ثورة الشيخ عز الدين القسام في فلسطين بقلم / عبد الجبار رجا العوده الحلقة الثالثة
الفصل الثالث
تشييع جثمان الشهداء
كانت جنازة القسام ورفاقه على أنها مظاهرة سياسية ضد الانجليز، لأنهم أساس البلاء(1)، فقام أكرم زعيتر بإرسال دعوات إلى كافة الهيئات والأحزاب للاشتراك في الجنازة، والمسير في موكب تشييع الشيخ القسام رئيس جمعية الشبان المسلمين في حيفا وخطيب مسجدها الكبير وإخوانه الذين استشهدوا معه في يعبد إلى جنبه نودعهم إلى لحودهم في حيفا "إني لادعوا هذا اليوم الزعماء ورؤساء الأحزاب إلى السير في الموكب، فالنحاس باشا زعيم مصر وجميع زعمائها يمشون كل يوم في طليعة جنائز الشهداء، فهل يمشي زعماء فلسطين مع شبابها في موكب ديني كبير وصحبه المؤمنين"(2).
وبعد انتشار نبأ استشهاد القسام باتت حيفا ليلتها قلعة ساهرة تندب شهدائها والوضع المشؤوم الذي يولد مثل هذه النتائج الخطرة، وقلة من استطاع من أبنائها أن يذوق النوم بعد سماع نبأ استشهاد القسام، حيث قامت السلطات بتسليم الجثث إلى أهلها في الليل حوالي الساعة العاشرة، فهرعت الجماهير إلى بيوت أصحابها(3).
وفي الصباح الباكر أضربت حيفا إضرابا عاماً وشاملاً لم يسبق له مثيل حداداً على أرواح الشهداء، وكانت الجماهير من الناس في الطرقات منتظرة نزول الجثث والسير بها إلى المسجد، فأنزل جثمان القسام والمصري والزيباوي، فكبر الناس، وتقدم الوطني المعروف رشيد الحاج إبراهيم ولف نعش القسام بالعلم العراقي والمصري بالعلم السعودي والزيباوي بالعلم اليمني، وسار الموكب في نظام منقطع النظير إلى مسجد النصر الكبير الذي اختير لاتساعه(1).
وقد كان المسجد مكتظاً بجموع المشيعين وكانت الطرقات تعج بالخلائق والشرفات وأسطح المنازل ممتلئة بالسيدات، فكان مشهداً عظيماً لم ترَ حيفا مثله إلا يوم توديع جثمان الملك فيصل، وفي أثناء الصلاة بالمسجد قدم وفد نابلس وكان من بينهم أكرم زعيتر وعادل زعيتر وراشد أبو غزالة، ثم اقبل وفد صفد بزعامة صبحي الخضرا، ثم وفد عكا، وخرج المصلون يحملون النعوش على أكتافهم، وبعد جهد جهيد استطاعوا الخروج من المسجد إلى الساحة الكبرى أمام المسجد المكتظة بالناس(2).
كانت النساء تزغرد والشباب يتراقصون بعاطفة جياشة بالشعور المتدفق المليء بالروح الوثابة وكانت الأيدي ترتفع والأصوات تنادي بالعمل ضد الاستعمار البريطاني والحركة الصهيونية، ثم سار الموكب والهتافات تتصاعد من الحناجر وكلمة الله اكبر تدوي في الأفاق(3).
استمر الموكب يتدافع والحماس يتزايد حتى الوصول إلى دائرة البوليس فأخذت الجماهير بإلقاء الحجارة على دائرة البوليس فحطمت الأبواب والنوافذ وتوارى البوليس وحطمت سياراته الواقفة أمام الدائرة، ثم سار الموكب في طريقه حتى أخر شارع الملوك حيث النصب التذكاري للملك فيصل وتم قراءة الفاتحة على روحه، وهناك لمح الجمهور بعض الجنود البريطانيين فقاموا بمهاجمتهم، وأسفر هذا الاصطدام عن جرح احد الشبان العرب جرحاً بليغاً في رأسه وأصيب ثلاثة جنود بريطانيين، أما الجريح العربي فقد حمله السيد سميح الحاج إبراهيم إلى عيادة الدكتور حمزة، وقد حوّل إلى المستشفى، واستشهد متأثراً بجراحه(1).
استمر الموكب نحو محطة سكة الحديد فأخذت الجماهير بإلقاء الحجارة على المحطة من كل صوب، ففر من فيها وتعقبتهم الجماهير، وهنا حصلت بلبلة عظيمة إذ انتشر الروع والخوف في قلوب الناس لقدوم كتيبة من الجند فهاجمتهم الجماهير مما أدى إلى سقوط عدد منهم على الأرض ثم ولوا الأدبار، فأصر الجمهور على السير وكان الهياج قد بلغ حداً مدهشاً إلى أن ساروا على مقربة من بيت الشيخ القسام، وقبل وصولهم مرت عدة سيارات مليئة بالجنود المدججين بالسلاح لحماية البيوت اليهودية الواقعة على الطريق في مستعمرة الياجور بالقرب من مقبرة بلد الشيخ(2).
كان برنامج سير الجنازة أن ترسل النعوش على ظهر السيارات بعد أن يجري التأبين، لكن كان الجو مشحوناً مضطرباً، اضطر معه خطباء البلاد أن يعدلوا عن إلقاء كلماتهم وعزفت الموسيقى نشيدها المحزن وتقدم البعض لوضع النعوش على السيارات فقام الجمهور بمنعهم وقد أبوا إلا أن تحمل على الأكتاف وان يرسل الشهداء إلى لحودهم مشياً على الأقدام، ورغم طول المسافة التي لا تقل عن 5كم إلى بلد الشيخ وكانت إرادة الشعب هي الغلابة إذ ظلوا سائرين في نفس الترتيب(3).
