم فالإنسان الذي يوقن بأنّ له في الآخرة مكانة عظيمة وفوز ورضوان وجنّات تجري من تحتها الأنهار لا ترتعد فرائصه من الموت , بل على العكس فإنّه يجد في الآخرة وفي لقاء الله عزّ وجلّ راحة لنفسه من هموم ومتاعب الدنيا فالدنيا دار عمل بلا حساب والآخرة دار عطاء بلا عمل , بينما اليهود يدّعون بأنّ الآخرة لهم خالصة من دون الناس ومع ذلك تراهم يخافون من الموت خوف الغزال من الليث الجائع لأنهم في صميم أنفسهم يعلمون أنّهم لكاذبون ويعلمون بأنهم ضالون قتلوا الأنبياء والرسل, لذلك فإنّ أكثر ما يخيف اليهود هو كلمة الموت وكل واحد منهم يرغب لو يدفع كل ثروته في سبيل أن يعيش ولو ليوم واحد فوق عمره , ولكن هيهات هيهات! واللهِ الذي لا إله إلا هو فاطر السموات والأرض سيموت اليهود وسوف يدخلون النّار صاغرين.
وفي الصراع الإسلامي الصهيوني نجد أن الحركات الإسلامية التي استفادت من خوف اليهود من الموت , هي التي حقّقت على أرض الواقع الشيء الكثير , فحب اليهود للدنيا وكراهة الموت هو الذي جعلهم متقوقعين خائفين من أي هجوم عليهم, فلا نجد إسرائيلي إلا ومعه من السلاح الشيء الكثير فنراهم في فلسطين وفي الجولان وفي فلسطين مدججين بالأسلحة وإنني لا أقصد بذلك الجيش الإسرائيلي لأنه من الطبيعي عناصر الجيش أن يحملوا الأسلحة , وإنّما أقصد اليهود المدنيين الّذين من المفترض أن يكونوا عزّل من السلاح وخصوصاً أن الجيش الإسرائيلي يقوم بحمايتهم ,ولكن خوفهم من الموت جعلهم ينامون والسلاح معهم في الفراش .
وإن حب الدنيا وكراهة الموت أبرز خصائص اليهود فسمعنا عن التضحيات التي قدمها الجيش الألماني وسمعنا عن معارك الفيتنام وسمعنا عن تضحيات الجيوش في الحروب العالمية وعن موتهم في سبيل مبدأهم, ولم نسمع حتى الآن في التاريخ الحديث أو القديم عن التضحيات البشرية التي قدمها الصهاينة في سبيل مبدأهم الباطل , بعكس المسلمين الذين نراهم في مشارق الأرض ومغاربها يقتلون ويصلبون ويذبحون كل ذلك في الله ولله دون حزن أو ندم , وهذا كله بفضل الله وكرم الله الذي وعد الشهداء بالخلود في الآخرة ووعدهم بجنات تجري من تحتها الأنهار فهو القائل في محكم تنزيله ((ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون, فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون)) آل عمران 169-170.
فقتلا المسلمين- المجاهدين في سبيل الله- في الجنّة وقتلا اليهود في النار والله ناصرنا ولا ناصر لهم.
وإنّ ما يغيظ اليهود وكلابهم من العرب والغرب هو حب المسلم المؤمن للجهاد في سبيل الله وحب المسلم للشهادة في سبيل الله , فنرى إذاعاتهم وصحفهم ومجلاتهم ينبهرون من النفسية الاستشهادية التي يتحلى بها المسلمون ويسمّون العمليات الاستشهادية التي يقوم بها المسلمون بعمليات انتحارية ويسمّون من يقوم بها بانتحاري كل ذلك من أجل ماذا ؟! .....كل ذلك من أجل أن يجعلوا المسلم يشك بعقيدته ومبدأه فالمنتحر في نار جهنّم خالد فيها أبدا, والجهادي الاستشهادي في جنانّ الخلد خالد فيها أبدا , وإن ما يؤسف أن نرى بعض القنوات الإخبارية العربية والإسلامية أنهم أيضاً يسمّون تلك العمليات الاستشهادية بعليات انتحارية ؟! فيا سبحان الله من يموت في سبيل لا إله إلا الله محمد رسول الله يكون منتحراً !...لا والله بل هو شهيد رغم أنف الكبير والصغير ورغم أنف الطغاة والمعتدين ورغم أنف أصحاب الفتاوى المأجورة وحسبي الله ونعم الوكيل.
7- مسخ الله من بني إسرائيل جماعات عاصية معتدية جعل منهم قردة و خنازير : إن الله عز وجل لم يذكر قوم قد مسخوا إلى قردة وخنازير في محكم تنزيله إلا اليهود فقد جاءت عدّة آيات تشير إلى ذلك وجميعها تختص ببني إسرائيل وهي :
((ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين)) البقرة 65, ((قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل )) المائدة 60, ((فلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين)) الأعراف 166.
فمن شدة معاندة الكثير من اليهود وإنكارهم للحق وكفرهم ومخالفتهم لأمر الله عز وجل قد مسخهم الله وحوّلهم إلى قردة وخنازير وهذا النوع من العذاب والعقوبة الدنيوية تختص على الأرجح اليهود دون سواهم من الأمم جمعاء , فمن يقرأ القرآن نرى أن الله عزّ وجلّ قد أرسل صاعقة على عاد وثمود ودمرهم بكفرهم وأنّ الله عزّ وجلّ قد أرسل طوفان عظيم أهلك فيه جميع الكفار في عهد نبوة نوح عليه السلام, أما المسخ إلى قردة وخنازير فإنه فقط يخص بني إسرائيل لأن آيات المسخ في القرآن الكريم جاءت مقيدة وغير مطلقة لأنّها نزلت جميعها في حق كفار اليهود ولم تنزل فيمن سواهم ونتمنى من الله فاطر السموات والأرض أن لا يحل مثل ذلك البلاء والعقاب على الأمة المحمدية .
وقد يسأل سائل ويقول: هل أصل القردة والخنازير الموجودة الآن هم من نسل اليهود الممسوخين الذين لعنهم الله عز وجل في محكم تنزيله؟
يجيب على هذا السؤال العلمي الدقيق رسولنا الكريم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى وذلك عندما سأله أحد أصحابه عن القردة والخنازير وسؤال الصحابي الجليل كان هو: أهذه المخلوقات مما مسخ ؟ فيجيبه الرسول الأعظم بكل ثقة فيقول ((إِنَّ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يُهْلِكْ قَوْماً، أَوْ يُعَذِّبْ قَوْماً، فَيَجْعَلَ لَهُمْ نَسْلاً. وَإِنَّ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ كَانوا قَبْلَ ذَلٰكَ )). رواه مسلم في صحيحه. والحديث السابق يشتمل على عدة أمور علمية وشرعية يجب الانتباه إليها :
1- توجد القردة والخنازير على كوكب الأرض من قبل عهد سيدنا موسى عليه السلام الذي جرى المسخ في عهده.
2- من سنن الله عز وجل الثابته في هذا الكون هي أن لا يجعل لقوم مسخوا أو حل بهم العذاب والنقمة نسل أو عقب وإنّما بعد مسخهم وعقوبتهم والعياذ بالله لا يتكاثرون وإنّما ينقطع نسلهم .
8 – جعل الله عز وجلّ بين اليهود العداوة والبغضاء إلى يوم الدين وكلما أرادوا حرباً شاملة ضد الإسلام والمسلمين منعهم الله عز وجل:
فيقول الله عز وجل في محكم تنزيله واصفاً حال اليهود وضلالهم (( وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء و ليزيدن كثيراً منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين)) المائدة 64 .
يتبع باقي الموضوع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
البروفوسور
مشرف
مشرف



عدد المساهمات : 140
نقاط : 228
تاريخ التسجيل : 10/10/2010
العمر : 57

الـصـراع الإسـلامـي الـصهيـوني/بنـو إسرائيل في الـقرآن الكـريم Empty
مُساهمةموضوع: رد: الـصـراع الإسـلامـي الـصهيـوني/بنـو إسرائيل في الـقرآن الكـريم   الـصـراع الإسـلامـي الـصهيـوني/بنـو إسرائيل في الـقرآن الكـريم Icon_minitime1الأحد أكتوبر 17, 2010 11:04 pm

