منتدى نجوم الونشريس
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
منتدى نجوم الونشريس
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
منتدى نجوم الونشريس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
المساهمة برقي المنتدى
اهلا وسهلا بزوار واعضاء منتدى نجوم الونشريس ******المنتدى بكم ولكم ****** ******المنتدى بحاجة الى مشرفين ولمن يخدمه******

 

 ثورة الشيخ عز الدين القسام في فلسطين بقلم / عبد الجبار رجا العوده الحلقة الأولى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
البروفوسور
مشرف
مشرف



عدد المساهمات : 140
نقاط : 228
تاريخ التسجيل : 10/10/2010
العمر : 57

ثورة الشيخ عز الدين القسام في فلسطين بقلم / عبد الجبار رجا العوده الحلقة الأولى Empty
مُساهمةموضوع: ثورة الشيخ عز الدين القسام في فلسطين بقلم / عبد الجبار رجا العوده الحلقة الأولى   ثورة الشيخ عز الدين القسام في فلسطين بقلم / عبد الجبار رجا العوده الحلقة الأولى Icon_minitime1الجمعة أكتوبر 15, 2010 1:09 pm

االفصل الأول
لشيخ عز الدين القسام
حياته:
ولد الشيخ عز الدين القسام في قرية جبلة قضاء اللاذقية في سوريا(1). وقد اختُلِفَ في سنة ولادته – فقد ذكرت بعض المصادر انه ولد سنة 1871م(2)، وقيل أيضا انه ولد سنة 1880م(3)، وقيل أيضا انه ولد سنة 1882م(4)، والأخير بتقديري هو الأقرب إلى الصواب.
كان أبوه من المهتمين بالتصوف وعلوم الشريعة، كما أن والده كان متزوجاً من امرأتين وهما: حليمة قصاب وآمنة حلول، حيث أن اسم والدة الشيخ القسام حليمة، وكان والده من المهتمين بنشر العلم وعمل مدرساً في مدرسة الكُتاب بالقرية، درَّس فيها أبناء القرية أصول القراءة وحفظ القران(5)، والأسرة ككل كانت معروفة بمكانتها في القرية واشتغالها بالشريعة والفقه.
أدى هذا إلى أن ينشأ القسام في بيت متدين ذو ثقافة وفكر إسلامي(1)، وكان يميل إلى العزلة والانفراد(2)، فدرس الشيخ القسام العلوم الابتدائية في جبلة ثم أرسله والده إلى الأزهر حتى تتلمذ على يد الشيخ محمد عبده(3).
وقد نال الشيخ القسام من الأزهر العلوم الإسلامية(4)، ومن الجدير ذكره انه قد سافر مع ابن خالته ناجي أديب وبرفقته أخوه فخر الدين إلى مصر(5)، تأثر الشيخ القسام في مصر كثيراً، فكان في ذلك الوقت الاستعمار البريطاني لمصر، ولهذا عرف الاستعمار عن قرب بأنه عدو الشعوب، وتأثر أيضا بالتيارات الفكرية الموجودة في الأزهر الشريف(6).
وبعد أن حصل على مستوى من العلم الشرعي عاد إلى بلده ثم سافر إلى تركيا ليتطلع على طرق التدريس والخطب فيها، وبعد فترة عاد إلى بلده وعمل بالتدريس في جامع السلطان إبراهيم بن ادهم قطب الزاهدين(7)، ثم تولى الخطبة يوم الجمعة في المسجد المنصوري، وكانت خطبته تبتعد عن التقليد حيث كان يحض على الجهاد ويثير الحماس، حيث صارت له شعبية أكثر من الأفندي – وهو مسئول عثماني -، وحاول الأفندي وبمساعدة السلطات العثمانية تقليص شعبيته إلا انه فشل في ذلك.
كان القسام يحرض على الجهاد، ويكره الاستعمار بكافة أشكاله حيث قاد عدة مظاهرات في جبلة ضد الاحتلال الايطالي لطرابلس الغرب(1)، حيث دعا المتظاهرين للتطوع من اجل القتال ضد الاستعمار الايطالي، وبلغ عدد المتطوعين 250 متطوعاً، إلا أن الحكم الفرنسي لسوريا آنذاك رفض طلب هؤلاء المتطوعين بالتوجه إلى ليبيا لأن الكفر ملة واحدة(2).
ولما اشتعلت الثورة السورية ضد الحكم الفرنسي 1919-1921م انضم الشيخ القسام إلى ثورة عمر البيطار ولعب دوراً كبيراً في الثورة، ثم انضم إلى ثورة صالح العلي في جبال العلويين بشمال سوريا، وجاهد ضد الحكم الفرنسي حتى فشلت الثورة عام 1921م(3)، وبعد معركة ميسلون وسقوط الحكم الفيصلي أخذت الثورة تخبو رويداً رويداً(4).
حاولت الحكومة الفرنسية أن تقنع القسام بترك الثورة والرجوع إلى بيته، فأرسلت له زوج خالته عبد الرحمن أديب، فوعده باسم السلطة الفرنسية تولية القضاء وان تجزل له العطاء في حال موافقته على الرجوع إلى بيته والتخلي عن الجهاد، فرفض القسام وعاد رسول الفرنسيين من حيث أتى(5). وبعد فشل الحكومة الفرنسية شراء القسام، قام الديوان العرفي باللاذقية بالحكم عليه غيابياً بالإعدام(6).
وبعد ذلك اخذ الفرنسيون بملاحقته، وهرب إلى دمشق ثم سافر إلى حيفا مع ثلاثة من رفاقه المجاهدين وهم: محمد الحنفي، علي الحاج عبيد، وعبد المالك القسام، فقد عين عبد المالك القسام نقطة الرحلة، فكانت نقطة البداية من جسر الشفور ومنها إلى بيروت مشياً على الأقدام، وفي بيروت نظم الحاج خليل سكر أمر نقلهم من بيروت إلى صيدا بسرية تامة، وعبر حنطور يقوده احد الشجعان، ثم انتقل من صيدا إلى عكا بواسطة قارب صغير، ثم انتقلوا من عكا إلى حيفا، فوصلوا الجامع بعد صلاة العصر، وصلّوا المغرب في جامع الجزينة، فقام القسام بإعطاء درساً لفت أنظار المصليين، ومن الجدير ذكره أن الحاج عبد الله مسمار كان قيم المسجد المذكور آنفاً وسمساراً للمساكن، وعليه فقد قدم شقة من غرفتين دون فراش للقسام ورفاقه، ثم نزل القسام بعد فترة ضيفاً عند قريبه الحاج أمين نور الله حيث كان عضواً في الجمعية الإسلامية(1).
وبعدها انتقل وسكن في بيت الحاج عبد الواحد المحسن الواقع في حارة اليهود وبقي فيه حتى جاءته زوجته آمنة النعنوع وأولاده، ثم سكن في الحي القديم بحيفا حيث البيوت من الصفيح، وهذا الحي مليء بالفقراء الفلاحين والعمال الذين طردوا من أراضيهم(1).
اختلفت الروايات في سنة قدومه إلى حيفا، منها ما يقول انه جاء سنة 1920م(2)، ومنها ما يقول انه جاء في سنة 1921م(3) ومنها ما يقول سنة 1922م(4)، ولكن على الأرجح جاء في نهاية عام 1920م، لأنه وجد اسم القسام موقعاً على عريضة مطالبة تعيين الحاج أمين الحسيني مفتي للبلاد خلفاً لكامل الحسيني(5).
كان القسام يتمتع بثقافة واسعة وبراعة في الخطابة، حيث عين مدرساً في جامع النصر(6)، كما أسس مدرسة ليلية للاميين في الحي القديم واخذ يعلمهم ويحضهم على الجهاد، وهذا أدى لإيجاد صلة كبرى معهم(1). وقد تم تعينه إماماً وخطيباً في مسجد الاستقلال، وكانت هذه الوظيفة وسيلة لازدياد اتصاله بالشعب(2).
كانت الجمعية الإسلامية قد أسست مدارس إسلامية للذكور والإناث، حيث عمل القسام مدرساً في مدرسة البرج الإسلامية التابعة للجمعية الإسلامية، وكان يحض الطلاب على الجهاد مستخدماً الأسلوب التمثيلي حيث كان يقوم في نهاية الفصل بتمثيل بعض الأبطال من أمثال صلاح الدين(3).
ولم يكن اتصال القسام محصوراً في كونه مدرساً وخطيباً وإماماً، فقد كان لعضويته في جمعية الشبان المسلمين مجالاً كبيراً لزيادة اتصاله بالناس على مختلف المستويات.
وجمعية الشبان المسلمين هي حركة قومية ذات اتجاه ديني ولقد انبثق عن هذه الجمعية جمعيات أخرى في كثير من المدن الفلسطينية وكان منها جمعية الشبان المسلمين في حيفا والتي تأسست عام 1927م وكان يرأسها الشيخ القسام وكامل العقاب(4).
كما أن المجلس الإسلامي الأعلى قام بتعيينه مأذوناً شرعياً في منطقة حيفا، فقد كان عن طريق هذا المنصب يتصل بالقرى ويتعرف عليهم ويحضر أعراسهم ويناقشهم في أمور الدين والسياسة، وكان لهذا المنصب دور كبير في الإعداد للثورة(5).

كان الشيخ القسام محمود السيرة في تقواه وصدق وطنيته، كما كانت تعرفه منطقة الشمال إماماً وخطيباً ومأذوناً شرعياً(1)، وقد ألف كتاب مع الشيخ كامل القصاب (النقد والبيان)، استمر القسام في سكنه بحيفا حتى استشهد في 20/11/1935م وقد دفن بجوار حيفا(2)، وكان عمره عندما استشهد 60 عاماً(3).
أسباب ثورة القسام
توفرت عدة أسباب مجتمعة لثورة القسام مع بعضها البعض ولا يمكن فصلها، ويمكن أن نفصّلها فيما يلي :-
• ضعف قيادات الشعب الفلسطيني سياسياً:-
كانت قيادات الشعب الفلسطيني خلال العشرينات تعتقد أن الصهيونية وليس الاستعمار البريطاني هو العدو الأول، لذا وجب التخلص من الصهيونية أولا قبل بريطانيا، وكانت تعتقد أيضا أن الوسائل الاحتجاجية وتقديم الاعتراضات هو الذي يمكن أن يحقق مطالب تلك القيادات(3)، وكانت هذه القيادات فضلاً عن قصر نظرها سياسياً، كانت تعتمد في مواجهتها لبريطانيا على النفوذ العائلي فيما بينها مما أدى إلى ضعفها وفقدان ثقة الشعب بها(4).
• تهريب السلاح لليهود:
قام اليهود بتهريب الأسلحة إلى فلسطين حيث تم اكتشاف شحنة أسلحة إلى ميناء يافا سنة 1935م على ظهر سفينة قادمة من بلجيكيا حيث كانت الأسلحة مخبأة في براميل اسمنت، وقد اكتشفت صدفة عندما وقع احد البراميل فانكسر، مما أثار مشاعر الشعب الفلسطيني وحركت فيه الانتباه لخطر قادم(1)، ومما يجدر ذكره أن عدد الأسلحة في تلك البراميل "245 غرارة موزر، 90 مسدس، 55 حربة، 40 ألف خرطوش"(2) .
• الهجرة اليهودية:
لقد استمرت بريطانيا في سياستها من اجل إقامة وطن قومي لليهود، فسهلت عمليات الهجرة سواء كانت الهجرة بطرق شرعية أو غير شرعية، فقد كانت بريطانيا تغض الطرف عن الهجرة اليهودية، وقد بلغت الهجرة أوجهها في عام 1935م حيث بلغ عدد المهاجرين اليهود 62 ألف مهاجر(3).
• شراء اليهود الأراضي العربية
لقد قدمت بريطانيا التسهيلات لليهود في شراء الأراضي من العرب، وقد استخدم اليهود والانجليز طرقاً لنقل الأراضي من العرب إلى اليهود نذكر منها:-
- عمليات تسوية الأراضي: وهي طريقة تتم في محاكم الأراضي حيث يعتبر الكوشان اليهودي عثماني صحيح تسجله محكمة الأراضي باسم اليهود، أما الكوشان العربي فكانت تسجله باسم الدولة ثم يتحول إلى اليهود بصورة رسمية(1).
- استعمال السلاح والقوة: فقد استخدم التهديد والطرد ومثال على ذلك نذكر إرسال الحكومة البريطانية عدد من الشاحنات لطرد سكان وادي الحوارث قرب طولكرم، والذي كان اليهود قد اشتروه بالمزاد العلني(2).
- التضييق الاقتصادي: وذلك عن طريق فرض ضرائب باهظة مما أدى إلى تراكم الديون على أصحاب الأراضي مما دفع الكثيرين لبيع أراضيهم، ونذكر في هذا المجال أيضا استيراد المزروعات من قبل اليهود لضرب الزراعة الوطنية مما جعل الفلاح الفلسطيني يترك أرضه، كما حصل في الحولة وطبريا(3).
وعليه فقد بلغت مساحة الأراضي التي تم الاستيلاء عليها في عام 1935م ما يقارب 72,905 دونم(4).
• إهمال حكومة الانتداب التعليم والثقافة في الوسط العربي:
نظراً لأهمية التعليم والثقافة في تكوين الأمم والشعوب، فقد حاربت بريطانيا إقامة وإنشاء المؤسسات التعليمية في الوسط العربي، علماً أن بعض الوثائق تذكر مطالبة الأهالي تشكيل مدارس وعلى حسابهم الخاص، إلا أن الإدارة البريطانية كانت ترفض أكثر هذه الطلبات(1).
الإعداد للثورة وطريقة التنظيم
كان القسام بما اكتسبه من خبرة في نضاله ضد الاستعمار الفرنسي في سوريا، أدرك بفكرة الثاقب أن الاستعمار وحده لا يتجزأ مهما تنوعت أشكاله وأساليبه، كما أدرك الأخطاء التي وقعت فيها حركة النضال في سوريا، ويجب أن لا تتكرر في فلسطين ، فلذلك كان يرى أن الإعداد للثورة لا بد أن تمر في عدة مراحل وهي كالتالي:-
مرحلة الإعداد النفسي: - كان يرى انه لا بد من الإعداد النفسي للثورة ضد الاستعمار وقد بدأت هذه المرحلة عام 1922م، كان القسام يبث روح الوطنية في النفوس داعياً إلى الوحدة ومنادياً بالعودة إلى السلف الصالح، مندداً بالفرقة ومنذراً قومه بعواقب الشقاق والتمزق(2).
يقول أبو إبراهيم الكبير احد رفاق القسام: "انه كانت للشيخ القسام حلقات دراسية يعلم فيها المسائل الدينية، ولكنه كان أكثر المشايخ تطرقاً لضرورة الجهاد لمنع الصهيونية من تحقيق أحلامها في إقامة وطن قومي على ارض فلسطين، وكان يركز على الاستعمار البريطاني في تحريضه لأنه يعتبر الاحتلال البريطاني رأس الحية والصهيونية الذنب فلا بد من قتل رأس الحية"(3).
عمل القسام على الاستفادة من مواقعه سواء في جمعية الشبان المسلمين أو في مسجد الاستقلال أو كمأذون شرعي من اجل الحض على الجهاد، وتوعية الشعب بما يجري حولهم من سياسة بريطانية في إنشاء وطن قومي لليهود، ولهذا عمل على تقوية علاقته بالشعب(1) وخاصة في منطقة الشمال حيث لجأ إليها الذين طردوا من أراضيهم وسكنوا حيفا.
كان القسام يحث على الجهاد ومن أقواله: "رأيت شباباً يحملون مكانس لكنس الشوارع هؤلاء مدعوون لحمل البنادق، ورأيت شباباً يحملون الفرشاة لمسح أحذية الأجانب هؤلاء مدعوون لحمل المسدسات لقتل هؤلاء الأجانب"(2).
وكان أسلوبه تحريض على المقاومة، يذكر الحاج علي الزبري من يعبد بهذا الصدد: "أن القسام طالب المصليين من على المنبر أن يقاوموا العدو، فوقف احد المصليين وسأل بمَ نقاوم العدو؟ ونحن لا نملك أي شنئ؟ فأجاب الشيخ القسام بقتلهم واخذ السلاح منهم"(3). وكان من صدق وطنيته ودعوته للجهاد أن التفت حوله جماعة من الرجال دفعتهم وطنيتهم، حيث استمرت مرحلة الإعداد النفسي ست سنوات(4).
مرحلة العمل التنظيمي: عندما رأى رفاق القسام سياسة الانحياز البريطانية لليهود، والظلم الذي كان يقع على أبناء الشعب الفلسطيني من قتل وجرح وسفك للدماء، ولا سيما في ثورة البراق عام 1929م، طلبوا من الشيخ القسام الانتقال من الكلام والتنظير إلى العمل والتدرب على السلاح لمواجهة الاستعمار واليهود، وفي هذا الصدد يذكر أبو إبراهيم الكبير: "واشترينا بندقية وأحضرنا مدرباً كان اسمه محمد أبو العيون، وكانت الجلسة تبدأ بان يلقي الشيخ دروسه ثم تحولت دروس الشيخ من دروس دينية إلى دروس في الجهاد، وكان المدرب يقوم في أخر الجلسة بتدريب الموجودين واحداً واحد"(1). كما أن القسام كان يخرج مع أصحابه ليقوم بتدريبهم في رحلات ليلية والتدريب على إصابة الهدف(2)، كما حصل مع حسن الباير حيث كان يدربه القسام في جبال بلقيس(3)، وكما حصل مع عربي بدوي الذي قام بتدريبه نمر السعدي في غابة بسمة طبعون(4).
وكانت القيادة الأولى التي تشكلت للحركة في أواخر عام 1928م تضم خمسة أشخاص من بينهم القسام والأربعة الآخرون هم: العبد قاسم فلاح، محمود زعروره، محمد صالح وأبو إبراهيم الكبير(5).
لكنه في فترة لاحقة كانت القيادة الجماعية تتكون من 12 شخص (5)، ويتحدث المجاهدون: "بأن أعضاء الجمعية، قد بقيت مؤلفة من هذا العدد بعد استشهاد القسام وحتى عام 1948م وبقي مركزها حيفا، وهذه الجمعية كانت مسئولة عن اتخاذ جميع القرارات المهمة ومن بينها قرارات باغتيال الجواسيس، إلا انه لأسباب دينية لم يكن يُكتفى بإجماع الجمعية بل كان لا بد من رفع قرار الاغتيال إلى عالم ديني كي يصدر فتوى عنه"(6).
استخدم القسام مختلف الوسائل في عام 1929م ليعين واعظاً عاماً في قضاء حيفا حتى تتاح له الفرصة للتجول بين الفلاحين والاتصال بهم، وانتقاء العناصر الوطنية للحركة مستخدماً الوعظ ستاراً لعمله، حيث اتصل بالحاج أمين الحسيني من اجل تعينه واعظاً إلا انه رفض ذلك معتذراً وقائلاً له: "إننا نعمل لحل القضية سياسياً"(1).
استمر القسام في جهاده السري لاختيار العناصر النشطة والفعالة والقادرة على العمل، ويروى انه عندما كان يخطب على منبر جامع الاستقلال، كان يراقب المصلين، ويدعو من يتوسم فيه الخير والاستعداد لزيارته في منزله ويكرر زيارته حتى يقنعه بالعمل لإنقاذ فلسطين ضمن مجموعة من مجموعاته السرية التي لا تزيد عن خمسة أنفار، ثم اتسعت هذه المجموعات في الثلاثينات لتضم 9 أنفار، وكان يشرف على كل مجموعة نقيب يتولى القيادة والتوجيه، وكان هذا الإعداد لاختيار الشخص بعد مرور فترة كبيرة من المراقبة والدراسة(2)، وكانت هذه المجموعات تتصف بالسرية والكتمان ولا تعرف بعضها البعض .
كان تنظيمه هذا مستوحى من الكتاب والسنة حيث اقتدى بالرسول صلى الله عليه وسلم في مسألة التنظيم ولا سيما في العصر المكي لبداية الدعوة الإسلامية، إذ كانت تُعطى الدروس للمجموعات كل على حده، وكان عدد كل مجموعة لا يتعدى خمسة أشخاص، وقد اخذ القسام أيضا الجانب السري في ذلك(3).
وكان لعضوية الفرد في الحركة القسامية شروطاً منها:-
1- اقتناء السلاح على حسابه الخاص.
2- أن يتبرع العضو من أعضائها بقدر معين من المال حسب استطاعته، أي حوالي عُشر دخله(1).
3- الاقتناع بأهداف الحركة السياسية وهي طرد الاحتلال البريطاني ومنع إقامة دولة يهودية في فلسطين، والنضال من اجل الاستقلال والالتحاق بواحدة من المجموعات الخماسية التي تتكون منها الوحدات الأساسية(2).
كان اغلب أعضاء ثورته من العمال والفلاحين والباعة، وهذا أدى إلى استقطاب تعاطف الجماهير معها ومشاركتها في العمل، واعتمد على الفلاحين والعمال لأنهم كانوا على استعداد للتضحية وأنهم أكثر طاعة وانقياداً(3)، لأن غالبية هؤلاء من الفقراء الذين تم طردهم من مرج بن عامر ووادي الحوارث وغيرها، وهم الذين يسكنون بيوت الصفيح في حيفا(4)، ويعملون في السكك الحديدية والبناء وغيرها من الأعمال. فكان الشيخ القسام يلتف حول هؤلاء وأخذ يدرسهم ليلاً، وكان أكثر الأشخاص اطلاعاً على حياتهم، لهذا كانوا أكثر استجابة للثورة(5).
كان احد مصادر الأموال لثورة القسام عن طريق رسوم الاشتراك الشهري، والتبرع التطوعي من أصدقاء القسام الذين كان الكثير منهم في وضع مالي جيد، فكان منهم المزارع والتاجر، وهؤلاء كانوا يتبرعون كثيراً بعد اكتفاء عائلاتهم، بالإضافة إلى تبرع الأثرياء الوطنيين عن طريق الأصدقاء، بعد الوثوق من الشخص المتبرع وثوقاً تاماً، وقد استمر جمع التبرعات حتى عام 1938م(1).
أما مصدر السلاح فكان شرائه يتم بعد الاتصال بقنصلي تركيا وايطاليا في القدس من اجل تأمين السلاح في فترة اشتداد الخلاف بين بريطانيا وايطاليا في الحبشة(2).

ومن الجدير ذكره أن الروايات اختلفت في اشتراك القساميين في ثورة البراق عام 1929م، فمنهم ينفي اشتراكهم، لأن القسام كان يعتقد أن العمل غير المنظم لن يحقق شنئ(3)، ولكن حسب رأيي أنهم شاركوا بصفة فردية وليس بصفة تنظيمية(4).
تذكر المصادر والمراجع أن انشقاقاً قد حصل بين القساميين بعد ثورة البراق، إذ انشق عدد من إخوان القسام وعلى رأسهم أبو إبراهيم الكبير، لأنهم رأوا أن الخطر يهدد كيان البلاد والوقت قد حان لإعلان الثورة، وكان هذا الرأي لا يراه القسام بحجة أن الإعداد للثورة لم يكتمل بعد، وسبب أخر دفع المنشقين للانشقاق هو انه يجب أن تجبى الأموال اللازمة للثورة بكل وسيلة ممكنة، بينما كان يميل القسام ويصر على الانتظار وعدم استعمال العنف خوفاً من الانقسامات الداخلية، وان الشعب سوف يدفع تبرعات كافية للثورة بعد إعلانها مباشرة ومعرفة الهدف من الثورة(5). وقد استمر هذا الخلاف مدة خمس سنوات، وقد بقىّ المنشقون يعملون سراً ضمن المخطط الثوري للقسام(6).
لم يشر أبو إبراهيم الكبير في حديثه الذي نشر عام 1969م إلى هذا الانقسام على الإطلاق، بل أكد على انه كان يعمل مع القسام حتى حادثة نهلال عام 1933م عندما اعتقل، ويقول أبو إبراهيم الكبير: "لم يحدث انشقاق على الإطلاق بين القائد الشهيد وإخوانه في عام 1929م بل كان الوفاق على أتمه، والانشقاق بمفهومه لم يحدث لا في حياة القائد الشهيد ولا بعد استشهاده أيضا، السبب بسيط جداً، فان القائد الشهيد كان يدعو إلى الجهاد على أساس ديني واستخلاص الوطن ودفع الظلم عن المواطنين، ومفهوم الجهاد على أسس دينية لا يوجد به إشكالات ولا تعقيدات أيدلوجية أو نفسية ولا أعماق ولا إبعاد، وكل ما يتعلق بالجهاد محكوم بآيات قرآنية معروفة، وكان هناك شعار واحد تنطوي تحت كل مفاهيم الثورة، هذا جهاد نصر أو استشهاد"(1)، والذي حدث بالفعل كان خلافاً بسيطاً على توقيت إعلان الثورة في أوائل عام 1935م.
أما مسألة جمع المال كانت تتم عن طريق الاشتراك الشهري الذاتي، يقول أبو إبراهيم الكبير: "لقد كنا نصرف من عملنا الشخصي على عملنا السياسي"(2)، ويضيف: "عندما قررنا أن نشتري السلاح، بعد أن أقنعنا الشيخ القسام جمعنا من بعضنا النقود، ورصدنا ما جمعناه لشراء السلاح"(3)، ويؤكد أبو إبراهيم: "أن جمع المال بأية وسيلة لم يحدث أبدا، إذ لم يكن الموضوع قد بحث بين القائد وإخوانه لا من بعيد ولا من قريب، والمال للثورة كان له مصدران الاشتراك الشهري وكان جيداً، والمصدر الثاني كان التبرع التطوعي، والتبرع كان يجري على أسس العقيدة الإسلامية ويقع تحت حكم آيات قرآنية كريمة"(4).

مرحلة تشكيل اللجان: وهي مرحلة متقدمة من العمل التنظيمي، في عام 1935م قام القسام بتقسيم التنظيم على شكل لجان وقسم المهمات المتعلقة بنشاط هذه اللجان، وكان تقسيم اللجان كما يلي:-
1- لجنة التمويل:- وتختص بالمال اللازم للحركة الجهادية مثل شراء السلاح والعتاد، ويقوم بشراء السلاح وتخزينه للمجاهدين، ومن قادتها حسن الباير ونمر السعدي(1).
2- لجنة التدريب العسكري:- وهذه اللجنة تقوم بتدريب المجاهدين على استخدام السلاح وصيانته، ويشرف على هذه اللجنة ضابط تركي اسمه جلادت(2).
3- لجنة المخابرات:- ويتكون أعضائها من العمال وصغار الموظفين ومهمتها مراقبة تحركات العدو البريطاني والصهيوني وجمع المعلومات عنهم(3)، ومنهم من يعمل مع اليهود لمعرفة نشاط الأحزاب الصهيونية وكان أبرزهم الشيخ ناجي أبو زيد.
4- لجنة الدعوة والدعاية إلى الجهاد الديني في المساجد والتجمعات، وقد كان كامل القصاب موجهاً ومستشاراً لهذه اللجنة(4).
5- لجنة فرع العلاقات الخارجية للاتصالات السياسية مثل اتصال القساميين بقنصل تركيا وايطاليا في القدس من اجل شراء الأسلحة(5).

وقد اختلفت الروايات في عدد أعضاء ثورة القسام ، فتذكر بعض المصادر أنهم 25 عضو، وبعضها ذكرت 50 عضو، والبعض الأخر ذكر أنهم 200 عضو، ربما كانوا في البداية قليلي العدد لكن بعد استشهاد القسام أصبحوا كثيرين(1). وكان من أشهر قادة ثورة القسام: نمر السعدي، عطية احمد عوض، محمد الحنفي المصري، فرحات السعدي، يوسف أبو دره، وأبو إبراهيم الكبير وغيرهم الكثير(2) .
يتبع الحلقة الثانية ( الفصل الثاني )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
البروفوسور
مشرف
مشرف



عدد المساهمات : 140
نقاط : 228
تاريخ التسجيل : 10/10/2010
العمر : 57

ثورة الشيخ عز الدين القسام في فلسطين بقلم / عبد الجبار رجا العوده الحلقة الأولى Empty
مُساهمةموضوع: رد: ثورة الشيخ عز الدين القسام في فلسطين بقلم / عبد الجبار رجا العوده الحلقة الأولى   ثورة الشيخ عز الدين القسام في فلسطين بقلم / عبد الجبار رجا العوده الحلقة الأولى Icon_minitime1الجمعة أكتوبر 15, 2010 1:19 pm

ثورة الشيخ عز الدين القسام في فلسطين بقلم / عبد الجبار رجا العوده الحلقة الثانية
الفصل الثاني
بداية العمل العسكري
أن الاشتباك الذي وقع في يعبد بين رجال القسام والقوات البريطانية هو الاشتباك الأول الذي حصل بصورة علنية، ولكن سبقته عدة عمليات بصورة سرية(1).
أفادت إحدى تقارير التحقيقات الجنائية انه بُدئ بتشكيل نواة مسلحة عربية في عام 1929م، كما ورد في تقرير المندوب السامي إلى وزارة المستعمرات انه تم تشكيل عصابات لمهاجمة الموظفين اليهود والبريطانيين، وتعمل هذه العصابات في منطقة حيفا ونابلس(2).
كان الشعب يسمع ابتداء من عام 1930م عن اصطدامات مسلحة تقع بين الفينة والأخرى بين أشخاص مجهولين وقوات الاحتلال البريطاني في مختلف أنحاء فلسطين، وبصورة خاصة في جبال صفد والجليل وحيفا، ولم يكن الشعب يعرف عن هؤلاء، ومن الذي ورائهم، وكانت السلطات تتهم هؤلاء باللصوص، ومن هذه العمليات:
كانت أول عملية ضد مستعمرة الياجور في 5/4/1931م حيث قامت فرقة قسامية بالمرابطة على الطريق تستنظر مرور حافلة سيارات تحمل شباب يهود كانوا في حفلة، حيث أطلق المجاهدون النار عليهم فقتلوا ثلاثة منهم، ثم انسحب المنفذون، وأعلنت الحكومة عن مكافأة قدرها 400 جنيه لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض على الفاعلين، ولكنها لم تستطع إلقاء القبض عليهم(3).

قام القساميون في 7/4/1931م بإطلاق النار على موشي فيليبس من مستعمرة نهلال وأصابوه برجله، ثم قاموا بمهاجمة مستعمرة عتليت وأصابوا وقتلوا عدداً منهم(1). وفي 16/1/1932م قام
القساميون بقتل يوسف بورنشتيان في مستعمرة بلفوريا. وفي 5/3/1932م قتلوا شموئيل جوترمان في كفار سيديم. وفي 30/4/1932م كان هناك عملية بمستوطنة كفار يجزكئيل وأصيب اثنان من اليهود بجراح(2).
استمرت الأعمال العسكرية رغم تواضعها إذ قتل في مستعمرة العفولة بالمرج مختار هذه المستعمرة، فاعتقلت الحكومة عربيين شقيقين من قرية سويلم وحاكمتهما في المحاكم المدنية وحكم عليهما بالإعدام ، وقد تم استئناف الحكم فقامت المحكمة بتبرئتهم وأطلق سراحهما(3).
توج المجاهدون عملياتهم الفدائية بعملية جريئة نُفذت في مستوطنة نهلال للمرة الثانية، وقد أثارت هذه العملية حفيظة البريطانيين واليهود وأفقدتهم صوابهم، حيث تم وضع قنبلة في بيت الحراس لهذه المستعمرة فقتل يوسف يعقوبي وابنه داوود وأصيب اثنين آخرين(4).
وبعد مقتل يعقوبي وابنه خرج اليهود في جنازتهم وهم ثائرون، وكان من بينهم الدكتور ارلو زوروف رئيس اللجنة التنفيذية للوكالة اليهودية، كما أعلنت الحكومة عن تخصيصها مكافأة قدرها 500 جنيه لأي شخص يقدم معلومات عن المنفذين إلا أنها لم تستطع إلقاء القبض عليهم إلا بعد عدة أشهر، حيث قامت قوة من رجال الشرطة بتطويق قرية صفورية وصادرت بندقية حربية وقنبلة مماثلة للقنبلة التي ألقيت في نهلال، وجدت هذه القنبلة في منزل مصطفى علي الأحمد، حيث قامت السلطات باعتقاله، واستخدمت معه كافة وسائل التعذيب حتى اعترف بالتفصيل عن العملية وعن الذي صنعها، فقامت السلطات باعتقال احمد الغلاييني واحمد التوبة وطه احمد وأبو إبراهيم الكبير وعز الدين القسام، فتم الحكم على مصطفى علي الأحمد بالإعدام ونفذ، أما احمد الغلاييني فحكم عليه لمدة 14 عاماً وقد أفرج عنه عام 1944م، أما الباقون فقد تم الإفراج عنهم بسبب عدم وجود الأدلة على مشاركتهم في العملية(1).
لقد كان لهذه العملية أهمية من ناحيتين وهي اهتمام الصهيونية بنهلال أولا، وتطور القدرة القتالية لدى جماعة القسام ثانياً.
فمن الناحية الأولى: فان وايزمن زعيم الحركة الصهيونية في تلك الفترة زار مستعمرة نهلال، وأشار إلى أهميتها في حفلة أقيمت على شرفه في المستعمرة عام 1931م قائلاً: "أن نهلال مستعمرة ذات قيمة خاصة في نظري لأنني منها ابتدئ بسياحتي وفيها اختتمها وهي رمز عملنا العظيم في مرج ابن عامر، ولست أبالغ إذا وصفتها بأنها قلب المرج وعندما نقترب من الصعبة أتطلع إلى نهلال لاستمد منها التعزية"(2). وهذا يدل على إدراك القسام لأهمية نهلال بالنسبة للصهيونية.
أما الناحية الثانية: فقد تمكن احمد الغلاييني من صنع قنبلتين في معمله بحيفا وأعطى ما صنعه لمجموعة من القساميين في منطقة صفورية، وقد قام مصطفى علي الأحمد بوضعها في المستعمرة وانفجرت(3).
ومن الأشخاص الذين اعتقلوا عبد الطه، وقد اعترف على مجموعتين من القساميين واحدة في حيفا والثانية في صفوريه، حيث أنهم كانوا يخططوا لقتل رئيس الطائفة اليهودية في إهدار هكرمل في حيفا، ولهذا السبب أصبحت لدى السلطات معلومات عن جماعة القسام مما اجبر القسام على التوقف عن الأعمال العسكرية حتى عام 1935م(1).
وبهذا كانت العمليات العسكرية في البداية مركزه على دوريات الجيش والمستعمرات الصهيونية(2)، وقد أشار التقرير السنوي لحكومة الانتداب لعام 1935م إلى أن الحكومة كان لديها شك كبير في أن جماعة القسام لها علاقة بالأعمال التي وقعت خلال السنوات السابقة، وكانت تلك المنظمة تعمل في طي من الكتمان، فلم يعرف من كان يقوم بتلك الأعمال غير نفر يسير من الوطنيين(3).
إعلان الثورة
قرر القسام إعلان الثورة بعد تطور الأحداث من ازدياد الهجرة الصهيونية واكتشاف الأسلحة المهربة في ميناء يافا، وازدياد مضايقات السلطات البريطانية ضد كل تحرك من شأنه مقاومة الانجليز واليهود، وشعر القسام أن هذه المضايقات ستصل إليه والى رفاقه فخشي أن يُعتقل هو ونخبته وان تعطل جهوده من اجل إعلان الثورة(4)، فعقد اجتماع مع رفاقه في منزل محمود سالم في 12/11/1935م واتفقوا على إعلان الثورة والتوجه إلى الريف لأنها منطقة جبلية تساعد الثوار على الحركة والمواجهة(5).
وقد اختلفت المصادر حول تحديد موعد إعلان الثورة منها يذكر في 12/11/1935م، ومنها يذكر في 2/11/1935م في ذكرى وعد بلفور، ومنها ذكر في 26 أو 27/10/1935م(1).
قام الثوار قبل إعلان الثورة ببيع حلي زوجاتهم وأثاث منازلهم من اجل شراء الأسلحة(2)، حصل خلاف بسيط حول إعلان الثورة مع أبو إبراهيم الكبير بسلاح أو بدونه وكان حديثاً خارجاً من السجن ولم يتعد الخلاف أمر إعلان الثورة، وقد شرح أبو إبراهيم الكبير في حديثه المنشور عام 1969م قائلاً: "أن القسام بعث إليه حسن الباير، وهو احد تلامذة القسام، فذهب حسن إلى أبو إبراهيم الكبير يستشيره في الخروج، إلا انه لم يعطه جوابه في الخروج، فلم يعطه رأيه قائلاً له: "لأننا كنا تلاميذه" فرجع حسن الباير إلى القسام واخبره انه لم يعطه جواباً، فقرر الذهاب إلى مسجد الحاج عبد الله لصلاة الفجر هناك والاجتماع مع أبي إبراهيم الكبير وبعد الصلاة اجتمع مع أبي إبراهيم في غرفة هناك واستشاره في الخروج، وأصر عليه أن يطرح رأيه فقال: هل متوفر السلاح والمال؟ فقال له القسام: السلاح الذي موجود في أيدينا فقط، فقال له أبو إبراهيم: انه لا يكفي للوقوف في وجه الانجليز، لذا وجب علينا العمل عسكرياً في الليل والعودة إلى أعمالنا في النهار، فقال القسام: نحن لا نريد أن نعلن الثورة وإنما نريد أن نتسلح ونخرج إلى القرى كي نحثها على الجهاد، قلت: ولكن يا شيخ أن الجواسيس لن يتركونا، فقال سنكون حذرين وأردف سنخرج نحن والجماعة، أما انتم فعليكم أن تبقوا حيث انتم لكي تساعدوننا"(3).
ويؤكد أبو إبراهيم في حديثه الذي نشر عام 1972م نفس ما أورده في عام 1969م عن موقف القسام في إعلان الثورة "ففي أوائل عام 1935م رأى القائد بأن المستعمر يراقب تحركات القساميين مراقبة دقيقة، وكان القائد يتحسس بأن المستعمر سيعتقل النخبة الصالحة من إخوانه، وإفساد جميع مخططاته قبل أن تظهر الثورة للمواطنين، فكان رأيه الخروج إلى الجبال والطواف بالقرى يحث المواطنين على شراء السلاح والاستعداد للثورة"(1).
أما رأي أبو إبراهيم وبعض الإخوان التريث في الخروج إلى الجبال مسلحين، بل الطواف بالقرى بدون سلاح وحث المواطنين على الجهاد، ولكن هذا الخلاف كان بسيطاً جداً بحيث عندما حزم القائد أمره في الخروج إلى الجبال كان يوجد في صندوق الجماعة مبلغ من المال قدره 100 جنيه فأخذه أبو إبراهيم من الصندوق وأرسله إلى القائد المرحوم مع الحاج علي من يعبد(2).
وقبل إعلان الثورة أرسل القسام محمود سالم إلى الحاج أمين الحسيني يطلب من المفتي إعلان الثورة بالجنوب في حين يعلن القسام الثورة في الشمال، واتصل محمود سالم بموسى العزراوي الرفيق للمفتي وعرض على المفتي طلب القسام، إلا أن المفتي رفض قائلاً: "انه يفضل التوصل إلى حل سياسي بدل اللجوء للثورة"(3).
عندما أراد القسام إعلان الثورة، قسّم المجاهدين إلى ثلاثة فرق، في بيت محمود سالم واحدة بقيادة أبو إبراهيم الكبير، والأخرى بقيادة ناجي أبو زيد، والثالثة بقيادة الشيخ عز الدين القسام(4).
اختلفت الروايات في عدد من خرج مع القسام، منها ما تذكر عشرة(5)، وأخرى إحدى عشر وأخرى خمسة وعشرين(6). لكن ليس من المستبعد أن يكون عدد الذين خرجوا معه خمسة وعشرون رجلاً، إلا انه في الطريق تم تغيير الخطة وانقسموا إلى قسمين.
خرج القسام ورفاقه لحض الفلاحين على حمل السلاح في وجه بريطانيا واليهود، وكان الجواسيس يراقبونه برئاسة احمد نايف وحليم بسطة، فخرجوا إلى قرية نورس قضاء الناصرة، ثم اتجهوا إلى موقع عين جالوت وأعلن من هناك ثورته، وكان فرحان السعدي يستنظر القسام في قرية نورس، فذهب إليه القسام ويبدوا انه أراد أن يحشد معه صديقه وعدداً من لديهم استعداداً للجهاد، ولأسباب أمنية لم يٌقيِم في بيت فرحان السعدي بل في مغارة بالقرب من مستعمرة عين جارود القريبة من نورس، وحصل هناك ما لا يحمد عقباه، حيث قام اللصوص بسرقة من بيارة الحمضيات التابعة للمستعمرة فطاردتهم الشرطة في الصباح وكان عددهم ثلاثة واحد يهودي واثنان عربيان، فمروا من أمام الكهف، وكان يحرسهم محمود سالم والزيباوي، فقام محمود سالم بإطلاق النار عليهم فقتل الشاويش اليهودي واسمه روزنفلد ولم يقتل العرب، وعندما علم القسام بالحادث أمر رفاقه بالمغادرة فوراً وكان هذا الحادث في 14/11/1935م(1).
وبعد هذا الحادث لم يكن من الصعب على السلطات اكتشاف مجموعة القسام وخاصة بعد اختفائه من مسجد الاستقلال، ولهذا قرر القسام والسعدي أن يتفرقوا ويلتقوا في يعبد، وأعلنت السلطات لمن يدلها على القسام مكافأة مقدارها 1000جنيه فلسطيني(2).
قامت السلطات بعد ذلك بتتبع الأثر فوصلت إلى الكهف، فوجد في الكهف الذي كان فيه القساميون بطاقة لعامل قطار من حيفا وهو محمود سالم مكتوب عليها أسماء ثمانية مجاهدين وهم: الشيخ القسام، محمود سالم، نمر السعدي، يوسف الزيباوي، حسن الباير، محمد يوسف، وعربي بدوي(3).
تحرك القسام إلى قرية كفر ذان الواقعة غربي جنين حيث حلوا ضيوفاً على صديق أخر يدعى الشيخ عبد الله صلاح ولم يمكثوا عنده طويلاً، ثم تحركوا إلى كهف قرب قرية برقين، ثم إلى جبال البارد القريبة من برقين على الطريق الجبلي نحو يعبد، واتخذ المجاهدون من كهف على قمة جبل مشرف على الطريق مأوى لهم، ويذكر عربي بدوي: "وقفت مراقباً على ظهر الجبل فشاهدت رجلاً يحمل عصا وبها حديده، فأراد الثوار إلقاء القبض عليه خوفاً أن يكون جاسوساً، وسألته إلى أين أنت ذاهب؟ فأجاب كي احرس المزروعات، فأخبروا القسام بشأنه، لكن رفض القسام فكرة إلقاء القبض عليه لأنه يرفض الظن، وبالفعل ثبت انه جاسوس لأن الانكليز كانوا خلف الجبل المقابل، ثم مر بعد ذلك شرطي على فرس يحمل سلاحاً في يده فأمر الشيخ القسام محمد أبو القاسم الحلحولي ومعروف جابر بإلقاء القبض عليه واخذ سلاحه وتركه، وما كادا يصلان المكان حتى انقضت عليهم قوة من الشرطة فقتلت محمد أبو القاسم وانسحب معروف جابر، وبعدها قام المجاهدون بالاشتباك مع قوات الشرطة لكن سرعان ما حل الظلام وأمر قائد الانكليز (هاوس) haws أن يتوقف عن إطلاق النار خوفاً من أن يقتل الشرطة بعضهم البعض، فأعطى فرصة للمجاهدين الانسحاب إلى يعبد، وقتل في هذا الاشتباك شرطيين"(1).
انسحب المجاهدون إلى قرية الشيخ زيد حيث الشيخ سعيد الحسان وهو احد أفراد المجاهدين، ولهذا طرح عربي بدوي على الشيخ القسام –وبسبب ملاحقتهم من قبل الشرطة والجواسيس– أن يقسم المجاهدين إلى مجموعتين إحداها تعود إلى نورس عند طريق حيفا الناصرة وتقوم هذه المجموعة بتخريب المواصلات الانجليزية واليهودية، وعند اتجاههم إلى نورس، يتوجهون مع فرحان السعدي إلى وادي الأحمر بين نابلس والغور، فوافق القسام على هذه الخطة وفعلاً تم تقسيمهم إلى مجموعتين الأولى تتجه نحو الشمال ويدلهم على الطريق الشيخ داوود الخطاب وتضم المجموعة الشيخ احمد، يوسف أبو دره، محمود سالم وصالح اسعد، أما الباقون فيتجهون نحو الغرب وهم: الشيخ القسام، حسن الباير، عربي بدوي، احمد عبد الرحمن جابر، محمد يوسف، نمر السعدي، حنيفة المصري، اسعد مفلح، ويوسف الزيباوي(1).
لقد وصل القساميون إلى خربة الشيخ زيد في 19/11/1935م، ومكثوا في منزل الشيخ سعيد الحسان حتى صبيحة يوم الأربعاء 20/11/1935م(2). استمر الجواسيس بقيادة احمد نايف، وحليم بطة بملاحقة الثوار، وقد قدما ليعبد ليديروا عملية بأنفسهم، وأرسلا شخصين إلى بيت سعيد الحسان ليسألاه عن ضمان أرضه، وسألاه عن الزوار الذين حضروا إليه(3).
وإزاء تطور الأحداث تم عقد اجتماع حضره كبار القادة العسكريين في دار المندوب السامي بالقدس لمواجهة الموقف، وتم الاتفاق على تجهيز حملة للقضاء على عصبة القسام(4).
وبناء على المعلومات من المخابرات عن عصبة القسام، تبين أنهم موجودون في أحراش يعبد، فقام مدير شرطة نابلس بإبلاغ شرطة جنين وطولكرم وحيفا وبيسان بان لديه معلومات عن عصبة القسام في منطقة يعبد وانه سيقوم بتطويقها للقضاء عليها، واتفقوا على إرسال قوة مشتركة في نفس الوقت للقضاء عليهم(5).
جاءت القوات البريطانية والتي تتكون من شرطة بريطانيين وشرطة عرب لتطويق المنطقة، ومعهم طائرة يوجد فيها الكابتن (رايس) Rais ومعه احد عناصر المخابرات ليحدد مواقع الثوار(6).
قامت القوات البريطانية بتطويق المجاهدين، وشعر المجاهدون بهذا الطوق في الفجر، فقاموا بحمل أسلحتهم ودخول الغابة، وقامت القوات البريطانية بتطويق بيت سعيد الحسان، وقد تولى قيادة البيت محمد البهاب الذي رفض في البداية الاوامر، إلا انه قد تم تهديده من قبل المسؤول عنه فقام بتطويق البيت ولكنهم لم يجدوا أحدا، وقد ظهر أمامهم احمد سعيد الحسان وبيده بندقية، وكان قد حضر إلى البيت من اجل جلب الطعام للمجاهدين، فقامت القوات البريطانية بإطلاق النار عليه فسقط شهيداً(1).
ثم قام فصيل من الشرطة بالمرور أمام المجاهدين، فأخذ المجاهدون بإطلاق النار عليهم مما أدى إلى اكتشاف مكانهم، وتبين أن هذا الفصيل كان يقوم بحركة رصد الطريق، ثم قامت القوات البريطانية بقيادة مدير شرطة نابلس والمتر هاوس وعددها حوالي 500 شرطي بتطويق المجاهدين، ووضعت في الصفوف الأمامية الشرطة العرب وأخذت تطلب من القسام الاستسلام(2).
وعندما عرف القسام أنهم مطوقون صمم على القتال، وطلب من أصحابه إتباع أمرين وهما عدم الخيانة وعدم إطلاق النار على الشرطة العرب وإنما فقط على الشرطة الانجليز(3).
فصمم القسام على القتال رغم عدم تكافؤ القوة، وحين طُلب منه الاستسلام رفض وأجاب: "إننا لن نستسلم أن هذا جهاد في سبيل الله والوطن" والتفت إلى زملائه قائلاً: "موتوا شهداء" وبدأت المعركة من الساعة السادسة وحتى العاشرة، وكانت المعركة على شكل عراك متحرك حتى وصل إلى أسفل الوادي فاستشهد القسام هناك، واستشهد معه يوسف عبد الله الزيباوي ومحمد حنفي المصري وحمد أبو قاسم خلف(1) وجرح نمر السعدي وسعد مفلح، والقي القبض على الباقين، وأرسلوهم إلى السجن حيث صدر الحكم على بعضهم بالسجن لمدة 14 سنة والبعض الأخر لمدة سنتين، أما الانجليز فقد قتل منهم جندي وأصيب أخر بجراح نقل إلى مستشفى نابلس(2).
وقد اختلفت الروايات في عدد الشهداء، منها ما ذكر أربعة ومنها ذكر خمسة، وجميعها أجمعت على استشهاد القسام ويوسف الزيباوي ومحمد حنفي المصري، ولكن بعض المؤرخين وقعوا في الخطأ عندما اعتبروا استشهاد محمد أبو القاسم قبل المعركة بيوم من شهداء المعركة، ومنهم من حسب أيضا احمد سعيد الحسان من شهداء المعركة(3).
وبعد انتهاء المعركة نُقل نمر السعدي إلى المستشفى، أما سعيد مفلح فلم يعثر عليه إلا انه سلم نفسه بعد أسبوع بسبب جراحه، وتمت محاكمة حسن الباير واحمد الحاج وعربي بدوي ومحمد يوسف وحكم عليهم بالسجن 15 عام، أما نمر السعدي فحكم عليه لمدة سنتين، ثم تجددت لسنتين أخرى، وتجددت أيضا لمدة سنة واحدة، وتم الإفراج عنه بسبب تدهور حالته الصحية، وكان قد طلب من المحكومين أن يذكروا أنهم خرجوا ليقاتلوا اليهود، إلا أنهم أصروا بأنهم خرجوا لمقاتلة الانجليز(4).
وبعد انتهاء المعركة تم تفتيش الشهداء والأسرى، فوجد مع القسام مسدس كبير ومصحف و 14 جنيه، وكذلك وجد في كل جيب شخص مصحف، ومعهم تسع بنادق وبندقية صيد وبندقية طلقات سريعة(5).
قام قائد قوات البوليس– مدير بوليس نابلس– باهانة جثة الشهيد القسام ويقال انه داس على رقبته، ويقال أيضا أن احد الشرطة العرب ويدعى ميخائيل أبو الزلف قد شتم القسام والشهداء الآخرين قائلاً: "هذا جزاؤكم يا كلاب"، إلا أن الثوار قاموا بقتله في صالون حلاقة في جنين سنة 1937م(1).
كان القسام قد قرر أن يكون أول عمله السيطرة على حيفا بقصد إحراز مكسب عسكري كبير يكون حافزاً للجماهير العربية للالتحاق بالثورة منذ بدايتها، وبالتالي إرهاب السلطات البريطانية منذ الضربة الأولى، وإشعار الصهيونية بقوة الثورة، انه قام بدراسة شاملة عن عدد القوات وأسلحتها وأنواعها(2).
وعلى ضوء تطور الأحداث لم يكن مطروحاً على الأقل في تلك المرحلة هذا الأمر، لأن تنفيذه يحتاج إلى أعداد كبيرة من الرجال والسلاح، وكذلك التهيئة الشعبية اللازمة لم تكن قد توفرت بعد بالقدر الذي جعل هذا الهدف قابلاً للتنفيذ في ذلك الوقت، ولأن حيفا كانت في ذلك الوقت مركز الجيش البريطاني إضافة إلى تمركز أسطولها فيها(3).
اختلفت المراجع في تحديد موعد معركة يعبد، منها ما تذكر أنها حصلت في 11/11/1935م، ومنها ذكرت في 11/11/1934م، ومنها ذكرت في 20/11/1934م، إلا أن موعد المعركة الأكيد بالتحديد في 20/11/1934م، وقد تأكدت هذه الحقيقة من مراجعة الصحف اليومية العربية الصادرة في تلك الفترة(4).

يتبع الحلقة الثالثة ( الفصل الثالث)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
البروفوسور
مشرف
مشرف



عدد المساهمات : 140
نقاط : 228
تاريخ التسجيل : 10/10/2010
العمر : 57

ثورة الشيخ عز الدين القسام في فلسطين بقلم / عبد الجبار رجا العوده الحلقة الأولى Empty
مُساهمةموضوع: رد: ثورة الشيخ عز الدين القسام في فلسطين بقلم / عبد الجبار رجا العوده الحلقة الأولى   ثورة الشيخ عز الدين القسام في فلسطين بقلم / عبد الجبار رجا العوده الحلقة الأولى Icon_minitime1الجمعة أكتوبر 15, 2010 1:33 pm

ثورة الشيخ عز الدين القسام في فلسطين بقلم / عبد الجبار رجا العوده الحلقة الثالثة
الفصل الثالث
تشييع جثمان الشهداء
كانت جنازة القسام ورفاقه على أنها مظاهرة سياسية ضد الانجليز، لأنهم أساس البلاء(1)، فقام أكرم زعيتر بإرسال دعوات إلى كافة الهيئات والأحزاب للاشتراك في الجنازة، والمسير في موكب تشييع الشيخ القسام رئيس جمعية الشبان المسلمين في حيفا وخطيب مسجدها الكبير وإخوانه الذين استشهدوا معه في يعبد إلى جنبه نودعهم إلى لحودهم في حيفا "إني لادعوا هذا اليوم الزعماء ورؤساء الأحزاب إلى السير في الموكب، فالنحاس باشا زعيم مصر وجميع زعمائها يمشون كل يوم في طليعة جنائز الشهداء، فهل يمشي زعماء فلسطين مع شبابها في موكب ديني كبير وصحبه المؤمنين"(2).
وبعد انتشار نبأ استشهاد القسام باتت حيفا ليلتها قلعة ساهرة تندب شهدائها والوضع المشؤوم الذي يولد مثل هذه النتائج الخطرة، وقلة من استطاع من أبنائها أن يذوق النوم بعد سماع نبأ استشهاد القسام، حيث قامت السلطات بتسليم الجثث إلى أهلها في الليل حوالي الساعة العاشرة، فهرعت الجماهير إلى بيوت أصحابها(3).
وفي الصباح الباكر أضربت حيفا إضرابا عاماً وشاملاً لم يسبق له مثيل حداداً على أرواح الشهداء، وكانت الجماهير من الناس في الطرقات منتظرة نزول الجثث والسير بها إلى المسجد، فأنزل جثمان القسام والمصري والزيباوي، فكبر الناس، وتقدم الوطني المعروف رشيد الحاج إبراهيم ولف نعش القسام بالعلم العراقي والمصري بالعلم السعودي والزيباوي بالعلم اليمني، وسار الموكب في نظام منقطع النظير إلى مسجد النصر الكبير الذي اختير لاتساعه(1).
وقد كان المسجد مكتظاً بجموع المشيعين وكانت الطرقات تعج بالخلائق والشرفات وأسطح المنازل ممتلئة بالسيدات، فكان مشهداً عظيماً لم ترَ حيفا مثله إلا يوم توديع جثمان الملك فيصل، وفي أثناء الصلاة بالمسجد قدم وفد نابلس وكان من بينهم أكرم زعيتر وعادل زعيتر وراشد أبو غزالة، ثم اقبل وفد صفد بزعامة صبحي الخضرا، ثم وفد عكا، وخرج المصلون يحملون النعوش على أكتافهم، وبعد جهد جهيد استطاعوا الخروج من المسجد إلى الساحة الكبرى أمام المسجد المكتظة بالناس(2).
كانت النساء تزغرد والشباب يتراقصون بعاطفة جياشة بالشعور المتدفق المليء بالروح الوثابة وكانت الأيدي ترتفع والأصوات تنادي بالعمل ضد الاستعمار البريطاني والحركة الصهيونية، ثم سار الموكب والهتافات تتصاعد من الحناجر وكلمة الله اكبر تدوي في الأفاق(3).
استمر الموكب يتدافع والحماس يتزايد حتى الوصول إلى دائرة البوليس فأخذت الجماهير بإلقاء الحجارة على دائرة البوليس فحطمت الأبواب والنوافذ وتوارى البوليس وحطمت سياراته الواقفة أمام الدائرة، ثم سار الموكب في طريقه حتى أخر شارع الملوك حيث النصب التذكاري للملك فيصل وتم قراءة الفاتحة على روحه، وهناك لمح الجمهور بعض الجنود البريطانيين فقاموا بمهاجمتهم، وأسفر هذا الاصطدام عن جرح احد الشبان العرب جرحاً بليغاً في رأسه وأصيب ثلاثة جنود بريطانيين، أما الجريح العربي فقد حمله السيد سميح الحاج إبراهيم إلى عيادة الدكتور حمزة، وقد حوّل إلى المستشفى، واستشهد متأثراً بجراحه(1).
استمر الموكب نحو محطة سكة الحديد فأخذت الجماهير بإلقاء الحجارة على المحطة من كل صوب، ففر من فيها وتعقبتهم الجماهير، وهنا حصلت بلبلة عظيمة إذ انتشر الروع والخوف في قلوب الناس لقدوم كتيبة من الجند فهاجمتهم الجماهير مما أدى إلى سقوط عدد منهم على الأرض ثم ولوا الأدبار، فأصر الجمهور على السير وكان الهياج قد بلغ حداً مدهشاً إلى أن ساروا على مقربة من بيت الشيخ القسام، وقبل وصولهم مرت عدة سيارات مليئة بالجنود المدججين بالسلاح لحماية البيوت اليهودية الواقعة على الطريق في مستعمرة الياجور بالقرب من مقبرة بلد الشيخ(2).
كان برنامج سير الجنازة أن ترسل النعوش على ظهر السيارات بعد أن يجري التأبين، لكن كان الجو مشحوناً مضطرباً، اضطر معه خطباء البلاد أن يعدلوا عن إلقاء كلماتهم وعزفت الموسيقى نشيدها المحزن وتقدم البعض لوضع النعوش على السيارات فقام الجمهور بمنعهم وقد أبوا إلا أن تحمل على الأكتاف وان يرسل الشهداء إلى لحودهم مشياً على الأقدام، ورغم طول المسافة التي لا تقل عن 5كم إلى بلد الشيخ وكانت إرادة الشعب هي الغلابة إذ ظلوا سائرين في نفس الترتيب(3).
جاءت وفود من قرى مختلفة أثناء سير الجنازة، وعندما كان المشيعون يشاهدون سيارة يذهبون إليها من اجل مشاهدة زعماء الأحزاب والهيئات ولكن الزعماء لم يحضروا بل أرسلوا برقيات تعزية فاترة، وأثناء سير الجنازة ألقى الشيخ يونس الخطيب قاضي مكة الأسبق خطبة بكلمات مؤثرة بين فيها اجر الشهداء عند الله سبحانه وتعالى، وقد تابع سير الجنازة إلى أن وصلت شركة مصانع الكيميائية حيث أعدت سيارة هناك لنقل جثث الشهداء، لكن أبى الجمهور نقلها على السيارات وأصروا على حملها على الأكتاف حتى وصلت مقبرة الشيخ، وهناك نزلت الجثث ووّريت بالتراب وهي في حالها الطبيعي بملابسها المغطاة بالدماء(1).
وعند مرور الجنازة من أمام مستعمرة الياجور فقد كانت مقفلة بسبب أمر من السلطات خوفاً من وقوع اشتباك بين سكان المستعمرة والمشيعون، وقد استمر تشييع الشهداء ثلاث ساعات ونصف الساعة، وبعد انتهاء الجنازة وصل جمال الحسيني ومحمد عزت دروزه وحسن أبو السعود(2).
وقام الشعراء والكتاب برثائه مثل أبو سلمى من قصيدته العصماء(3):
قوموا اسمعوا من كل ناحية يصيح دم الشهيد
قوموا انظروا القسام يشرف نوره فوق العرود
يوحى إلى الدنيا ومن فيها باسرار الخلود
ورثاه الشيخ فؤاد الخطيب بقصيدة (4)منها:-
أولت عمامتك العمائم كلها شرفاً تقصر عند التيجان
يا رهط عز الدين حسبك نعمه في الخلدة نمت ولا حزان
كان الانجليز قد وصفوا هؤلاء المجاهدين بالأشقياء، وذلك حسب تصريح حكومة الانتداب، أما الشعب الفلسطيني فقد وصفهم بالشهداء حتى أن الشعب بدأ في جمع الأموال والإعانات إلى عائلات الشهداء وقدم برقيات التعزية إلى شقيق القسام فخر الدين والى جمعية الشبان المسلمين(1).
علاقة القسام بالأحزاب والحاج أمين الحسيني
علاقة القسام بحزب الاستقلال:- من الطبيعي أن يحاول كل حزب أن يضمه إليه من اجل مكاسب سياسية لما يتمتع به القسام من شعبية، فذكر احد أقطاب حزب الاستقلال الذي نشأ عام 1932م، كان القسام قد انتسب إلى هذا الحزب فرع حيفا، وانه كان على صلة وثيقة بهم، وبرجال الحركة الوطنية أمثال الحاج أمين وعزة دروزه وغيرهم، وكان لهم صلات مع تشكيلاته الجهادية قبل عام 1936م(2).
هذا يوحي بأن القسام كعضو في الحزب لا بد من انه التزم بشكل أو بأخر ببرنامج الحزب(3)، وقد ذكر حمدي الحسيني وهاشم السبع اللذان كتبا مقالاً في الجامعة الإسلامية بعد استشهاد القسام يرثيانه "انه كان رئيساً لجمعية الشبان المسلمين وإماماً لجامعها وعضواً في فرع حزب الاستقلال فيها"(4).
كان للقسام صداقات خاصة مع بعض أركان حزب الاستقلال المقيمين في حيفا أمثال رشيد الحاج إبراهيم وكامل القصاب وصبحي الخضرا(5).
وليس من الغريب أن تعلن الأحزاب عن عضوية القسام لها من اجل مكاسب شعبية والدليل على ذلك قيام الأحزاب باحتفالات تأبينية في اربعينه، فقد قام الحزب العربي الفلسطيني وحزب الاستقلال وحزب الدفاع لإحياء ذكراه، كما قاموا بفتح بيوت عزاء كل على حده(1).
علاقة القسام بالحاج أمين والحزب العربي:- كان الحاج أمين بفضل دوره في الثورة السورية يعرف الشئ الكثير عن جهاد القسام وصلابته الوطنية، وعندما قدم إلى فلسطين اخذ يحيطه بعناية واهتمام، واتصل القسام بالحاج وزاره مراراً في القدس، ودارت بينهم أحاديث هامة تناولت مختلف الشؤون المدنية والوطنية، وقرر الحاج أمين الاستفادة من مواهب القسام لدعم الحركة الوطنية وتعزيز المقاومة الفلسطينية، فعينه مدرساً وواعظاً لجامع الاستقلال في حيفا، وأفسح أمامه مجالاً واسعاً للتعاون مع قادة الحركة الوطنية وزعماء المؤسسات الإسلامية في حيفا فأصبح القسام من بين الطلائعيين من رجالاتهم(2).
انضم القسام إلى الحركة الوطنية الفلسطينية علانية وكان احد ممثلي مدينة حيفا في الاجتماعات الوطنية الخاصة التي كانت تعقد في القدس، ولما تشكل الحزب العربي في عام 1935م كان احد أعضائه البارزين وانتخبه مؤتمر الحزب ممثلاً عن حيفا بالإضافة إلى زميله وصديقه حكمت النحلي والمحامي فؤاد عطا الله(3).
فعندما قطع الحاج أمين شوطاً في الإعداد وإنشاء منظمات سرية وتشكيل عصابات مسلحة شعر بوجوب قيام منظمة سرية لها صفة خاصة يمتزج فيها الشعوب الديني والوطني وتقتصر عضويتها على نفر من المؤمنين الصادقين الذين لديهم الاستعداد الكامل للتضحية والفداء، وتباحث الحاج بهذا الشأن مع القسام وتم الاتفاق بينهما على أن يتولى القسام مهمة تأسيس هذه المنظمة وقيادتها(1).
وفي عام 1935م تم الاتفاق بين القسام والمفتي ورجال الحركة الوطنية على انتهاج خطة لمقارعة الأعداء(2). وبعد الإعداد توقفت الاتصالات والاجتماعات والزيارات بين الحاج والقسام إلى درجة ظن معها كثيرون أن خلافاً نشب بين الرجلين وأدى إلى القطيعة بينهم، وكان الزعيم السوري المعروف كامل القصاب قد هاجر دمشق بعد الثورة السورية إلى حيفا، وكان يعمل في التجارة، وكان من أصدقاء القسام والحاج أمين فأخذ التجارة ستاراً ليقوم بالاتصال بين الاثنين فلذلك كان ينقل إلى القسام من الحاج أمين التوجيهات والأموال المطلوبة لينفقها على الثوار، وكان القسام يتولى إنفاقها بالوجه الصحيح، وكان قد نشر هذا في الستينات في نشرة فلسطين الصادرة عن الهيئة العربية العليا رداً على صبحي ياسين الذي ذكر انه لا يوجد علاقة مع المفتي من الناحية التوجيهية والدعم المادي(3).
تذكر المصادر الأخرى أن القسام لم ينتسب إلى أي حزب من الأحزاب الفلسطينية ولا لأي مؤسسة سياسية، وكتب احد رفاقه عنه بهذا الصدد قائلاً: "أما بالنسبة لتابعي القسام وارتباطات بحزب معين فان الذي اعرفه معرفة حقيقية ويعرفه العديد من إخواني الأحياء بان القائد الشهيد لم يكن له أي ارتباط حزبي مع أي حزب من الأحزاب وان ارتباطه الوحيد كان مع العقيدة الإسلامية وحدها"(4).
ولو أراد فعلاً الانتماء إلى أي من الأحزاب لما قام بتشكيل حركة سرية وركب مخاطر جمة هو ورجاله(1). وانه تحظى بأسلوبه المؤسسات والأحزاب السياسية القائمة في البلاد، ويؤكد على استقلالية القسام احد زملائه أبو إبراهيم الكبير الذي كان يعتمد عليه اعتماداً كبيراً، فيقول: كان القسام قد اجتمع مع المفتي عدة مرات طالباً منه تعينه واعظاً عاماً متنقلاً حتى يتمكن من الاتصال بسائر طبقات الشعب للإعداد للثورة، غير أن المفتي اعتذر له قائلاً: "إننا نعمل لحل القضية سياسياً"(2). ولو كان الحاج أمين يدعمه مادياً إذن فلماذا الاشتراك الشهري الذي كان العضو يقتطعه من راتبه عن أهل بيته ليقدمه إلى الثورة القسامية، وأيضا لا داعي بأن يبيع الأعضاء حلي زوجاتهم من اجل الثورة، ونحن نعرف أن مشكلة الثورة القسامية كانت الجانب المادي لعدم قدرتهم على شراء السلاح الكافي.
عندما اقتربت ساعة السفر أرسل القسام احد أعوانه وهو محمود سالم إلى الحاج أمين يعلمه بعزمه على تفجير الثورة المسلحة في فلسطين، وكان ذلك في أوائل عام 1935م وفعلاً اتصل رسول القسام بالحاج أمين بواسطة احد أعوانه وهو الشيخ موسى العزراوي ونقل إليه رغبة القسام وهي أن يشرع الحاج أمين في إعلان الثورة في الجنوب، حيث يعلن القسام الثورة في الشمال فأجاب الحاج أمين بواسطة العزراوي قائلاً: "بأن الوقت لم يحن بعد لمثل هذا العمل وان الجهود السياسية التي تبذل تكفي لحصول عرب فلسطين على حقوقهم"(3). ويذكر أبو إبراهيم الكبير: "انه لم يقتصر الاتصال بالمفتي عن طريق محمود سالم بل وعن طريق كامل القصاب إلا انه لم ينجح"(4).
كان يهدف القسام من هذا الاتصال إلى إعلان الجهاد وليس لتجيير الحركة إلى أي من الزعامة الفلسطينية وهذا ينسجم مع شخصية القسام التي ترفض المتاهات السياسية والصراعات الخارجية، وقد ذكرت لطيفة محمد سالم: "أن عمها محمود سالم قد قابل الحاج مراراً وتذكر انه قال لها أن احد الوجاهات في القدس قد قال له بأن يتركه من العمل الذي يقوم به لأنه لا أملاك له وبالتالي لا يوجد مبرر لخروجه للجهاد"(1). وقد ذكرت زوجة محمود سالم ظريفة الكرم: "أن اتصالات زوجها مع الحاج كانت مستمرة وبعث ذات مرة … إلى العراق لإبلاغ رسالة للحاج أثناء وجوده هناك لكنها لم تعرف مضمونها"(2).
كان القسام يختلف عن بقية الزعماء لأنهم يعتمدون على الأموال والنفوذ العائلي وأصحاب الجاه، بينما القسام من بيت فقير يعتمد على الفلاحين والعمال، وانه اتخذ أسلوب حمل السلاح وهم لم يستطيعوا عمل ذلك، لهذا كانا مختلفين ولم يكن من المتوقع أن تقف الزعامات العائلية في صف القسام أو أن تدعمه أو تشجعه فكل الشعارات التي طرحها كانت تخالف تماماً ما كانت تطرحه وتتفق عليه بقية الأحزاب، فضلاً عن ذلك فان لمواهب القسام وشخصيته القيادية الفذة المعتمدة على الفكر الإسلامي جعلت منه شخصية قيادية تتمشى مع تطلعات الشعب، وكان بحمله السلاح متقدماً على غيره مما جعله عين الاقتداء ولا سيما شعبياً، فإذا ما احتدت قوة القسام وانتشرت فانه من المتوقع أن تفقد القيادات العائلية مكانتها الاجتماعية، وفي النهاية يتوجه الناس نحو السياسة التي تلبي احتياجاتهم ورغباتهم وتتمشى مع فهمهم لطبيعة الصراع(3).
أمام هذه الروايات المتضاربة المؤيدة والمعارضة للمفتي وللقسام، فلابد من الاطلاع على الروايات البريطانية واليهودية، فالمصادر البريطانية نجد في أوراق البوليس وبالذات أوراق تيجارتTejart والتي تعتبر حركة القسام بداية حركة إرهابية في فلسطين وتتفق مع رواية الغوري في انه كان هناك فعلاً عناصر ذات طابع ديني وقومي وشكلت جمعية كانت تابعة للمفتي والقسام ويطلق عليها تيجارت جمعية الشبان المسلمين فيقول: "أن الجمعية قد تأسست بواسطة الرؤساء الدينيين على امتداد البلاد تحت رعاية المفتي وان المفتي قام بتعيين القسام كواعظ الذي تحول به إلى منظم ممتاز للجمعية في حيفا وتنتهي الرواية إلى أن القسام إنما عمل كل ما عمله بصفته واعظاً يرعاه ويعزز موقفه المفتي"(1).
وقد ذكرت المصادر اليهودية وخاصة بوراث Borath إلى انه كان لجمعية الشبان المسلمين دوراً واضحاً في النضال المسلح ابتدأ من عام 1931م وهو التاريخ الذي يذكره الغوري كانطلاق للنشاط العملي للمقاومة المسلحة للقسام، ويحلل بوارث قضية انتماء القسام حلاً جزئياً عندما يستنتج أن الاستقلاليين هم كانوا حلقة وصل بين القسام والمفتي إلا أن بوارث الذي يعتمد على المصادر الصهيونية مثله مثل الغوري وتقارير البوليس لا تعطينا جواباً شافياً(2) عن علاقة القسام بالأحزاب والتنظيمات وبصفة خاصة من الناحية التنظيمية، فكل هذه المصادر لم تجب على سؤالين أولهما:-
هل كان القسام منظماً عفوياً كتابع للمفتي حسب هيكلية معينة يأخذ القسام بموجبها منه أوامر العمل اليومي بما فيها بطبيعة الحال المقاومة المسلحة؟
والثاني هل كانت العلاقة بينهما لا تعدو في مجملها ولاءً مشتركاً لنفس المبادئ؟ وان الطرفين وجدا أنفسهما يناضلان تحت مظلة واحدة وبدون أن يندمجا في تنظيم واحد؟
لذا نخرج بالحقائق التالية :-
لا شك بوجود علاقة جيدة إلى حد ما بين الرجلين، ولا شك أن المفتي قدم المساعدة للقسام ولا سيما في توسطه لدى المندوب السامي على تخفيف حكم الإعدام عن احمد العلاييني إلى السجن لمدة 14 عام(1).
انتقد القسام المجلس الإسلامي الأعلى بسبب قيامه بانفاق الأموال في تشييد الأبنية (فندق الأوقاف في القدس) و (تزيين المساجد)، حيث أن إعداد الشعب للجهاد وتسليحه لخوض المعركة أفضل وأحق من الأمور الشكلية التي يمكن انجازها في أوقات أخرى، وقدرت المبالغ التي أنفقت في ذلك بمئات الآلاف من الجنيهات الإسترلينية، والتي تسلح خمسة ألاف مجاهد(2).
حسب تقارير المخابرات اليهودية أن القسام كان قريباً من المفتي وكان بينهما مباحثات سرية مستمرة واتفق الاثنان على العمل ضد اليهود والانجليز ولكن عندما عرف المفتي أن القسام لا يكتفي بالكلام وإنما بالعمل، صمم على قطع العلاقة معه، وتذكر الرواية اليهودية أن القسام طلب من مؤتمر علماء فلسطين القيام بعمليات عسكرية لكنهم رفضوا ذلك، وقبل أن يعلن القسام الثورة طلب من المفتي إعلانها لكن المفتي رفض طلبه، ومن هنا تأكد المفتي بأن القسام مصمم على العمل العسكري فقرر أن يقطع العلاقة معه وأكد هذا الاتصال محمود سالم وعربي بدوي وزوجة محمود سالم (3).

لم تكن ردة فعل الحاج أمين الحسيني والأحزاب مثل ردة فعل القسام على قضية تهريب السلاح فقد قام القسام بإعلان الثورة، أما زعماء الأحزاب فاجتمعوا مع المندوب السامي وطلبوا أن يعطيهم تصريح للإضراب إلا انه رفض(1).
أن القسام لم يكن احد أعضاء الحزب العربي وان المفتي وأعضاء الحزب لم يشتركوا في تشييع جثمان القسام رغم طلب أكرم زعيتر منهم للمشاركة في التشييع كما أن الحزب العربي لم يمتنع عن الاجتماع بالمندوب السامي بعد استشهاد القسام بأيام قليلة(2).
تماع بالمندوب السامي بعد استشهاد القسام بأيام قليلة(2).
حسب أقوال احد المخبرين في حيفا وهو تقرير مرفوع للوكالة اليهودية أن عبدالقادر الحسيني وأميل الغوري زارا حيفا من اجل تأسيس خلايا عسكرية وتدريب على القنابل عام 1934م، وهذه المحاولات جاءت بعد أن قطع القسام شوطاً طويلاً في العمليات العسكرية ضد المستعمرات(3).
أما بخصوص تعيين القسام مدرساً وخطيباً في مسجد الاستقلال فهناك من يذكر انه تم تعيينه من قبل الجمعية الإسلامية في المدينة وهي التي كانت مشرفة على أوقاف المدينة بصورة مستقلة عن أوقاف القدس، وبعد مراجعة وثائق المجلس الإسلامي الأعلى والمحفوظة في أرشيف قسم إحياء التراث الإسلامي في القدس، تبين ضعف علاقة الحاج أمين بإنشاء وإدارة مسجد الاستقلال مما ينفي أن يكون هو الذي عين القسام في هذه الوظيفة، أما تعيينه مأذوناً شرعياً وبناءً على نفس الوثائق فان اختيار القسام للامتحان الذي عقدته المحكمة الشرعية بحيفا للراغبين في الوظيفة هو الذي هيأ له التعيين(4).
لم يشر الحاج أمين ولو بكلمة عن الشيخ القسام وحركته في كتابه حقائق عن قضية فلسطين، كما أن كل ما أصدرته الهيئة العربية العليا من كراسات أو مذكرات أو تقارير لم تشر للشيخ القسام باستثناء ما نشر في نشرة فلسطين في معرض الرد على صبحي ياسين(1).
وقع أميل الغوري في أخطاء تاريخية حول تبعية القسام وعضويته في الحزب العربي ومن هذه الأخطاء نورد ما يلي:-
قد ذكر أن اختيار القسام لموقع يعتبر مكاناً للاصطدام بالقوات البريطانية، وانه قد نشب قتال بين الطرفين استمر عدة أيام، وفي الحقيقة أن الاشتباك لم يستمر أكثر من ساعات فقط.
ذكر الغوري أن القسام كان على مستوى من الإعداد والتسليح والحقيقة انه خرج مكرهاً بسبب ملاحقة الجواسيس له وان ثورته لم تستكمل استعدادها. ويذكر أيضا أن بفضل الحاج أمين في الثورة السورية يعرف الشئ الكثير عن القسام وعندما جاء القسام إلى حيفا احتضنه المفتي، ولكن حسب ما اثبت أن القسام وقع على عريضة يطالب بها تعيين الحاج أمين مفتي البلاد وبهذا يكون القسام قد وصل إلى البلاد قبل أن يتولى الحاج أمين أي منصب.
ادعى الغوري أن نافع العبوشي هو احد أعضاء الحزب العربي، وذكر أن القسام احد أعضاء هذا الحزب وعضو في اللجنة التنفيذية بحيفا، ولكن العبوشي مات قبل تأسيس الحزب، كما أن كمال الدجاني وهو من كبار العاملين في الحزب نفى أن يكون القسام عضواً في الحزب.
يدعي الغوري أن القساميين بعد انتهاء ثورة القسام انضموا إلى الجهاد المقدس وان الجهاد المقدس هو الذي أعلن ثورة عام 1936م، ولكن الصحيح أن القساميين هم الذين أعلنوا ثورة 1936م ولم يكن قبل إعلان الثورة أي علاقة بين القساميين والجهاد المقدس، وان عبد القادر الحسيني ما بين 1931-1936م كان طالباً بالجامعة الأمريكية في القاهرة(1). وكذلك جاءت كتاباته متأخرة رغم أن له عدة كتابات لم نجد فيها شنئ عن دعم الحاج أمين أو انضمام القسام للحزب إلا في كتابه فلسطين عبر ستين عاماً وكونه عضواً في الحزب العربي من اجل أن ينسب للحزب وللمفتي مواقف وطنية(2).
الأثر التاريخي لحركة القسام
لقد كان لاستشهاد القسام البطولي اثر عميق في فلسطين كلها وسرعان ما أصبح رمزاً للتضحية والفداء، حيث شيع جثمانه في حيفا بمظاهرة وطنية كبيرة نادت بسقوط الانجليز واليهود ورجموا البوليس بالحجارة، ولم يشترك الزعماء في الجنازة "إذ لم ينتبهوا إلى أن ثورة القسام بمثابة دليل على عقم أساليبهم في أن تضحيته فضحت انانياتهم"(3).
أن حركة القسام دلت العرب على الطريق الصحيح الذي يجب أن يتبعوه في سبيل بلادهم فهو لم يكن مغفلاً يوم أن ذهب إلى يعبد بعدد قليل من الرجال والسلاح ولكنه آثر الاستشهاد عن يقين وعقيدة(4).
كان لثورة القسام اثر عظيم في ازدياد الحقد والكراهية على الانجليز واليهود، وهذا أثار حفيظة العرب مرة أخرى حيث أدركوا أن الانجليز هم الوطن القومي اليهودي، وأنهم يقفون موقف العداء للعرب مما اجبر الحكومة أن تفكر في الأمر كثيراً وتصطنع الوسائل لاسترضاء العرب وتهدئة شعورهم المتوترة بسبب استشهاد القائد القسام الذي سوف يقضي على النفوذ الأجنبي وعلى مشروع الوطن القومي اليهودي(1).
ودليل على ازدياد الكراهية للانجليز ما حصل في مناسبة إحياء ذكرى احتلال القدس في 9/12/1935م واصدر المجتمعون قراراً يذكرون فيه: "أن قضية عرب فلسطين هي قضية كفاح وصراع بين العرب والانجليز الذين هم مسئولون عن كل النكبات التي حاقت بالبلاد وكل مهادنة مع الانجليز من قبل الأحزاب الفلسطينية تعتبر خيانة للوطن، وينتهزون هذا الاجتماع ليعلنوا تقديسهم للقسام وصحبه رحمهم الله(2).
وبدأت الأحاديث تدور على أفواه الشعب بأن الوطنيين المصريين لم يتمكنوا من الحصول على تنازلات من البريطانيين إلا بعد أن لجأوا إلى وسائل اشد مما اتبعوها في وقت مضى(3).
كان قد عم السخط على الزعامة التقليدية بسبب التقارب بينهم وبين السلطات البريطانية والغزل القائم بينهما، فاستشهاد القسام كانت بمثابة صحوة امة قامت على هؤلاء الزعماء التقليديين وأيدت بجزم ما قام به القسام ولهذا أجبرتهم على تخفيف حدة التقارب من البريطانيين، ففي المقابلة التي أجراها واكهوب مع ممثلي الأحزاب الفلسطينية بعد ستة أيام فقط من استشهاد القسام، وقدم هؤلاء الزعماء مذكرة جاء فيها: "أنهم إذا لم يتلقوا عن مذكراتهم جواباً يمكن اعتباره بصورة عامة مرضي فأنهم سيفقدون كل ما يملكونه من نفوذ على أتباعهم وبالتالي تسود الآراء المتطرفة غير المسؤولة وتدهور الحال سريعاً"(4).
وابلغ واكهوب وزير المستعمرات الجديد في رسالته التي أرفق بها المذكرة المشار إليها "أن الزعماء العرب محقون في القول بأنهم بدون ذلك، بدون تلبية مطالبهم سيفقدون ما يملكونه من نفوذ وتختفي بالتالي إمكانيات تهدئة الحالة الحاضرة بالوسائل المعتدلة التي اقترحها"(1).
وهكذا ألقت ثورة القسام ظلاً كبيراً على المسرح السياسي الفلسطيني وأصبحت كل محاولة لإقامة علاقة بين الفلسطيني والحكومة مكتوب عليها بالفشل، وقد ذكر حمدي الحسيني بمناسبة إحياء ذكرى القدس 9/12/1935م قائلاً: "باتهام الزعماء التقليديين يترسخ قدم الاستعمار، وسعت الزعامة التقليدية لتقوية مراكزها فقط عند المستعمرين بالتظاهر بالوطنية واستغلت مع الاستعمار الدماء الزكية التي سفكت في عام 1920م، 1921م، 1933م حتى ضاعت هدراً"(2).
كانت حركة القسام أول عمل ثوري منظم يعتمد على الكفاح المسلح في ظل الانتداب البريطاني، وكان قدوة للآخرين والاحتذاء به حتى يومنا هذا(3)، فلهذا قال عنه ديفيد هيرست David Hirst وهو صحفي متخصص في الشؤون العربية "انه كان أول فدائي في تاريخ فلسطين"(4). كان القسام أول ثائر من نوع جديد، لو عرفته فلسطين من أول عهد الانتداب لتغير مجرى تاريخ فلسطين، ولم تكن حرب 1948م، لأن روح القسام كافية لإنقاذ فلسطين من هذه المآسي والويلات التي غرقت فيها(5).
قال احمد الشقيري عن جهاد القسام: "لو أن قادة العرب استلهموا روح القسام … لما وقعت الكارثة الأولى ولا الكارثة الثانية"(6).
أدى ازدياد الوعي إلى ظهور قيادة محلية في المدن الفلسطينية أخذت على عاتقها مهمة تحرير البلاد مثل كتلة نابلس بقيادة أكرم زعيتر وكتلة يافا بقيادة حمدي الحسيني وكتلة طولكرم بقيادة سليمان عبد الرحمن، وحاول عاطف نور الله إنشاء كتلة في حيفا ولم يكتب لها الحياة، وقد كانت هذه الزعامات متخلفة عما يجري في البلاد من مواجهات عسكرية، إلا أنها قامت بتوعية سياسية بين الجماهير(1). كان يناصر هذه الكتل عزة دروزه وعجاج نويهض الحوت من زعماء الاستقلاليين(2).
ويستفاد من تقارير دائرة التحقيقات الجنائية البريطانية أن هذه الكتل مجتمعة تعمل على التحريض السياسي ضد الاستعمار البريطاني والصهيونية، وهذا كان واضحاً من خلال كتاباتهم وخطبهم وإجبار زعماء الأحزاب على يتخذوا في مؤتمر نابلس المقرر عقده في الخامس عشر من كانون الثاني قرارات قوية كعدم التعاون والامتناع عن دفع الضرائب والقيام بالمظاهرات وإثارة أعمال التحريض وإلهاب المشاعر خلال الفترة المتبقية على موعد المؤتمر(3).
كان لثورة القسام اثر كبير على اليهود إذ لم تخفي الصحافة فرحتها الغامرة لتوفق الانجليز في قتل عدد من المجاهدين الذين كانوا وراء موت روزتفلد ويعقوب وابنه، وفي نفس يوم المعركة بثت سينما تل أبيب بكلمات عبرية تذكر الخبر أن هناك معركة بين اللصوص وقوات الشرطة، ونشرت الصحف ووزعت المناشير عن هؤلاء المجاهدين يتهمونهم باللصوص، وان القسام هارب من الشرطة الفرنسية لأنه قاتل، وهذا دليل على الخوف والقلق الذي سكن في أفئدة الانجليز واليهود نتيجة مقدرة العرب على مواجهة الانتداب والصهيونية، وقد عقد قائد مدينة تل أبيب الصهيوني ديزنكوف اجتماعاً احتج فيه على أعمال الجهاد وسماها بالعصابة الإرهابية وهاجم الصحف العربية لمدحها لمثل هذه الأعمال(1). مما أدى إلى تحالف اليهود مع القوات البريطانية لملاحقة المجاهدين(2).
لقد فرح الانجليز واليهود باستشهاد القسام لأنه كان عقبة في طريقهم ولتحقيق مخططاتهم ومؤامراتهم، ولقد عممت السلطات البريطانية على الصحف في فلسطين وحذرتها من أن تكتب شيئاً عن القسام وجهاده وهددوا كل من يخالف هذا الأمر يقدم إلى المحاكمة وإغلاق مكتبه الصحفي وتغريمه غرامة مالية، ولكن تعاطف الجماهير مع ثورة القسام كانت فوق كل هذه التهديدات وقامت الصحافة الفلسطينية بالرد على اتهام بريطانيا التي تصف الشهداء بالأشقياء أنهم شهداء(3).
خاف الانجليز أن تقوم في فلسطين ثورة علنية ضدهم وضد سياستهم، وأرعبهم ما تركه استشهاد القسام من اثر في نفوس الفلسطينيين، فعادت الحكومة البريطانية إلى سياسة التهدئة وأعلنت عن عزمها إشراك العرب في الإدارة والتشريع فوضعت مشروع المجلس التشريعي.
كان القسام محقاً عندما قال قبل ابتداء المعركة في يعبد: "انه وإخوانه عبارة عن عود الثقاب الذي سيشعل الثورة في البلاد"(4)، وبعد المعركة تفرق القساميين وبدأوا يعدون أنفسهم للثورة الكبرى، وما أن تم الاستعداد حتى أشعلوا الثورة الكبرى الذي استمرت ثلاثة سنوات، حيث قام فرحان السعدي ومحمود الديراوي الذين نصبوا كمين على طريق نابلس-طولكرم فقتلوا ثلاثة من اليهود، كما قاموا بجمع الأموال من الركاب العرب لدعم الثوار من اجل شراء الأسلحة للثأر للقسام(1)، وكان لهذا التفجير اثر كبير على البريطانيين واليهود والزعامة التقليدية(2).
قام اليهود بالرد على ذلك بقتل اثنين من العرب على طريق ملبس، وكانت هذه الحادثة سبب في إعلان الإضراب العام الذي استمر ستة شهور، وكانت العمليات في منطقة الشمال أكثر منها في الجنوب لأنها كانت مركز تلاميذ القسام(3).
وعلى اثر إعلان الإضراب العام أعلنت القوات البريطانية حالة الطوارئ(4) وردوا بعنف واستدعوا قوات جديدة من اجل القضاء على نشاط تلاميذ القسام(5). كان أهم معاركهم في شهر أيار 1936م عندما هاجموا مستعمرة يهودية قرب وادي الملح بين حيفا وجنين أسفرت عن مقتل عدد من حراس المستعمرة وخمسة من سكانها(6) ومعركة الفندقومية بين المجاهدين بقيادة فرحان السعدي والقوات البريطانية، وكذلك اغتيال حاكم اللواء الشمالي اندروز في الناصرة عام 1937م(7)، وازداد لهيب الثورة بإعدام فرحان السعدي وهو صائم مما أدى إلى تشكيل مجموعة عرفت باسم إخوان فرحان السعدي(Cool.
الخاتمة
لعب القسام دور كبير في مقاومة الاستعمار الفرنسي في سوريا حتى فشلت الثورة، وحكم عليه بالإعدام ففر من سوريا إلى فلسطين لأنه يعرف أن الاستعمار واحد أينما وجد ولا بد من مقاومته.
وعند وصول القسام إلى فلسطين اخذ يعد للثورة ضد الاستعمار البريطاني والحركة الصهيونية مستخدماً كافة الوسائل، ولما شعر بأنه مراقب من بريطانيا فضّل الخروج لإعلان الثورة وحضّ الفلاحين على حمل السلاح، حيث استخدم العمل السري في تنظيمه الجهادي المكون من مجموعات ولكل مجموعة عملها الخاص بها.
اتبع القسام خطوات دقيقة في اختيار المجاهد بعد مراقبة دقيقة ودروس متواصلة حتى يستطيع الانضمام إلى القساميين، وبهذا يكون الشيخ القسام أول من أعلن الثورة في فلسطين معتمداً على الكفاح المسلح لمقاومة الاحتلال البريطاني والحركة الصهيونية، أي بدأ عمله العسكري من 1931-1934م ثم توقف بسبب مراقبة البريطانيين له واعتقال بعض عناصره.
جاء إعلان الثورة عام 1935م بنشوب معركة بينه وبين القوات البريطانية أسفرت عن استشهاد القسام وبعض إخوانه، وكان لاستشهاد القسام اثر بالغ على الزعامة التقليدية التي تخطاها بأسلوبه المسلح مما كشف للشعب ضعف هذه الزعامة وفشل أسلوبها، وقد أيقظ الشعور الوطني لدى الفلسطينيين ودفعهم إلى الطريق الصحيح في المقاومة ، وأيقنوا أن بريطانيا هي العدو الأول والرئيسي لفلسطينيين.
كان استشهاد القسام مقدمة لإعلان ثورة عام 1936م الثورة الكبرى في فلسطين، وقد لعب تلاميذ القسام فيها دوراً كبيراً وهم الذين فجروها وظل أسلوب القسام أسلوبا يحتذى به حتى وقتنا الحاضر.

رحم الله القسام ورفاقه والى روح النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم والى أرواح جميع أموات المسلمين والى روح القسام ورفاقه المجاهدين لهم منا جميعاً ثواب الفاتحة.

قائمة المصادر والمراجع
الجرائد
1-جريدة الجامعة الإسلامية: يافا، أعداد مختلفة.
2-جريدة فلسطين: يافا، أعداد مختلفة.
المجلات
1-عادل حسن غنيم: ثورة الشيخ عز الدين القسام، مجلة شؤون فلسطينية، ع6، بيروت، مطبعة الغريب، 1972م.
المصادر والمراجع
1-أميل توما: ستون عاماً على الحركة القومية العربية على فلسطين، القدس، مؤسسة البيادر الصحفية، 1978م.
2-احمد حسين: نصف قرن مع العروبة وقضية فلسطين، بيروت، المكتبة العصرية، 1971م.
3-المقدم يوسف رجب الرخيصي: ثورة 1936-1939م فلسطين دراسة عسكرية، بيروت، مؤسسة الأبحاث العربية، ط1، 1982م، ط2، 1993م.
4-الرواية الإسرائيلية الرسمية، الثورة العربية الكبرى في فلسطين 1936-1939م، ت: احمد خليفة، ت: سمير جبور، بيروت، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 1989م.
5-أكرم زعيتر: وثائق الحركة الوطنية الفلسطينية 1918-1939م، من أوراق أكرم زعيتر، أعدتها للنشر: بيان نهويض الحوت، بيروت، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 1979م.
6-أكرم زعيتر: يوميات الحركة الوطنية الفلسطينية 1932-1939م، ط2، باقة الغربية، منشورات اليسار، 1988م.
7-أكرم زعيتر: القضية الفلسطينية، دار المعارف، مصر، 1955م.
8-احمد طرابين: فلسطين في عهد الانتداب، الموسوعة الفلسطينية، قسم الدراسات الخاصة، م2، بيروت، د.ن، 1990م.
9-أميل الغوري: فلسطين عبر ستين عاماً، ج1، ج2، بيروت، دار النهار للنشر، 1972م.
10-الموسوعة الفلسطينية، قسم العام، دمشق، الهيئة الموسوعة الفلسطينية، 1984م.
11-إبراهيم القطان وعيسى الناعوري: بطولات عربية من فلسطين، 1375هـ/1956م.
12-أمين سعيد: ثورات العرب في القرن العشرين، دار الهلال.
13-بيان نويهض الحوت: القيادات والمؤسسات السياسية في فلسطين 1917-1948م، ط3، بيروت، دار الهدى، 1986م.
14-بسام العسلي: ثورة الشيخ القسام، بيروت، الديوان للنشر والطباعة، 1991م.
15-بولس فرح: من تاريخ الكفاح الفلسطيني المسلح، إضراب 1936-1939م، حيفا، مطبعة الوادي، 1991م.
16-جورج انطونيوس: يقظة العرب، تاريخ حركة العرب القومية، ت: ناصر الدين الأسد وإحسان عباس، بيروت، دار العلم للملايين، 1978م.
17-زياد عوده: من رواد النضال في فلسطين 1929-1948م، عمان، دار الجليل للنشر، 1987م.
18-يوسف هيكل: القضية الفلسطينية، تحليل ونقد، فلسطين، مطبعة يافا، د.ت.
19-كامل محمود خلة: فلسطين والانتداب البريطاني 1922-1939م، ط2، طرابلس، المنشأة العامة للنشر والتوزيع والإعلان، 1982م.
20-محمد عبد القادر أبو فارس: شهداء فلسطين، عمان، دار الفرقان، 1990م.
21-مناديل حساسيان: الصراع السياسي داخل الحركة الوطنية الفلسطينية ما بين 1919-1939م، القدس، منشورات البيادر، 1987م.
22-محمد مصباح حمدان: الاستعمار والصهيونية العالمية، صيدا، دار المكتبة العصرية، 1967م.
23-مصطفى مراد الدباغ: بلادنا فلسطين، ط4، ج5، بيروت، دار الطليعة، 1988م.
24-محمد عزة دروزه: حول الحركة العربية الحديثة، صيدا، المكتبة العصرية، 1951م.
25-محمود السمرة: فلسطين الفكر والكلمة، بيروت، دار المتحدة للنشر، 1974م.
26-ناجي علوش: المقاومة العربية في فلسطين 1917-1948م، عكا، منشورات الأسوار، 1979م.
27-سميح حموده: الوعي والثورة، دراسة في حياة وجهاد الشيخ عز الدين القسام 1982-1935م، القدس، جمعية الدراسات العربية، 1985م.
28-عبد الرزاق محمد اسود: الموسوعة الفلسطينية، فلسطين، م2، د.م، الدار العربية للموسوعات، 1978م.
29-عيسى السفري: فلسطين العربية بين الانتداب والصهيونية، القدس، منشورات صلاح الدين، 1981م.
30-علي سعود عطية: الحزب العربي الفلسطيني وحزب الدفاع الوطني 1934-1937م، القدس، جمعية الدراسات العربية، 1985م.
31-عبد الفتاح العويسي: إضراب فلسطين عام 1936م، دراسة في الأسباب، ط2، الخليل، دار الحسن للطباعة والنشر، 1990م.
32-عبد الستار قاسم: الشيخ المجاهد عز الدين القسام، بيروت، دار الأمة للنشر، 1984م.
33-عبد الستار قاسم: القيادة الفلسطينية قبل عام 1948م وأثرها في النكبة، نابلس، مكتبة الرسالة، 1992م.
34-عبد الوهاب الكيالي: الموجز في تاريخ فلسطين الحديث، ط8، ط9، بيروت، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1971م، 1985م.
35-عبد الحفيظ محارب ولحيي هاغاناه اتسل: العلاقات بين المنظمات الصهيونية المسلحة، 1937-1948م، بيروت، د.ن، 1981م.
36-عجاج نويهض الحوت: رجال فلسطين من بداية القرن حتى عام 1948م، بيروت، مطابع الكرمل، 1981م.
37-عبد القادر ياسين: كفاح الشعب الفلسطيني حتى عام 1948م، ط2، بيروت، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1981م.
38-فيصل عبد الرزاق: أمجاد ثورية فلسطينية وحياة بطل من أبطالها 1936-1939م، د.م، د.ن، 1995م.
39-صبري جريس: تاريخ الحركة الصهيونية 1918-1939م، بيروت، مركز أبحاث منظمة التحرير الفلسطينية، 1986م.
40-رجاء جارودي: فلسطين ارض الرسالات الإلهية، ت: عبد الصبور شاهين، القاهرة، دار التراث، د.ت.
41-تيسير جبارة: دراسات في تاريخ فلسطين الحديث، ط2، القدس، مؤسسة البيادر الصحفية، 1986م.
42-خليل البديري: يتذكر ما أغفله التاريخ، ستة وستون عاماً مع الحركة الوطنية الفلسطينية فيها، القدس، منشورات صلاح الدين، 1982م.
43-خير الدين الزركلي: الأعلام، قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين، ط5، بيروت، دار العلم للملايين، 1980م.
44-خيرية قاسمية: الحركة الوطنية الفلسطينية في ثلثي القرن الحالي 1900-1964م، الموسوعة الفلسطينية، قسم الدراسات الخاصة، م5، بيروت، د.ن، 1990م.
انتهى الموضوع بحمد الله وتوفيقه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ثورة الشيخ عز الدين القسام في فلسطين بقلم / عبد الجبار رجا العوده الحلقة الأولى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب الوعد من خيبر إلى القدس / بقلم مخلص برزق
» المقاومة المسلحة ضد المشروع الصهيوني في فلسطين 1920 - 2001
» فلسطين فى القلب
» لكم الله يا أهل فلسطين
» من ذاكرة فلسطين التاريخية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى نجوم الونشريس  :: قسم التسلية و الترفيه :: منتدى فلسطين-
انتقل الى: