فهناك حقائق تقررها الآية الكريمة وهي:
إنّ الذين يتسلطون على بني إسرائيل في هذه المرة سيدخلون المسجد الأقصى كما دخلوه أول مره وهذا يعنى أموراً:
أ- إنّ الذين يدخلون المسجد الأقصى هذه المرة قد كان لهم دخول إليه من قبل وإنهم إنما يفعلون في هذه المرة ما فعلوا في المرة السابقة.
ب- و دخول المسلمين المسجد الأقصى أول مرة كان في خلافة عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) وقد ظل في أيديهم إلى أن دخله بنو إسرائيل... في عام ألف وثلاثمائة وسبعة وثمانين للهجرة . نعم خرج المسجد الأقصى من يد المسلمين إلى يد الصليبين ثم أعيد إليهم مره أخرى على يد صلاح الدين ولم يكن لبني إسرائيل حساب أو تقدير في هذا الأمر.
ج- و دخول المسلمين إلى المسجد الأقصى وانتزاعه من يد الصليبين ليس له شأن بالدخول الذي سيدخله المسلمون بعد أن ينتزعوا هذا المسجد من يد بني إسرائيل, لأنّ بني إسرائيل لم يدخلوا المسجد ولم يستولوا عليه منذ الفتح الإسلامي حتى وقع بأيديهم في هذه الأيام (عام 1967).
د- فهذه إرهاصة من إرهاصات المرة الثانية أو وعد الآخرة وهى أن يكون المسجد الأقصى في يد بني إسرائيل ثم يجئ إليهم من يخرجهم منه وينتزعه من أيديهم وهم أولئك الذين كان المسجد مسجدهم، الذي دخلوه أول مره. وليس المسجد إلا مسجد المسلمين وليس الذي يدخله للمرة الثانية وينتزعه من اليهود إلا المسلمين.
و- والإرهاصة الثانية هي الحال التي عليها اليهود أنفسهم وهى أن يكونوا على الصفة التي وصفهم الله بها حين يفسدون في الأرض ويعلون علواً كبيراً وحين يدخل عليهم أصحاب المسجد كما دخلوه أول مرة...
ويستطرد الأستاذ عبد الكريم الخطيب فيقول والذي ينظر في واقع بني إسرائيل اليوم يجد :-
أولاً : إنهم منذ عهد سليمان لم تقم لهم دولة بعد الدولة التي خربها بختنصر حتى قامت لهم دولة في هذه الأيام هي المعروفة باسم إسرائيل.
ثانياً: إن هذه الدولة التي أقامها بنو إسرائيل ... تحمل معها كل ما عرفت الإنسانية من أدوات الشر والبغي والعدوان, فقد ملكت بكيدها ومكرها كثيراً من الوسائل الخبيثة التي مكنتها من تلك القوة, و أقامت بها هذه الدولة, فالمال الذي أقيمت به هذه الدولة هو عصارة تلك الدماء التي امتصها اليهود من الأمم والشعوب في شتى أقطار الأرض بما أشعلوا من حروب وبما أثاروا من فتن، وبما اشتروا من ضمائر وذمم.
ثالثاً: هذه الدولة هي غاية ما يمكن أن يبلغه بنو إسرائيل من علو .. فهم يضعون أيديهم على فلسطين كلها.. وعلى مرتفعات الجولان من سوريا.
المرة الثانية إذن ما فيه إسرائيل الآن من فساد في الأرض وعلو واستكبار، فساد إلى أبعد مداه وعلو واستكبار إلى غاية حدودهما.
أما الذي ينتظر بني إسرائيل بعد هذا فهو ما يقع تأويلاً لقوله تعالى ((فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا )) الإسراء-7... والذي سيتولى هذا بلا شك هم المسلمون أصحاب المسجد الذين دخلوه أول مرة أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه والذين سيدخلونه اليوم إن شاء الله كما دخلوه أول مرة .
وفى قوله تعالى ((فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا)) إشارة إلى صحوة جديدة ستبعث القوة وتعيد الحياة إلى الأمة الإسلامية وتجدد شبابها وإذا هي أقرب ما تكون إلى عهد الفتح الأول... وفى قوله تعالى ))عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا(( فاليهود معرضون لرحمة الله إن نزعوا عما هم عليه من شر وفساد ورجعوا إلى الله واستقاموا على طريق الحق والخير.. فإن عادوا.. عاد الله سبحانه وتعالى عليهم بالبلاء ورماهم بالنقم وسلط عليهم من عباده من يأخذهم بالبأساء والضراء) انتهى. (انظر تفسير الشيخ عبد الكريم الخطيب في التفسير القرآني للقرآن (.
الرأي الثالث : ومضمونه : اعتبر أصحاب هذا الرأي أنّ الإفساد الأوّل والإفساد الثاني قد وقعا بعد مجيء الإسلام:
فيقول الدكتور زغلول النجار: شارحاً قوله تعالى:(( ... لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُواًّ كَبِيراً ... )): ((اختلف المفسرون في تحديد مَرَّتَي الإفساد الذي قام به بنو إسرائيل في الأرض, ولكن الراجح أن هاتين المرتين هما من أبشع ما قاموا به من إفساد؛ لأن الإفساد في الأرض أصبح جزءاً لا يتجزأ من تكوينهم النفسي والعقدي، ولذلك قال ربنا ـ تبارك وتعالى - بعد ذلك ((...إن عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً )) (الإسراء-
.
والراجح عند المفسرين أنّ المرة الأولى من الإفساد الكبير لبني إسرائيل في الأرض كانت في المدينة المنورة حين عادى اليهود رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ورفضوا دعوته إلى دين الله, وتآمروا عليه, ونقضوا كل عهودهم معه, وتعاونوا مع الوثنيين من أعدائه عليه, وألَّبوا عليه القبائل, وحاولوا سمه وقتله, ولكن الله تعالى نجاه من كيدهم، ونصره عليهم بعد أن تكررت خياناتهم على أيدي كلٍ من يهود بني قينقاع, ويهود بني النضير, وبني قريظة, ويهود خيبر، فأمر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بإجلائهم عن جزيرة العرب إجلاءً كاملاً، فتطهرت الأرض من أرجاسهم.
وكان الإفساد الكبير الثاني لليهود في الأرض قد بدأ بالتآمر على أرض فلسطين بدءاً من سنة 1649 م حين أقاموا في بريطانيا حركة صليبية صهيونية تدعو إلى عودة اليهود إلى فلسطين بعد طردهم منها قبل ألف وستمائة سنة, ومن أجل ذلك خططوا لإسقاط دولة الخلافة الإسلامية بعد إنهاكها في سلسلة من المعارك التي لم تتوقف, وقسموا تركتها إلى أكثر من57 دولة ودويلة.
وتم إعلان دولة للصهاينة في سنة 1948 م, وظل الضغط الدولي على حكومات المنطقة حتى سلمت بالأمر الواقع، وقبلت بوجود كيان صهيوني غريب في قلب المنطقة العربية, وتركت هذا الكيان ينمو عسكرياً حتى أصبح خلية سرطانية مدمرة تهدد المنطقة بأسرها بالدمار الشامل, وما حدث على أرض فلسطين طوال القرن الماضي والاجتياح الإسرائيلي لأرض لبنان الشقيق في هجمة تدميرية همجية شاملة في استعلاء وكبر وغطرسة فاقت كل الحدود هو تجسيد لقول ربنا من قبل ألف وأربعمائة سنة في سورة الإسراء الآيات 4-8, هذه الآيات نزلت من قبل ألف وأربعمائة سنة, والهمجية الإسرائيلية في قلب المنطقة العربية اليوم والاستعلاء والكبر الممارسان بلا حدود, والغطرسة العسكرية والإحساس بالعلوية الكاذبة والتدمير الشامل للبنية الأساسية في كلٍ من فلسطين ولبنان خير شاهد على صدق القرآن الكريم، وعلى أن الوعد الحق قد قرب، (( ... وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ )) (يوسف-21)) انتهى د.زغلول النجار جريدة الأهرام 24/7/2006 بتصرّف.
تنبيه هام: تعمدّت الاستطراد في نقل شروح الآية السابقة نظراً لأهميتها في الصراع الإسلامي الصهيوني.
16- اليهود قوم خانوا الله ورسوله عليه وعلى آله الصلاة والسلام فتحوّل حكمهم من أهل كتاب إلى كفار مكّن الله المسلمين من رقابهم:
فيقول الله عزّ وجلّ في حق يهود بني النضير الذين خانوا الله ورسوله عليه وعلى آله الصلاة والسلام ((هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار)) الحشر2,
من الآية السابقة يوجد عدّة نقاط يجب الانتباه إليها ألا وهي:
أ- إن كل من يخن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من أهل الكتاب يتحول حكمه من أهل ذمة وكتاب إلى كفار تحل دماؤهم وهذا واضح في قوله تعالى ((هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب.....)) فنلاحظ أنّ الله عزّ وجلّ قد قال (( الذين كفروا من أهل الكتاب..)) و ذلك لأنّ اليهود قد نقضوا العهد الذي بينهم وبين الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام وحاولوا قتله, وهذه الآية فيها رد على كل من يقول أنّ اليهود الصهاينة لعنهم الله أهل كتاب وليسوا كفار !, لا والله بل هم كفار لأنّهم يكفرون بالقرآن ويهينونه ويهزؤون من نبينا الكريم عليهم وعلى كل من يتعاون معهم لعنة الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
ب- يجب على المسلم أن لا ينخدع بظاهر قوّة اليهود فالمؤمنون في عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام طنّوا أن اليهود أقوياء وأنّ حصونهم سوف تحميهم من ضربات جنود الله , ولكن عند المواجهة تغير كل شيء فقذف الله في قلوب اليهود الرعب وجعلهم خائفين صاغرين وهذا واضح في قوله تعالى ((...ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنّهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا...)) .
والحرب الأخيرة التي خاضتها المقاومة الإسلامية في لبنان مع اليهود تزيد إيماننا بهذه الآية الكريمة ففي بداية المعركة ظنّ المسلمون أنّ المقاومة الإسلامية سوف تنهزم وأنّ الترسانة النووية سوف تفيد إسرائيل وتحميها من ضربات حزب الله , ولكن الحمد لله ما هي سويعات حتى قذف الله الرعب في قلوب اليهود وأصبحوا فريسة سهلة أمام مقاتلي حزب الله المؤمنين الذين قتلوا اليهود شر قتلة وذكّروهم بنتائج غدر بني النضير وبني قينقاع وبني قريظة.
ج- إنّ الله عزّ وجلّ يأمرنا بدراسة غزوة بني النضير و أخذ العبرة منها بقوله تعالى ((...يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار)) فأصحاب البصر والبصيرة يتعلمون من هذه الغزوة الدروس الكثيرة ويؤمنون أنّ النصر لا محالة للمسلمين, وأنّ الغلبة ستكون للمؤمنين ولكن من هم أولئك المؤمنون ؟..... طبعاً هم الذين يكونون مع الله في السراء والضراء والذين يوفون بعهد الله, هم رجال ولكن ليسوا ككل الرجال وهم نساء وليسوا ككل النساء نساء طاهرات نقيات يفقهون فقه الواقع غير متنطعات وليسوا كاسيات عاريات ....هم الّذين وصفهم الله تعالى بمحكم تنزيله (( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إنّ الله عزيز حكيم )) التوبة 71.
و ندعو الله أن يجعلنا من أولئك الرجال والنساء الذين سوف يسطّرون ملاحم الجهاد والبطولة لنكون خير خلف لخير سلف.
17- إن اليهود قوم جبناء لا يقدرون على مواجهة المسلمين وقتالهم بطريقة مباشرة وإنّ من عدالة الله وحكمته أن جعل قلوب اليهود وأعوانهم مختلفة متفرقة:
فالله عزّ وجلّ يقول في حق يهود بني النضير ((لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنّهم قوم لا يعقلون)) الحشر 14, ولعلّ هذه الآية تشمل يهود بني النضير وكل من يماثلهم بالحال والمقال - وأقصد بذلك اليهود الصهاينة المحتلّون لفلسطين و العراق- فيخبرنا الله عزّ وجلّ أنّ أولئك اليهود المجرمون أجبن من أن ينتشروا في البلاد الإسلامية , نعم ورب محمد بل يتحصّنون في حصون وقلاع ويبنون أسوار عالية لعلّها تحميهم من ضربات المسلمين و لعلّها تؤخر عنهم الموت والقتل , ونلاحظ أنّ اليهود رغم حقدهم للمسلمين وحبهم للسيطرة والتحكم إلا أنّهم لا يتجرؤون على دخول غزّة والانتشار فيها بل يختبئون في مستعمراتهم.
وتبين لنا الآية الكريمة أنّ الله لن يجعل اليهود وأعوانهم على قلب رجل واحد لا والله لا ورب الكعبة فقد نظن أنّ اليهود وأعوانهم من الصليبين وأشباه المسلمين متحدين متماسكين ولكن في حقيقة الأمر هم متشتتون متفرقون يبغض بعضهم بعضاً, و إن اجتمعوا على أمر واحد ألا وهو قتال المسلمين إلا أنهم مختلفين فيما بينهم على ألف أمر, وخير مثال على ذلك ما جرى للرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون فكان مناصراً للصهاينة وسنداً قوياً لهم وعندما فكّر يوماً أن يخالفهم دبروا له فضيحة كانت سبباً في إقصائه عن الحكم , فأولئك الطغاة لا آمان لهم ولا حب بينهم والحمد لله الذي فرّقهم.
أخوة الإيمان والعقيدة:
و الآن بعد أن وفقنا الله عزّ وجلّ بالحديث عن صفات اليهود أو بني إسرائيل كما وردت في القرآن الكريم نبدأ لآن بطرح بعضاً من التساؤلات ونجيب عليها بإذن الله تعالى و اهتداء بهدي محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام واقتداء بآل بيته المطهرين وأصحابه المخلصين:
السؤال الأوّل:
يقول الله عزّ وجلّ في محكم تنزيله مادحاً بعض اليهود ((ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق و به يعدلون )) الأعراف159, والسؤال هل معنى ذلك أنّ من اليهود اليوم من هو على حق وهداية ويعدل بالله عزّ وجل ويعتبر من أهل الكتاب ؟
الإجابة : أولاً يجب دوماً أن لا نتكلم عن أية آية في القرآن بدون علم و دون الرجوع إلى كتب التفسير المعتمدة لأنّ في آيات القرآن الكريم هناك الناسخ والمنسوخ والعام والخاص والمطلق والمقيد.
و الآن لنبحث في تفسير هذه الآية : ورد تفسير هذه الآية في تفسير الطبري رحمه الله فيقول :
إن هؤلاء قوم من وراء الصين من وراء نهر يعبدون الله بالحق والعدل آمنوا بمحمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام وتركوا السبت يستقبلون قبلتنا لا يصل إلينا منهم أحد , ولا منّا إليهم أحد فروي أنه لما وقع الاختلاف بعد موسى كانت منهم أمة يهدون بالحق ولم يقدروا أن يكونوا بين ظهراني بين إسرائيل حتى أخرجهم الله إلى ناحية من أرضه في عزلة من الخلق فصار لهم سرب في الأرض فمشوا فيه سنة ونصف ووري أنّ هؤلاء القوم قد آمنوا رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام ليلة المعراج وعلمهم سوراً من القرآن . انتهى.
إذا فالآية السابقة هي آية خاصة باليهود الذين آمنوا بالله وبرسوله عليه وعلى آله الصلاة والسلام وتشمل فقط كل من آمن من اليهود برسولنا الكريم واتّبع شريعة الإسلام , أما من بقي إلى اليهود على الدين اليهودي فلا تشمله هذه الآية لقوله تعالى ((ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين )) آل عمران 85.
السؤال الثاني:
يدّعي اليهود أنّهم أفضل خلق الله وأنهم شعب الله المختار وأنّ الله عزّ وجلّ قد فضّلهم على العالمين ويستشهدون بآيات كثيرة من القرآن الكريم منها :
((يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين)) البقرة 47,
((يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين)) البقرة 122,
((قال أغير الله أبغيكم إلها وهو فضلكم على العالمين)) البقرة 140, ((ولقد اخترناهم على علم على العالمين )) الدخان 32, ((ولقد اخترناهم على علم على العالمين)) الجاثية 16.
فما حقيقة هذا الإدعاء وما معنى التفضيل الوارد في الآيات السابقة ؟
الجواب :كما اتفقنا سابقاً بأنه يجب دوماً الرجوع إلى كتب التفسير لمعرفة تفسير الآيات القرآنية ويجب علينا عدم تفسير أي شيء بناء على آرائنا وأهوائنا..... والآن لنجيب عن السؤال السابق :
أولاً :جميع الآيات السابقة وغيرها منسوخة بقوله تعالى ((كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون )) آل عمران 110
حقيقة هذا الادعاء اليهودي بأنهم شعب الله المختار وأنهم أفضل البشرية هذا إدعاء باطل لأنّ أفضل أمة أخرجت للناس هي أمة الإسلام وبالأخص ذرية سيدنا محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام ثم جيل الصحابة والتابعين رضي الله عنهم وذلك لقوله تعالى ((كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيراً لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون )) آل عمران 110 .
أما تفسير الآية السابقة فهناك عدة آراء وهي :
- روى الترمذي عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في ((قوله تعالى كنتم خير أمة أخرجت للناس)) قال أنتم تتمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله)) وقال هذا حديث حسن.
- وقال أبو هريرة نحن خير الناس للناس نسوقهم بالسلاسل إلى الإسلام .
- وقال ابن عباس هم الذين هاجروا من مكة إلى المدينة وشهدوا بدرا والحديبية .
- وقال عمر بن الخطاب من فعل فعلهم- فعل الصحابة المهاجرين- كان مثلهم .
- وقيل هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم يعني الصالحين منهم وأهل الفضل وهم الشهداء على الناس يوم القيامة .
- وقال مجاهد- أحد التابعين- كنتم خير أمة أخرجت للناس على الشرائط المذكورة في الآية تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله.
- وقيل هذا لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال صلى الله عليه وسلم خير الناس قرني أي الذين بعثت فيهم الثانية وإذا ثبت بنص التنزيل أن هذه الأمة خير الأمم فقد روى الأئمة من حديث عمران بن حصين عن النبي صلى الله علية وسلم أنه ((قال خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم )) وهذا يدل على أن أول هذه الأمة أفضل ممن بعدهم وإلى هذا ذهب معظم العلماء.
إذا فالآية الكريمة السابقة على اختلاف أقوال المفسرين فيها تدلّ وتبين بشكل قاطع أنّ أفضل الأمم هم أناس من أمة محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام فجميع الآيات السابقة التي نزلت بحق بني اسرائيل منسوخة بالآية السابقة ((كنتم خير أمة أخرجت للناس.....)) وذلك إن كان معناها أن اليهود كانوا أفضل الأمم قبل مجيء الإسلام.
ثانياً : لنبحث الآن في تفسير الآيات السابقة ونشرح معنى التفضل الوارد في الآية السابقة :
إنّ لتفسير الآيات السابقة عدّة وجوه منها :
1- قال أحد المفسرين في قوله تعالى وأني فضلتكم على العالمين قال بما أعطوا من الملك والرسل والكتب على عالم من كان في ذلك الزمان فإن لكل زمان عالما, وروي عن مجاهد والربيع بن أنس وقتادة نحو ذلك.
إذاً فتفضل اليهود كان على عالم زمانهم ويجب الحمل على هذا لأن هذه الأمة أفضل منهم لقوله تعالى خطابا لهذه الأمة ((كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم)) كما تقدم .
2- وفي المسانيد والسنن عن معاوية بن حيدة القشيري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( أنتم توفون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله)) والأحاديث في هذا الخصوص كثيرة فهذا دليل آخر على أنّ الأمة المحمدية هي أفضل الأمم وأكرمها على الله .
ثالثاً : يوجد الكثير من الآيات تتحدث عن عقاب الله عزّ وجل لليهود ومسخهم وغضبه عليهم ونعيد ذكر بعضها للفائدة :
أ- (( وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون)) البقرة 55 .
ب- ((..... و باؤوا بغضب من الله ذلك بأنّهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون)) البقرة 61.
ت- ((ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين)) البقرة 65.
ث- ((قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل )) المائدة 60.
ج- ((فلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين)) الأعراف 166.
فكيف يكونون شعب الله المختار وقد مسخ الله الكثير منهم إلى قردة وخنازير ولعنهم وغضب عليهم وباؤنا بغضب من الله؟!.. .
رابعاً: كل دين أو معتقد خلى الإسلام هو دين باطل وهذا واضح بصريح القرآن وكل من ينكره فهو كافراً وكل من لا يعرفه فهو جاهلاً فالله عزّ وجلّ يقول :
((إنّ الدين عند الله الإسلام وما اختلف الّذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب)) آل عمران 19.
((ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين)) الصف 61.
فلا يأتينا اليهود أو بعض أعوانهم بعد ذلك ويقولون أنّهم شعب الله المختار أو أنّهم أهل معتقد صحيح لا والله, بل أمة محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام أفضل الأمم ودينها هو دين الله عزّ وجلّ رغم أنف من ينكر ذلك وكل دين خلا الإسلام فهو باطل باطل والحمد لله رب العالمين على نعمة الإسلام والتوحيد. .
السؤال الثالث:
ظهرت حديثاً بعض الجماعات من اليهود في إسرائيل وغيرها من دول العالم يرفعون شعاراً يقول
" نحن يهود ولسنا صهاينة " ويظهرون التقارب والود من المسلمين و ينادون بحقوق الشعب الفلسطيني وما إلى ذلك.... والسؤال هل نتعاون معهم ونتقارب منهم ونصدق أقوالهم أم ماذا ؟ أرجو الإجابة بدقة مدعومة بالأدلة النقلية والعقلية؟
الإجابة : هذا السؤال يحتوي على الكثير من القضايا نطلب من الله عزّ وجلّ أن يلهمنا الصواب في الإجابة ويسدد خطانا وينطق لساننا بالحق والله على كل شيء قدير ولن يخيب الله من يدعو إليه :
القضية الأولى : يجب أولاً أن نميز بين اليهودي والصهيوني في النقاط التالية:
أ- إن اليهودي هو الذي يدين بالديانة اليهودية والتي هي محرفة وباطلة فقد نُسخَت بالشريعة المحمدية على رسولنا الكريم وعلى آل بيته أذكى الصلاة والسلام وقد بينا سابقاً سبب بطلان هذه الديانة .
أما الصهيوني نعرّفه- بشكل مبسط- هو اليهودي الذي له أطماع استيطانيه في فلسطين أو غيرها من دول العالم الإسلامي, إذاً ليس بالضرورة أن يكون كل يهودي صهوني ولكن غالباً وبنسبة كبيرة الغالبية العظمى من يهود العالم هم صهاينة معتدين لعنهم الله ولعن من آواهم ونصرهم ,فنلاحظ اليهود في جميع مشارق الأرض ومغاربها يمددون الكيان الصهيوني بالقوة والسلاح والمال والرجال.
ب- إن التعامل مع الصهاينة يتم على أساس أنّهم أهل حرب ضد الإسلام والمسلمين وبالتالي فيحل قتلهم أينما ثقفوا لأنهم معتدين ومحاربين للإسلام و المسلمين, بينما اليهودي لا يحل دمه إلا إذا ثَبُت أنّه يقاتل المسلمين ويحرّض على حربهم , لذلك إذا قصفت المقاومة الإسلامية حماس أو حزب الله إسرائيل و سقط مدنيون جراء ذلك القصف في الكيان الصهيوني فهذا لا ليس ذنب المسلمين, فالإسرائيليون الصهاينة يستحقون القتل سواء العسكريين منهم أم المدنين ماداموا محتلين لأرضنا ويعتدون علينا وهم من جلب النساء والأطفال وأسكنهم بلادنا وديارنا المقدسة.
ت- إنّ القاسم المشترك بين اليهود والصهاينة هو عداوتهم للإسلام وكرههم للمؤمنين , وهذا الذي نقوله ليس إدعاء أو قول بغير علم لا وإنّما أخبرنا به الله عزّ وجلّ علام الغيوب بقوله
تعالى ((لتجدنَّ أشد الناسِ عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا .....)) لمائدة 82, فالله عزّ وجلّ يبين ويؤكّد بشكل واضح حقيقة النفس الخبيثة التي يمتلكها اليهود والشر الدفين الذي يضمره اليهود والمشركين إزاء المؤمنين كما تقدم معنا, وهذا ما ثبت في الواقع العملي, لذلك يجب علينا الحذر من التعامل مع اليهود سواء أكانوا يهوداً أم صهاينة .
القضية الثانية: والتي هي مدى جواز أن نتعاون مع المشركين طبعاً ومنهم اليهود في الصراع الإسلام الصهيوني:
هذه المسألة يمكن معرفتها وذلك بمعرفة حكم الاستعانة بالكافر المأمون وفيها عدة نقاط وهي:
1- القاعدة والأصل عدم الاستعانة بغير المسلم في الأمور العامة وذلك لقول الرسول عليه وعلى آله الصلاة والسلام للمشرك الذي أراد أن يلحق بجيش المسلمين في غزوة بدر, و ((ارجع فلن أستعين بمشرك)) رواه ابن حبان في صحيحه وغيره من رواة الأحاديث, ولكن لهذه القاعدة استثناء، وهو جواز الاستعانة بغير المسلم بشروط معينة وهي:
أ- تحقق المصلحة، أو رجحانها بهذه الاستعانة.
ب- وألا يكون ذلك على حساب الدعوة ومعانيها.
ت- وأن يتحقق الوثوق الكافي بمن يستعان به، وأن يكون تابعًا للقيادة الإسلامية، لا متبوعًا، ومقودًا فيها لا قائدًا لها.
ث- وألا تكون هذه الاستعانة مثار شبهة لأفراد المسلمين، وأن تكون هناك حاجة حقيقية لهذه الاستعانة وبمن يستعان به، فإذا تحققت هذه الشروط جازت الاستعانة على وجه الاستثناء، وإذا لم تتحقق لم تجز الاستعانة.
وفي ضوء هذا الأصل رفض رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتراك المشرك مع المسلمين في مسيرهم إلى عير قريش إذ لا حاجة به أصلاً, وفي ضوء الاستثناء وتحقق شروطه استعان النبي صلى الله عليه وسلم بالمشرك عبد الله بن أريقط الذي استأجره النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر في هجرتهما إلى المدينة؛ ليدلهما على الطريق إليها.. وضبط هذه القاعدة مع فهم شروط الاستثناء في واقع الحياة يحتاج إلى فقه دقيق وإيمان عميق.
لذلك وفي ضوء ما سبق يجوز للمسلمين التعاون مع المشركين واليهود الذين يظهرون تقارباً ووداً من المسلمين وتأيداً لقضايا هم وذلك ضمن الضوابط السابقة وأن لا ننسى قوله تعالى ((لتجدنَّ أشد الناسِ عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا .....)) لمائدة 82, علماً أنّه ليس لدي ثقة باليهود مطلقاً فغدرهم معروف خيانتهم قديمة لذلك الحذر والحيطة وقوله تعالى السابق يجب أن يكون الضابط الأساسي لأن تعامل مع اليهود مهما كان ظاهرهم, وخصوصاً أن اليهود الصهاينة يظهرون أحياناً تعاطفهم مع قضايانا لتحقيق مكاسب سياسية ولكن سرعان ما تنكشف حقيقتهم بعد استلامهم مقاليد السلطة . (المصدر السيرة النبوية وقفات وعظات للأستاذ محمد علي الصلابي)
السؤال الرابع :
سائل يسأل فيقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:ما حكم من أعان إسرائيل بأية طريقه ولعل ابسطاها الكلام ؟ بانتظار طرحكم للبحث بقوة الله:
الإجابة :
أولاً : أخي الكريم الله عزّ وجلّ يقول في كتابه الحكيم :
(( لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون)) المجادلة 22.
فمن علامات ضعف الإيمان بالله واليوم الآخر هي التودد لأعداء الإسلام فكيف بمن يناصرهم على أخيه المسلم !
وكل من يتعاون مع أعداء الإسلام ويناصرهم ضد المسلمين فهو فاسق ضال منحرف يحل دمه بلا أدنى شك لقول الله عزّ وجلّ (( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم )) المائدة 33.
اللهم دمر اليهود الصهاينة ودمر كل من يتعاون معهم بحق محمد وآله الطاهرين وأصحابه المخلصين.
السؤال الخامس :
أخي الكريم عبدالله :
إننا جميعاً نحن المسلمون متفقون على أن اليهود عدو الإسلام
وسؤالي هو :كيف يفتي من هم يدعون الإسلام بعدم نصرة حزب الله في حربه ضد اليهود الصهاينة والدفاع عن أرضهم وأخوتهم في فلسطين ؟ فما حكم هؤلاء المدعين أصحاب الفتوى ؟
الإجـابـة:
أولاً : أختي الكريمة الغالية إن كان ذلك المتقوّل يرمي بفتواه وأقواله أن يناصر الكفار والمشركين واليهود على المسلمين فهو فاسق ضال منحرف يحل دمه بلا أدنى شك لقول الله عزّ وجلّ (( إنّما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم )) المائدة 33.
ثانياً : إن كان يهدف بفتواه التقرب والتودد من اليهود وأعوانهم : فهذا يدل على نفاقه وضعف إيمانه بالله عزّ وجل لقوله تعالى (( لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون)) المجادلة22 .
ثالثاً : إن كان يعتبر حزب الله أولئك المجاهدون المؤمنين كفاراً فهذا دلالة على ضعف علمه أو كذبه وتدليسه وكفره إن لم يكن لديه تأوليل أو دليل للكتفير فالرسول عليه الصلاة والسلام حدد أركاناً للإسلام هي :
(( بُنِيَ الإِسلامُ عَلى خَمْسٍ: شَهادَةِ أَنْ لا إِلهَ إلاّ اللّهُ، وَأَنَّ محمداً رسولُ اللّهِ، وَإقامِ الصلاةِ، وإِيتاءِ الزَّكاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضان ((رواه بخاري.
فعندما ينكر حزب الله أو غيره أحد هذه الأركان يعتبر كافراً؟؟ .
ولكن كلنا يعرف أن حزب الله منظمة إسلامية يؤمنون بجميع الأركان السابقة فكيف يصبحون كفاراً يا سبحان الله رجال يجاهدون هو ونساءهم وأبناؤهم في سبيل الله يعتبرون كفاراً ,
وحكام يهادنون الاستعمار وتولون الكفار يصبحون أولي أمر يجب طاعاتهم يا سبحان الله ما هذا الضلال.
فالذي يكفر المسلم دون دليل أو هدي صحيح أو تأويل صحيح فهو كافر لقول رسولنا الكريم
((أَيُّمَا رَجُلٍ قالَ لأَخِيهِ كَافِرٌ فَقَدْ بَاءَ بِهِ أَحَدُهُمَا)).رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح
وصلي اللهم على محمد وعلى آله وسلم.
يتبع باقي الموضوع