فاليهود- لعنهم الله عزّ وجلّ ولعن كل متعاون معهم ولعن كل من لم يلعنهم – يتّهمون الله عزّ وجلّ بالبخل ويصفون أنفسهم بأنّهم كرماء أسخياء يا سبحان الله! لا والله بل الله الواحد القهار هو الكريم العطاء العزيز المهيمن وهم البخلاء الأذلاء الجبناء.
و كذلك اشتملت الآية السابقة على أصلين أساسين في الصراع الإسلامي اليهودي ألا وهما:
أ‌- إنّ الله عزّ وجلّ قد جعل العداوة والبغضاء بين اليهود أنفسهم إلى يوم القيامة:
إنّ أكثر ما يثني عزيمة الأمم ويلحق بهم الهزيمة : الفُرقة الداخلية والانقسام الداخلي وانتشار العداوة والبغضاء بين عناصر الجيش المقاتل والطبقة الحاكمة , وهذا والحمد لله موجود بين اليهود إلى يوم القيامة وذلك لكفرهم وطغيانهم وفسقهم وفجورهم وهذا في الوقت نفسه عاملاً قوياً يجب أن يحفّز المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها على عدم الخوف من اليهود .
إن من يدخل إلى داخل الكيان الصهيوني أو يدرس إسرائيل من الداخل دراسة واقعية يجد أنّ هناك من الجرائم ما لا يعد ولا يحصى وأنّ هناك من الفتن الكثير الكثير, ولكن للأسف دوماً هناك تعتيم إعلامي على هذه الحقائق , لذلك عندما نحارب إسرائيل يجب أخذ هذا الموضوع بعين الاعتبار واعتباره ثقلاً مرجحاً في كفة المسلمين.
و على قادة الأمة الإسلامية معرفة خصائص بني إسرائيل (اليهود) و نقاط ضعفهم ليستفيدوا منها ويستثمروها.
و من الخطأ أن نجرّد الصراع الإسلامي اليهودي من مضمونه العقائدي ونحوّله فقط إلى صراع مصالح وقوميات وننظر إليه بمنطلق مادي بحت نعزله عن ما ورد في القرآن من أصول في هذا الصراع.
فالمؤمن الحق يوقن يقيناً تاماً بما جاء في القرآن الكريم و أنّ كل كلمة في القرآن الكريم ما هي إلا أصل ثابت من أصول الحياة وكان أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام يؤمنون بالحقائق الغيبية التي وردت في القرآن إيماناً مطلقاً دون أدنى شك أو تأويل فاسد ومثال على ذلك :
لما أنزل الله تعالى على نبيه الكريم صلى الله وسلم الآيات الكريمة (( ألم , غلبت الروم, في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون , في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون)) الروم 1-4.
فكان المشركون يحبّون أن يظهر أهل فارس على الروم لأنّ مشركي مكّة وأهل فارس في الإشراك سواء بينما كان المسلمون يحبون أن يظهر الروم على الفرس لأن الروم أهل كتاب.
فبعد نزول الآيات السابقة التي تبين بأن الروم سوف ينتصرون لا محالة على الفرس خلال الفترة القادمة التي لا تتجاوز بضع سنين وكلمة بضع تدل في اللغة العربية على عدد مابين الثلاثة وما دون العشرة , تحدى أبو بكر الصديق رضي الله عنه مشركي مكة و أكّد لهم بأنّ الروم سوف تنتصر على الفرس في الفترة القادمة التي هي بضع سنين وجعل بينه وبينهم عهداً مدته خمس سنوات فإن انتصر الفرس فإن لمشركين مكة كذا وكذا وإن انتصر الروم فإنّ لأبي بكر رضي الله عنه كذا وكذا , فانتهت الخمس سنين ولم ينتصر الروم على الفرس فذهب أبو بكر رضي الله عنه إلى رسول الله الصادق الأمين الذي لا ينطق عن الهوى إن هوى إلا وحي يوحى ليستشيره ماذا يفعل مع كفار مكة وقد انتهت الخمس سنوات ولم ينتصر الروم !... فقال له عليه الصلاة والسلام ألا أجّلته إلى دون أراه قال العشر لأنّ البضع مادون العشر, و فعلاً قد انتصرت الروم على أهل فارس بعد سبع أو تسع سنوات من نزول الآية الكريمة السابقة وفرح المسلمون كثيراً, وآمن الكثير من كفار قريش علماً أنّه في وقت نزول الآية الكريمة كانت الفرس هي المنتصرة وكان جيش الفرس جيشاً كبيراً ضخماً ولا أحد كان يشك أدنى شك أنّ النّصر قد يكون يوماً في الأجل القريب لصالح الروم.
و نستفيد من القصة السابقة عدّة نقاط لا بدّ من ذكرها و توضيحها:
أ‌- إيمان الصحابة رضي الله عنهم بكل ما أنزل الله تعالى على نبيه إيماناً مطلقاً سواء أكان ذلك في شؤون الحياة الدنيوية أو في المغيبات دون الفصل بينهما فلا يقولون نأخذ من القرآن والسنة الدين والعقيدة والتشريع, أمّا الأمور الغيبية التي جاء بها عليه الصلاة والسلام بوحي من الله فلا نؤمن بها ونحكم عقولنا لا! وإنما يقولون ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.
ب‌- إن هزيمة الفرس أمام الروم في الفترة الزمنية التي حددها الله تعالى ( بضع سنين) تدل على صدق نبينا الكريم فلو كان القرآن من تأليف محمد عليه الصلاة والسلام كما يدّعي بعض الكفرة , لتجنب الرسول عليه الصلاة والسلام الخوض في المغيبات التي لا يعلمها البشر وخصوصاً عندما تنافي الواقع وتؤدي إلى نتائج غير متوقعة , ولكن هو الصادق الأمين الصادق في الجاهلية والصادق في الإسلام هو محمد رسول الله عليه وعلى آله الصلاة والسلام .
ت‌- كما تأكّد وتحقق قول الله تعالى (( غلبت الروم في أدنى الأرض.....)) وآمن بهذه الآية الصحابة رضي الله عنهم يجب علينا أن نؤمن وندرك بأنّ كل ما يذكر في القرآن الكريم هو حقائق وأصول ثابتة غير قابلة للتشكيك أو النقاش ومن هذه الأصول الأصل الذي نتحدث عنه في هذه الفقرة عن فُرقة اليهود وكرههم لبعضهم البعض.
و قد يسأل سائل: فيقول إن العداوة والبغضاء والفُرقة التي جعلها الله عز وجل بين اليهود إلى يوم القيامة ليست صفة خاصة باليهود فالأمة الإسلامية اليوم متفرقة وهناك من النزاع والصراع بين الدول والجماعات الإسلامية ما يؤكّد ذلك وكلّنا يعرف الحديث الصحيح الذي يقول فيه عليه الصلاة والسلام ((...افترقت اليهود على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة وافترقت النصارى على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة )) رواه الحاكم في مستدركه على الصحيحان ورواه الكثير من رواة الأحاديث الصحيحة., الذي يؤكد تفرّق الأمة الإسلامية فلماذا جعلنا العداوة البغضاء والفرقة من خصوصيات اليهود لعنهم الله ؟
الجواب:
أ- إنّ الله عزّ وجلّ يقول في محكم ((إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنا له لحافظون)) الفرقان 9, فالله عزّ وجلّ قد تعهّد بحفظ القرآن حفظاً مادياً بأن حفظه من أي نقصان أو زيادة , وحفظاً عملياً بأنّ يهيّأ لأمة محمد عليه الصلاة والسلام في كل مكان وزمان رجال ونساء يحملون تعاليم هذا القرآن ويطبّقونه على أرض الواقع تطبيقاً يرضى الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم, و هؤلاء الرجال والنساء هم المعنيون بالصراع الإسلامي الصهيوني فلا يخلو زمن ولا عصر إلا ويوجد مثل هؤلاء الرجال الذين يحبّون الله ورسوله ويحبهم الله ورسوله , بعكس اليهود لعنهم الله الّذين يعيثون في الأرض فساداً فالصالح فيهم تراه ساكت عن الحق لا يأمر بمعروف أو ينهى عن منكر.
ويؤيد الآية السابقة الحديث النبوي الشريف (( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون )) رواه بخاري , وهذا الحديث يؤكد وجود فئة مؤمنة في كل زمان هؤلاء هم المعنيون بالدرجة الأولى بالصراع الإسلامي الصهيوني , وبالتالي فمهما افترقت الأمة المحمدية ومهما حدث بينها خلافات فإنّ وجود تلك الفئة المؤمنة سيكون مفتاح التغير الاجتماعي وثقل الصراع الإسلامي الصهيوني.
ب- إنّ الله عز وجل لن يمكّن اليهود من شن حرب شاملة على المسلمين فكلّما حاول اليهود لعنهم الله القيام بمعركة شاملة لاجتثاث المسلمين وتوجيه ضربة قاسية لهم فإنّ الله عز وجل بقدرته سوف يثني عزيمة اليهود على قتال المسلمين:
فيقول الله تعالى ((...كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين)) المائدة 64, وهذه الآية أصل يجب معرفته في الصراع الإسلامي اليهودي فالله عزّ وجلّ سوف يلقي الرعب والخوف ويفرّق كلمة اليهود كلما أرادوا حرباً ضد الإسلام, والحمد لله هذه ما يحدث على أرض الواقع فكلّما ينوي اليهود المجرمين شن حرب شاملة و يجهّزون العدّة نراهم اختلفوا وتراجعوا عن ذلك خوفاً من المسلمين وحباً لدنياهم الزائفة وكراهة للموت كما مرّ معنا .
وقد يسأل سائل : إن كان الله عز وجلّ بينّ بأنّه لن يُمكِّن اليهود من القيام بحرب شاملة على المسلمين فما تفسير الاعتداءات التي يقوم بها اليهود على شعبنا في فلسطين والجولان ولبنان ؟ وهل هذه الاعتداءات تتناقض مع ما ورد في الآية الكريمة ونحن نؤمن بما أنزل الله تعالى إيماناً مطلقاً لا ريب فيه؟
الجواب: إنّ الآية السابقة تتحدث عن حرب شاملة ينوي أن يقوم بها اليهود ضد المسلمين أمّا عن التحرشات والاعتداءات التي تقوم بها إسرائيل اليوم وبشكل متكرر فلا تدخل ضمن نطاق هذه الآية ويجب علينا معرفة أحكام ألفاظ القرآن بشكل جيد , لمعرفة المراد من الآيات الكريمة ولنعرف العام منها عن الخاص والمطلق عن المقيد , ومثال ذلك قوله تعالى ((يا أيّها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين)) المائدة 67, فوضعت هذه الآية أصلاً من أصول الإسلام وخاصية من خصائص رسولنا الكريم فديته بأبي وأمي ألا وهو : عدم تمكُّن الناس من قتل الرسول عليه الصلاة والسلام فالواقع العملي يثبت أنّ معنى العصمة التي أعطاها الله عز وجل لنبيه هي عدم تمكين الناس من قتله عليه الصلاة والسلام .