جاءت وفود من قرى مختلفة أثناء سير الجنازة، وعندما كان المشيعون يشاهدون سيارة يذهبون إليها من اجل مشاهدة زعماء الأحزاب والهيئات ولكن الزعماء لم يحضروا بل أرسلوا برقيات تعزية فاترة، وأثناء سير الجنازة ألقى الشيخ يونس الخطيب قاضي مكة الأسبق خطبة بكلمات مؤثرة بين فيها اجر الشهداء عند الله سبحانه وتعالى، وقد تابع سير الجنازة إلى أن وصلت شركة مصانع الكيميائية حيث أعدت سيارة هناك لنقل جثث الشهداء، لكن أبى الجمهور نقلها على السيارات وأصروا على حملها على الأكتاف حتى وصلت مقبرة الشيخ، وهناك نزلت الجثث ووّريت بالتراب وهي في حالها الطبيعي بملابسها المغطاة بالدماء(1).
وعند مرور الجنازة من أمام مستعمرة الياجور فقد كانت مقفلة بسبب أمر من السلطات خوفاً من وقوع اشتباك بين سكان المستعمرة والمشيعون، وقد استمر تشييع الشهداء ثلاث ساعات ونصف الساعة، وبعد انتهاء الجنازة وصل جمال الحسيني ومحمد عزت دروزه وحسن أبو السعود(2).
وقام الشعراء والكتاب برثائه مثل أبو سلمى من قصيدته العصماء(3):
قوموا اسمعوا من كل ناحية يصيح دم الشهيد
قوموا انظروا القسام يشرف نوره فوق العرود
يوحى إلى الدنيا ومن فيها باسرار الخلود
ورثاه الشيخ فؤاد الخطيب بقصيدة (4)منها:-
أولت عمامتك العمائم كلها شرفاً تقصر عند التيجان
يا رهط عز الدين حسبك نعمه في الخلدة نمت ولا حزان
كان الانجليز قد وصفوا هؤلاء المجاهدين بالأشقياء، وذلك حسب تصريح حكومة الانتداب، أما الشعب الفلسطيني فقد وصفهم بالشهداء حتى أن الشعب بدأ في جمع الأموال والإعانات إلى عائلات الشهداء وقدم برقيات التعزية إلى شقيق القسام فخر الدين والى جمعية الشبان المسلمين(1).
علاقة القسام بالأحزاب والحاج أمين الحسيني
علاقة القسام بحزب الاستقلال:- من الطبيعي أن يحاول كل حزب أن يضمه إليه من اجل مكاسب سياسية لما يتمتع به القسام من شعبية، فذكر احد أقطاب حزب الاستقلال الذي نشأ عام 1932م، كان القسام قد انتسب إلى هذا الحزب فرع حيفا، وانه كان على صلة وثيقة بهم، وبرجال الحركة الوطنية أمثال الحاج أمين وعزة دروزه وغيرهم، وكان لهم صلات مع تشكيلاته الجهادية قبل عام 1936م(2).
هذا يوحي بأن القسام كعضو في الحزب لا بد من انه التزم بشكل أو بأخر ببرنامج الحزب(3)، وقد ذكر حمدي الحسيني وهاشم السبع اللذان كتبا مقالاً في الجامعة الإسلامية بعد استشهاد القسام يرثيانه "انه كان رئيساً لجمعية الشبان المسلمين وإماماً لجامعها وعضواً في فرع حزب الاستقلال فيها"(4).
كان للقسام صداقات خاصة مع بعض أركان حزب الاستقلال المقيمين في حيفا أمثال رشيد الحاج إبراهيم وكامل القصاب وصبحي الخضرا(5).
وليس من الغريب أن تعلن الأحزاب عن عضوية القسام لها من اجل مكاسب شعبية والدليل على ذلك قيام الأحزاب باحتفالات تأبينية في اربعينه، فقد قام الحزب العربي الفلسطيني وحزب الاستقلال وحزب الدفاع لإحياء ذكراه، كما قاموا بفتح بيوت عزاء كل على حده(1).
علاقة القسام بالحاج أمين والحزب العربي:- كان الحاج أمين بفضل دوره في الثورة السورية يعرف الشئ الكثير عن جهاد القسام وصلابته الوطنية، وعندما قدم إلى فلسطين اخذ يحيطه بعناية واهتمام، واتصل القسام بالحاج وزاره مراراً في القدس، ودارت بينهم أحاديث هامة تناولت مختلف الشؤون المدنية والوطنية، وقرر الحاج أمين الاستفادة من مواهب القسام لدعم الحركة الوطنية وتعزيز المقاومة الفلسطينية، فعينه مدرساً وواعظاً لجامع الاستقلال في حيفا، وأفسح أمامه مجالاً واسعاً للتعاون مع قادة الحركة الوطنية وزعماء المؤسسات الإسلامية في حيفا فأصبح القسام من بين الطلائعيين من رجالاتهم(2).
انضم القسام إلى الحركة الوطنية الفلسطينية علانية وكان احد ممثلي مدينة حيفا في الاجتماعات الوطنية الخاصة التي كانت تعقد في القدس، ولما تشكل الحزب العربي في عام 1935م كان احد أعضائه البارزين وانتخبه مؤتمر الحزب ممثلاً عن حيفا بالإضافة إلى زميله وصديقه حكمت النحلي والمحامي فؤاد عطا الله(3).
فعندما قطع الحاج أمين شوطاً في الإعداد وإنشاء منظمات سرية وتشكيل عصابات مسلحة شعر بوجوب قيام منظمة سرية لها صفة خاصة يمتزج فيها الشعوب الديني والوطني وتقتصر عضويتها على نفر من المؤمنين الصادقين الذين لديهم الاستعداد الكامل للتضحية والفداء، وتباحث الحاج بهذا الشأن مع القسام وتم الاتفاق بينهما على أن يتولى القسام مهمة تأسيس هذه المنظمة وقيادتها(1).
وفي عام 1935م تم الاتفاق بين القسام والمفتي ورجال الحركة الوطنية على انتهاج خطة لمقارعة الأعداء(2). وبعد الإعداد توقفت الاتصالات والاجتماعات والزيارات بين الحاج والقسام إلى درجة ظن معها كثيرون أن خلافاً نشب بين الرجلين وأدى إلى القطيعة بينهم، وكان الزعيم السوري المعروف كامل القصاب قد هاجر دمشق بعد الثورة السورية إلى حيفا، وكان يعمل في التجارة، وكان من أصدقاء القسام والحاج أمين فأخذ التجارة ستاراً ليقوم بالاتصال بين الاثنين فلذلك كان ينقل إلى القسام من الحاج أمين التوجيهات والأموال المطلوبة لينفقها على الثوار، وكان القسام يتولى إنفاقها بالوجه الصحيح، وكان قد نشر هذا في الستينات في نشرة فلسطين الصادرة عن الهيئة العربية العليا رداً على صبحي ياسين الذي ذكر انه لا يوجد علاقة مع المفتي من الناحية التوجيهية والدعم المادي(3).
تذكر المصادر الأخرى أن القسام لم ينتسب إلى أي حزب من الأحزاب الفلسطينية ولا لأي مؤسسة سياسية، وكتب احد رفاقه عنه بهذا الصدد قائلاً: "أما بالنسبة لتابعي القسام وارتباطات بحزب معين فان الذي اعرفه معرفة حقيقية ويعرفه العديد من إخواني الأحياء بان القائد الشهيد لم يكن له أي ارتباط حزبي مع أي حزب من الأحزاب وان ارتباطه الوحيد كان مع العقيدة الإسلامية وحدها"(4).
ولو أراد فعلاً الانتماء إلى أي من الأحزاب لما قام بتشكيل حركة سرية وركب مخاطر جمة هو ورجاله(1). وانه تحظى بأسلوبه المؤسسات والأحزاب السياسية القائمة في البلاد، ويؤكد على استقلالية القسام احد زملائه أبو إبراهيم الكبير الذي كان يعتمد عليه اعتماداً كبيراً، فيقول: كان القسام قد اجتمع مع المفتي عدة مرات طالباً منه تعينه واعظاً عاماً متنقلاً حتى يتمكن من الاتصال بسائر طبقات الشعب للإعداد للثورة، غير أن المفتي اعتذر له قائلاً: "إننا نعمل لحل القضية سياسياً"(2). ولو كان الحاج أمين يدعمه مادياً إذن فلماذا الاشتراك الشهري الذي كان العضو يقتطعه من راتبه عن أهل بيته ليقدمه إلى الثورة القسامية، وأيضا لا داعي بأن يبيع الأعضاء حلي زوجاتهم من اجل الثورة، ونحن نعرف أن مشكلة الثورة القسامية كانت الجانب المادي لعدم قدرتهم على شراء السلاح الكافي.
عندما اقتربت ساعة السفر أرسل القسام احد أعوانه وهو محمود سالم إلى الحاج أمين يعلمه بعزمه على تفجير الثورة المسلحة في فلسطين، وكان ذلك في أوائل عام 1935م وفعلاً اتصل رسول القسام بالحاج أمين بواسطة احد أعوانه وهو الشيخ موسى العزراوي ونقل إليه رغبة القسام وهي أن يشرع الحاج أمين في إعلان الثورة في الجنوب، حيث يعلن القسام الثورة في الشمال فأجاب الحاج أمين بواسطة العزراوي قائلاً: "بأن الوقت لم يحن بعد لمثل هذا العمل وان الجهود السياسية التي تبذل تكفي لحصول عرب فلسطين على حقوقهم"(3). ويذكر أبو إبراهيم الكبير: "انه لم يقتصر الاتصال بالمفتي عن طريق محمود سالم بل وعن طريق كامل القصاب إلا انه لم ينجح"(4).
كان يهدف القسام من هذا الاتصال إلى إعلان الجهاد وليس لتجيير الحركة إلى أي من الزعامة الفلسطينية وهذا ينسجم مع شخصية القسام التي ترفض المتاهات السياسية والصراعات الخارجية، وقد ذكرت لطيفة محمد سالم: "أن عمها محمود سالم قد قابل الحاج مراراً وتذكر انه قال لها أن احد الوجاهات في القدس قد قال له بأن يتركه من العمل الذي يقوم به لأنه لا أملاك له وبالتالي لا يوجد مبرر لخروجه للجهاد"(1). وقد ذكرت زوجة محمود سالم ظريفة الكرم: "أن اتصالات زوجها مع الحاج كانت مستمرة وبعث ذات مرة … إلى العراق لإبلاغ رسالة للحاج أثناء وجوده هناك لكنها لم تعرف مضمونها"(2).
كان القسام يختلف عن بقية الزعماء لأنهم يعتمدون على الأموال والنفوذ العائلي وأصحاب الجاه، بينما القسام من بيت فقير يعتمد على الفلاحين والعمال، وانه اتخذ أسلوب حمل السلاح وهم لم يستطيعوا عمل ذلك، لهذا كانا مختلفين ولم يكن من المتوقع أن تقف الزعامات العائلية في صف القسام أو أن تدعمه أو تشجعه فكل الشعارات التي طرحها كانت تخالف تماماً ما كانت تطرحه وتتفق عليه بقية الأحزاب، فضلاً عن ذلك فان لمواهب القسام وشخصيته القيادية الفذة المعتمدة على الفكر الإسلامي جعلت منه شخصية قيادية تتمشى مع تطلعات الشعب، وكان بحمله السلاح متقدماً على غيره مما جعله عين الاقتداء ولا سيما شعبياً، فإذا ما احتدت قوة القسام وانتشرت فانه من المتوقع أن تفقد القيادات العائلية مكانتها الاجتماعية، وفي النهاية يتوجه الناس نحو السياسة التي تلبي احتياجاتهم ورغباتهم وتتمشى مع فهمهم لطبيعة الصراع(3).
أمام هذه الروايات المتضاربة المؤيدة والمعارضة للمفتي وللقسام، فلابد من الاطلاع على الروايات البريطانية واليهودية، فالمصادر البريطانية نجد في أوراق البوليس وبالذات أوراق تيجارتTejart والتي تعتبر حركة القسام بداية حركة إرهابية في فلسطين وتتفق مع رواية الغوري في انه كان هناك فعلاً عناصر ذات طابع ديني وقومي وشكلت جمعية كانت تابعة للمفتي والقسام ويطلق عليها تيجارت جمعية الشبان المسلمين فيقول: "أن الجمعية قد تأسست بواسطة الرؤساء الدينيين على امتداد البلاد تحت رعاية المفتي وان المفتي قام بتعيين القسام كواعظ الذي تحول به إلى منظم ممتاز للجمعية في حيفا وتنتهي الرواية إلى أن القسام إنما عمل كل ما عمله بصفته واعظاً يرعاه ويعزز موقفه المفتي"(1).
وقد ذكرت المصادر اليهودية وخاصة بوراث Borath إلى انه كان لجمعية الشبان المسلمين دوراً واضحاً في النضال المسلح ابتدأ من عام 1931م وهو التاريخ الذي يذكره الغوري كانطلاق للنشاط العملي للمقاومة المسلحة للقسام، ويحلل بوارث قضية انتماء القسام حلاً جزئياً عندما يستنتج أن الاستقلاليين هم كانوا حلقة وصل بين القسام والمفتي إلا أن بوارث الذي يعتمد على المصادر الصهيونية مثله مثل الغوري وتقارير البوليس لا تعطينا جواباً شافياً(2) عن علاقة القسام بالأحزاب والتنظيمات وبصفة خاصة من الناحية التنظيمية، فكل هذه المصادر لم تجب على سؤالين أولهما:-
هل كان القسام منظماً عفوياً كتابع للمفتي حسب هيكلية معينة يأخذ القسام بموجبها منه أوامر العمل اليومي بما فيها بطبيعة الحال المقاومة المسلحة؟
والثاني هل كانت العلاقة بينهما لا تعدو في مجملها ولاءً مشتركاً لنفس المبادئ؟ وان الطرفين وجدا أنفسهما يناضلان تحت مظلة واحدة وبدون أن يندمجا في تنظيم واحد؟
لذا نخرج بالحقائق التالية :-
لا شك بوجود علاقة جيدة إلى حد ما بين الرجلين، ولا شك أن المفتي قدم المساعدة للقسام ولا سيما في توسطه لدى المندوب السامي على تخفيف حكم الإعدام عن احمد العلاييني إلى السجن لمدة 14 عام(1).
انتقد القسام المجلس الإسلامي الأعلى بسبب قيامه بانفاق الأموال في تشييد الأبنية (فندق الأوقاف في القدس) و (تزيين المساجد)، حيث أن إعداد الشعب للجهاد وتسليحه لخوض المعركة أفضل وأحق من الأمور الشكلية التي يمكن انجازها في أوقات أخرى، وقدرت المبالغ التي أنفقت في ذلك بمئات الآلاف من الجنيهات الإسترلينية، والتي تسلح خمسة ألاف مجاهد(2).
حسب تقارير المخابرات اليهودية أن القسام كان قريباً من المفتي وكان بينهما مباحثات سرية مستمرة واتفق الاثنان على العمل ضد اليهود والانجليز ولكن عندما عرف المفتي أن القسام لا يكتفي بالكلام وإنما بالعمل، صمم على قطع العلاقة معه، وتذكر الرواية اليهودية أن القسام طلب من مؤتمر علماء فلسطين القيام بعمليات عسكرية لكنهم رفضوا ذلك، وقبل أن يعلن القسام الثورة طلب من المفتي إعلانها لكن المفتي رفض طلبه، ومن هنا تأكد المفتي بأن القسام مصمم على العمل العسكري فقرر أن يقطع العلاقة معه وأكد هذا الاتصال محمود سالم وعربي بدوي وزوجة محمود سالم (3).
لم تكن ردة فعل الحاج أمين الحسيني والأحزاب مثل ردة فعل القسام على قضية تهريب السلاح فقد قام القسام بإعلان الثورة، أما زعماء الأحزاب فاجتمعوا مع المندوب السامي وطلبوا أن يعطيهم تصريح للإضراب إلا انه رفض(1).
أن القسام لم يكن احد أعضاء الحزب العربي وان المفتي وأعضاء الحزب لم يشتركوا في تشييع جثمان القسام رغم طلب أكرم زعيتر منهم للمشاركة في التشييع كما أن الحزب العربي لم يمتنع عن الاجتماع بالمندوب السامي بعد استشهاد القسام بأيام قليلة(2).
تماع بالمندوب السامي بعد استشهاد القسام بأيام قليلة(2).
حسب أقوال احد المخبرين في حيفا وهو تقرير مرفوع للوكالة اليهودية أن عبدالقادر الحسيني وأميل الغوري زارا حيفا من اجل تأسيس خلايا عسكرية وتدريب على القنابل عام 1934م، وهذه المحاولات جاءت بعد أن قطع القسام شوطاً طويلاً في العمليات العسكرية ضد المستعمرات(3).
أما بخصوص تعيين القسام مدرساً وخطيباً في مسجد الاستقلال فهناك من يذكر انه تم تعيينه من قبل الجمعية الإسلامية في المدينة وهي التي كانت مشرفة على أوقاف المدينة بصورة مستقلة عن أوقاف القدس، وبعد مراجعة وثائق المجلس الإسلامي الأعلى والمحفوظة في أرشيف قسم إحياء التراث الإسلامي في القدس، تبين ضعف علاقة الحاج أمين بإنشاء وإدارة مسجد الاستقلال مما ينفي أن يكون هو الذي عين القسام في هذه الوظيفة، أما تعيينه مأذوناً شرعياً وبناءً على نفس الوثائق فان اختيار القسام للامتحان الذي عقدته المحكمة الشرعية بحيفا للراغبين في الوظيفة هو الذي هيأ له التعيين(4).
لم يشر الحاج أمين ولو بكلمة عن الشيخ القسام وحركته في كتابه حقائق عن قضية فلسطين، كما أن كل ما أصدرته الهيئة العربية العليا من كراسات أو مذكرات أو تقارير لم تشر للشيخ القسام باستثناء ما نشر في نشرة فلسطين في معرض الرد على صبحي ياسين(1).
وقع أميل الغوري في أخطاء تاريخية حول تبعية القسام وعضويته في الحزب العربي ومن هذه الأخطاء نورد ما يلي:-
قد ذكر أن اختيار القسام لموقع يعتبر مكاناً للاصطدام بالقوات البريطانية، وانه قد نشب قتال بين الطرفين استمر عدة أيام، وفي الحقيقة أن الاشتباك لم يستمر أكثر من ساعات فقط.
ذكر الغوري أن القسام كان على مستوى من الإعداد والتسليح والحقيقة انه خرج مكرهاً بسبب ملاحقة الجواسيس له وان ثورته لم تستكمل استعدادها. ويذكر أيضا أن بفضل الحاج أمين في الثورة السورية يعرف الشئ الكثير عن القسام وعندما جاء القسام إلى حيفا احتضنه المفتي، ولكن حسب ما اثبت أن القسام وقع على عريضة يطالب بها تعيين الحاج أمين مفتي البلاد وبهذا يكون القسام قد وصل إلى البلاد قبل أن يتولى الحاج أمين أي منصب.
ادعى الغوري أن نافع العبوشي هو احد أعضاء الحزب العربي، وذكر أن القسام احد أعضاء هذا الحزب وعضو في اللجنة التنفيذية بحيفا، ولكن العبوشي مات قبل تأسيس الحزب، كما أن كمال الدجاني وهو من كبار العاملين في الحزب نفى أن يكون القسام عضواً في الحزب.
يدعي الغوري أن القساميين بعد انتهاء ثورة القسام انضموا إلى الجهاد المقدس وان الجهاد المقدس هو الذي أعلن ثورة عام 1936م، ولكن الصحيح أن القساميين هم الذين أعلنوا ثورة 1936م ولم يكن قبل إعلان الثورة أي علاقة بين القساميين والجهاد المقدس، وان عبد القادر الحسيني ما بين 1931-1936م كان طالباً بالجامعة الأمريكية في القاهرة(1). وكذلك جاءت كتاباته متأخرة رغم أن له عدة كتابات لم نجد فيها شنئ عن دعم الحاج أمين أو انضمام القسام للحزب إلا في كتابه فلسطين عبر ستين عاماً وكونه عضواً في الحزب العربي من اجل أن ينسب للحزب وللمفتي مواقف وطنية(2).
الأثر التاريخي لحركة القسام
لقد كان لاستشهاد القسام البطولي اثر عميق في فلسطين كلها وسرعان ما أصبح رمزاً للتضحية والفداء، حيث شيع جثمانه في حيفا بمظاهرة وطنية كبيرة نادت بسقوط الانجليز واليهود ورجموا البوليس بالحجارة، ولم يشترك الزعماء في الجنازة "إذ لم ينتبهوا إلى أن ثورة القسام بمثابة دليل على عقم أساليبهم في أن تضحيته فضحت انانياتهم"(3).
أن حركة القسام دلت العرب على الطريق الصحيح الذي يجب أن يتبعوه في سبيل بلادهم فهو لم يكن مغفلاً يوم أن ذهب إلى يعبد بعدد قليل من الرجال والسلاح ولكنه آثر الاستشهاد عن يقين وعقيدة(4).
كان لثورة القسام اثر عظيم في ازدياد الحقد والكراهية على الانجليز واليهود، وهذا أثار حفيظة العرب مرة أخرى حيث أدركوا أن الانجليز هم الوطن القومي اليهودي، وأنهم يقفون موقف العداء للعرب مما اجبر الحكومة أن تفكر في الأمر كثيراً وتصطنع الوسائل لاسترضاء العرب وتهدئة شعورهم المتوترة بسبب استشهاد القائد القسام الذي سوف يقضي على النفوذ الأجنبي وعلى مشروع الوطن القومي اليهودي(1).
ودليل على ازدياد الكراهية للانجليز ما حصل في مناسبة إحياء ذكرى احتلال القدس في 9/12/1935م واصدر المجتمعون قراراً يذكرون فيه: "أن قضية عرب فلسطين هي قضية كفاح وصراع بين العرب والانجليز الذين هم مسئولون عن كل النكبات التي حاقت بالبلاد وكل مهادنة مع الانجليز من قبل الأحزاب الفلسطينية تعتبر خيانة للوطن، وينتهزون هذا الاجتماع ليعلنوا تقديسهم للقسام وصحبه رحمهم الله(2).
وبدأت الأحاديث تدور على أفواه الشعب بأن الوطنيين المصريين لم يتمكنوا من الحصول على تنازلات من البريطانيين إلا بعد أن لجأوا إلى وسائل اشد مما اتبعوها في وقت مضى(3).
كان قد عم السخط على الزعامة التقليدية بسبب التقارب بينهم وبين السلطات البريطانية والغزل القائم بينهما، فاستشهاد القسام كانت بمثابة صحوة امة قامت على هؤلاء الزعماء التقليديين وأيدت بجزم ما قام به القسام ولهذا أجبرتهم على تخفيف حدة التقارب من البريطانيين، ففي المقابلة التي أجراها واكهوب مع ممثلي الأحزاب الفلسطينية بعد ستة أيام فقط من استشهاد القسام، وقدم هؤلاء الزعماء مذكرة جاء فيها: "أنهم إذا لم يتلقوا عن مذكراتهم جواباً يمكن اعتباره بصورة عامة مرضي فأنهم سيفقدون كل ما يملكونه من نفوذ على أتباعهم وبالتالي تسود الآراء المتطرفة غير المسؤولة وتدهور الحال سريعاً"(4).
وابلغ واكهوب وزير المستعمرات الجديد في رسالته التي أرفق بها المذكرة المشار إليها "أن الزعماء العرب محقون في القول بأنهم بدون ذلك، بدون تلبية مطالبهم سيفقدون ما يملكونه من نفوذ وتختفي بالتالي إمكانيات تهدئة الحالة الحاضرة بالوسائل المعتدلة التي اقترحها"(1).
وهكذا ألقت ثورة القسام ظلاً كبيراً على المسرح السياسي الفلسطيني وأصبحت كل محاولة لإقامة علاقة بين الفلسطيني والحكومة مكتوب عليها بالفشل، وقد ذكر حمدي الحسيني بمناسبة إحياء ذكرى القدس 9/12/1935م قائلاً: "باتهام الزعماء التقليديين يترسخ قدم الاستعمار، وسعت الزعامة التقليدية لتقوية مراكزها فقط عند المستعمرين بالتظاهر بالوطنية واستغلت مع الاستعمار الدماء الزكية التي سفكت في عام 1920م، 1921م، 1933م حتى ضاعت هدراً"(2).
كانت حركة القسام أول عمل ثوري منظم يعتمد على الكفاح المسلح في ظل الانتداب البريطاني، وكان قدوة للآخرين والاحتذاء به حتى يومنا هذا(3)، فلهذا قال عنه ديفيد هيرست David Hirst وهو صحفي متخصص في الشؤون العربية "انه كان أول فدائي في تاريخ فلسطين"(4). كان القسام أول ثائر من نوع جديد، لو عرفته فلسطين من أول عهد الانتداب لتغير مجرى تاريخ فلسطين، ولم تكن حرب 1948م، لأن روح القسام كافية لإنقاذ فلسطين من هذه المآسي والويلات التي غرقت فيها(5).
قال احمد الشقيري عن جهاد القسام: "لو أن قادة العرب استلهموا روح القسام … لما وقعت الكارثة الأولى ولا الكارثة الثانية"(6).
أدى ازدياد الوعي إلى ظهور قيادة محلية في المدن الفلسطينية أخذت على عاتقها مهمة تحرير البلاد مثل كتلة نابلس بقيادة أكرم زعيتر وكتلة يافا بقيادة حمدي الحسيني وكتلة طولكرم بقيادة سليمان عبد الرحمن، وحاول عاطف نور الله إنشاء كتلة في حيفا ولم يكتب لها الحياة، وقد كانت هذه الزعامات متخلفة عما يجري في البلاد من مواجهات عسكرية، إلا أنها قامت بتوعية سياسية بين الجماهير(1). كان يناصر هذه الكتل عزة دروزه وعجاج نويهض الحوت من زعماء الاستقلاليين(2).
ويستفاد من تقارير دائرة التحقيقات الجنائية البريطانية أن هذه الكتل مجتمعة تعمل على التحريض السياسي ضد الاستعمار البريطاني والصهيونية، وهذا كان واضحاً من خلال كتاباتهم وخطبهم وإجبار زعماء الأحزاب على يتخذوا في مؤتمر نابلس المقرر عقده في الخامس عشر من كانون الثاني قرارات قوية كعدم التعاون والامتناع عن دفع الضرائب والقيام بالمظاهرات وإثارة أعمال التحريض وإلهاب المشاعر خلال الفترة المتبقية على موعد المؤتمر(3).
كان لثورة القسام اثر كبير على اليهود إذ لم تخفي الصحافة فرحتها الغامرة لتوفق الانجليز في قتل عدد من المجاهدين الذين كانوا وراء موت روزتفلد ويعقوب وابنه، وفي نفس يوم المعركة بثت سينما تل أبيب بكلمات عبرية تذكر الخبر أن هناك معركة بين اللصوص وقوات الشرطة، ونشرت الصحف ووزعت المناشير عن هؤلاء المجاهدين يتهمونهم باللصوص، وان القسام هارب من الشرطة الفرنسية لأنه قاتل، وهذا دليل على الخوف والقلق الذي سكن في أفئدة الانجليز واليهود نتيجة مقدرة العرب على مواجهة الانتداب والصهيونية، وقد عقد قائد مدينة تل أبيب الصهيوني ديزنكوف اجتماعاً احتج فيه على أعمال الجهاد وسماها بالعصابة الإرهابية وهاجم الصحف العربية لمدحها لمثل هذه الأعمال(1). مما أدى إلى تحالف اليهود مع القوات البريطانية لملاحقة المجاهدين(2).
لقد فرح الانجليز واليهود باستشهاد القسام لأنه كان عقبة في طريقهم ولتحقيق مخططاتهم ومؤامراتهم، ولقد عممت السلطات البريطانية على الصحف في فلسطين وحذرتها من أن تكتب شيئاً عن القسام وجهاده وهددوا كل من يخالف هذا الأمر يقدم إلى المحاكمة وإغلاق مكتبه الصحفي وتغريمه غرامة مالية، ولكن تعاطف الجماهير مع ثورة القسام كانت فوق كل هذه التهديدات وقامت الصحافة الفلسطينية بالرد على اتهام بريطانيا التي تصف الشهداء بالأشقياء أنهم شهداء(3).
خاف الانجليز أن تقوم في فلسطين ثورة علنية ضدهم وضد سياستهم، وأرعبهم ما تركه استشهاد القسام من اثر في نفوس الفلسطينيين، فعادت الحكومة البريطانية إلى سياسة التهدئة وأعلنت عن عزمها إشراك العرب في الإدارة والتشريع فوضعت مشروع المجلس التشريعي.
كان القسام محقاً عندما قال قبل ابتداء المعركة في يعبد: "انه وإخوانه عبارة عن عود الثقاب الذي سيشعل الثورة في البلاد"(4)، وبعد المعركة تفرق القساميين وبدأوا يعدون أنفسهم للثورة الكبرى، وما أن تم الاستعداد حتى أشعلوا الثورة الكبرى الذي استمرت ثلاثة سنوات، حيث قام فرحان السعدي ومحمود الديراوي الذين نصبوا كمين على طريق نابلس-طولكرم فقتلوا ثلاثة من اليهود، كما قاموا بجمع الأموال من الركاب العرب لدعم الثوار من اجل شراء الأسلحة للثأر للقسام(1)، وكان لهذا التفجير اثر كبير على البريطانيين واليهود والزعامة التقليدية(2).
قام اليهود بالرد على ذلك بقتل اثنين من العرب على طريق ملبس، وكانت هذه الحادثة سبب في إعلان الإضراب العام الذي استمر ستة شهور، وكانت العمليات في منطقة الشمال أكثر منها في الجنوب لأنها كانت مركز تلاميذ القسام(3).
وعلى اثر إعلان الإضراب العام أعلنت القوات البريطانية حالة الطوارئ(4) وردوا بعنف واستدعوا قوات جديدة من اجل القضاء على نشاط تلاميذ القسام(5). كان أهم معاركهم في شهر أيار 1936م عندما هاجموا مستعمرة يهودية قرب وادي الملح بين حيفا وجنين أسفرت عن مقتل عدد من حراس المستعمرة وخمسة من سكانها(6) ومعركة الفندقومية بين المجاهدين بقيادة فرحان السعدي والقوات البريطانية، وكذلك اغتيال حاكم اللواء الشمالي اندروز في الناصرة عام 1937م(7)، وازداد لهيب الثورة بإعدام فرحان السعدي وهو صائم مما أدى إلى تشكيل مجموعة عرفت باسم إخوان فرحان السعدي(
.
الخاتمة
لعب القسام دور كبير في مقاومة الاستعمار الفرنسي في سوريا حتى فشلت الثورة، وحكم عليه بالإعدام ففر من سوريا إلى فلسطين لأنه يعرف أن الاستعمار واحد أينما وجد ولا بد من مقاومته.
وعند وصول القسام إلى فلسطين اخذ يعد للثورة ضد الاستعمار البريطاني والحركة الصهيونية مستخدماً كافة الوسائل، ولما شعر بأنه مراقب من بريطانيا فضّل الخروج لإعلان الثورة وحضّ الفلاحين على حمل السلاح، حيث استخدم العمل السري في تنظيمه الجهادي المكون من مجموعات ولكل مجموعة عملها الخاص بها.
اتبع القسام خطوات دقيقة في اختيار المجاهد بعد مراقبة دقيقة ودروس متواصلة حتى يستطيع الانضمام إلى القساميين، وبهذا يكون الشيخ القسام أول من أعلن الثورة في فلسطين معتمداً على الكفاح المسلح لمقاومة الاحتلال البريطاني والحركة الصهيونية، أي بدأ عمله العسكري من 1931-1934م ثم توقف بسبب مراقبة البريطانيين له واعتقال بعض عناصره.
جاء إعلان الثورة عام 1935م بنشوب معركة بينه وبين القوات البريطانية أسفرت عن استشهاد القسام وبعض إخوانه، وكان لاستشهاد القسام اثر بالغ على الزعامة التقليدية التي تخطاها بأسلوبه المسلح مما كشف للشعب ضعف هذه الزعامة وفشل أسلوبها، وقد أيقظ الشعور الوطني لدى الفلسطينيين ودفعهم إلى الطريق الصحيح في المقاومة ، وأيقنوا أن بريطانيا هي العدو الأول والرئيسي لفلسطينيين.
كان استشهاد القسام مقدمة لإعلان ثورة عام 1936م الثورة الكبرى في فلسطين، وقد لعب تلاميذ القسام فيها دوراً كبيراً وهم الذين فجروها وظل أسلوب القسام أسلوبا يحتذى به حتى وقتنا الحاضر.
رحم الله القسام ورفاقه والى روح النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم والى أرواح جميع أموات المسلمين والى روح القسام ورفاقه المجاهدين لهم منا جميعاً ثواب الفاتحة.
قائمة المصادر والمراجع
الجرائد
1-جريدة الجامعة الإسلامية: يافا، أعداد مختلفة.
2-جريدة فلسطين: يافا، أعداد مختلفة.
المجلات
1-عادل حسن غنيم: ثورة الشيخ عز الدين القسام، مجلة شؤون فلسطينية، ع6، بيروت، مطبعة الغريب، 1972م.
المصادر والمراجع
1-أميل توما: ستون عاماً على الحركة القومية العربية على فلسطين، القدس، مؤسسة البيادر الصحفية، 1978م.
2-احمد حسين: نصف قرن مع العروبة وقضية فلسطين، بيروت، المكتبة العصرية، 1971م.
3-المقدم يوسف رجب الرخيصي: ثورة 1936-1939م فلسطين دراسة عسكرية، بيروت، مؤسسة الأبحاث العربية، ط1، 1982م، ط2، 1993م.
4-الرواية الإسرائيلية الرسمية، الثورة العربية الكبرى في فلسطين 1936-1939م، ت: احمد خليفة، ت: سمير جبور، بيروت، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 1989م.
5-أكرم زعيتر: وثائق الحركة الوطنية الفلسطينية 1918-1939م، من أوراق أكرم زعيتر، أعدتها للنشر: بيان نهويض الحوت، بيروت، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 1979م.
6-أكرم زعيتر: يوميات الحركة الوطنية الفلسطينية 1932-1939م، ط2، باقة الغربية، منشورات اليسار، 1988م.
7-أكرم زعيتر: القضية الفلسطينية، دار المعارف، مصر، 1955م.
8-احمد طرابين: فلسطين في عهد الانتداب، الموسوعة الفلسطينية، قسم الدراسات الخاصة، م2، بيروت، د.ن، 1990م.
9-أميل الغوري: فلسطين عبر ستين عاماً، ج1، ج2، بيروت، دار النهار للنشر، 1972م.
10-الموسوعة الفلسطينية، قسم العام، دمشق، الهيئة الموسوعة الفلسطينية، 1984م.
11-إبراهيم القطان وعيسى الناعوري: بطولات عربية من فلسطين، 1375هـ/1956م.
12-أمين سعيد: ثورات العرب في القرن العشرين، دار الهلال.
13-بيان نويهض الحوت: القيادات والمؤسسات السياسية في فلسطين 1917-1948م، ط3، بيروت، دار الهدى، 1986م.
14-بسام العسلي: ثورة الشيخ القسام، بيروت، الديوان للنشر والطباعة، 1991م.
15-بولس فرح: من تاريخ الكفاح الفلسطيني المسلح، إضراب 1936-1939م، حيفا، مطبعة الوادي، 1991م.
16-جورج انطونيوس: يقظة العرب، تاريخ حركة العرب القومية، ت: ناصر الدين الأسد وإحسان عباس، بيروت، دار العلم للملايين، 1978م.
17-زياد عوده: من رواد النضال في فلسطين 1929-1948م، عمان، دار الجليل للنشر، 1987م.
18-يوسف هيكل: القضية الفلسطينية، تحليل ونقد، فلسطين، مطبعة يافا، د.ت.
19-كامل محمود خلة: فلسطين والانتداب البريطاني 1922-1939م، ط2، طرابلس، المنشأة العامة للنشر والتوزيع والإعلان، 1982م.
20-محمد عبد القادر أبو فارس: شهداء فلسطين، عمان، دار الفرقان، 1990م.
21-مناديل حساسيان: الصراع السياسي داخل الحركة الوطنية الفلسطينية ما بين 1919-1939م، القدس، منشورات البيادر، 1987م.
22-محمد مصباح حمدان: الاستعمار والصهيونية العالمية، صيدا، دار المكتبة العصرية، 1967م.
23-مصطفى مراد الدباغ: بلادنا فلسطين، ط4، ج5، بيروت، دار الطليعة، 1988م.
24-محمد عزة دروزه: حول الحركة العربية الحديثة، صيدا، المكتبة العصرية، 1951م.
25-محمود السمرة: فلسطين الفكر والكلمة، بيروت، دار المتحدة للنشر، 1974م.
26-ناجي علوش: المقاومة العربية في فلسطين 1917-1948م، عكا، منشورات الأسوار، 1979م.
27-سميح حموده: الوعي والثورة، دراسة في حياة وجهاد الشيخ عز الدين القسام 1982-1935م، القدس، جمعية الدراسات العربية، 1985م.
28-عبد الرزاق محمد اسود: الموسوعة الفلسطينية، فلسطين، م2، د.م، الدار العربية للموسوعات، 1978م.
29-عيسى السفري: فلسطين العربية بين الانتداب والصهيونية، القدس، منشورات صلاح الدين، 1981م.
30-علي سعود عطية: الحزب العربي الفلسطيني وحزب الدفاع الوطني 1934-1937م، القدس، جمعية الدراسات العربية، 1985م.
31-عبد الفتاح العويسي: إضراب فلسطين عام 1936م، دراسة في الأسباب، ط2، الخليل، دار الحسن للطباعة والنشر، 1990م.
32-عبد الستار قاسم: الشيخ المجاهد عز الدين القسام، بيروت، دار الأمة للنشر، 1984م.
33-عبد الستار قاسم: القيادة الفلسطينية قبل عام 1948م وأثرها في النكبة، نابلس، مكتبة الرسالة، 1992م.
34-عبد الوهاب الكيالي: الموجز في تاريخ فلسطين الحديث، ط8، ط9، بيروت، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1971م، 1985م.
35-عبد الحفيظ محارب ولحيي هاغاناه اتسل: العلاقات بين المنظمات الصهيونية المسلحة، 1937-1948م، بيروت، د.ن، 1981م.
36-عجاج نويهض الحوت: رجال فلسطين من بداية القرن حتى عام 1948م، بيروت، مطابع الكرمل، 1981م.
37-عبد القادر ياسين: كفاح الشعب الفلسطيني حتى عام 1948م، ط2، بيروت، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1981م.
38-فيصل عبد الرزاق: أمجاد ثورية فلسطينية وحياة بطل من أبطالها 1936-1939م، د.م، د.ن، 1995م.
39-صبري جريس: تاريخ الحركة الصهيونية 1918-1939م، بيروت، مركز أبحاث منظمة التحرير الفلسطينية، 1986م.
40-رجاء جارودي: فلسطين ارض الرسالات الإلهية، ت: عبد الصبور شاهين، القاهرة، دار التراث، د.ت.
41-تيسير جبارة: دراسات في تاريخ فلسطين الحديث، ط2، القدس، مؤسسة البيادر الصحفية، 1986م.
42-خليل البديري: يتذكر ما أغفله التاريخ، ستة وستون عاماً مع الحركة الوطنية الفلسطينية فيها، القدس، منشورات صلاح الدين، 1982م.
43-خير الدين الزركلي: الأعلام، قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين، ط5، بيروت، دار العلم للملايين، 1980م.
44-خيرية قاسمية: الحركة الوطنية الفلسطينية في ثلثي القرن الحالي 1900-1964م، الموسوعة الفلسطينية، قسم الدراسات الخاصة، م5، بيروت، د.ن، 1990م.
انتهى الموضوع بحمد الله وتوفيقه