ولكن هذا لا ينفي تعرُّض الرسول عليه الصلاة والسلام لبعض الاعتداءات في المعارك وفي حياته اليومية كما كان يحدث في أغلب المعارك فما من معركة خاضها الرسول عليه الصلاة والسلام إلا وسال دمه الطاهر الزكي في سبيل الله.
إذاً الخلاصة التي يجب معرفتها : هي أنّ الله عزّ وجلّ لن يمكّن اليهود من القيام بمعركة شاملة ضد المسلمين يستأصلونهم بها ولكن هذا لا يمنع قيام اليهود لعنهم الله من القيام ببعض التحرشات والاعتداءات .
9- اليهود قوم لا ينهى بعضهم بعضا عن المنكر الذي يقترفونه وهذه من أسوء الأعمال التي تغضب الله عزّ وجلّ: إن من أبرز مساوئ اليهود لعنهم الله هو عدم التناهي عن المنكر فالله عز وجل يقول في محكم تنزيله واصفاً حال اليهود من قديم الزمن ((لُعِنَ الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ,كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون)) المائدة 78- 79, ويقول الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام شارحاً تلك الآية للصحابة رضي الله عنهم ((لما وقعت بنو إسرائيل في المعاصي نهتهم علماؤهم فلم ينتهوا ، فجالسوهم في مجالسهم ، ـ قال يزيد : أحسبه قال : وأسواقهم ـ و واكلوهم و شاربوهم ، فضرب الله قلوب بعضهم ببعض ، ولعنهم على { لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون } وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم متكئاً فجلس ، فقال : لا والذي نفسي بيده حتى تأطروهم على الحق أطراً )) رواه الترمذي وأحمد.
لذلك يجب علينا ألا نستغرب اليوم ونحن نرى الجيش الإسرائيلي يقوم بالجرائم البشعة من قتل للأطفال والشيوخ واغتصاب للنساء إلى ما شابه ذلك دون أن يقوم حاخامات اليهود لعنهم الله – الذين يدّعون تمسّكهم وتطبيقهم للكتاب المقدس – بنهيهم أو منعهم فهذا هو حالهم منذ قديم الزمن يفعلون الجرائم والمنكرات دون حسيب أو رقيب.
ونفهم من الآية والحديث السابقين أنّه يجب على المسلم النهي عن المنكر مع الانتباه إلى أن لا يؤدي نهيه عن المنكر إلى ارتكاب منكر أشدّ منه فالقاعدة الشرعية العامة في هذا السياق تنص على :
(( الأصل وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شريطة أن لا يؤدي النهي عن المنكر إلى ارتكاب منكر أشد)).
فالنهي عن المنكر واجب على كل مسلم ومسلمة قادرين على ذلك فإن لم يستطيعوا فيجب عليهم اعتزال من يقوم بالمنكر وعدم مجالسته ومخالطته لأنّ المجالسة والمخالطة دليل الرضا بالعمل ودليل المودة والقرب ونحن مأمورين بالابتعاد عن العاصين المصممين على ارتكاب المعاصي.
10- إنّ أشد النّاس عداوة للمؤمنين هم اليهود و المشركون : كما مرّ معنا بأنه من أساسيات عقيدة المسلم أن يؤمن إيماناً مطلقاً بكلام الله عز وجل وبالسنة الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وإنّ من أهم أصول وأساسيات التعامل مع اليهود التي على المسلم معرفتها هي قوله تعالى (( لتجدنَّ أشد الناسِ عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا .....)) لمائدة 82, فالله عز وجلّ يبين ويؤكّد بشكل واضح حقيقة النفس الخبيثة التي يمتلكها اليهود والشر الدفين الذي يضمره اليهود والمشركين إزاء المؤمنين وهذه الآية أصل من أصول التعامل مع اليهود وهذه الآية تحدّثت عن اليهود بشكل مطلق ومن قواعد الفقه ((أنّ المطلق يجري على إطلاقه ما لم يقيّد بنص )) .
و قد يقول البعض نحن نخشى على أنفسنا من الصهاينة المعتدين ولا نخشى على أنفسنا من اليهود أنفسهم لأنّه هناك فرق بين اليهودي والصهيوني؟
نجيب على هؤلاء الأخوة : بأنّ الآية الكريمة أطلقت اللفظ على جميع اليهود ولم تميّز بينهم بل تحدّثت بشكل مطلق, والمسلم مطالب بالإيمان والتسليم المطلق لكل ما ورد في كتاب الله وسنّة رسول الله عليه الصلاة والسلام, ولا يفهم من الآية السابقة أن نضمر الكراهية والعداء لكل يهودي على وجه الأرض لا وألف لا لأنّ الإسلام دين التقريب ودين الألفة ودين المحبة و الإخاء وإنّما الحذر والحيطة واليقظة هي الطابع الأساسي الذي يجب أن يحكم العلاقة بين المسلمين واليهود.
و إنّ ما نراه اليوم من تمييع لقضية الصراع الإسلامي اليهودي وتحويلها إلى صراع إقليمي يخص فقط بعض الدول المحيطة بفلسطين, أو تحويلها إلى صراع عربي صهيوني أو ما شابه ذلك... ما هي إلا محاولة فاشلة لأنّ أي مسلم يقرأ القرآن ويؤمن به ويصدّق به سوف يدرك أنّ الصراع مع اليهود هو صراع وجود وصراع مبدأ وصراع حق وحقيقة.
11- في الماضي القديم إن الله عزّ وجلّ قد مكنّ اليهود المستضعفين في مشارق ومغارب الأرض المباركة:
فيقول الله تعالى (( وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون )) الأعراف 137, قال الحسن البصري وقتادة رضي الله عنهما – وهما من أئمة التابعين رضي الله عنهم- أن ّ المقصود بقوله تعالى ((...مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها ...)) هي الشام فالأرض المباركة حسب رأي بعض العلماء هي الشام وقيل أيضاً هي الشام ومصر , وقيل أيضاً أنّ الأرض المباركة التي حكمها بني إسرائيل هي الأرض بصفة عامة لأنّ داود وسليمان عليهما السلام كانا من أنبياء بني إسرائيل وحكما جميع الأرض.
إذاً فالقرآن الكريم يثبت أنه كان لليهود وجود في الشام وطبعاً في فلسطين لأنّها جزء من بلاد الشام, لكن هذا لا يعني أنّ الشام ومصر هما حق لليهود أو أنّها ملكاً قديماً أزلياً لهم وذلك لعدّة أسباب:
أ‌- إنّ نبي الله عيسى عليه السلام ولد في بين المقدس ودعا إلى الله فيها وانتشر الدين المسيحي بين اليهود أنفسهم وحكم النصارى بيت المقدس ثم بعد ذلك جاء محمد عليه الصلاة والسلام فديته بأبي وأمي ودعا إلى الله وأكمل أهل بيته الكرام وأصحابه النجباء مسيرته الدعوية حتى تمكّن المسلمون من فتح بيت المقدس وتحريرها من الصليبيين في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه , إذاً فكانت السيطرة و الحكم في القدس ينتقل من يد إلى أخرى من قبل ظهور الدين اليهودي حتى استقر الحكم الإسلامي فيها, فإدعاء اليهود بأن القدس لهم هذا إدعاء باطل فالقدس مدينة من المدن التي ينتشر فيها أي دين .
ب‌- من المعلوم أنّ للقدس خصوصية بالنسبة لليهود والنصارى والمسلمين ولكن هذا لا يعني بأي شكل من الأشكال أن تكون ملكاً قديماً لليهود أو للنصارى ,وإنّما هي ملك للإسلام الدين الذي لا دين بعده , الدين الخاتم للأديان السماوية, وكل الأديان والمعتقدات غير الإسلام فهي باطلة بما فيها الدين اليهودي و الدين المسيحي فالله عزّ وجلّ يقول ((إنّ الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب)) آل عمران 19, (( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين)) آل عمران 85.
ج- يشهد التاريخ بأنّ المسلمون قد حكموا القدس من 638 ميلادي حتى الاجتياح الإسرائيلي الحديث عام 1948 ميلادي فلو لخصّنا تاريخ القدس بشكل موجز لوجدنا أنّ نبوخذ نصر الكلداني قد شنّ هجوماً على فلسطين واستولى على القدس عاصمة يهوذا وفي عام 586 ق.م دمر نبوخذ نصر القدس ثانية، وسبا اليهود إلى أرض بابل و دمّرها الرومان بقيادة تيتوس عام 70 م ثم أعيد بنائها في عهد الإمبراطور هادريانس وأطلق عليها اسم إيليا كابيتولينا عام 135 م، احرقها الفرس عام 614 م وسيطر عليها المسلمون عام 638 م في عصر الخليفة عمر بن الخطاب حيث استلم مفاتيحها من بطريركها صفرونيوس وسمّاها العرب القدس ثم سيطر عليها الصليبيون عام 1099 م واسترجعها المسلمون بقيادة صلاح الدين الأيوبي بعد معركة حطين عام 1187 م.
ومن القرن الـ15 وحتى بداية القرن الـ20 خضعت القدس لسيطرة المسلمين العثمانيين الأتراك, فنلاحظ أنه لا وجودا لليهود في القدس من 586 ق.م حتى اجتياحهم لها عام 1948 م وأنّ المسلمون قد حكموها لمدة حوالي ثلاثة عشر قرناً من الزمن من 638 م حتى 1948 م باستثناء الفترة التي هي من عام 1099 م وحتى 1187 م بينما لم يكن هناك أي سيطرة لليهود من 586 ق.م وحتى 1948 م... فكيف يمكن أن تكون القدس ملكاً وحقاً لليهود تصوروا يرعاكم الله ؟! ....
والآية السابقة تعطينا أصلاً من أصول الله عزّ وجل في هذه الحياة :وهو بأنّ الله عزّ وجلّ قد سنّ سنّة التمكين لعباده المستضعفين في الأرض منذ بدء الحياة على هذه الأرض فالله عزّ وجلّ يقول (( ونريد أن نمنّ على الذين استُضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين)) القصص 5, وصحيح أنّ هذه الآية المباركة قد نزلت في حق بني إسرائيل ولكنّ هذه الآية عامة لكل زمان ومكان وتنطبق عليها القاعدة القرآنية العظيمة " العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ".
إذاً من سنن الله عز وجلّ في هذا الكون وفي دعوات الأنبياء والرسل وأتباع الأنبياء والرسل هي أن يكون التمكين بعد البلاء , وأن تكون الإمامة بعد الفتنة والبلاء, وهذه الحقيقة يجب أن يعرفها جميع الدعاة وجميع الأئمة ليعلموا أنّ لا إمامة بدون بلاء وتضحيات ولا تمكين بالدعوة بدون فتن ومصاعب .
إنّ من أكثر أسباب انهزام الكثير من الدعاة والداعيات وابتعادهم عن الدعوة إلى الله وطلب العلم الشرعي هو عدم معرفتهم لهذه الحقيقة, فيظنّون أنّهم عندما يدعون إلى الله فإنّ الحياة سوف تفتح لهم ذراعيها وأنّ حياتهم الدنيوية سوف تسير على أكمل وجه ؟!... لا والله لا و رب محمد عليه الصلاة والسلام.
فلا دعوة دون بلاء ولا علم شرعي دون عناء ولا إمامة دون تضحية..... ألم يضرب محمد عليه الصلاة والسلام في الطائف!... ألم يقتل الصحابة في حادثة بئر معونة وماء الرجيع!.... ألم يجلد الإمام مالك ويساق على ظهر الحمار!... ألم يسجن الإمام أحمد ويجلد!... وقد صدق سيدنا خبيب ابن عدي رضي الله عنه حين قال – عندما صلبه المشركون وكانوا يستعدّون لقتله- :
ولستُ أُبالي حينَ أُقتَل مُسلِماً على أيِّ شِقّ كان للهِ مَصْرَعي
وذلك في ذاتِ الإلهِ، وإن يَشأْ يُبارِكْ على أوصالِ شِلْو مُمزَّع
12- ضعف الإيمان بالله عزّ وجلّ و عبادة العجل وفساد العقيدة :
يشهد القرآن الكريم بضعف إيمان غالب اليهود بالله عزّ وجلّ وكيف أنّهم قد عبدوا العجل من دون الله الواحد القهار فيقول الله عزّ وجل في محكم تنزيله ((واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار ألم يروا أنّه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا اتخذوه وكانوا ظالمين )) الأعراف 148 ويقول الله عزّ وجلّ أيضاً ((فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار فقالوا هذا إلهكم وإله موسى فنسي , أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا)) طه 88-89, وهذا التصرف وصمة عار في وجه اليهود الكاذبين الذين يزيّفون التاريخ ويحرفوه ويدّعون بأنّهم شعب الله المختار , فما هذا التاريخ الذي يفتخر به اليهود أعبادة العجل فخر ! أم قتل الأنبياء والرسل !, صحيح أنّ العرب قد عبدوا الأصنام ولكن متى ذلك ؟.... لقد عبدت العرب الأصنام قد البعثة النبوية المباركة ولم يرد في كتب التاريخ أنّ أحداً من المسلمين قد ترك عبادة الله الواحد القهار وعبد الأصنام بعد إسلامه حتى المرتدين الذين ارتدوا عن الإسلام لم يعبدوا الأصنام ولم يشركوا وإنّما منعوا الزكاة ولم يدفعوها, بينما اليهود لعنهم الله غاب عنهم نبيهم موسى عليه السلام أربعين يوماً واستخلف عليهم أخاه هارون عليه السلام , فقاموا بعبادة العجل وكان عدد الذين عبدوا العجل من اليهود مليونين يهودي – انظر تفسير القرطبي- بينما كان عدد اليهود الذين أطاعوا وسمعوا من هارون عليه السلام وأخلصوا لله عزّ وجلّ حوالي اثنا عشر ألفاً, فواضح كل الوضوح الفساد العقائدي والإتباع الديني عند غالبية اليهود في الماضي القديم فهم بين ظهور نبيهم وهو معهم ويستخلف من يذكّرهم بالله, ومع ذلك ما كان بهم إلا وانحرفوا عن عقيدة التوحيد .......... فأي ماض لليهود يفتخرون به ؟!.
13- إن الشريعة السماوية المفروضة على اليهود تتميز بوجود الكثير من الأغلال والإصر وذلك بسبب ظلم اليهود وطغيانهم وإن محمد صلى الله عليه وسلم جاء بشريعة سهلة بسيطة تخفف الكثير عن اليهود :من عدالة الله عزّ وجلّ أن يجعل الشريعة والأحكام تتناسب مع صفات وخصائص الناس المكلفين بها, فإذا كان المكلفين ذو طبيعة متسامحة ونفوس بسيطة بعيدة عن التعقيد فإنّ الأحكام تكون بسيطة أيضاً سهلة .
وإنّ من يقرأ سورة البقرة قراءة المتفكّر وقراءة المتبصّر في دينه ويفهم قصّة بني إسرائيل مع البقرة يستنتج بأنّ اليهود قوم متنطّعون يعقّدون الأمور كثيراً, مما جعل الأحكام الخاصة باليهود أحكاماً قاسية تتناسب مع طبيعتهم المجرمة, فمثلاً عندما عبد اليهود العجل من دون الله الواحد القهّار وأرادوا التوبة فكان من شروط التوبة عليهم هو أن يقتل بعضهم بعضا لقوله تعالى (( وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنّكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم)) البقرة 54 , ويذكر المفسّرون بأنّه في يوم واحد قتل من بني إسرائيل سبعون ألفاً ممن تاب إلى الله تعالى عن عبادة العجل.
لذا فالدين الذي جاء به محمد- فديته بروحي وأبي وأمي – عليه وعلى آله الصلاة والسلام هو دين سهل بسيط جاء ليرفع الإصر والأغلال عن اليهود فيقول الله عزّ وجلّ في محكم تنزيله (( الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون)) الأعراف 157.
لذلك فواجب على الدعاة و الخطباء والوعّاظ أن ييسروا ولا يعسروا ويبشروا ولا ينفروا فمن إحدى صفات نبينا الكريم في التوراة والإنجيل أنه جاء ليضع الإصر والأغلال عن البشرية ولعلّ الله يوفقني ويكرمني بالحديث عن سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم في المحاضرة القادمة التي ستكون إن شاء الله بعنوان " هذا هو نبيكم يا شباب".
14- إنّ من الأصول الثابتة التي جعلها الله عزّ وجلّ كعقوبة لبني إسرائيل في هذه الحياة هي وجود أقوام على مر الزمان يعذّبون اليهود ويسومونهم سوء العذاب:
نتيجة لطغيان اليهود و لظلمهم ولتجاوزهم حدود الله عزّ وجلّ فإن الله عزّ وجلّ توعّدهم بأن يسلّط عليهم من يعذبهم ومن يذللهم ومن يطأ رقابهم على مر الزمان منذ عهد موسى عليه السلام وحتى اليوم الحالي فيقول الله تعالى (( فلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين, وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب إنّ ربك لسريع العقاب وإنّه لغفور رحيم )) الأعراف 166-167.
وقال بعض المفسرون رحمهم الله بأنّ المقصود سوء العذاب هو دفع الجزية للمسلمين إلى يوم القيامة لأنّ الأمة المحمدية باقية إلى يوم القيامة , وقال مفسرون آخرون بأنّ العذاب لا يقتصر على دفع الجزية وإنما يشمل الكثير من أصناف العذاب لعموم الآية الكريمة, وقال البعض الآخر إنّ هذه الآية عامة لا تخص الأمة المحمدية فقط والعذاب لا يشمل دفع الجزية فحسب, بل قد يسلّط الله على اليهود من يظلمهم و يعذّبهم سواء من المسلمين أم من غير المسلمين , ولعلّ هذا التفسير هو الأرجح والأقرب إلى الصحة والله تعالى أعلم.
وفي الآية السابقة بشارة للمسلمين المستضعفين في فلسطين وجنوب لبنان وفي جميع أنحاء العالم الإسلامي بأنّ الله عزّ وجلّ لن يترك اليهود وظلمهم سدى لا والله, بل سيعاقبهم على أفعالهم السيئة في الدنيا قبل الآخرة , وكم أتمنّى من الله أن لا تدركني منيتي قبل أن أشفي صدري من أولئك اليهود المجرمين مغتصبي النساء وقاتلي الرجال والله على كل شيء قدير.
وقد يسأل سائل فيقول:
هل من تفسير واقعي للآية السابقة في ظل الظروف السياسية الحالية وخصوصاً أنّ إسرائيل هي من يعتدي على المسلمين في جنوب لبنان وفلسطين وفي المناطق الأخرى من العالم الإسلامي ؟
الإجابة : صحيح أنّ المسلمين اليوم في فلسطين وجنوب لبنان والجولان وغيرها يتعرضون لاعتداءات من اليهود الصهاينة لعنهم الله ولكن هذا لا يعني مطلقاً أن اليهود في إسرائيل يعيشون حياة سعيدة لا بل هناك المقاومة الإسلامية حماس وحزب الله وغيرهم من يسومهم سوء العذاب صباحاً ومساءً فيكفي تهديد واحد من حسن نصر الله- نصره الله- أو من قادة حماس حتى يجعل الصهاينة لا ينامون الليل ولا يرتاحون طول النهار , و في المقابل تصريحات وتهديدات أولمرت وبوش وغيرهم لا تزيد المسلمين إلا قوة ونشاط هذا من جهة أولى ومن جهة ثانية يجب أن ندرك أنّ ما يصيب المسلمين أحياناً من قتل وتشريد ما هو إلا بلاء من الله عزّ وجلّ ليرفع المسلمين وليطهّرهم من الخطايا وذلك تصديقاً لقوله صلى الله عليه وسلم ((عَجَباً لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ,فَكَانَ خَيْراً لَهُ, وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ، فَكَانَ خَيْراً لَهُ)) رواه مسلم في صحيحه, بينما ما يصيب اليهود الصهاينة من قتل وتدمير ما هو إلا انتقاماً من الله وذلك تصديقاً لقوله تعالى في الآية السابقة وشتّان بين البلاء وبين العقوبة فقتلانا في الجنّة وقتلا اليهود الصهاينة في الدرك الأسفل من النار هم و أتباعهم وأعوانهم المنافقين من المسلمين وغير المسلمين إلى جهنم و بئس المصير.
15- إنّ الله عزّ وجلّ يخبر في كتابه الحكيم أنّ بني إسرائيل سوف يفسدون في الأرض مرتين فساداً كبيراً :
هذه الحقيقة- إفساد بني إسرائيل في الأرض مرتين- ثابتة في التوراة عند اليهود لأنّ المقصود بالكتاب هو التوراة و هي ثابته أيضاً في القرآن الكريم في سورة الإسراء بقوله تعالى ((و قضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا * فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا * ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا * إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا * عسى ربكم أن يرحمكم وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا )) الإسراء 4-8.
وإن قضاء الله على بني إسرائيل بالإفساد مرتين ليس قضاء قهر وإلزام, وإنما هو إخبار من الله تعالى بما سيكون منهم حسب ما وقع في علمه الإلهي الأزلي .
و قد حدث خلاف كبير في تفسير الآيات السابقة ومن هذه التفاسير :
الرأي الأوّل :ومضمونه : اعتبر أصحاب هذا الرأي أنّ الفساد الأول والثاني قد وقعا قبل الإسلام فالإفساد الأوّل : هو قتل نبي الله زكريا عليه السلام ,والإفساد الثاني هو قتل يحيى عليه السلام وقد سلّط الله عليهم بعد الإفساد الأول بختنصر ملك بابل فقتل منهم سبعين ألفا حتى كاد يفنيهم هو وجنوده, و بعد الإفساد الثاني سلّط الله على بني إسرائيل مجوس الفرس فشردوهم في الأرض وقتلوهم ودمروا مملكتهم تدميرا.(انظر صفوة التفاسير لمحمد علي الصابوني), و قد رحم الله اليهود بعد القتل والتشريد الثاني الذي أعقب الإفساد الثاني ولكنهم عادوا إلى الإفساد والظلم فسلّط الله عليهم محمد وأصحابه عليه وعلى آله الصلاة والسلام فقتلوا من اليهود الظالمين الكثير وشرّدوا منهم الكثير وفرضوا الجزية على كثير (انظر تفسير الجلالين) .
الرأي الثاني : ومضمونه : اعتبر أصحاب هذا الرأي أنّ الإفساد الأوّل قد وقع قبل الإسلام والإفساد الثاني سوف يقع في الإسلام :
فالفساد الأول والعلو الأول (حسب تفسير الشيخ عبدا لكريم الخطيب(:قام المفسر عبد الكريم الخطيب في كتابه (التفسير القرآني للقرآن) بإيضاح كافة الالتباسات – فيما يرى حول الفسادين و العلوين لبني إسرائيل بالحجة البينة ونورد هنا النص وذلك لأهميته في إيضاح معاني هذه الآيات فقد حكم الله سبحانه وتعالى عليهم أن يفسـدوا في الأرض مرتين - وهو قضاء لا مرد له – ولهذا جاء الفعل مؤكدا ((لَتُفْسِدُنَّ)).. و ذلك لأنّهم واقعون تحت هذا القضاء الذي لا يرد... والفساد الذي ينضح من كيان بني إسرائيل هو فساد يجئ عن بطر وكبر وكفر بنعم الله التي يفيضها عليهم, ولهذا جاء قوله تعالى ((وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا)) مطوفاً على هذا الفساد مؤكداً لتأكيده حيث أنه كائن منه ومتولد من كيانه فهو علو فاسد نتاج غرس فاسد ، فهم إنما يفسدون حين يمكن الله لهم في الأرض ويفيض عليهم الكثير من نعمه ... ويرى الزمخشرى أن المراد بالكتاب هو التوراة متابعا في هذا من سبقه من المفسرين وقد تبعه على هذا الرأي من جاء بعده ... وفى قوله تعالى ((لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ)) خبر محقق بأن الإفساد الذي يقع من القوم سيكون مرتين يقعان على امتداد حياة بني إسرائيل في هذه الأرض... والذي ينظر في قوله تعالى ((لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا)) يرى إن الإفساد الذي يقع من بني إسرائيل مصاحب لصفة دالة عليه ... وهى أن يكونوا في حال هم فيها أصحاب قوة متمكنة وسلطان ظاهر وعلو في الأرض وأن هذا السلطان الظاهر لهم... إنما هو نعم مستنبته في أرض فاسدة... ومن هنا يكون البناء الذي أقاموا منه سلطانا... هو بناء فاسد يحمل في كيانه معاول هدمه وتدميره.
و يوضح الأستاذ عبد الكريم الخطيب الفساد الأول – في رأيه – كما يلي: فإذا نظرنا إلى بني إسرائيل... نجد أن تاريخ القوم يحدث على أنّهم قد كانوا على تلك الصفة بعد سليمان عليه السلام الذي أقام لهم دولة وأنشأ فيهم ملكاً واسعاً عريضاً... ثم بغوا وطغوا... فسلط الله سبحانه وتعالى بعضهم على بعض فانقسموا إلى مملكتين :- مملكة يهوذا في الجنوب وتضم بيت المقدس ومملكة إسرائيل في الشمال وتضم سامريا.
ثم سلط الله على المملكتين من يضربهما الضربة القاضية ويقضي عليهما القضاء التام، فقام الآشوريون في عام 853 ق.م وقضوا على مملكة إسرائيل وضموها نهائيا إلى آشور... و لما ورث البابليون دولة الآشوريين في العراق فعلوا في مملكة يهوذا ما فعله الآشوريون في مملكة إسرائيل، ففي سنة 586 ق.م غزا البابليون مملكة يهوذا بقيادة ملكهم بختنصر واستولوا عليها ودمروا الهيكل وقادوا القوم ورؤساءهم أسرى.
وعلى هذا يمكن أن نقول أن هذا الأسر البابلي هو الذي يشير إليه قوله تعالى ((فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً)) الإسراء-5 .. ثم جاء بعد هذا قوله تعالى ))ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا(( الإسراء 6, وفي هذا إشارة إلى أنّ الله سبحانه وتعالى بعد أن أخذهم بعقابه.. عاد الله سبحانه بفضله عليهم وأخرجهم من هذا البلاء... ومعنى رد الكرة عليهم أي أنهم أخذوا مكان القوة على حين نزل القوم الذين ابتلاهم الله بهم إلى حال أشبه بتلك الحالة التي كان عليها اليهود من الذلة والهوان، وذلك حين أغار الفرس على البابليين واستولوا على أوطانهم وجعلوهم غنيمة لهم , وفى قوله تعالى ((وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا )) إشارة إلى القوة التي لبسوها بعد هذا الضياع وأنهم أصبحوا أصحاب شوكة أكثر من شوكة البابليين الذين ساموهم الخسف. انتهى
أما - الإفساد الثاني والعلو الثاني (حسب تفسير الشيخ عبد الكريم الخطيب):ويوضح الأستاذ عبد الكريم الخطيب الفساد الثاني بالنص التالي (ثم إذا أعدنا النظر إلى بني إسرائيل بعد الأسر البابلي لم نجد لهم دولة ظاهرة ولا ملكاً قائماً.. و إنما هم دويلات ممزقة متقاتلة... تخرج من حكم البابليين إلى حكم الفرس ثم إلى حكم الرومان، إلى أن جاء الفتح الإسلامي الذي أدخل بيت المقدس في دولته فأصبح المسجد الأقصى من مساجد الإسلام ليس لبنى إسرائيل شأن به منذ ذلك الوقت إلى يوم الناس هذا).
إذً فهناك المرة الثانية وهى التي أشار إليها قوله تعالى ((إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَِنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا)) الإسراء-7... فهل جاء وعد الآخرة، أي المرة الثانية، و إذا لم يكن قد جاء فمتى يجيء ؟ و الجواب كما حدده الأستاذ عبد الكريم الخطيب (فالآيتان تتحدثان عن المستقبل الذي يدل عليه الشرط "إذا" وهذا يعني أن المرتين على سواء في تعليقهما بالمستقبل...).
(وعند النظر في الآيتين الكريمتين نجد أن النظم القرآني قد خالف بينهما فجعل ما وقع منهما عند نزول القرآن معبراً عنه بلفظ الماضي(بعثنا ، جاسوا) على حين جعل المرة التي لم تقع بلفظ المسـتقبل ( لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ ، وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ ، وَلِيُتَبِّرُواْ ), ولو تساوت المرتان في الوقوع أو عدم الوقوع عند نزول القرآن لم يكن لاختلاف النظم فيهما سبب ظاهر وهذا أبعد ما يكون عن بلاغة القرآن الكريم وإعجازه.. وثانياً إذا تقرر أن المرة الثانية لم تجئ حتى نزول القرآن الكريم ، فهل وقعت بعد هذا أم أنها لا تزال معلقة بالمستقبل لم تقع بعد ؟ .
ويستطرد الأستاذ عبد الكريم الخطيب بقوله (والقرآن الكريم هو دليلنا في الإجابة على هذا السؤال ففي قوله تعالى (( وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا)) ، في هذه الآية نجد حديثا ًعن المسجد، والمسجد كما هو معروف معلم من معالم الإسلام وسمة من سمات بيوت الله التي يتعبد المسلمون فيها .
ولهذا فلقد كان الاسم الذي يعرف به المسجد الأقصى هو بيت المقدس حتى إذا أسرى الله سبحانه وتعالى بالنبي الكريم إليه أسماه الله ـ سبحانه وتعالى ـ المسجد الأقصى وجعله بهذا الاسم القبلة الأولى للمسلمين كما جعله بهذه التسمية مسجداً لهم يعبدون الله فيه ... فذكر بيت المقدس باسم المسجد يشير إشارة واضحة إلى أنّ المرة الثانية التي يقع فيها من بني إسرائيل هذا الإفساد إنّما تكون في العهد الإسلامي، وفي الوقت الذي يكون فيه بيت المقدس مسجداً للمسلمين على خلاف ما كان عليه من قبل حيث لم تشر الآية الأولى إلى المسجد من بعيد أو قريب، بل جاءت الآية هكذا ((فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ )) أي تنقلوا وتخللوا طرقاتها, ويستطرد الأستاذ عبد الكريم الخطيب )ونسأل مرة أخرى : هل وقعت المرة الثانية ؟ وهل جاء وعد الآخرة قبل يومنا هذا ؟ والجواب هنا نأخذه أيضا من القرآن الكريم ثم من أحداث التاريخ وننظر مرة أخرى في الآية ))فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا(( (الإسراء:7).
يتبع باقي الموضوع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
البروفوسور
مشرف
مشرف



عدد المساهمات : 140
نقاط : 228
تاريخ التسجيل : 10/10/2010
العمر : 57

الـصـراع الإسـلامـي الـصهيـوني/بنـو إسرائيل في الـقرآن الكـريم Empty
مُساهمةموضوع: رد: الـصـراع الإسـلامـي الـصهيـوني/بنـو إسرائيل في الـقرآن الكـريم   الـصـراع الإسـلامـي الـصهيـوني/بنـو إسرائيل في الـقرآن الكـريم Icon_minitime1الأحد أكتوبر 17, 2010 11:05 pm

فهناك حقائق تقررها الآية الكريمة وهي:
إنّ الذين يتسلطون على بني إسرائيل في هذه المرة سيدخلون المسجد الأقصى كما دخلوه أول مره وهذا يعنى أموراً:
أ- إنّ الذين يدخلون المسجد الأقصى هذه المرة قد كان لهم دخول إليه من قبل وإنهم إنما يفعلون في هذه المرة ما فعلوا في المرة السابقة.
ب- و دخول المسلمين المسجد الأقصى أول مرة كان في خلافة عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) وقد ظل في أيديهم إلى أن دخله بنو إسرائيل... في عام ألف وثلاثمائة وسبعة وثمانين للهجرة . نعم خرج المسجد الأقصى من يد المسلمين إلى يد الصليبين ثم أعيد إليهم مره أخرى على يد صلاح الدين ولم يكن لبني إسرائيل حساب أو تقدير في هذا الأمر.
ج- و دخول المسلمين إلى المسجد الأقصى وانتزاعه من يد الصليبين ليس له شأن بالدخول الذي سيدخله المسلمون بعد أن ينتزعوا هذا المسجد من يد بني إسرائيل, لأنّ بني إسرائيل لم يدخلوا المسجد ولم يستولوا عليه منذ الفتح الإسلامي حتى وقع بأيديهم في هذه الأيام (عام 1967).
د- فهذه إرهاصة من إرهاصات المرة الثانية أو وعد الآخرة وهى أن يكون المسجد الأقصى في يد بني إسرائيل ثم يجئ إليهم من يخرجهم منه وينتزعه من أيديهم وهم أولئك الذين كان المسجد مسجدهم، الذي دخلوه أول مره. وليس المسجد إلا مسجد المسلمين وليس الذي يدخله للمرة الثانية وينتزعه من اليهود إلا المسلمين.
و- والإرهاصة الثانية هي الحال التي عليها اليهود أنفسهم وهى أن يكونوا على الصفة التي وصفهم الله بها حين يفسدون في الأرض ويعلون علواً كبيراً وحين يدخل عليهم أصحاب المسجد كما دخلوه أول مرة...
ويستطرد الأستاذ عبد الكريم الخطيب فيقول والذي ينظر في واقع بني إسرائيل اليوم يجد :-
أولاً : إنهم منذ عهد سليمان لم تقم لهم دولة بعد الدولة التي خربها بختنصر حتى قامت لهم دولة في هذه الأيام هي المعروفة باسم إسرائيل.
ثانياً: إن هذه الدولة التي أقامها بنو إسرائيل ... تحمل معها كل ما عرفت الإنسانية من أدوات الشر والبغي والعدوان, فقد ملكت بكيدها ومكرها كثيراً من الوسائل الخبيثة التي مكنتها من تلك القوة, و أقامت بها هذه الدولة, فالمال الذي أقيمت به هذه الدولة هو عصارة تلك الدماء التي امتصها اليهود من الأمم والشعوب في شتى أقطار الأرض بما أشعلوا من حروب وبما أثاروا من فتن، وبما اشتروا من ضمائر وذمم.
ثالثاً: هذه الدولة هي غاية ما يمكن أن يبلغه بنو إسرائيل من علو .. فهم يضعون أيديهم على فلسطين كلها.. وعلى مرتفعات الجولان من سوريا.
المرة الثانية إذن ما فيه إسرائيل الآن من فساد في الأرض وعلو واستكبار، فساد إلى أبعد مداه وعلو واستكبار إلى غاية حدودهما.
أما الذي ينتظر بني إسرائيل بعد هذا فهو ما يقع تأويلاً لقوله تعالى ((فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا )) الإسراء-7... والذي سيتولى هذا بلا شك هم المسلمون أصحاب المسجد الذين دخلوه أول مرة أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه والذين سيدخلونه اليوم إن شاء الله كما دخلوه أول مرة .
وفى قوله تعالى ((فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا)) إشارة إلى صحوة جديدة ستبعث القوة وتعيد الحياة إلى الأمة الإسلامية وتجدد شبابها وإذا هي أقرب ما تكون إلى عهد الفتح الأول... وفى قوله تعالى ))عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا(( فاليهود معرضون لرحمة الله إن نزعوا عما هم عليه من شر وفساد ورجعوا إلى الله واستقاموا على طريق الحق والخير.. فإن عادوا.. عاد الله سبحانه وتعالى عليهم بالبلاء ورماهم بالنقم وسلط عليهم من عباده من يأخذهم بالبأساء والضراء) انتهى. (انظر تفسير الشيخ عبد الكريم الخطيب في التفسير القرآني للقرآن (.
الرأي الثالث : ومضمونه : اعتبر أصحاب هذا الرأي أنّ الإفساد الأوّل والإفساد الثاني قد وقعا بعد مجيء الإسلام:
فيقول الدكتور زغلول النجار: شارحاً قوله تعالى:‏(( ... لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُواًّ كَبِيراً ... )): ((‏اختلف المفسرون في تحديد مَرَّتَي الإفساد الذي قام به بنو إسرائيل في الأرض‏,‏ ولكن الراجح أن هاتين المرتين هما من أبشع ما قاموا به من إفساد‏؛ لأن الإفساد في الأرض أصبح جزءاً لا يتجزأ من تكوينهم النفسي والعقدي، ولذلك قال ربنا ـ تبارك وتعالى - بعد ذلك ((...إن‏ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً )) (الإسراء-Cool.
والراجح عند المفسرين أنّ المرة الأولى من الإفساد الكبير لبني إسرائيل في الأرض كانت في المدينة المنورة حين عادى اليهود رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ورفضوا دعوته إلى دين الله‏,‏ وتآمروا عليه‏,‏ ونقضوا كل عهودهم معه‏,‏ وتعاونوا مع الوثنيين من أعدائه عليه‏,‏ وألَّبوا عليه القبائل‏,‏ وحاولوا سمه وقتله‏,‏ ولكن الله تعالى نجاه من كيدهم، ونصره عليهم بعد أن تكررت خياناتهم على أيدي كلٍ من يهود بني قينقاع‏,‏ ويهود بني النضير‏,‏ وبني قريظة‏,‏ ويهود خيبر، فأمر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بإجلائهم عن جزيرة العرب إجلاءً كاملاً، فتطهرت الأرض من أرجاسهم‏.
وكان الإفساد الكبير الثاني لليهود في الأرض قد بدأ بالتآمر على أرض فلسطين بدءاً من سنة ‏1649‏ م حين أقاموا في بريطانيا حركة صليبية صهيونية تدعو إلى عودة اليهود إلى فلسطين بعد طردهم منها قبل ألف وستمائة سنة‏,‏ ومن أجل ذلك خططوا لإسقاط دولة الخلافة الإسلامية بعد إنهاكها في سلسلة من المعارك التي لم تتوقف‏,‏ وقسموا تركتها إلى أكثر من‏57‏ دولة ودويلة‏.‏
وتم إعلان دولة للصهاينة في سنة ‏1948‏ م‏,‏ وظل الضغط الدولي على حكومات المنطقة حتى سلمت بالأمر الواقع، وقبلت بوجود كيان صهيوني غريب في قلب المنطقة العربية‏,‏ وتركت هذا الكيان ينمو عسكرياً حتى أصبح خلية سرطانية مدمرة تهدد المنطقة بأسرها بالدمار الشامل‏,‏ وما حدث على أرض فلسطين طوال القرن الماضي والاجتياح الإسرائيلي لأرض لبنان الشقيق في هجمة تدميرية همجية شاملة في استعلاء وكبر وغطرسة فاقت كل الحدود هو تجسيد لقول ربنا من قبل ألف وأربعمائة سنة في سورة الإسراء الآيات 4-8, هذه الآيات نزلت من قبل ألف وأربعمائة سنة‏,‏ والهمجية الإسرائيلية في قلب المنطقة العربية اليوم والاستعلاء والكبر الممارسان بلا حدود‏,‏ والغطرسة العسكرية والإحساس بالعلوية الكاذبة والتدمير الشامل للبنية الأساسية في كلٍ من فلسطين ولبنان خير شاهد على صدق القرآن الكريم، وعلى أن الوعد الحق قد قرب‏، (( ... وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ )) (يوسف-21‏)) انتهى د.زغلول النجار جريدة الأهرام 24/7/2006 بتصرّف.
تنبيه هام: تعمدّت الاستطراد في نقل شروح الآية السابقة نظراً لأهميتها في الصراع الإسلامي الصهيوني.
16- اليهود قوم خانوا الله ورسوله عليه وعلى آله الصلاة والسلام فتحوّل حكمهم من أهل كتاب إلى كفار مكّن الله المسلمين من رقابهم:
فيقول الله عزّ وجلّ في حق يهود بني النضير الذين خانوا الله ورسوله عليه وعلى آله الصلاة والسلام ((هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار)) الحشر2,
من الآية السابقة يوجد عدّة نقاط يجب الانتباه إليها ألا وهي:
أ- إن كل من يخن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من أهل الكتاب يتحول حكمه من أهل ذمة وكتاب إلى كفار تحل دماؤهم وهذا واضح في قوله تعالى ((هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب.....)) فنلاحظ أنّ الله عزّ وجلّ قد قال (( الذين كفروا من أهل الكتاب..)) و ذلك لأنّ اليهود قد نقضوا العهد الذي بينهم وبين الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام وحاولوا قتله, وهذه الآية فيها رد على كل من يقول أنّ اليهود الصهاينة لعنهم الله أهل كتاب وليسوا كفار !, لا والله بل هم كفار لأنّهم يكفرون بالقرآن ويهينونه ويهزؤون من نبينا الكريم عليهم وعلى كل من يتعاون معهم لعنة الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
ب- يجب على المسلم أن لا ينخدع بظاهر قوّة اليهود فالمؤمنون في عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام طنّوا أن اليهود أقوياء وأنّ حصونهم سوف تحميهم من ضربات جنود الله , ولكن عند المواجهة تغير كل شيء فقذف الله في قلوب اليهود الرعب وجعلهم خائفين صاغرين وهذا واضح في قوله تعالى ((...ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنّهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا...)) .
والحرب الأخيرة التي خاضتها المقاومة الإسلامية في لبنان مع اليهود تزيد إيماننا بهذه الآية الكريمة ففي بداية المعركة ظنّ المسلمون أنّ المقاومة الإسلامية سوف تنهزم وأنّ الترسانة النووية سوف تفيد إسرائيل وتحميها من ضربات حزب الله , ولكن الحمد لله ما هي سويعات حتى قذف الله الرعب في قلوب اليهود وأصبحوا فريسة سهلة أمام مقاتلي حزب الله المؤمنين الذين قتلوا اليهود شر قتلة وذكّروهم بنتائج غدر بني النضير وبني قينقاع وبني قريظة.
ج- إنّ الله عزّ وجلّ يأمرنا بدراسة غزوة بني النضير و أخذ العبرة منها بقوله تعالى ((...يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار)) فأصحاب البصر والبصيرة يتعلمون من هذه الغزوة الدروس الكثيرة ويؤمنون أنّ النصر لا محالة للمسلمين, وأنّ الغلبة ستكون للمؤمنين ولكن من هم أولئك المؤمنون ؟..... طبعاً هم الذين يكونون مع الله في السراء والضراء والذين يوفون بعهد الله, هم رجال ولكن ليسوا ككل الرجال وهم نساء وليسوا ككل النساء نساء طاهرات نقيات يفقهون فقه الواقع غير متنطعات وليسوا كاسيات عاريات ....هم الّذين وصفهم الله تعالى بمحكم تنزيله (( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إنّ الله عزيز حكيم )) التوبة 71.
و ندعو الله أن يجعلنا من أولئك الرجال والنساء الذين سوف يسطّرون ملاحم الجهاد والبطولة لنكون خير خلف لخير سلف.
17- إن اليهود قوم جبناء لا يقدرون على مواجهة المسلمين وقتالهم بطريقة مباشرة وإنّ من عدالة الله وحكمته أن جعل قلوب اليهود وأعوانهم مختلفة متفرقة:
فالله عزّ وجلّ يقول في حق يهود بني النضير ((لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنّهم قوم لا يعقلون)) الحشر 14, ولعلّ هذه الآية تشمل يهود بني النضير وكل من يماثلهم بالحال والمقال - وأقصد بذلك اليهود الصهاينة المحتلّون لفلسطين و العراق- فيخبرنا الله عزّ وجلّ أنّ أولئك اليهود المجرمون أجبن من أن ينتشروا في البلاد الإسلامية , نعم ورب محمد بل يتحصّنون في حصون وقلاع ويبنون أسوار عالية لعلّها تحميهم من ضربات المسلمين و لعلّها تؤخر عنهم الموت والقتل , ونلاحظ أنّ اليهود رغم حقدهم للمسلمين وحبهم للسيطرة والتحكم إلا أنّهم لا يتجرؤون على دخول غزّة والانتشار فيها بل يختبئون في مستعمراتهم.
وتبين لنا الآية الكريمة أنّ الله لن يجعل اليهود وأعوانهم على قلب رجل واحد لا والله لا ورب الكعبة فقد نظن أنّ اليهود وأعوانهم من الصليبين وأشباه المسلمين متحدين متماسكين ولكن في حقيقة الأمر هم متشتتون متفرقون يبغض بعضهم بعضاً, و إن اجتمعوا على أمر واحد ألا وهو قتال المسلمين إلا أنهم مختلفين فيما بينهم على ألف أمر, وخير مثال على ذلك ما جرى للرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون فكان مناصراً للصهاينة وسنداً قوياً لهم وعندما فكّر يوماً أن يخالفهم دبروا له فضيحة كانت سبباً في إقصائه عن الحكم , فأولئك الطغاة لا آمان لهم ولا حب بينهم والحمد لله الذي فرّقهم.

أخوة الإيمان والعقيدة:
و الآن بعد أن وفقنا الله عزّ وجلّ بالحديث عن صفات اليهود أو بني إسرائيل كما وردت في القرآن الكريم نبدأ لآن بطرح بعضاً من التساؤلات ونجيب عليها بإذن الله تعالى و اهتداء بهدي محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام واقتداء بآل بيته المطهرين وأصحابه المخلصين:

السؤال الأوّل:
يقول الله عزّ وجلّ في محكم تنزيله مادحاً بعض اليهود ((ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق و به يعدلون )) الأعراف159, والسؤال هل معنى ذلك أنّ من اليهود اليوم من هو على حق وهداية ويعدل بالله عزّ وجل ويعتبر من أهل الكتاب ؟
الإجابة : أولاً يجب دوماً أن لا نتكلم عن أية آية في القرآن بدون علم و دون الرجوع إلى كتب التفسير المعتمدة لأنّ في آيات القرآن الكريم هناك الناسخ والمنسوخ والعام والخاص والمطلق والمقيد.
و الآن لنبحث في تفسير هذه الآية : ورد تفسير هذه الآية في تفسير الطبري رحمه الله فيقول :
إن هؤلاء قوم من وراء الصين من وراء نهر يعبدون الله بالحق والعدل آمنوا بمحمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام وتركوا السبت يستقبلون قبلتنا لا يصل إلينا منهم أحد , ولا منّا إليهم أحد فروي أنه لما وقع الاختلاف بعد موسى كانت منهم أمة يهدون بالحق ولم يقدروا أن يكونوا بين ظهراني بين إسرائيل حتى أخرجهم الله إلى ناحية من أرضه في عزلة من الخلق فصار لهم سرب في الأرض فمشوا فيه سنة ونصف ووري أنّ هؤلاء القوم قد آمنوا رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام ليلة المعراج وعلمهم سوراً من القرآن . انتهى.
إذا فالآية السابقة هي آية خاصة باليهود الذين آمنوا بالله وبرسوله عليه وعلى آله الصلاة والسلام وتشمل فقط كل من آمن من اليهود برسولنا الكريم واتّبع شريعة الإسلام , أما من بقي إلى اليهود على الدين اليهودي فلا تشمله هذه الآية لقوله تعالى ((ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين )) آل عمران 85.

السؤال الثاني:
يدّعي اليهود أنّهم أفضل خلق الله وأنهم شعب الله المختار وأنّ الله عزّ وجلّ قد فضّلهم على العالمين ويستشهدون بآيات كثيرة من القرآن الكريم منها :
((يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين)) البقرة 47,
((يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين)) البقرة 122,
((قال أغير الله أبغيكم إلها وهو فضلكم على العالمين)) البقرة 140, ((ولقد اخترناهم على علم على العالمين )) الدخان 32, ((ولقد اخترناهم على علم على العالمين)) الجاثية 16.
فما حقيقة هذا الإدعاء وما معنى التفضيل الوارد في الآيات السابقة ؟
الجواب :كما اتفقنا سابقاً بأنه يجب دوماً الرجوع إلى كتب التفسير لمعرفة تفسير الآيات القرآنية ويجب علينا عدم تفسير أي شيء بناء على آرائنا وأهوائنا..... والآن لنجيب عن السؤال السابق :
أولاً :جميع الآيات السابقة وغيرها منسوخة بقوله تعالى ((كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون )) آل عمران 110
حقيقة هذا الادعاء اليهودي بأنهم شعب الله المختار وأنهم أفضل البشرية هذا إدعاء باطل لأنّ أفضل أمة أخرجت للناس هي أمة الإسلام وبالأخص ذرية سيدنا محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام ثم جيل الصحابة والتابعين رضي الله عنهم وذلك لقوله تعالى ((كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيراً لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون )) آل عمران 110 .
أما تفسير الآية السابقة فهناك عدة آراء وهي :
- روى الترمذي عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في ((قوله تعالى كنتم خير أمة أخرجت للناس)) قال أنتم تتمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله)) وقال هذا حديث حسن.
- وقال أبو هريرة نحن خير الناس للناس نسوقهم بالسلاسل إلى الإسلام .
- وقال ابن عباس هم الذين هاجروا من مكة إلى المدينة وشهدوا بدرا والحديبية .
- وقال عمر بن الخطاب من فعل فعلهم- فعل الصحابة المهاجرين- كان مثلهم .
- وقيل هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم يعني الصالحين منهم وأهل الفضل وهم الشهداء على الناس يوم القيامة .
- وقال مجاهد- أحد التابعين- كنتم خير أمة أخرجت للناس على الشرائط المذكورة في الآية تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله.
- وقيل هذا لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال صلى الله عليه وسلم خير الناس قرني أي الذين بعثت فيهم الثانية وإذا ثبت بنص التنزيل أن هذه الأمة خير الأمم فقد روى الأئمة من حديث عمران بن حصين عن النبي صلى الله علية وسلم أنه ((قال خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم )) وهذا يدل على أن أول هذه الأمة أفضل ممن بعدهم وإلى هذا ذهب معظم العلماء.
إذا فالآية الكريمة السابقة على اختلاف أقوال المفسرين فيها تدلّ وتبين بشكل قاطع أنّ أفضل الأمم هم أناس من أمة محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام فجميع الآيات السابقة التي نزلت بحق بني اسرائيل منسوخة بالآية السابقة ((كنتم خير أمة أخرجت للناس.....)) وذلك إن كان معناها أن اليهود كانوا أفضل الأمم قبل مجيء الإسلام.
ثانياً : لنبحث الآن في تفسير الآيات السابقة ونشرح معنى التفضل الوارد في الآية السابقة :
إنّ لتفسير الآيات السابقة عدّة وجوه منها :
1- قال أحد المفسرين في قوله تعالى وأني فضلتكم على العالمين قال بما أعطوا من الملك والرسل والكتب على عالم من كان في ذلك الزمان فإن لكل زمان عالما, وروي عن مجاهد والربيع بن أنس وقتادة نحو ذلك.
إذاً فتفضل اليهود كان على عالم زمانهم ويجب الحمل على هذا لأن هذه الأمة أفضل منهم لقوله تعالى خطابا لهذه الأمة ((كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم)) كما تقدم .
2- وفي المسانيد والسنن عن معاوية بن حيدة القشيري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( أنتم توفون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله)) والأحاديث في هذا الخصوص كثيرة فهذا دليل آخر على أنّ الأمة المحمدية هي أفضل الأمم وأكرمها على الله .
ثالثاً : يوجد الكثير من الآيات تتحدث عن عقاب الله عزّ وجل لليهود ومسخهم وغضبه عليهم ونعيد ذكر بعضها للفائدة :
أ‌- (( وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون)) البقرة 55 .
ب‌- ((..... و باؤوا بغضب من الله ذلك بأنّهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون)) البقرة 61.
ت‌- ((ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين)) البقرة 65.
ث‌- ((قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل )) المائدة 60.
ج‌- ((فلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين)) الأعراف 166.
فكيف يكونون شعب الله المختار وقد مسخ الله الكثير منهم إلى قردة وخنازير ولعنهم وغضب عليهم وباؤنا بغضب من الله؟!.. .
رابعاً: كل دين أو معتقد خلى الإسلام هو دين باطل وهذا واضح بصريح القرآن وكل من ينكره فهو كافراً وكل من لا يعرفه فهو جاهلاً فالله عزّ وجلّ يقول :
((إنّ الدين عند الله الإسلام وما اختلف الّذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب)) آل عمران 19.
((ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين)) الصف 61.
فلا يأتينا اليهود أو بعض أعوانهم بعد ذلك ويقولون أنّهم شعب الله المختار أو أنّهم أهل معتقد صحيح لا والله, بل أمة محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام أفضل الأمم ودينها هو دين الله عزّ وجلّ رغم أنف من ينكر ذلك وكل دين خلا الإسلام فهو باطل باطل والحمد لله رب العالمين على نعمة الإسلام والتوحيد. .

السؤال الثالث:
ظهرت حديثاً بعض الجماعات من اليهود في إسرائيل وغيرها من دول العالم يرفعون شعاراً يقول
" نحن يهود ولسنا صهاينة " ويظهرون التقارب والود من المسلمين و ينادون بحقوق الشعب الفلسطيني وما إلى ذلك.... والسؤال هل نتعاون معهم ونتقارب منهم ونصدق أقوالهم أم ماذا ؟ أرجو الإجابة بدقة مدعومة بالأدلة النقلية والعقلية؟
الإجابة : هذا السؤال يحتوي على الكثير من القضايا نطلب من الله عزّ وجلّ أن يلهمنا الصواب في الإجابة ويسدد خطانا وينطق لساننا بالحق والله على كل شيء قدير ولن يخيب الله من يدعو إليه :

القضية الأولى : يجب أولاً أن نميز بين اليهودي والصهيوني في النقاط التالية:
أ‌- إن اليهودي هو الذي يدين بالديانة اليهودية والتي هي محرفة وباطلة فقد نُسخَت بالشريعة المحمدية على رسولنا الكريم وعلى آل بيته أذكى الصلاة والسلام وقد بينا سابقاً سبب بطلان هذه الديانة .
أما الصهيوني نعرّفه- بشكل مبسط- هو اليهودي الذي له أطماع استيطانيه في فلسطين أو غيرها من دول العالم الإسلامي, إذاً ليس بالضرورة أن يكون كل يهودي صهوني ولكن غالباً وبنسبة كبيرة الغالبية العظمى من يهود العالم هم صهاينة معتدين لعنهم الله ولعن من آواهم ونصرهم ,فنلاحظ اليهود في جميع مشارق الأرض ومغاربها يمددون الكيان الصهيوني بالقوة والسلاح والمال والرجال.
ب‌- إن التعامل مع الصهاينة يتم على أساس أنّهم أهل حرب ضد الإسلام والمسلمين وبالتالي فيحل قتلهم أينما ثقفوا لأنهم معتدين ومحاربين للإسلام و المسلمين, بينما اليهودي لا يحل دمه إلا إذا ثَبُت أنّه يقاتل المسلمين ويحرّض على حربهم , لذلك إذا قصفت المقاومة الإسلامية حماس أو حزب الله إسرائيل و سقط مدنيون جراء ذلك القصف في الكيان الصهيوني فهذا لا ليس ذنب المسلمين, فالإسرائيليون الصهاينة يستحقون القتل سواء العسكريين منهم أم المدنين ماداموا محتلين لأرضنا ويعتدون علينا وهم من جلب النساء والأطفال وأسكنهم بلادنا وديارنا المقدسة.
ت‌- إنّ القاسم المشترك بين اليهود والصهاينة هو عداوتهم للإسلام وكرههم للمؤمنين , وهذا الذي نقوله ليس إدعاء أو قول بغير علم لا وإنّما أخبرنا به الله عزّ وجلّ علام الغيوب بقوله
تعالى ((لتجدنَّ أشد الناسِ عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا .....)) لمائدة 82, فالله عزّ وجلّ يبين ويؤكّد بشكل واضح حقيقة النفس الخبيثة التي يمتلكها اليهود والشر الدفين الذي يضمره اليهود والمشركين إزاء المؤمنين كما تقدم معنا, وهذا ما ثبت في الواقع العملي, لذلك يجب علينا الحذر من التعامل مع اليهود سواء أكانوا يهوداً أم صهاينة .

القضية الثانية: والتي هي مدى جواز أن نتعاون مع المشركين طبعاً ومنهم اليهود في الصراع الإسلام الصهيوني:
هذه المسألة يمكن معرفتها وذلك بمعرفة حكم الاستعانة بالكافر المأمون وفيها عدة نقاط وهي:
1- القاعدة والأصل عدم الاستعانة بغير المسلم في الأمور العامة وذلك لقول الرسول عليه وعلى آله الصلاة والسلام للمشرك الذي أراد أن يلحق بجيش المسلمين في غزوة بدر, و ((ارجع فلن أستعين بمشرك)) رواه ابن حبان في صحيحه وغيره من رواة الأحاديث, ولكن لهذه القاعدة استثناء، وهو جواز الاستعانة بغير المسلم بشروط معينة وهي:
أ‌- تحقق المصلحة، أو رجحانها بهذه الاستعانة.
ب‌- وألا يكون ذلك على حساب الدعوة ومعانيها.
ت‌- وأن يتحقق الوثوق الكافي بمن يستعان به، وأن يكون تابعًا للقيادة الإسلامية، لا متبوعًا، ومقودًا فيها لا قائدًا لها.
ث‌- وألا تكون هذه الاستعانة مثار شبهة لأفراد المسلمين، وأن تكون هناك حاجة حقيقية لهذه الاستعانة وبمن يستعان به، فإذا تحققت هذه الشروط جازت الاستعانة على وجه الاستثناء، وإذا لم تتحقق لم تجز الاستعانة.
وفي ضوء هذا الأصل رفض رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتراك المشرك مع المسلمين في مسيرهم إلى عير قريش إذ لا حاجة به أصلاً, وفي ضوء الاستثناء وتحقق شروطه استعان النبي صلى الله عليه وسلم بالمشرك عبد الله بن أريقط الذي استأجره النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر في هجرتهما إلى المدينة؛ ليدلهما على الطريق إليها.. وضبط هذه القاعدة مع فهم شروط الاستثناء في واقع الحياة يحتاج إلى فقه دقيق وإيمان عميق.
لذلك وفي ضوء ما سبق يجوز للمسلمين التعاون مع المشركين واليهود الذين يظهرون تقارباً ووداً من المسلمين وتأيداً لقضايا هم وذلك ضمن الضوابط السابقة وأن لا ننسى قوله تعالى ((لتجدنَّ أشد الناسِ عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا .....)) لمائدة 82, علماً أنّه ليس لدي ثقة باليهود مطلقاً فغدرهم معروف خيانتهم قديمة لذلك الحذر والحيطة وقوله تعالى السابق يجب أن يكون الضابط الأساسي لأن تعامل مع اليهود مهما كان ظاهرهم, وخصوصاً أن اليهود الصهاينة يظهرون أحياناً تعاطفهم مع قضايانا لتحقيق مكاسب سياسية ولكن سرعان ما تنكشف حقيقتهم بعد استلامهم مقاليد السلطة . (المصدر السيرة النبوية وقفات وعظات للأستاذ محمد علي الصلابي)
السؤال الرابع :
سائل يسأل فيقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:ما حكم من أعان إسرائيل بأية طريقه ولعل ابسطاها الكلام ؟ بانتظار طرحكم للبحث بقوة الله:
الإجابة :
أولاً : أخي الكريم الله عزّ وجلّ يقول في كتابه الحكيم :
(( لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون)) المجادلة 22.
فمن علامات ضعف الإيمان بالله واليوم الآخر هي التودد لأعداء الإسلام فكيف بمن يناصرهم على أخيه المسلم !
وكل من يتعاون مع أعداء الإسلام ويناصرهم ضد المسلمين فهو فاسق ضال منحرف يحل دمه بلا أدنى شك لقول الله عزّ وجلّ (( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم )) المائدة 33.
اللهم دمر اليهود الصهاينة ودمر كل من يتعاون معهم بحق محمد وآله الطاهرين وأصحابه المخلصين.
السؤال الخامس :
أخي الكريم عبدالله :
إننا جميعاً نحن المسلمون متفقون على أن اليهود عدو الإسلام
وسؤالي هو :كيف يفتي من هم يدعون الإسلام بعدم نصرة حزب الله في حربه ضد اليهود الصهاينة والدفاع عن أرضهم وأخوتهم في فلسطين ؟ فما حكم هؤلاء المدعين أصحاب الفتوى ؟

الإجـابـة:
أولاً : أختي الكريمة الغالية إن كان ذلك المتقوّل يرمي بفتواه وأقواله أن يناصر الكفار والمشركين واليهود على المسلمين فهو فاسق ضال منحرف يحل دمه بلا أدنى شك لقول الله عزّ وجلّ (( إنّما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم )) المائدة 33.

ثانياً : إن كان يهدف بفتواه التقرب والتودد من اليهود وأعوانهم : فهذا يدل على نفاقه وضعف إيمانه بالله عزّ وجل لقوله تعالى (( لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون)) المجادلة22 .

ثالثاً : إن كان يعتبر حزب الله أولئك المجاهدون المؤمنين كفاراً فهذا دلالة على ضعف علمه أو كذبه وتدليسه وكفره إن لم يكن لديه تأوليل أو دليل للكتفير فالرسول عليه الصلاة والسلام حدد أركاناً للإسلام هي :

(( بُنِيَ الإِسلامُ عَلى خَمْسٍ: شَهادَةِ أَنْ لا إِلهَ إلاّ اللّهُ، وَأَنَّ محمداً رسولُ اللّهِ، وَإقامِ الصلاةِ، وإِيتاءِ الزَّكاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضان ((رواه بخاري.
فعندما ينكر حزب الله أو غيره أحد هذه الأركان يعتبر كافراً؟؟ .
ولكن كلنا يعرف أن حزب الله منظمة إسلامية يؤمنون بجميع الأركان السابقة فكيف يصبحون كفاراً يا سبحان الله رجال يجاهدون هو ونساءهم وأبناؤهم في سبيل الله يعتبرون كفاراً ,
وحكام يهادنون الاستعمار وتولون الكفار يصبحون أولي أمر يجب طاعاتهم يا سبحان الله ما هذا الضلال.
فالذي يكفر المسلم دون دليل أو هدي صحيح أو تأويل صحيح فهو كافر لقول رسولنا الكريم
((أَيُّمَا رَجُلٍ قالَ لأَخِيهِ كَافِرٌ فَقَدْ بَاءَ بِهِ أَحَدُهُمَا)).رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح
وصلي اللهم على محمد وعلى آله وسلم.

يتبع باقي الموضوع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
البروفوسور
مشرف
مشرف



عدد المساهمات : 140
نقاط : 228
تاريخ التسجيل : 10/10/2010
العمر : 57

الـصـراع الإسـلامـي الـصهيـوني/بنـو إسرائيل في الـقرآن الكـريم Empty
مُساهمةموضوع: رد: الـصـراع الإسـلامـي الـصهيـوني/بنـو إسرائيل في الـقرآن الكـريم   الـصـراع الإسـلامـي الـصهيـوني/بنـو إسرائيل في الـقرآن الكـريم Icon_minitime1الأحد أكتوبر 17, 2010 11:07 pm

السؤال السادس:
السلام عليكم إخوتي الأعزاء وعلى الأخ عبد الله :
لدي الأسئلة التالية أتمنى أن توضحها لي وهي :
-الجذور التاريخية للصراع الإسلامي الصهيوني.
- اليهود والحكام العرب الذين باعوا البلاد .
- الدولة الإسرائيلية المحتلة لفلسطين هل تحمل اسم بني إسرائيل حقاً.
اسأل الله لك التوفيق في كل عمل خير.
الإجـابـة:
أخي الكريم السؤال السابق يحتوي على عدّة أقسام ونبدأ إن شاء الله بالإجابة عليها :
أولاً : الجذور التاريخية للصراع الإسلامي الصهيوني: أخي الفاضل الصراع الإسلام الصهيوني بإيجاز :
قديم منذ بدأ قدوم الرسول الأعظم عليه وعلى آله الصلاة والسلام إلى المدينة المنورة وسبب عداوة وبغض اليهود لشخص الرسول عليه الصلاة والسلام هو لأنه عربي خرج من بين أصلاب العرب. فكان اليهود يظنّون أن نبينا الكريم سوف يخرج منهم فكانوا يتوعدون الأوس والخزرج- وهم سكان المدينة غير اليهود وهم عرب – بالتحالف مع هذا النبي العظيم وقتلهم .
ولكن ما إن ظهر رسولنا الكريم ووصل المدينة المنورة حتى آمنت به الأوس والخزرج ولم تؤمن به اليهود وبدأ منذ ذلك اليوم الصراع الإسلامي اليهودي .
ثانياً: اليهود والحكام العرب الذين باعوا البلاد :
هذا شق مهم وخطير في الصراع الإسلامي الصهيوني ويمارس هذا الدور من الجانب اليهودي الصهيوني :
1- الموساد الإسرائيلي.
2- الماسونية اليهودية والتي هي أخطر الحركات هي والصهيونية شيء واحد ويعملان ضد الإسلام .

ثالثاً - الدولة الإسرائيلية المحتلة لفلسطين هل تحمل اسم بني إسرائيل حقاً:
أخي الكريم بداية لا بدّ لنا أن نتذكر لما سمي بني إسرائيل بهذا الاسم إنّ سبب تسميتهـم بالإسرائيليين أو بني إسرائيل بهذا الاسم نسبة إلى إسرائيل وهو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم الصلاة والسلام وإسرائيل كلمة عبرانية مركبة من جزأين إسرا بمعنى عبد أو صفوة، إيل وهو الله فيكون معنى الكلمة عبد الله أو صفوة الله.
فمعنى ذلك أنّه لا ضرر ولا خطأ في تسمية اليهود في فلسطين ببني إسرائيل وذلك إن كنّا نقصد بذلك أنهّم ينحدرون من نسل سيدنا يعقوب عليه السلام , ولكن يجب أن نعرف وننتبه إلى أنّ جميع شعوب العالم قد امتزجت دماؤها مع بعضها البعض فلا يمكن أن نقول أنّ هؤلاء الطغاة هي فقط من نسل يعقوب عليه السلام, بل هؤلاء الطغاة هم من دماء مختلفة وعروق مختلفة ولكن لما كانت بداية ظهور اليهود هي في نسل يعقوب عليه السلام وأطلقت بعد ذلك كلمة بني إسرائيل على اليهود فلا ضير في تسميتهم هذه.
((و لمعرفة أصل اليهود الموجودون حالياً في فلسطين وسنعرف ذلك من هذه القطعة التاريخية: (… ما بين القرنين السابع والعاشر، سيطر شعب مغولي هو شعب (الخزر) على الطرف الشرقي من أوروبا ما بين (الفولغا والقفقاز) وكان يواجه الدولة الإسلامية في الشرق والجنوب الشرقي والدولة المسيحية المحيطة به، وهو اختيار يحير المؤرخين كما أنه لم يكن صدفة كما يقول (أحد المؤرخين)( المؤرخ المجري: (د. انطال بارثا).) ويفسره البعض بأنه حرص شعب (الخزر) على الاحتفاظ بشخصيته الخاصة بين القوتين العالميتين حينذاك (أي القوة الإسلامية والقوة المسيحية).
وفي القرن (الثاني عشر - الثالث عشر) انهارت دولة الخزر، وفروا في اتجاه الغرب إلى القرم وأوكرانيا وهنغاريا وبولندا وليتوانيا, يحملون معهم ديانتهم اليهودية (التي عرفها العصر الحديث) وبذلك فإنّ يهود العالم اليوم في غالبيتهم الساحقة، ينحدرون من هذا الشعب المغولي خاصة وإن اليهود الأصليين الذين ينتمون إلى القبائل الإسرائيلية (الاثنتي عشرة) في التاريخ القديم قد ضاعت آثارهم)( من كتاب (القبيلة الثالثة عشر) لـ(أرثور كوستلر)) المصدر موقع محمد الحسيني الشيرازي .
ولكن على العموم اليهود هم اليهود بخبثهم وكفرهم وضلالهم وكل ما جاء في القرآن الكريم بحق بني إسرائيل ينطبق على يهود اليوم ويهود غد وصلّي اللهم على محمد وعلى آله وسلم .
و آخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين



التوصيات :
- أوصي نفسي وجميع أخوتي المسلمين بالعمل على التوحدّ والتراص من أجل مواجهة العدو الصهيوني اليهودي الذي يطمح للسيطرة على جميع بلاد المسلمين دون تمييز بين شيعي أو سني وإنّما هدف اليهود الصهاينة هو القضاء على كل من يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله.
- أوصي نفس ودعاة أمة محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام بجعل محاربة اليهود الصهاينة والتصدي لهم ومقاومتهم من أساسيات دعوتهم وأن لا يغفلوا عن ذلك العدو الخبيث.
- أنصح أخوتي الكرام صغاراً وكباراً بقراءة السيرة النبوية قراءة العلم وقراءة البحث لنتعلم من نبينا الكريم وآل بيته وأصحابه كيف نتعامل مع اليهود وكيف نجابههم ومن كتب السيرة النبوية المفيدة والرائعة هي كتاب الدكتور محمد علي الصلابي الذي هو بعنوان السيرة النبوية وقفات وعبر ومتوفر هذا الكتاب بالشكل إلكتروني في موقع صيد الفوائد الإسلامي .
توصية خاصة لأمهاتي وأخواتي وبناتي المؤمنات الطاهرات :
أخوتي المؤمنات الطاهرات بنات خديجة وفاطمة وزينب سلام الله عليكنّ إنني أتوجّه لكنّ بكلمة الله ورسوله عليه الصلاة والسلام أعلم بما أهدف منها :
أخوتي الطاهرات لقد خلقكم الله عزّ وجلّ في أحسن تقويم وجعلكم شركاء الرجال في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفي طاعة الله ورسوله الأعظم فالله عزّ وجلّ يقول في كتابه الحكيم ((والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم)) التوبة71, فلا تغفلنّ عن ذلك وأعملوا على جعل بيوتكنّ منابر حق وهداية تربين بها أبناؤكنّ على الجهاد والتضحية وعلى عدم التنازل عن أي شبر من بلاد المسلمين وتزرعن في أنفسهم حب التضحية والإباء .
واعلموا أن طريق الدعوة إلى الله طريق صعب وشائك , طريق قتل فيه زكريا عليه السلام و ضرب فيه نبينا الأعظم عليه الصلاة والسلام و قتل فيه عمر وعلي وعثمان رضي الله عنهم وذبح فيه الحسين وآل بيته الكرام سلام الله عليهم.......... فلابدّ من تضحيات, وما أجمل التضحية في سبيل لا إله إلا الله محمد رسول الله فسيروا في طريق الدعوة إلى الله وفقني و وفقكم الله لما يحب ويرضاه وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
المراجع و المصادر التي اعتمدت في هذا البحث :
1) القرآن الكريم وقد ذكرت أرقام الآيات وأسماء السور.
2) الأحاديث النبوية وقد ذكرت رواتها.
3) شرح ابن كثير للقرآن الكريم.
4) شرح القرطبي للقرآن الكريم.
5) بنو إسرائيل فى الكتاب والسنة لفضيلة الإمام الأكبر د/ محمد سيد طنطاوي.
6) شبكة المزن الإسلامية [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
7) ((وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُواًّ كَبِيراً )) الإسراء 4, الكاتب د. زغلول النجار – جريدة الأهرام- 24/7/2006
Cool السيرة النبوية وقفات وعظات للأستاذ محمد علي الصلابي.
9) موقع العالم محمد حسن الشيرازي الفقرة بعنوان مَنْ هُمْ اليَهود؟ ومَنْ هي إسرائيل؟
انتهى الموضوع بحمد الله وتوفيقه



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الـصـراع الإسـلامـي الـصهيـوني/بنـو إسرائيل في الـقرآن الكـريم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى نجوم الونشريس  :: قسم التسلية و الترفيه :: منتدى فلسطين-
انتقل الى: